أخبار السودان

أم قسمة: “شباب شارع الحوادث” أولادي ولم يخيبوا ظني أبداً..

رصد: مصعب الهادي- حافظ بشير
تصوير: عبد الله ود الشريف
بعد عناء ورهق الكتابة، وأيام من التحضير لإخراج الليلة، كان أن إذنت الساعة الثامنة مساء من ليل أول أمس السبت بشكل ولونية مختلفة في سماء (التيار) في مقرها الجديد، انطلاقة ببداية مختلفة من المبنى الجديد، ونظراً لأريحية المكان أبى أهل (التيار) إلا أن تكون معهم (أم قسمة) نوعا من العرفان ورداً للجميل الذي قدمته خلال الأيام الماضية بتبنيها مبادرة شباب شارع الحوادث وضمها لهم وتقديم العينيات لهم في مسعاهم، فمن مختلف الأطياف والألوان السياسية والشعبية ازدهى مقر “التيار” وبدأ الجمع لبداية الحفل والتكريم.
عثمان ميرغني يتحدث..
كان أول من بدأ الحديث رئيس التحرير عثمان ميرغني نيابة عن أسرة (التيار) الذي أثنى على الجمع وقال في كلمته: إن مبادرة شباب شارع الحوادث تجربة اجتماعية تحتذى، ونرجو منها المزيد في الأيام القادمة، وأضاف “لا توجد قيمة للإعلام ما لم يكن ذا تضافر مع الجهود المجتمعية المبذولة، لافتا إلى أن الشباب هم الوقود الذي تعول عليه الدول في سير تقدمها بعيداً عن أي انتماء سياسي يحد من تطلعها، داعيا إلى تضافر الكل حول المبادرات الشعبية من أجل مساعدة المجتمع على التعافي من رهق التنظيمات في تقدير للدور الذي تلعبه سيرا نحو المستقبل، وأشار ميرغني إلى أن المجتمع حين يعرف حاجته بعيداً عن الاتكال في تصريف أمور حياته بعيداً عن الحكومات فيكون قد بدأ الخطوة الأولى بالفعل نحو غده، وزاد على ذلك أن الجهود المجتمعية هي ذات تأثير قوي في حراك وتقدم الشعوب.
وقال: إن أم قسمة وغيرها الكثير من أبناء البلد ممن يعملون من أجل الآخرين هم القدوة التي يجب أن يحتذى بهم، وأعلن عثمان خلال حديثه أنه سوف يتبنى حملة شارع الحوادث الإعلامية، فاتحا أبواب “التيار” ومنظمة التيار الاجتماعية لمن يملك السلطة أو المال؛ فهي مفتوحة له على مصراعيها في أي وقت، وقال: إنه يجب أن نحك جلدنا بضفرنا لأنه يجب أن نتكاتف جميعا، وأن اليوم الذي لا نلتفت فيه إلى الحكومة، يتوجب علينا أن نوقد الشموع بدلا من الدموع بأن نتحرك بأنفسنا دون الاتكال على أحد من خارج بلادنا.
شباب شارع الحوادث..
من جهة أخرى التقط قفاز الحكي عضو شباب شارع الحوادث “آدم أحمد آدم” وقال: إن ما يقدمونه من أعمال من أجل الآخرين في مبادرة شارع الحوادث هو ليس بتكليف أو إيعاز من أحد، بل هو الواجب الوطني الذي يحتم عليهم- أبناء لهذا الوطن- فعل ذلك، وأشار إلى أن تكريم شارع الحوادث يعد تكريما لكل الشعب السوداني، الذي استقطع من قوته من أجل مساعدة كل محتاج، بل المبادرة جلها هي نتاج من تضافر المجتمع، وهم أبناء لهذا المجتمع، يحتم عليهم مد يد العون بجنيه من جنيه، وقال: إن تكريم “التيار” هو تكريم للشعب والمجتمع السوداني لأفراده وقطاعاته الشاملة.
