رسالة صوتية من سلمان بخيت إلى “عبدالعزيز الحلو”

العم سلمان ربما تكون نواياك حسنة ولكن سردك التاريخى به كثير من الاخطاء, فعلى سبيل المثال المستعمر البريطانى لم يأتى ببدعة بيوت الدعارة أو بيع الخمور ولا حتى قادة الاحزاب القديمة لهم ذنب فى ذلك , فألدعارة معروف أنها أقدم مهنة فى تاريخ العالم تنتشر فى جميع بلاد العالم المسلمة و الغير مسلمة, و من المفارقة أن بيوت الدعارة المقننة تنتشر حتى يومنا هذا فى تركيا منذ السلطنة العثمانية رغم أن تركيا يحكمها اليوم حزب اسلامى فبريطانيا و معظم العالم الغربى المسيحى لا يوجد بهم بيوت دعارة مقننة بل على العكس ممارسة الدعارة ممنوعة بحكم القانون فى كثير من تلك الدول ففى السويد التى يعتقد الكثيرون أنها بلد اباحى تتطبق أقصى عقوبة بألسجن و الغرامة على الذين يشترون الجنس من النساء و قد يفضحون بأسمائهم أمام المجتمع فى كثير من الحالات خاصة الذين يشغلون مناصب عليا أو من مشاهير المجتمع, كذلك صناعة الخمور فالمستعمر البريطانى لم يفتح مدارس لتعليم الناس صناعة العرقى أو المريسة فتلك عادات و ممارسات تعلمها الناس و توارثوها لأجيال ولا علاقة لها بألمستعمر , دول الخليج و كثير من الدول العربية بها بيوت للدعارة, مشكلتنا فى السودان اعتقادنا السائد بأننا ملائكة منزهين من بين بقية كل العالم وهذه خدعة و كذبة كبرى نعيشها, معظم المشاكل الاجتماعية تخلقها ظروف الفقر و التخلف , التفلتات الامنية ليست أسبابها احقاد اثنية متراكمة كما يبدو أنك تشير فكل اثنيات السودان عانت حسب أزمات و معاناة جميع الوطن بصورة عامة, ليس السودان وحده الذى كان ينقل براز الناس فيه بألجرادل بل فى أعظم دول أوربا كان يحدث ذلك حتى بداية الستينات من القرن الماضى, فألمسألة تصويرها ليست بهذه البساطة على أنها أحقاد اجتماعية متراكمة بل هى اقتصادية اجتماعية فى المكان الاول socioeconomic , أخيرا الحلو و معقله كاودا من أبرز معالم كاودا مسجد كبير بمئذنة عالية الحلو لم يحوله لمتحف أو يمنع المصلين من أداء الصلاة فيه و هذا يفصح عن الكثير من الحقائق و الواقع.

أخى شاهد عصر
أنوى حين عودتى للسودان من غربة امتدت طويلا ان ابحث فى أمرين
الأول حقيقة ان اصل نوبة جبال جنوب كردفان من النوبة الرياطاب ولعلمك منطقة النوبة كانت تغطى جميع مناطق السافنا الغنية والسافنا الفقيرة والمناطق الصحرايو الأفريقية من القرن الأفريقى وتشمل النوبة الصومال وجيبوتى واثيوبيا واريتريا والسودان وتشاد وافريقيا الوسطى والنيجر ومالى وجنوب مصر وان ملوكها فى مملكة كوش حكموا مصر
الثانى لماذا استعان الكيزان بأطفال المايقوما ومجارى الأمطار وغذوهم وربوهم ثم اطلقوهم وسط المتظاهرين ليقتلوهم وهذا ماحدث فى عام 2013

وزير اعلام نميرى الذى هاجمه عبد الرحيم محمد حسين ونحن فى طائرة تحلق بين القاهرة والخرطوم على ارتفاع 34 الف قدم كان شيوعيا ثم تحول الى قومى عربى ثم ختم حياته مع الكيزان واظنكم عرفتموه
بعد 25 عاما من واقعة الطائرة بين عبد الرحيم مظاهرة كما نسميه والوزير قابلنى هذا الوزير فى بقالة اخينا ازهرى بشارع النص بالرياض غرب محلات لذيذ للمأكولات فسلمت عليه واردت أن اذكره بهذه الحادثة فأخذنى من يدى وخرجنا خارج البقالة لأنه لا يريد ان يسمع احدا فقال لى هل انت كنت ذاك الشاب فقلت له لا والله فقال لى اريد أن اعرفه
فى تلك الايام كان الطالب المشاغب عبد الرحيم وزيرا للداخلية
فقلت له لا اذكره ولا اعرف مكانه فهذا ربع قرن وافترقنا
فى العديد من الدول الأوربية وخاصة بريطانيا لا تعطى وظيفة وزير لابن خفير او طباخ او عامل فى مزرعة او اى شخص من اسرة فقيرة بل يكلف بها ابناء اللوردات ولكن حسن الترابى كان يظن انه لو اتى بابناء الفقراء فسوف لن يلتفتوا للمال او المنصب ويتفرغوا فقط للعمل ويكون كل شىء له هو فجاء بعلى عثمان ابن حارس جبلاية وعبد الرحيم والده كان طباخ بمستشفى المناقل والبشير والده حلاب بقر كافورى وهكذا وللاسف هؤلاء تجاوزوا كل توقعات شيخهم بل اقصوه وزجوا به فى السجن حين بدأ يتحدث جهارا نهارا عن فسادهم فالترابى لم يكن مستاء من سرقتهم ولكن سبب الأستياء انهم سرقوا كل شىء ولم يشركوه معهم