أخبار السودان

في مسألة الثراء الحرام: شتان ما بين الأزهري والبشير!!

بكري الصائغ
 الرؤساء الذين حكموا البلاد بحسب التسلسل  الهرمي – وماعندهم من اموال وعقارات -.
 اولآ-
 اسماعيل الازهري:   ماذا كتبت الصحف المحلية عن اسماعيل الازهري بعد وفاته؟!!
  (أ)-
 من منا لا يعرف ان اسماعيل الازهري قد توفي وهو مديون بمبلغ مالي لبشير النفيدي، ولم يستطع سداد الدين حتي لحظة وفاته؟!!
 (ب)-
 خطاب اسماعيل الازهري
 الى النفيدي في طلب سلفة مالية:
 بسم الله الرحمن الرحيم
من/ إسماعيل الأزهري
إلى/ بشير النفيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمت من السيد/ الحاج مضوي، بموضوع المائة جنيه الأولى وهي باقية دينا علي، والآن أرجو أيضا أن تسلفي مائة وثلاثين جنيها، وتكون الجملة علي (230) مائتان وثلاثين جنيه، وسنبدأ التسديد إنشاء الله في منتصف هذا العام، وأكون لكم من الشاكرين بهذا.
والله ولي التوفيق.
تأسفي لإزعاجكم
المخلص/
إسماعيل الأزهري
الأربعاء في يوم1384هـ
الموافق19\2\1964م.
 ثانيآ-
 الفريق/ابراهيم عبود:
  (أ)-
 في مثل هذا اليوم الاربعاء ٣٠/ اكتوبر الجاري من قبل (٥٥) عام مضت، تنحي الفريق/ابراهيم عبود عن السلطة وسلمها الي سرالختم خليفة ، وقبل ان يغادر عبود القصر نهائيآ طلب من اعضاء “جبهة الهيئات” التي كانت تفاوضه بخصوص التنحي، ان توافق السلطة الجديدة على استمرار قيام بنك السودان المصرف المركزي بتحويل مصاريف ابنه محمد الذي كان يدرس الهندسة في انكلترا، واجتمعت الحكومة التي تكونت فيما بعد، ووافقت على طلب الفريق عبود، وأصدرت قراراً بأن يتحول الراتب الشهري للفريق عبود، وكان يبلغ (١٣٠) جنيهاً سودانياً، معاشاً دائماً.
 (ب)-
 شغل الفريق/ الفاتح بشارة، منصب مديرمكتب الفريق/ ابراهيم عبود لفترة طويلة، وعاصر اخر ايامه في القصر وما بعدها ، وظل يواصل عبود واسرته بصورة دائمة، قال الفاتح بشارة عن عبود بعد تخليه عن السلطة:
 (انتقل من القصر الجمهوري – مقره الرسمي – الى منزل ابن أخيه الفاتح عبدون، ثم انتقل لاحقاً الى منزله في شارع 49 في حي امتدادا الدرجة الاولى في الخرطوم، وتفضل الرئيس السابق جعفر نميري فأمر بحراسة دائمة للفريق عبود، وذلك في اعقاب حادث اقتحام لص منزل الرئيس الراحل وتهديده بسكين معتقداً أن عبود يملك ثروة طائلة، واتصلت حرمه السيدة سكينة بنميري وأبلغته بالحادث فأمر فوراً بوضع حراسة دائمة أمام المنزل، وللتاريخ أيضاً أذكر أني اتصلت بالرئيس نميري وأبلغته بأن قرينة الفريق عبود مريضة ، فأمر بأن تتحمل الدولة علاجها في بريطانيا مع مرافق، وأصدر لاحقاً قراراً آخر بتعديل معاش عبود، كان الرئيس الراحل طول مدة بقاءه في المعاش يحرص على شراء حاجة منزله من الخضر والفواكه بنفسه، ويقود سيارته بنفسه.).
 (ج)-
 توفي الراحل الفريق/ ابراهيم عبود في يوم ٨/ سبتمبرعام ١٩٨٣عن عمر (٨٣) عامآ فهو من مواليد- (٢٦ أكتوبر١٩٠٠)، لم يترك خلفه الا معاشه العسكري ومنزل في شارع (٤٩) بالعمارات، غادر الدنيآ نزاهة لا تشوبه شائبة، لم نسمع ان احد من افراد اسرته او اخوانه او من هم من اقاربه واهله قد اثري احد فيهم من المال الحرام، او اغتني وملك الفلل والقصور والاراضي.
 ثالثآ:
 المشير/جعفر النميري:
 المشير جعفر النميري -(نمنم)، وهو اسم (دلع) اشتهر بها النميري في سنوات السبعينات، مات فقيرآ، لم يملك من حطام الدنيا الا منزل متواضع للغاية في ود نوباوي!!، لم يقتني فيلآ او قصر فاخر في دبي!!، ولا امتلك رصيد بالعملات الصعبة في بنوك ابوظبي او ماليزيا!!، لم نسمع ان افراد من اسرته او من اقاربه قد امتلك اراضي سكنية بالعشرات!!، لم نسمع او قرأنا باتهام وجه له بخصوص فساد مالي كبير او صغير!!