أم قسمة تخطف الأضواء..
وفي كلمتها روت أم قسمة قصتها وقالت: إنها امرأة بسيطة جاءت من ولاية غرب كردفان، قادمة بابنتها الصغيرة التي عانت من مرض “السرطان”، وبدأت في البحث عن العلاج إلى أن تقطعت بهما السبل، ولم تجد من يعينها، إلا حين قامت بإخبار الممرضة أن هنالك شباب يقومون بتقديم العون لمثل حالتها، وزادت أنها أثناء جلوسها في المستشفى جاء إليها أحد الشباب وطرحت عليه معاناتها في الحين قال لها: إنه سوف يذهب ويأتي، بعدها قدم مجموعة شباب لم تعرفهم، وقالوا: إنهم سوف يتكفلون بكل ما تحتاجه من علاج ومصاريف، وقالت إنهم كانوا كما قالوا إلى أن تعافت ابنتها، وقالت: إنها من تلك اللحظة قررت أن تقف مع هؤلاء الشباب قلبا وقالبا؛ لأنهم يقدمون كل العون إلى القادمين من الأرياف حتى إن كانت حالة وفاة يتكفلون بكل المعينات اللازمة، وأشارت إلى أن شباب شارع الحوادث هم أبناؤها الذين لم يخيبوا الظن فيهم مطلقا، وختمت حديثها بأنها عاجزة عن قول أي شيء تجاههم، طالبة من جميع شباب السودان أن يحذو حذو شباب شارع الحوادث، وأن من يسمع بهؤلاء الشباب يجب عليه أن يفعل بقدر ما يستطيع.
موقف إنساني مؤثر..
من جهة أخرى سرد الشرطي بالمعاش “عبد الرحمن سعيد موسى” حكايته مع شباب شارع الحوادث في بداياته، وقال: إن ابنته كانت تعاني من التهاب حاد باللوزتين في الأسبوع السابع من عمرها، ولم يكن يملك المال الكافي لمعالجتها، وليست لديه بطاقة تأمين تكفل له العلاج، وجد شباب شارع الحوادث الذين وقفوا معه خلال تلك الأزمة، فهو يحيهم، ويحث كل الأجهزة الإعلامية أن تقف مع تلك المبادرات والجهود المجتمعية؛ لأنها تسد كثيرا من حاجات الناس.
قصاصات ملونة..
شهد حفل أسرة “التيار” الكثير من المواقف المؤثرة، التي وجدت إشادة من الحضور، لعل أبرزها تكريم “أم قسمة”، ومن ثم أعقبها تكريم الشرطي بالمعاش “عبد الرحمن سعيد” الذي قام بتكريم رئيس التحرير “عثمان ميرغني” والكاتبة “أسماء جمعة”، تلاها توقيع (التيار) عقودا مع “شارع الحوادث” بالرعاية الإعلامية، ومجموعة “آدم وحواء”، و”منظمة شباب العقد الفريد الخيرية”، ممثلة في أمين شؤون العضوية “عبد الله إبراهيم”.
الجدير بالذكر أن الحفل قدمته الكاتبة “أسماء جمعة”، غنى خلاله الصحفي “أنور نمر”، وكان حضوراً جمع من الزملاء الصحفيين، بجانب كتاب الرأي والأعمدة، وضم عددا من السياسيين والدبلوماسيين.

