مقالات سياسية

تألُق الحزب الشيوعي السوداني

إن هذا الحزب يشبه المعادن النفيسة التي تزداد قيمتها مع الأيام .. حاولوا على مرّ السنيين أن يثنوه عن دوره النضالي والتوعوي بشتى الطرق والوسائل فلم يتركوا حتى أعراض وأخلاق منتسبيه .. ألا أنه مازال يتألق في وجدان الغالبية العظمى من الشعب السوداني حضورا وتأثيرا شيئنا أم أبينا .. والشي الغريب إن الحزب الشيوعي السوداني كان متهما بالكفر .. والإلحاد .. وأنه سيقف وراء إنتشار الفساد والمجون بعد أن إختزلوا كل الفساد الأخلاقي في بعض العقائد التي يختلف عليها معظم أهل العلم الإسلامي ولا تقتصر على إختلاف الشيوعين وحدهم فيها بينما صرفوا نظرهم عن بقية أنواع الفساد … وكان إتهاما أما غيرة أو حقدا أو تصفية حسابات ..
ورغم عدم مشاركته في الحكم خلال الثمانية وعشرون سنة الفائتة … سنين الفساد والسرقة والدمار في تاريخ الوطن .. وترك لهم الجمل بما حمل … وترك الحكم لأهل العلم وعلماء الدين والفضيلة كما يدعون فماذا كانت النتيجة ؟ متروك لك الإجابة عزيزي القارئ المستنير
فأين التطور الأخلاقي الذي كان الحزب الشيوعي يقف ضده وأين هذه المواهب الإسلامية التي كان يسد الطريق أمامها الشيوعين وأين هؤلاء العباقرة المتدينون الذين وقف الحزب حائلا دون أداء واجبهم وظهور مواهبهم حتى يملأوا لنا بها الأرض عدلا وفضيلة وقمحا وتمني كما وعدوا
لقد إتضح بعد هذه التجربة المريرة التي قاسى فيها الشعب السوداني كل مرارات الذل والعهر السياسي حقيقة دوره وتأثيره الإيجابي في المجتمع وكذلك حجمه .
لم نكن ندرك قيمته مثل كل الأشياء العظيمة ولكن بعد التجربة المريرة ظهرت حقائق كثيرة للناس .
إتضح لنا حجم الفراغ والدعارة السياسية التي مارستها علينا كل الأحزاب السياسية ماعدا أحزاب التنوير والوعي الجماهيري ولكن حديثي اليوم عن الحزب الشيوعي ..
وإتضح لنا حجم الكارثة التي لحقت بنا نتيجة للمارسات التي تمارسها علينا هذه الأحزاب الطائفية والدينية
وإتضح لنا الكذب والعهر السياسي الذي إنتشر بعد إنتشار الخفافيش السياسية التي إنطلقت في الوطن مستقلة الفراغ الذي أحدثه غياب الوطنيون حقا والعفيفيون تربية وأخلاقا وإستباحة هذه الخفافيش السياسية حتى كل تاريخنا وسببت لنا الكارثة والدمار والفشل الذي نعيشه اليوم
وإتضح لنا أن هؤلاء الخفافيش لا يصنعون إلا الدمار والفساد والجهل في عقول الناس وأن مائة من هؤلاء الملتحين لا يصنعون شيوعيا واحدا
لقد ملأتم الساحة السياسية بنباحكم ونهيقكم وبمواعظكم الفارغة في المنابر الكاذبة وقلتم لنا ونحن طلابا إن الشيوعيين هم الفاسدون والمنحلون فنبذناهم وإبتعدنا عنهم وعندما وعيينا لم نر الفساد إلا في رجال الدين والملتحين .. وقلتم لنا ونحن طلابا إن الشيوعييين يمارسون الزنى في وضح النهار ولا يصومون رمضان فقلنا لهم عليكم لعنة الله في الأولين والآخرين وعندما وعينا إتضح لنا الذين يستحقون اللعنة هم الذين يمارسون الزنى في منتصف نهار رمضان وفي داخل الشقق المغلقة هم من أصحاب التدين الشكلي … وقلتم لنا الذي لا يخاف الله لا تأمنه علي عرضك وأرضك وأبعدناهم عن حقوقنا وأعراضنا واستأمناكم على أموالنا وأعراضنا وأرضنا ومستقبلنا لأنكم (تخافون الله) فلما وعينا إتضح لنا أنكم لقد فرطتم في الأرض والعرض وفسدتم المجتمع بأكمله في أكبر جريمة أخلاقية عصرية … وقلتم لنا ونحن طلابا لا تتعاملوا مع الشيوعين الكفرة الفجرة ولما وعينا إتضح لنا حكامنا ( الإسلاميين ) يطلبون الحماية من الدولة الشيوعية الكافرة الفاجرة
وإتضح لنا أن الحزب الشيوعي كان ومازال حزبا نزيها ويكفيه شرف عدم المشاركة في دمار الوطن في ربع القرن الأسود من حكم الإسلاميين على السودان فلم يداهن الفاسدون الحاليون والسابقون
وإتضح لنا أنه حزب متكامل في الأداء والقيمة وهذا من أكبر نجاحه وتفوقه وبقائه حيا وسيبقى طالما زعاماته هي التي تتقدم صفوف المطالبون بحقوقهم .. وهذا من أكبر عناصر نجاحه وتفوقه أخيرا وإلتفاف الجماهير حوله
وكان أداء الحزب الشيوعي السوداني في الفترة الماضية شئيا مميزا وفريدا إختلف به عن كل الأحزاب بعد أن سقطت ورقة التوت من الجميع وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. وكانت القيمة الأخلاقية هي الأساس الذي يرتكز عليها الحزب الشيوعي في مسيرته النضالية .
وإتضح لنا أنه لم يبهره شي في مسيرته السياسية كحزب أكثر من حبه للوطن بالرغم من الإغراءات التي اغوت الكثير من ضعاف النفوس وأحزاب الفكة .. وحافظ على شرفه فلم يشارك في الجريمة المكتملة الأركان التي تمارس يوميا ضد الوطن على مدى ربع قرن من الزمان
وإتضح لنا بعد هذه السنين أن الحزب الشيوعي السوداني ما زال متألقا وفارس في الساحة السودانية.

