حان أوان رد الجميل ..!!

عبد الباقي الظافر

حينما رفع ذاك الشاب يده طالباً فرصة للحديث في المؤتمر الجامع انتقلت الأعين نحو الصفوف الخلفية ..لم يسرف في الحديث كغيره..بل كان متواضعاً في شرح وجهة نظره كشاب يبحث عن فرصة في وطنه..عثمان كغيره من آلاف الشباب هجر الوطن يبحث عن فرصة أخرى في ما وراء المحيطات الضاجة بالحياة ..عمل عثمان في شركة نظافة في إحدى المدن الأسترالية ..حذق عمله وكان دائماً في خاطره العودة إلى أهله محملاً ببعض الخبرة ..الآن عثمان يدير بالخرطوم شركة صغيرة ورائدة في مجال خدمات النظافة توفر فرص عمل لقطاع واسع من الشباب الذين يماثلونه في العمر ويشاطرونه حلم النجاح.

بالأمس عادت الأفواج الأولى من المغتربين الذين ضاقت بهم المهاجر الخليجية ..معظم أولئك الشباب والشيوخ عانوا من الإحباط المزدوج ..لم تستوعبهم الأسواق السعودية وفي ذات الوقت لم يكن في وسعهم العودة و(اليد فاضية).. حتى خيار العودة الطوعية لم يكن يسيراً لولا المهلة السعودية للمخالفين..نحو خمسين ألف مواطن عادوا أو في طريقهم للعودة ..هذه الأفواج تحتاج إلى بعض الأمل في بلد مشغول بإطفاء الحرائق السياسية..مجموعة الخمسين ألف مواطن معالجة أوضاعهم أكثر يسراً من الذين سيأتون من بعدهم..باعتبار ان معظم هؤلاء من الأفراد الذين لم يرفلوا في نعيم الحياة الخليجية بالتالي سقف توقعاتهم من بلدهم لن يكون عالياً.

المملكة العربية السعودية حزمت أمرها للتخلص التدريجي من العمالة الأجنبية عبر خطة( ٢٠٣٠).. عماد الخطة السعودية الجديدة تقوم على فرض ضرائب على العمالة الأجنبية حتى تفقد ميزة أنها عمالة قليلة الكلفة للقطاع الخاص السعودي ..كما تستهدف ذات الخطة التخلص من الأفراد غير المنتجين من الأطفال وربات البيوت..هنا يجدر السؤال عن الخطة السودانية التي من المفترض أن تستوعب الآثار السالبة بحيث يتم إدماج العائدين بيسر في حياة الكفاف التي يعيشها معظم السودانيين وذاك أمر غير يسير.

جهاز شؤون العاملين بالخارج يقوم بجهد كبير في حدود اختصاصه..لكن العودة الجماعية المفاجئة للمغتربين أو أسرهم تستوجب نفرة وطنية حيث يتم حشد جميع الجهات ذات الصلة في اتجاه الفعل الإيجابي ..علينا أن نضع في الاعتبار أن هؤلاء المغتربين تحملوا أعباءً كبيرة في توفير الحياة الكريمة لأسرهم الممتدة بالسودان ..كما كانوا مصدراً مهماً للعملات الصعبة في الأزمان الصعبة ..لهذا ينبغي رد الإحسان وبزيادة .

في تقديري ..المطلوب بأعجل ما تيسر تفعيل صندوق العودة الطوعية ونفض الغبار عن أعماله وتغذيته بالمال والأفكار ..هذا الصندوق ينبغي أن يلعب دوراً كبيراً في الأيام الحالكات ..من حسن الحظ أن عدداً من المغتربين سيعودون وفي أيديهم بعض المال ..وآخرين سيعودون مكتنزين بالخبرة الوافرة..لكن كل ذلك سيضيع هباءً منثوراً إن لم يجد مؤسسات إسناد تقدم الاستشارة الفنية والعون المالي إن لزم..هنالك قرارات اتخذتها الدولة ولكنها ما زالت حبراً على ورق مثل مجلس اقتصاديات الهجرة الذي تم إقراره مؤخراً لكنه لم يتحرك بين الناس..حتى حوافز التحويلات البنكية للمغتربين لم يتم تنشيطها رغم الحوجة الماسة.

بصراحة..مطلوب مجلس وزراء مصغر للتعامل مع قضية العائدين..بالإمكان امتصاص الصدمة وتحويلها إلى طاقة إيجابية ..إن لم يحدث ذلك سترتفع الأصوات مرددة قول الشاعر: ( ملعون أبوك بلد).

الصيحة

تعليق واحد

  1. ميادة دي معاها منو في حزبها؟ وللا هي الرئيس والجمعية العمومية كمان؟ رئيس حزب بمستوى معتمد ومال لو معاها عضو يشاركوه بمنصب رئيس محلية؟ عجايب احزاب لو وزعوا اعضاءها على ادارة محلية ما يكفوا!