أم قسمة: أشكر كل الصحفيين على وقوفهم بجانبي

بسبب أن امرأة من غمار الناس افتتحت صرحا علاجيا في مشفى للأطفال قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن، وفجأة لحقتها موجة عاتية من الشهرة والصيت رفعتها إلى درجة الرموز والأيقونات في العمل الطوعي والإنساني.. أم قسمة التي صارت على كل لسان تحكي عن نفسها في المساحة إدناه ببساطتها..

من أنت؟
أنا اسمي الحقيقي روية من مواليد منطقة لقاوة بغرب كردفان وقد نشأت وتزوجت فيها وأنجبت أولادي..
كيف ومتى بدأت علاقتك بشباب شارع الحوادث؟
علاقتي بشباب شارع الحوادث بدأت بعد مرض ابنتي قسمة في العام 2009م عندما كان عمرها ثلاثة عشر عاما.. وبقيت بمستشفى جعفر أبنعوف مدة عام كامل حتى أصيبت بالفشل الكلوي وصارت تغسل مرتين أسبوعيا حتى الآن.
في أثناء رقادي بالمستشفى فكرت في الحصول على بعض المال من خلال عمل شريف فبدأت بيع الشاي في أسفل المستشفى حتى أكون قريبة من بنتي ولن أنسى أبدا المساعدات التي قدمها لي الشباب خصوصا دكتورة صفاء وزملاءها الذين رعوا ابنتي وقدموا لنا السكن والعلاج فترة طويلة.
في هذه الفترة تعرفت على شباب شارع الحوادث كنت في غيابهم عندما يذهبون إلى المعامل والمستشفيات لزيارة المرضى وتقديم الخدمات أقابل مجموعة جديدة من ذوي المرض وانتظرهم برزمة من الأوراق حتى يقوموا بمتابعة أصحابها.
متى تفرحين؟
وكنت أفرح عندما أرى طفلا بلغ الصحة بفضل الله وبفضل جهود هولاء الشباب.
وأنا الآن عندما أنظر إلى ابنتي قسمة وهي تستعد للذهاب إلى الجامعة وإلى الغسيل بعد أن عاشت شهورا مع الألم والمرض أقتنع أكثر بفعل الخير والعمل من أجل علاج المرضى المساكين.
أين تقيم أسرتك؟
أنا أسكن بالإيجار في الحاج يوسف مع أطفالي وابني الأكبر.
والصغير سليمان الصغير فهو قد دخل الجيش وبعد وفاة والده ثم مرض قسمة ترك الجيش وقال لي أنا لازم أكون معكم وهو الحمد لله معنا ويعمل في الأعمال الحرة.
كيف قابل الأهل خبر الافتتاح؟
الدنيا كلها وكل أهلي ومعارفي في كل السودان وفي غرب كردفان سعدوا كثيرا عندما سمعوا وقرأوا أنني قدمت لأعلن افتتاح غرفة العناية المركزة بمستشفى الأطفال في أم درمان وصارت اتصالاتهم لا تنقطع.
رسالة لمن توجهينها؟
شكري لكل الصحفيين الذين وقفوا بجانبي وبجانب شباب شارع الحوادث وأتمنى أن يزيد عدد الشباب الذين يسعون إلى فعل الخيرات ومساعدة المرضى والمحتاجين.

التيار



تعليق واحد

  1. الهندي عزالدين عندك وجة ي عدوا النجاح سارة منصور ادخلتك ف جحر ضب خاصة المنشور علي الواتساب قطهت لسانك وذبحت حنجرتك شكلرا عثمان ميرغني علي النية الصادقة خالية من الدعاية ولاسمك اما حبيبنا البفيض موت بفيظك والحس جزمة البشير

  2. غايتو ناس فارغه وجاهله
    وعقلهم صغير !!!!!!!!!!!
    ليغيظوا بعضهم البعض !!!!!!!!!!!
    ام قسمه دي بدل تعملوا حفله وترقصوا فيها
    أدوها مكافأة كشك تبيع فيهو الشاي وانبوبة غاز
    وكشك يحميها من خطر الشارع….
    بدل الإغاظة البتعملوا فيها دي الما منها فايدة
    عجيب يا سودانيين..
    واصلا ام قسمه دي ماليها علاقة بالبتعملوهو ده
    من إغاظات للحكومة…….
    ليس لها علاقة بمشاريعكم دي
    لا اكاديميا ولا صحفيا ولا حتى ليها علاقة
    بمشاريعكم دي
    غير انها مشكوره اصبحت امينة صندوق لدعم الحوادث بصفة مؤقته
    لا غير ,…….
    ويمكن مكافاتها بما يفيد عملها……
    ويساندها
    ولا القيامة القايمه دي!!!!!!!!!!!!
    عالم جهله………!!!!!!!!!!!
    شغل اطفال بس!!!!!!!!!!!!

  3. السؤال المحيرني : الرجل الجميل والسوداني الاصيل عثمان ميرغني كيف كان كوزا في يوم من الايام مش عارف، ويا ريت يكتب لنا عثمان ميرغني تجربته (كنت اخوانيا)مع تحياتي وتقديري لمبادرته.

  4. لفته بارعة من الرجل العظيم الباشمهندس عثمان ميرغني شكراُ كثيراُ نيابة عن الشعب السوداني لتكريمك ام قسمة ممثل الشعب في الاحتفالات الرسمية.

