مايرنو – صراع الأرض والحقوق الوطنية

لقد ظللنا نتابع عن كثب كل المؤامرات التي تحاك ضد منطقة مايرنو بولاية سنار منذ عهد الوالي العنصري المخلوع أحمد عباس الي عهد الوالي المعين الضو الماحي، وفي كلتا الحكومتين شاهدنا توالى المؤامرات السياسية والإقتصادية والأمنية بشكل متسلسل ومنتظم، وشهدت المنطقة خلال السنوات السابقة حراك ثوري هو الأول من نوعه، إنطلق بعد قيام إنتخابات العام 2010م، وتكونت أول حركة شبابية ثورية تحمل إسم (عدنا) ثم توسعت في المنطقة بعد عام من تكوينها لتفرز حركة مقاومة آخرى أكثر شمولا تحت مسمى حركة (شباب مايرنو الثوري التقدمي) والتي خاضة معارك ثورية طاحنة ضد سياسات النظام الحاكم، وذلك برصدها لكل المؤامرات وإصدار سلسلة بيانات متتالية تكشف حقائق النهب الحكومي لممتلكات المواطنيين، بدأ من هيئة مياه المدن وشركة الكهرباء وخطط وزارة التخطيط العمراني في مسألة الخطة الإسكانية الجديدة (غرب الظلط) وما شابها من أخطأ فنية وإدارية ناتجة عن عشوائية العمل لهدف إنقاذي مرسوم، ثم التهميش المقصود الذي يمارس من قبل وزارة التعليم علي مدارس المنطقة بعدم توفير المعلمين والكتاب المدرسي وعدم تهيئة المناخ الجيد نسبة لإنهيار عدد من (الفصول) ما أدى الي إضمحلال المستوى التعليمي حتي صرح الوالي المعزول أحمد عباس محملا شعب المنطقة والمناطق المجاورة لها مسؤلية تدني التعليم في الولاية متعللا بأن القبائل الغير ناطقة بالعربية هي السبب في فشله المعلوم.
واهتمت حركة (شباب مايرنو الثوري التقدمي) بقضايا الصحة حيث أنها قدمت في بياناتها شرح موسع لخطورة تهميش القطاع الصحي وتجاهل إنهيار مستشفى مايرنو وعدم وجود الأطباء والدواء وسيارة إسعاف وتشقق مباني المستشفى وتفشي الأمراض وسط المجتمع وأكثرها (الملاريا).
مع تكوين لجنة صورية من منسوبي المؤتمر الوطني تحت مسمى (لجنة الصحة) وهي لا تقدم ولا تؤخر شيئ لا بل لا تقبل تفكيكها او حتي تقديم النصح لها.
هذا بالإضافة الي جمع ضرائب وجبايات بصورة غير قانونية وترهيب المجتمع بتشكيل قوات بمسميات مختلفة وتمويلها من قبل النظام وتمليكها ما يلزمها من التقطية السياسية والإعلامية لتنزل الي الشوارع والسوق وضفاف النيل وتمارس إنتهاكاتها بحرية ضد المواطنيين، كل هذا جانب، اما الأكثر مرارة هو موضوع الزراعة والمزارعين وهو الموضوع الأساسي الذي نحن بصدد مناقشته بعد (4) أربعة سنوات من طرحه كتوقعات لما سيأتي في مستقبل المنطقة، حسب تحليل سياسات النظام ومواقفه السالبة تجاه الشعوب الإفريقية في كل أنهاء الدولة السودانية، إضافة الي أطماعه وجشعه في إستلاب أراضي المزارعين لصالح الإستثمار الحكومي الذي لم ينفع المواطن بشيئ، وضف علي ذلك محاولة إعادة ترسيم جغرافية المنطقة وتهجير سكانها وإعادة تشكيل المجتمع بعد محاصرته بانشاء مناطق متقدمة ومتطورة حوله و تفكيكه بالتضيق الإقتصادي والسياسي ونشر الخلافات بين أبناء المنطقة ومعاداة دعاة الإصلاح باستخدام منسوبي الحزب الحاكم الذين يتفننون في بث الكراهية وتجريم وتكفير وشيطنة المعارضين لتوجهات حزبهم الدكتاتوري.
خلا الأيام الماضية شهدت المنطقة مؤامرة جديدة خطط لها النظام بدفع بعض (السماسرة) للترويج عن مبالغ مالية ضخمة يدفعها تجار الأراضي منسوبي طبقة (البرجوازية الحاكمة) لشراء أراضي المزارعيين، وبالطبع شرع عدد من المواطنيين نسبة لحوجتهم الماسة للمال في بيع أرضهم التي ورثوها أبا عن جد، والتي تمثل مصدر رزقهم ومستقبل أبنائهم، ولم تكن هذه البيعة من باب (الصدفة) بل كانت نتيجة عمل منظم تحركه جهات معلومة، حتى حرك الأمر إنتباه النشطاء في المنطقة، فشرعوا فورا في مناقشة هذا الموضوع علي مواقع التواصل الإجتماعي باعثين رسائل التحذير لكل المواطنيين، وفي ظل حوارهم وإنتقادهم لهذه العملية كانت أعين المؤتمر الوطني مفتوحة تتابع سجالاتنا، وما إن تقدمنا بمقترح تكوين لجنة من النشطاء والمهتمين لمتابعة هذا الأمر إلا وقد برز النظام بلجنة موازية في خطوة إستباقية أحسبها (مربط الفرس) ودليل قاطع علي تورط الحكومة في ضغط المواطنيين إقتصاديا وإجبارهم علي بيع أراضيهم، ولم يكن النظام يتوقع إنكشاف نواياه وخططه تجاه بلادنا، بل يحسبنا لا ندرك ما يدور بداخله لذلك يتصرف كيف ما تخيل أعضائه، ورسالتنا واضحة لشعبنا سنظل نكررها دوما … هذا النظام هو الخصم الذي يلبس ثوب الصديق، يجب الإنتباه لكل صغيرة وكبيرة والتعامل بعقلانية مع كافة القضايا المطروحة في الساحة وعدم تقبل مثل هذه العروض الإستثمارية ذات السيناريوهات (السنمائية) متقلبة المشاهد ومستمرة الحلقات.
ولقد شاهدتم كيفية فض النظام لمظاهرات أبناء المنطقة باستخدام الرصاص الحي، عندما خرجوا هاتفين بالسلام وسقوط العنصرية ورد الحقوق المدنية والسياسية الي شعبنا، شاهدتم وقتها محاصرة دور النشطاء وإرهاب أهلهم من قبل الأجهزة الأمنية بمساندة سدنة المؤتمر الوطني في المنطقة.
وعدد منهم الأن تم تشكيلهم في لجنتهم المستنسخة من محاور عمليتهم التأمرية الكبرى التي تم تكوينها لتدوير وتدويل قضية بيع أراضي المزارعين، هي نفس الشخصيات الهلامية التي ساندة النظام في قمع المظاهرات، وهي ذاتها التي عندماوتصعد الي مراكز الحكم تنفيذيا وتشريعيا تطبع علاقاتها الشخصية مع قادة النظام وتبيع الشعب وتنسى قضاياه وعندما تعزلها قيادتها وتنبذها المجالس تعود الي المواطن بخطب الحماسة وأحاديث خرافية مثل (من أجل مايرنو) وهم الذين باعوها نهارا جهارا أمام الجميع من أجل مستقبلهم لا مستقبل مايرنو.

