الكلام الخشن .. وجه السياسة الجاف

عندما اتصلنا بالدكتور ربيع عبدالعاطي امس الاول بخصوص الخطوة التى سوف تتخذها أحزاب تحالف قوى الاجماع الوطني المعارضة بتوفير بطاقة مكتوب فيها ( انا اقاطع لمقاطعة الانتخابات ) قال ، هؤلاء مثل ( الذرة في محيط ) ومن قبله ذهب الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر الى ابعد من ذلك عندما وصف الاحزاب التى علقت الحوار بأنها احزاب ( رقشة ) واحزاب دون ( الفكة ) كما أن المعارضه تصف الاحزاب المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية بأنها احزاب كرتونية وأحزاب ديكور واحزاب فكة ، هذه اللغة دخيلة على السياسة السودانية ولقد ابتدعتها حكومة الانقاذ موليس بعيدا عن الذهن اتصريحات الدكتور نافع عل نافع عندما كان أن اسقاط المؤتمر الوطني اقرب اليهم من ( لحس الكوع ) وكان يصف ابعض اقطاب المعارضه بأنهم ( شذاذ الافاق ) مما جعل الصادق المهدي يرد بالفاظ خشنة عجزت عن نقلها وقتها لما فيها من اساءات عدها البعض بأنها لا ترقى الى مستوى الامام الصادق المهدي
قطعا .. لا يجوز.
عبود جابر الامين العام لاحزاب الوحدة الوطنية قال في حديث للتيار أنه لا يجوز ان نبخس الناس اشيائها ولا يجوز ان يطلق على الاحزاب التى تشارك الحكومة بأنها احزاب ( فكه ) او غيرها من الاوصاف خاصة وأن هؤلاء المشاركين معروفون بدورهم النضالي ، وقال ان كل هذه الاحزاب المكونة لحكومة الوحدة الوطنية هي أحزاب لها كفاحها وبرامجها التى تخدم السودان ولا يمكن قطعا ان نقلل من دور هذه الاحزاب بهذه الاوصاف
التدني النفسي والاخلاقي .
الاستاذ عبدالله ادم خاطر يقول ان هذه الشتائم موجودة منذ زمن ويقول ان عهد يحيى الفضلي كان مليئا بالشتائم وأن جريدة مكي محمد مكي ( الناس ) كانت مليئة بالشتائم ، ويضيف عبدالله ادم القول بأن اكثر من وجد شتائما كان هو الزعيم اسماعيل الازهري وكذلك السيد على عبدالرحمن ، وزاد اما نميري فقد كان يشتم الصادق المهدي ويصفه بالضليل وهو من أخرج لفظ المرتزقه ، ويؤكد خاطر ان علماء النفس يعتقدون أن قول الانسان دائما ما يعبر عن نفسه لأن الذي يقلل من شأن الاخرين هو في الواقع يقلل من شان نفسه خاصة إذا كان يمارس هذه الشتيمة بشكل يومي وقال : من يشتم الاخر إنما يعبر عن التدني النفسي والاخلاقي الذي يعيشه في ذاته وأكد خاطر ان الفرد يزداد قول الشتائم كلما وجد قوة اضافية تسنده على ( سبابه ) وهي إما قوة المال والجاه او قوة السياسة والمنصب . وضرب خاطر مثلا بالرئيس الامريكي باراك أوباما واسلوبه في امتصاص شتائم خصومه حيث كان يصفونه ب ( الزنجي ) ومصرين على دمغه بالعبوديه لكنه كما يقول خاطر يعرف نفسه جيدا وواثق من ذاته لذا لم يستجب لشتائمهم ومضى حتى اصبح رئيسا للولايات المتحده الامريكية
ضحالة البعد السياسي
نائب رئيس حركة الاصلاح الان الفريق اول محمد بشير سليمان يرى ان هذه الشتائم تدل على ان هذه الاحزاب لم تؤسس على مبدأ فيه أخلاق ومثل وانطلقت ? كما قال ? من باب ان السياسة ( قذرة ) وسارت في هذا الاتجاه الذي احسب أنه يؤكد ضحالة البعد السياسي والرؤى السياسية ولا يبنى على رؤيا سياسية استراتيجية في إطار يؤسس لتربية وطنية وبين محمد بشير سليمان على الن الشعب السوداني في غنى عن هذه الشتائم مؤكدا على انها واحده من الاسباب التى تؤدى الى الابتعاد ثم الاحباط الوطني واضاف نحن محتاجون الى مراجعة كلية للاحزاب وأن يتم اختيار الذين يقودون العمل على منهج أخلاقي تصبح فيه الكلمة في إطار ( وقولا له قولا لينا ) وأن الكلمة الطيبة صدقة في غطار ما يجمع اهل السودان وليس الحزب أو ما يفقرهم وإن لم يكن غير ذلاك فعلى الدنيا السلام .
واخيرا يبدو أن هذه المصطلحات التى تندرج تحت خانة الشتائم السياسية في طريقها الى الازدهار مع اقتراب موعد الحوار الوطني خاصة وقد قصد بها التقليل من شأن الاخر وتسفيه موقفه وقدراته السياسية ، بل ويبدو ان الاحزاب تعتمدها على اساس انها حرب نفسية تمارس ضد بعضهم البعض . ويبقى السؤال كيف يقود الناس من يشتمون الناس

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..