  5. الحاجة الغريبة ان قسمة لا من قريب او بعيد ذكرت اسم امير المؤمنين ولا أحد من وزرائه وحاشيته وبطانته وصعاليكه ولا حتى مامون جميد المثير للجدل .. ولا لاى منظمة اسلاميه أو تلك التى تحمل مسميات مثل تكسبون وتربحون وتفلحون .. ولا حتى الديوان الذى يتولى امر ركن من اركان الاسلام (الزكاة) .. لم نسمع ان الترابى او حسن مكى .. امين حسن عمر .. او مين زين العابدين .. او مين الانك نور الدايم .. عصام البشير .. عبد الحى يوسف وكل علماء السلطان الجائر.. على طالب الله .. الهادى عبد الفتاح الشريف ..جعفر شيخ ادريس .. على محمد أحمد جاويش .. سامى عبد الدائم .. والدكتور الحبيرى .. ويوسف البدرى .. وقائمة المنافقين تطول .. لم نسمع ان اى منهم دعم هؤلاء الشباب .. او اتصل بالام قسمة سائلا او مستفسرا او متبرعا ..او طالبا العضوية مع هؤلاء الشباب أوشاكرا او مادحا لهم همتهم .. وفوق هذا وذاك مشكلة قسمة وبنتها وكل المعذبين فى ارض السودان ليست مشكلة شباب الحوادث بل هى مشكلة امارة الجبهة الاسلاميه التى اغتصبت السلطة بأسم الدين ..
    تبا لكم وتب يا ايها الابالسة .. ولكم خزى فى الدنيا والاخره ..

  6. للاسف الشديد عثمان ميرغني يجيد الصيد قي المياه العكرة
    ام قسمة ضربت مثلا جميلا في تضحية الأم وعملت مع فرسان شباب شارع الحوادث بدون تكلف وبتلقائية تامة وبدون اضواء .
    عليه يجب ألا ننجرف وراء هذه المجاملات الفضفاضة والله هؤلاء لا يلعبون إلا لصالح ورقهم كل من اختلف مع الكيزان يرجع بنسبة 360 درجة ياخي خلوها مهضومة
    ديل ذي لعيبة هلال مريخ ما عندهم اي شغلة بالجمهور يموت يحيا وتلقا اللعيبة معزومين عشاء مع بعض
    يجب الا يكون حجم الطموحات من هؤلاء كبيرا والا نتوقع منهم خير اصلا لانهم لا يوجد لديهم خير
    فيا شباب شارع الحوادث خليكم زي ما انتم سابقا لا يستغلوكم هؤلاء لمكسب رخيص لبيع صحيفتهم

  7. عندماتصدق النوايا في الافعال يرفع الله زكرهاوقمة الانسانية ان تكون انسان وسيد الناس خادمهم

  8. برز الهندي يوما في عمود الفاسقينا **
    ومضى بالحرف يهزي ويسب الأكرمينا
    ويرى ان الشباب قد اتو عيبا مبينا **
    كيف يأتو لافتتاح من نساء الأسفلينا**
    ام قسمة أعذرينا ذلك الهندي بوق في خشوم الظالمينا**
    وهو كالديك يؤذن لصلاة الذل فينا**
    ام قسمة أعذرينا انت اعلى من حديث في نفوس الساقطينا**