∆ رسائل ودعوة عامة
_________________

من هنا ندعوا جميع النشطاء السياسيين والحقوقيين والصحفيين وكل أبناء بلادنا في الداخل والخارج، الي الإسراع في تكوين جسم جديد يدافع عن حضارة المنطقة وحقوق شعبها السياسية والمدنية ويتابع مؤامرات النظام المستمرة بلا إنقطاع طوال السنوات السالفة.
وندعوا الجميع الي التجرد التام والعمل يدا بيد في صف احد للدفاع عن أرضنا وشعب بلادنا.
وندعوا الأحزاب السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والإنسانية بولاية سنار الي التوجه نحو مايرنو والدفاع عنها.
ونحن علي قناعة بأن قضية سنار واحدة وشعب سنار واحد وسندافع معا عن كل شبر من أرض ولايتنا السنارية ودولتنا السودانية الي أن تذهب حكومة المؤتمر الوطني الي غياهب التاريخ.

******

مايرنو محال ننساك ??? لو سوس زمانك ساس

سعد محمد عبدالله

القاهرة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لو صحى فى حركة تسمى حركة شباب مايرنو الثوري التقدمي، تبقى حركة عنصرية لأبناء الفلاتة، ومايرنو معروفة منطقة مقفولة لقبيلة الفلاتة، مايرنو حلة صغيرة تابعة لمحلية سنار ، لو اتكلمت عن سنار وان مارينو جزء لا يتجزأ من ولاية سنار لوجدت التعاطف والتآزر (من جميع النشطاء السياسيين والحقوقيين والصحفيين وكل أبناء بلادنا في الداخل والخارج)، ولكنك تتكلم عن منطقة تابعة لأثنية معينة،ذكرت فى ختام مقالك (بأن قضية سنار واحدة وشعب سنار واحد)لماذااذن ركزت على مايرنو؟ ولاية سنار كلها تعانى من الفقر والتهميش، مستشفى سنار المدينة منتهى ومستشفى سنجة العاصمة كارثة،التعليم متدنى فى كل الولاية، نص المشردين الفى العاصمة من ولاية سنار،اعتقد انتم كناشطين من مايرنو حقو تعملوا بجهد لتوعية اهل منطقتكم باهمية الأراض الزراعيةوعدم التفريط فيها،وايضاأعملوا على توعيتهم باهمية التعليم لأن مشكلة التعليم فى المنطقة سببها جهل اهل المنطقة باهمية وقيمة التعليم،أحمد عباس ذهب الى مزبلة التأريخ فلماذا نفضل نلوك فى كلامو لبانة؟ كشباب ناشط اعملو جاهدين لأخراج شباب المنطقة من دائرة الياس والاحباط التى سببهاالبطالةوالفقر، والمؤسف ان شاطئ النيل بمارينو بقى مرتعا لمدمنى المخدرات والخمر من الشباب،ومعروف للجميع أن اهلنا الفلاتة كانوا من اكثر السودنيين ورعاً وتدينا،و لايقربون الخمر اوالمخدرات اطلاقا ولكن ماحاق بالسودان من مآسى غير الكثير من القيم.مافى تغيير بيتم فى السودان لو ما كل الشباب اتوحدوا وبدل شباب مايرنو، يكون شباب سنار وشباب السودان للتغيير، غير كده أفرحوا ياناس المؤتمر الوطنى بطول اقامتكم فى السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..