  2. يا ال
    ظافر قل الحق أو أصمت.ماذا فعل الجهاز للعائدين ورئيسه يقول ان الجهاز ليس جمعية خيرية لتوظيغهم

  3. بقيتى في مستوى واحد مع تابيتا بطرس وعفاف تاور واشراقة وتراجى وبقية العقد الرخيص يا ميادة سوار الدهب خسارة الكانو عشمانين فيك.

  4. {
    جهاز شؤون العاملين بالخارج يقوم بجهد كبير في حدود اختصاصه }

    ربنا يسألك لو ماااا قلت لنا ما هو المجهود الكبير الذي قام او يقوم
    به الجهاز
    و ما هي نتيجة خذا الجهد الكبير

  5. جهاز شؤون العاملين بالخارج يقوم بجهد كبير في حدود اختصاصه!
    يا عزيزي جهاز شجون العاملين بالخارج ليس له دور سوى التضييق على العاملين بالخارج و اثقالهم بالاتاوات و الجبايات و احباطهم بالاجراءات السقيمة ….

  6. يأ أخي أترك هذا العبط في التحليل هذا الغترب عائد لوطنه رضيتم أم أبيتم فهو ليس بلاجيء يجب ادماجه في المجتمع ، وكيف يدمج شخص في مجتمع خرج منه.

    فهذا المغترب لديه مجتمعه الصغير في كافة أنحاء الوطن ولم ينفصل عنهم للتحدث عن غلابة ومرفهين وسطهم. وأرى المعضلة الكبرى سوف تواجه حركتم الإسلامية لإنها كانت تعيش متطفلة على مداخليهم الشحيحة أصلاً ولم يكن يكفيهم أنفسهم في الغالب

    اختلقتم تلك الموارد للدولة منذ ركوب حركتم موجه نميري وحتى اللحظة بزكوات وضرائب وجبايات قننت بفتاوي وقوانيين غير عادلة لا تقابلها حقوق ولا ضمانات تقاعد.

    فالمعضلة الكبرى في تقديري سوف تواجه الحكومة خلال السنوات الاربع القادمة بخروج هذا المورد من جباياتكم وتلحق بترول الجنوب.

    وللمغترب وأسرته رب يتكفل برزقهم وعلى الحكومة أن تبحث لرزق للتهامي وجيشه من العاطلين عن العمل الحقيقي في جهاز تلتله المغتربين

  7. صحيح أن الوضع سيئ في ظل نظام الطاغية البشكير…

    ولكن الحالة لا تقبل التنظير الكثير، فمن رحم المأساة يمكن أن يولد الأمل وربما اجتراح المعجزات… على العقلاء التفاكر مع شرفاء الأمة لوضع خطط وأفكار لإقامة مشاريع تجارية مصغرة يمكن أن تسهم في حل مشاكل هؤلاء المنكوبين.

    فبدلا أن يستمر الناس في ندب حظهم المفضي لليأس، ويستمروا في رمي جام غضبهم على هذا المسؤول أو ذاك وهم يعلمون أصلا أن جلودهم أصبحت ثخينة ولن يؤثر عليهم مثل هذا الكلام… عليهم أن يتحركوا ويحاولوا انتزاع جزء ولو يسير من حقوقهم حتى ولو بالحيلة واستدرار العاطفة.

    فهؤلاء في النهاية لا يهمهم حتى ولو جاع كل شعب السودان.

    ما المانع أن يجتمع هؤلاء العائدين ويبذلوا بعض من مدخراتهم ولو جزء بسيط لإنشاء مشروع زراعي أو سلسلة مطاعم أو متاجر وغيرها من مشاريع المبتكرة متوسطة التكلفة وذات العائد السريع. اعتقد عندما يلمس هؤلاء اللصوص جديتهم وإصرارهم سيضطرونهم لتقديم التسهيلات الضرورية، لا سيما وأنها فرصة لهؤلاء المتنفذين لتلميع أنفسهم، وتضخيم الأنا فيهم عندما يتبجحوا ويقولوا عملنا وعملنا، ناهيك عن فرصة لبعضهم ليستفيد.

    أظن شوية فلهوة وبهارات ومعرفة من أين تؤكل الكتف لن تضر، خصوصا في ظل إنعدام الخيارات والبدائل الأخرى في بلد نازف ومتردي اقتصاديا.

  8. اذكر انى قد حضرت اللقاء الذى تم مع الدكتوره مياده سوار الدهب وعجبت بان كل من يحمل درجة الدتوراه هو قادر على حل مشاكل الشعب السودانى وهى التى انتفخت وشهقت وطرحت زفيرا وقالت انا كفيله بمهمة المغتربين العائدين والتصدى للملف الخاص بهم ولكن سرعان ما تبخر وصعد بخارا عسى ان ينزل عيثا سحا قدقا مجلجل

  9. “في تقديري ..المطلوب بأعجل ما تيسر تفعيل” …يا الظافر دا شنو؟ ما معقول تقلد الأستاذ عثمان ميرغني في كل شي حتى كلماتو!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..