  9. السلام عليكم..
    تعقيب على الهندي..
    أولا لاتجمعني باﻷخ الهندي عزالدين سابق معرفة.. وأجدني أطلع بين الفينة واﻷخرى على مقالات له في مواضيع شتى أكون رأيي الخاص فيها دون التفكير في الرد رغم أنه … وأتمنى أن يكون ذلك من قبيل المصادفة…. أجد نفسي غالبا ما أختلف عن مايطرح من آراء ولكني عموما لا أجد ما يستحق الرد..
    وحتى عندما كتب مقاله اﻷول عن حفل افتتاح العناية المكثفة من قبل شباب شارع الحوادث لم أفكر مطلقا في الرد رغم أن كلامه من وجهة نظري غارق في اﻹستعلائية والتكبر والتناقض الممزوج بالسطحية.. وقد استفزني مقاله غاية اﻹستفزاز لكني تمسكت بعادتي في الحوقلة والحسبلة والدعاء بالهداية لنا وله.
    ولكن بعد أن كتب مقاله الثاني حول نفس الموضوع ماعدت قادرا اﻹحتمال!!!
    وحتى لا أكون راميا للكلام على عواهنه سأدلف إلى نقاط بعينها أثارها حول هذا الموضوع..
    ولكن قبل هذا أعتقد أن أس القضية هي التعامل بالريبة والتشكيك وتحسس المسدس في الجيب مع أي عمل شبابي جماعي خارج إطار الحكومة ومؤتمرها الوطني!! حتى إن خلا هذا العمل من أي مظهر سياسي.. وحتى إن أتى بثمار خدمية ﻷجل إنسان السودان المسحوق المحتاج.. التعامل معها جاهز والمبرر لهذا التعامل الرافض والمشكك والمثبط جاهز طبعا وهو أن وراء هذا العمل جهة سياسية والغرض منه سياسي وهو النيل من الحكومة!! وطبعا لا بأس من تزيين هذا اﻹفتراض بالموشح الدائم أن المعلومات الموثوقة واﻷجهزة اﻷمنية ومصادرنا الخاصة و و و … تثبت هذا الزعم!!!
    رأينا هذا ليس فقط في مبادرة شباب شارع الحوادث بل في مجموع المبادرات الرائعة إبان محن الفيضانات في سنين سابقة عندما غابت الحكومة ومؤتمرها تماما عند الصدمة اﻷولى ” وإنما الصبر عند الصدمة اﻷولى ” وملأ الفراغ شباب من أجمل وأروع ما أنجب السودان.. وقدموا للبسطاء المنكوبين فوق ما تحتمل طاقاتهم وامكاناتهم.. ثم بعد أن اكتملت ترتيبات واجتماعات وحسابات الربح والخسارة السياسية للحكومة دخلت للميدان بمحورين: محور دعم المنكوبين ومحور التشكيك والتخوين والتضييق على أبطال الملحمة الحقيقيين بذات التبرير الجاهز.. بل وتمادوا بعد شهور قليلة حتى وضعوا بعض هؤلاء الشباب قيد اﻹعتقالات.. وبالطبع التهم جاهزة والمعلومات الموثوقة حاضرة!
    أما عن آراء اﻷخ الهندي في مقاليه فلدي التعليقات التالية:
    وصفك لمبادرة يقوم فيها شباب غض جله من عامة الشعب وكادحيه بجمع مليارات من الجنيهات وتسخير هذه المليارات في بناء وحدة عناية مكثفة متكاملة من حيث اﻷسرة واﻷجهزة وغيرها مع علمك بما يقتضيه هذا العمل من جهد بدني وإداري ولوجستي ونفسي وما يجابهه من معوقات.. وصبرهم عليه وهم في نفس الوقت يغطون عددا كبيرا من المستشفيات وعددا مهولا من المرضى من حيث سد نقص المال والدواء والدم وغيره.. وصفك لهذا العمل بأنه ” لا غبار عليه ” منتهى التعالي الفارغ!!
    هؤلاء الشباب لم يعترفوا بوزير ﻷن الوزارة وليس الوزير وزارة فاشلة بكل ماتحمله كلمة الفشل من مدلولات والتفصيل في الفشل التام لوزارة الصحة ليس ضروريا ﻷن تفصيل الواضحات من الفاضحات.. ولكن أيضا المقام لا يتسع لهذا حتى لمن لا يراه. ولكن قولك أنهم تجاوزوا المدير والإختصاصي الخبير في مجال اﻷطفال والمساهمين الفعليين في المشروع يجافي الحقيقة.. ﻷن هؤلاء الشباب أشركوا في كل خطواتهم إدارة المستشفى ونسقت معها ولديهم علاقات دائمة ومتميزة مع مجموعة من كبار اﻹستشاريين في كل التخصصات وخاصة اﻷطفال.. ويجدون التأييد والدعم من هؤلاء اﻹستشاريين.. وكذلك المساهمين.. أما إن كان قصدك تجاهلهم في اختيار الحاجة أم قسمة لقص الشريط فهذا أيضا جانبك فيه الصواب حيث