ياسر عبد الكريم
[email][email protected][/email]

‫3 تعليقات

  1. لست شيوعيا لكني اشهد لهذا الحزب بالوطنية العالية ولمنسوبيه بالبسالة والصمود عرفناهم في حركة الطلبة قبل ان نعرفهم في المجتمع العريض وأظل اعجب لضخامة تضحياتهم لايرجون منها مكسبا يعود عليهم واشهد لهم بالمعرفة والثقافة وعمق الاطلاع والتجرّد مما جعل جمهور الشعب لايلقي بالا لمحاولات تشويه فكر الحزب وثوابته ذلك وهناك دور عالمي غير مقتصر على المحلية فالشيوعي السوداني (لا غيره من الاحزاب الشيوعية)يقود مسيرة تجديد وابداع في الفكر الاشتراكي والمفاهيم في ضوء مستجدات معلومة ثم ان الجماعة ديل يتحدثون عن إلحاد وكفرانية الشيوعي أعرف اعضاء حزب لهم من تقوى الله عز وجل ما قد يوازي تقوي ههيئات علماء مجتمعين في بعض البلدان بلاش نذكر اسمها لكن حقيقة تأسفت جدا لعناصر بالغة الاستنارة بعدت أو أقصيت كذلك لايعجبني ابدا ابدا إنكار الحزب أو تعمّد تجاهل ادوار باهرة لرواد حصل ما ابعدهم عن الحزب لسبب او آخر … والتحية لكل المناضلين في كل الجبهات من كل الاحزاب والهيئات والحركات والنصر للحق وللحرية والله أكبر فوق كل كيد وفساد وظلم

  2. لست شيوعيا لكني اشهد لهذا الحزب بالوطنية العالية ولمنسوبيه بالبسالة والصمود عرفناهم في حركة الطلبة قبل ان نعرفهم في المجتمع العريض وأظل اعجب لضخامة تضحياتهم لايرجون منها مكسبا يعود عليهم واشهد لهم بالمعرفة والثقافة وعمق الاطلاع والتجرّد مما جعل جمهور الشعب لايلقي بالا لمحاولات تشويه فكر الحزب وثوابته ذلك وهناك دور عالمي غير مقتصر على المحلية فالشيوعي السوداني (لا غيره من الاحزاب الشيوعية)يقود مسيرة تجديد وابداع في الفكر الاشتراكي والمفاهيم في ضوء مستجدات معلومة ثم ان الجماعة ديل يتحدثون عن إلحاد وكفرانية الشيوعي أعرف اعضاء حزب لهم من تقوى الله عز وجل ما قد يوازي تقوي ههيئات علماء مجتمعين في بعض البلدان بلاش نذكر اسمها لكن حقيقة تأسفت جدا لعناصر بالغة الاستنارة بعدت أو أقصيت كذلك لايعجبني ابدا ابدا إنكار الحزب أو تعمّد تجاهل ادوار باهرة لرواد حصل ما ابعدهم عن الحزب لسبب او آخر … والتحية لكل المناضلين في كل الجبهات من كل الاحزاب والهيئات والحركات والنصر للحق وللحرية والله أكبر فوق كل كيد وفساد وظلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..