 رابعآ-
  المشير/عبدالرحمن سوار الذهب:
شخصية عسكرية كبيرة، استطاع ان يصل للحكم بعد انقلابه علي النميري عام ١٩٨٥، حكم البلاد لفترة قصيرة الا ان احد لم يحس بوجوده طوال مدة الحكم!!، وتمامآ كما جاء للحكم بلا ضوضاء او بريق، غادر السلطة بهدوء دون ان يعرف احد الكثير عنه!!، لا احد يعرف كم حجم ثروته؟!!، وما هي املاكه وعقارته؟!!، غادر الدنيا في يوم ١٨/اكتوبر ٢٠١٨ ودفن في المدينة المنورة.
  خامسآ-
 المشير/عمر البشير:
 (أ)-
 لو قمنا باستعراض كامل ورصد دقيق لحياة عمر البشيرالذي ولد في اليوم الاول من عام ١٩٤٤- عمره الان(٧٥) عامآ -، لوجدنا انها حياة مليئة بانواع لاتحصي ولا تعد، وبالعديد من انواع الفساد السياسي والمالي، والاخلاقي، والعسكري، حياة مليئة بارقام كبيرة لضحايا ابرياء ما كان لهم ان يموتوا لو كان هناك رئيس اخر حكم البلاد، برز اسم البشيرلاول مرة بعد قرأءة البيان العسكري رقم واحد في يوم الجمعة ٣٠/يونيو عام ١٩٨٩، الذي اكد فيه اصراره وعزمه علي اجتثاث الفساد من جذوره، وجر اللصوص والمرتشين في النظام السابق الي المحاكم، وانه سيعمل جاهدآ علي وقف نزيف الدماء في الجنوب.
 (ب)-
 وماهي الا شهور قليلة من اذاعة البيان، حتي بدأت تظهراولي علامات الفساد من قبل ضباط (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)، الذين سارعوا في منافسة رهيبة بينهم في نهب موارد البلاد، وتقنين سرقات الاراضي والعقارات الحكومية، والاستدانة من البنوك بدون ضمانات، والاستيلاء علي القروض الاجنبية، وبيع مؤسسات الدولة الرابحة، وظهرت العمولات الضخمة بالعملات الصعبة، والسمسرة بملايين الدولارات، وتهريب الذهب الي الخارج، واستيراد الادوية الفاسدى والمعدات المستهلكة، وشراء اسلحة ومعدات عسكرية غير صالحة للاستعمال…كل هذا تم بموافقة البشير الذي اقسم ان يجتث الفساد!!
 (ج)-
 بدأ الفساد صغيرآ في اعوام الثمانينات مع انقلاب يونيو ١٩٩٩، بعدها تطوراسلوب السرقات العلنية، فلم تنجو عائدات النفط من السرقات المتكررة منذ عام ١٩٩٩، والتي بلغت مليارات الدولارات، وكانت مبالغ فيها الجزء الاكبر من نصيب الاسد للبشير واسرته واقاربه، وغالبية اعضاء حزب المؤتمر ، وقوات “الدعم السريع”!!
 (د)-
 ليت الفساد توقف عند هذا الحد المخجل، بل تعدي كل هذا، فقد جاءت الاخبار في الصحف المحلية والهولندية وافادت، ان شقيق البشير يبيع  الجوازات السودانية للاجئين السوريين المقيمين في السودان بمبالغ كبيرة بالدولارات، وان عمليات البيع تتم علانية وفي مكتب بوسط الخرطوم!! …كل هذا تم بموافقة البشير وبعلمه التام، وهو الذي اقسم ان يجتث الفساد ويقيم العدالة…وادي مناسك الحج، واعتمراكثر من (١٥) مرة!!
(هـ)-
 كم هي ثروة عمر البشير؟!!
 الفساد ينخر بيت الرئيس البشير
 الرابط يحتوي علي اسماء شركات:
https://www.alrakoba.net/72791
 سادسآ-
 الفريق أول/ محمد أحمد بن عوف
 ()-
  حكم بن عوف البلد لمدة اربعة وعشرين ساعة بعد انقلاب قام به في يوم الخميس ١١/ابريل، وتنحي في اليوم التالي الجمعة ١٢/ابريل بسبب الاحتجاجات المستمرة التي خرجت رافضة لتولِّيه السلطة في البلاد بإعتبارها له أحد رموز نظام الإنقاذ البائد، وجعل من الفريق عبد الفتاح عبد الرحمن برهان، الذي يشغل منصب المفتش العام للقوات المسلحة، خلفا له.
 (ب)-
 لا احد يعرف الكثير عنه، ولا عن املاكه وعقاراته!!، تمامآ مثل جهلنا بحال المشير سوار الذهب!!
 بكري الصائغ

‫4 تعليقات

  1. كم تبلغ ثروة البشير
    وبقية المقربين منه؟!!