أنهم أيضا نسقوا في هذه الخطوة مع من ذكرت آنفا.. هذه الخطوة بالمناسبة غاية في الروعة واﻹبداع.. المبادرة ﻷجل دعم المرضى وخاصة اﻷطفال.. والغرض الدعم فقط دون تعقيدات إدارية أو بنود تسيير وصرف إداري ومكاتب وسيارات…الخ. والحاجة أم قسمة ليست بائعة شاي بالمهنة لكنها اضطرت لذلك اضطرارا لتغطية تكاليف علاج ابنها المريض.. ابنها الذي لم تجد وزيرك الذي غضبت لعدم دعوته لافتتاح ثمرة الشباب.. لم تجده داعما لها في علاج ابنه ولكن وجدته في التلفاز يتحدث عن أن علاج اﻷطفال في المستشفيات الحكومية مجاني!! ونفس هذه المستشفيات تطالبها بثمن العلاج كاملا.. لم تجد وزيرك هذا برغم علمها بعدد وأماكن استثماراته ولكنها وجدت هؤلاء الشباب الذين دفعوا لها مالا ودواءا ودما من عروقهم التي جففها حر شارع الحوادث!!
    استضافتهم أيها الهندي في بنابرها ﻷنهم لا يملكون مكاتبا في برج التضامن أو عمارة الفيحاء!! وشهدت معهم الحلم خطوة خطوة..
    اختاروها لقص الشريط حتى يخبرونا أن هذه العناية المكثفة مبنية لحاجة أم قسمة التي تمثل نساء السودان ولابنها الذي يمثل اطفال السودان.. وليست مبنية لترفع في تقارير المكاتب المغلقة مشروعا للتنمية يصاحب زيارة رئيس أو قرب انتخابات أو استعطاف فصيل ما بمشروع ومنصب! وقطعا لو كانت مبنية لذلك لوجدت الوزير في اﻹفتتاح مبتسما لعشرات فلاشات التصوير..
    اختيار الحاجة أم قسمة لقص الشريط يا الهندي يعادل في القيمة واﻷهمية المشروع نفسه.. هذا اﻹفتتاح الموحي الرائع أسال دموع كثير ممن أعرف من رجال ونساء وشباب السودان لﻷسف تصفه في مقالك أنه حالة هتافية ومشهد عبثي!!
    لا بل تقول بعدها أنك تريد دولة مؤسسات راسخة لا دولة أحزاب وحركات وجبهات وقبائل!!
    هل أنت جاد يا الهندي؟؟ لم يكن السودان دولة أحزاب وحركات وجبهات وقبائل وفصائل بمثل ماهو عليه اليوم في ظل الحكومة التي تدافع عنها.
    ولعلمك فإن المؤسسات الراسخة في عالم اليوم ذي ” التراتبية المحترمة ” تعني أن تكون المستشفيات مؤسسات راسخة ومحترمة ومقبولة وليس شخص الوزير أو جسم الوزارة.. ولكن لﻷسف عندما تطغى الرؤية السياسية يكون الوزير والوزارة أهم من الخدمة التي من أجلها أنشئت الوزارة نفسها!!
    نحن عملنا في مستشفيات خارج السودان يكون عنبر المرضى وحماماتهم أنظف وأجمل من مكتب مديرها العام.. هذا في دول العالم التي تقدم المهنية على السياسة.. لكني أدعوك يا الهندي لزيارة أي مستشفى حكومي في الخرطوم واختر أي من مكاتب مديرها أو مديرها الطبي أو أمينها العام ثم ادخل أي من عنابر مرضاها!!
    التخويف بمصطلحات مثل الحمراء والشيوعيين وغيرها قديمة يا الهندي وعفا عليها الزمن!!
    لاحظ يا أخي أن ست الشاي هذه دعوها لقص شريط اﻹفتتاح وليس لعلاج مرضى العناية يا الهندي حتى تسأل عن التخصص وتشبهها بالغفيرة التي تدرس الرياضيات أو المشجع الذي تقمص دور المدرب!! لا يمكن أن تصل السطحية لهذه الدرجة.. فالبشير عندما يفتتح محطة كهرباء مثلا جاء بالصفة الرمزية وليس ﻷنه تخرج من كهرباء جامعة الخرطوم!! والصفة الرمزية للحاجة أم قسمة أوضح وأبلغ في هذه الحالة..
    أما مناضلي الفيس الذين لم تجدهم في ميدان أبو جنزير فﻷنك تعلم وهم يعلمون أن الرصاص الحي في الصدور والقلوب ينتظرهم ليحصد أرواحهم..
    معك حق أنهم فعلا لم يصلوا لمرحلة أن يخرجوا ويواجهوا الموت باﻵلاف كما واجهوه من قبل بالمآت في سبتمبر لكن أعتقد أنه ليس من الرجولة أن تتحدى العزل أن يخرجوا لميدان الرماية حتى يكونوا هدفا للقناصين!!!
    وصيتي لأمل اﻷمة شباب شارع الحوادث واخوانهم شباب السودان بكل ألوانه وتوجهاته سأفرد لها مساحة أخرى..
    والسلام.

