رسائل المعلمين.. “تجلد” اتحادهم

رغم أنني تعرضت.. عرضا.. أمس الأول لمسألة أوضاع المعلمين مقارنة باتحاداتهم في معرض تعليقنا على توجيه إعادة النظر في حظر عقوبة الجلد بالمدارس.. إلا أنه.. أي موضوع الاتحادات.. قد تحول إلى موضوع أساسي.. وفق ما وردتني من رسائل عديدة من معلمين.. بعضهم في الخدمة وبعضهم بالمعاش.. بعضهم داخل السودان وبعضهم خارجه.. غير أن القاسم المشترك بينهم جميعا الشكوى من ذلك البون الشاسع بين المعلمين وكياناتهم النقابية.. غير أنني رأيت أن أعرض هنا رسالة وصلتني من الأستاذ ياسر علي وهو معلم بولاية الخرطوم وناشط في الدفاع عن حقوق المعلمين.. والأهم من ذلك أن لي معه تجربة شخصية كصحافي.. حيث تميزت إفاداته دائما بالمصداقية والجدية.. يبدأ ياسر رسالته بملاحظة بسيطة وهي الفرق بين المعلم والمدرس بقوله:
(هناك فرق جوهري بين المدرس والمعلم، والرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما بعثت معلما).. دعونا نثبت هنا أن العلماء قد اختلفوا في صحة هذا الحديث وإن اتفقوا في معناه وأنه معبر عن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. ويواصل ياسر.. (فالمعلم مهني مدرب متخصص ينفذ منهجا مخططا ومنظما ويعمل على تطبيق حزم تربوبة في الفصل وفناء المدرسة والمجتمع ويمتد أثره من الجوانب التربوبة إلى الثقافية والسياسية والإدارية ويمثل المعلم صمام الأمان للمجتمع حال حدوث أي كوارث كما تنص على ذلك أعراف المنظمات الدولية الطوعية، بينما المدرس يختزل العملية التربوية في توصيل معارف بالتلقين وحشو التلاميذ ولذلك سرعان ما يلجأ للعقاب لخلو وفاضه من البدائل والخبرات التعليمية لقلة تدريبه، حيث اختُزل دوره في سد النقص أو ترهيبه لعدم لعب أي دور كمعلم شامل، وسط مربع أضلاعه إدارات التعليم التي تسعى لتقديم قرابين الطاعة للنظام الحاكم ممن يتم استيعابهم على أساس الوﻻء وإقصاء الأكفاء حتى وإن كانوا محسوبين على المؤتمر الوطني نفسه)..!
وتمضي رسالة الأستاذ ياسر علي في سبر غور الأزمة في وجهها الآخر بقوله.. (أما الاتحاد المهني للمعلمين الذي يمتلك شركة وبرج المعلم التي أسسها المعلمون (2001 ـ 2003) كشركة مساهمة عامة وفرضت عليهم جميعا المساهمة بمبلغ 6 آلاف دينار وقتها جمعت من كل معلم في المهنة وأصدرت لهم صكوك تبين حقوقهم في أسهم الشركة والتي تحولت بليل لشركة مساهمة خاصة وتحولت ملكيتها من المعلمين أصحاب الصكوك المساهمين الحقيقيين إلى شركة مساهمة خاصة يمتلكها الاتحاد العام المهني للمعلمين بنسبة 65 % من الأسهم بينما خصصت الـ 35 % المتبقية للمعلمين تمتلكها اتحادات المعلمين بالولايات لتنشأ مفارقة غريبة وهي أن كل معلم حتى ولو عين لاحقا أصبح مالكا لتلك الصكوك رغم أنه بداهة لم يسهم في قيمة ذلك الصك وبذلك تضيع حقوق معلمين أحيلوا للمعاش وبعضهم توفى لرحمة مولاه تاركا الصك الذي دفع قيمته من حر ماله لتأمين مستقبل أبنائه فأصبحوا كالذين قيل فيهم أيتام في مائدة اللئام)..!
ثم يخلص الأستاذ ياسر علي الناشط في الدفاع عن حقوق زملائه إلى القول.. (والآن يجب أن يعترف الاتحاد المهني للمعلمين بهذه الحقوق ويعيد لهؤلاء المساهمين أسهمهم بأسمائهم والاستجابة لمطالبهم الثلاثة والمتمثلة في:
1/ نشر كشوفات المعلمين المساهمين بأسمائهم.
2/ نشر حسابات الشركة منذ التأسيس وحتى ميزانية 2016.
3/ توضيح مجالات عمل الشركة ونشاطها الاقتصادي حتى يقف المساهمون على حجم العمل.
رسالة ياسر طويلة.. ومليئة بـ(المصائب) ولكن نكتفي منها بهذا القدر.. وقد نعود اليها إن دعا الأمر
اليوم التالي