  10. مع التحية والتقدير للأستاذ عثمان ميرغني. مواقفك رائعة ومقالاتك رائعة ولكن لدي طلب منك وأعتقد أن كل قراء الراكوبة يوافقوني على ذلك. نطلب منك توضيح موقفك من الأخوان المسلمين ومن سلطة الإنقاذ بكل وضوح وإذا تبرأت منهم وأعتذرت للشعب السوداني فعفا الله عما سلف. وتكون بذلك رمزاً وطنياُ يجله ويحترمه ويقدره الجميع.

  11. شكرا لعثمان ميرغنى .. ونتمنى أن تكون النيه صافيه وليس بها غرض .. على اية حال ..
    كان تعزم الهندى زفت الطين .. عشان نشوفو كان بسوى شنو ولا يهبب شنو.. أو يموت بغيظه

  12. يا أخ مقهور
    ما قلنا شئ مشكوره أم قسمه ماقصرت لكن يكافئوها بكشك يحميها من خطر الشارع
    وأنبوبة غاز تشتغل بيها
    وليردوا لها الجميل ما يعملوا حفله وظيطه
    وعواره شفع وهم ناس كبار وفاهمين الحياة
    خلاص أحسن حاجه يشغلوها معاهم مراسله في الجريده الجديده
    عشان ماتبيع ثاني في الشارع وتعرض نفسها لخطر الشارع كباقي ستات الشاي
    وإنتا عارف الشارع فيهو شنو؟ فيهو مجانين والمحششين والفاسدين أخلاقيا
    ولذلك أقول ذلك فلا تسئ الظن كما أسأتوا الظن في أناس من قبلي
    في تفسير ماكتبوهو بهواكم المريض……
    في مثل بيقول
    البيريدك يبلع ليك الظلط
    والبيكرهك يلقط ليك الغلط
    وده حالكم ياسودانيين
    مع الحكومة وغير الحكومة
    وحسن الظن أحسن من سوء الظن بالناس
    وأحسنوا طنكم بالله تجدوا كنوزا في الأرض
    والسماء
    والآخرة هي دار البقاء
    وفعلا البراميل النتنه
    لا تصدر إلا رائحة غير مستحبة
    تزكم الأنوف……..
    هندي في عينك
    أنا لامع هندي ولا بعرف الهندي
    ولا مع غيرك
    هذا رأي الخاص
    وتصريحك تصريح أناس جهلة يفسرون الماء بالماء
    والجميل بالقبيح وحسن النية بسوء النية
    سامحك الله
    من حق وزارة الصحة التدخل في أي مستشفى يخالف قوانين نظام وزارة الصحة
    والقانون هذا يطبق عالميا
    وليس في السودان فقط…..
    وإنتوا ياسودانيين ده حالكم تعملوا من الحبه قبه
    الله المستعان
    نحنا مقلنا شئ في هذه المرأة المناضلة
    ولكن أعطوا الموضوع حجمه الواقعي والملموس
    ولا تذيدوا وتكثروا من الكلام……..
    وشكلو الهندي يقصد بكلامه غير التنقيص من هذه المرأة المناضلة
    ولكن….لنا وقفة هو يقصدها وأنتم لم تفهموها
    أن برتكولات وزارة الصحة في فتح المستشفيات
    يجب أن تحترم وأن هذه لامجال لها في وزارة
    الصحة لأنها من عامة الشعب
    وليست من خاصة موظفي وزارة الصحة وليت دكتوره أو محضرة عمليات أو موظفة في الهلال الأحمر السوداني
    ومجالها مجال عادي ليس له علاقة لا من بعيد ولا قريب بنظام الطبي
    ويقصد إذا أردتوا رد الجميل لها لأنها حفظت الصندوق
    فردوا لها الجميل بعيدا عن المجال الطبي
    بصورة خاصة وليس في مجال العمل ياشباب الحوادث
    ونحي فيها مسألة الأمانة هذه..
    تحية لها لأنها أمينة وتستحق التكريم ولكن ليس بهذه
    الطريقة وبطريقة خاصة تخصها هي بعيدا عن الرسميات في مجال العمل
    وهى ليست معتمدة في المجال الطبي
    مثال لذلك
    لو كانت فراشه أو عامله بسيطة في المجال الطبي واسمها مدون مع العاملين في المجال الطبي
    لكان ذلك
    ذلك تكريما لها………

  13. بي صراحة يا جماعة..
    إبعدوا من الإبتذال..
    ما تفسدوا المعنى..
    ربما تشوهوا الصورة من حيث لا تدرون(خلونا فى الريبورتاج الأول).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..