    ١-
    مسح أولي يكشف “ثروة”
    الـ 31 مليار دولار لحزب البشير
    المصدر:- “سكاي نيوز”عربية – أبوظبي
    – 25 أبريل 2019 –
    أشار مسح أولي في السودان، إلى أن الممتلكات والأصول المملوكة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي كان ينتمي إليه الرئيس السابق عمر البشير، تصل إلى نحو تريليون ونصف التريليون جنيه سوداني، أي ما يعادل 31 مليار دولار أميركي . وكشفت صحيفة التيار السودانية، الخميس، أن الحزب الذي كان يستلم مقاليد الحكم في البلاد يملك نحو 5 آلاف سيارة فارهة، 40 منها عربات دفع رباعي باهظة الثمن، إلى جانب شركات وهيئات ومؤسسات يتجاوز عددها الثلاثة آلاف. ويملك الحزب أيضا، واجهات استثمارية أخرى تستفيد من الإعفاءات الجمركية للدولة، مع إرغام الجهات الحكومية على التعامل معها ضمن سياسة “التمكين” التي انتهجها النظام منذ بداية تسعينيات القرن الماضي.
    وقالت الصحيفة، إن التقديرات الأولية تشير إلى أن مقار وبيوت الحزب تتجاوز 1500 مبنى، أهمها المركز العام بالخرطوم والذي تجاوزت كلفة بناء أبراجه 50 مليون دولار أي نحو 300 مليار جنيه سوداني.

    وأوضحت الصحيفة، أن أصول وممتلكات لمؤسسات وشركات واتحادات طلابية مرتبطة بالمؤتمر الوطني اختفت في ظروف غامضة بينها سيارات تقدّر بالمليارات وأجهزة حاسوب وممتلكات أخرى. ونوهت إلى أن حزب المؤتمر الوطني استحوذ على 189 مركزًا على مستوى المحليات بولايات السودان المختلفة وأكثر من 126مركزًا بعواصم الولايات، بجانب 1185 فرعًا على مستوى الوحدات الإدارية والمدن الكبرى. وكشفت الصحيفة، أن الأصول المذكورة لم تشمل واجهات أخرى تابعة للحزب، بما فيها ممتلكات “الحركة الإسلامية”، والمؤسسات التي تم حلها من قبل المجلس العسكري الانتقالي وشملت الخدمة الوطنية ـ الشرطة الشعبية والدفاع الشعبي، كما أن الأصول الواردة لم تشمل أيضًا الحسابات المصرفية في البنوك المحلية والعالمية.

    ٢-
    النيابة تكشف عن ثروة “البشير” في الخرطوم
    المصدر:- “المصريون” –
    – 07 مايو 2019 –
    (كشفت صحيفة سودانية تفاصيل تحقيقات تجريها نيابة مكافحة الفساد مع الرئيس المعزول، عمر البشير، منذ الأحد الماضي، لافتة إلى أن التحقيقات أظهرت امتلاكه عقارات بمناطق راقية في الخرطوم،ونقلت صحيفة السوداني، اليوم الثلاثاء، عن مصادر وصفتها بـ “الموثوقة” أن “تحقيقات النيابة تركزت على العقارات والأرصدة بالمصارف بجانب المنازل العديدة التي يقطنونها والمكاتب التي يعملون فيها أفراد عائلة البشير”.).

    ٣-
    64 مليار دولار ثروة القيادي
    أخواني السوداني مقرب من البشير
    المصدر:- 24 للدراسات الإعلامية –
    -26 أبريل 2019 –
    قالت صحيفة “اندبندنت” البريطانية أن ثروة القيادي في حزب المؤتمر الوطني السوداني الإخواني عوض الجاز، تبلغ 64 مليار دولار، بفضل نفوذه في الحكومة السودانية المخلوعة، عندما كان مسؤولاً عن صفقات التعدين والتنقيب وتكرير النفط في أفريقيا. وذكرت “اندبندنت” نقلاً عن “ويكيليكس”، أن الجاز يملك أصولاً في دول خارج السودان من إسطنبول تبلغ 21 مليار دولار، إضافة إلى منتجع town house في جزر مايوركا الإسبانية، وآخر في مدينة أنطاليا التركية، وفقاً لم ذكر موقع “راكوبة نيوز” السوداني الخميس. وأضافت الصحيفة، أن حساباته في مصارف بسنغافورة تقدر 7مليار دولار وفي كوالالمبور 13 مليار دولار، إضافة إلى اسهم لمجموعة شركات عاملة في قطاع التعدين وتكرير النفط في العالم لم يحصر تقديرها.

  2. كم تبلغ ثروة البشير
    واخوانه والمقربين منه:

    64 مليار دولار ثروة القيادي
    أخواني السوداني مقرب من البشير
    المصدر:- 24 للدراسات الإعلامية –
    – الجمعة 26 أبريل 2019 –
    نشرت صحيفة “اندبندنت” البريطانية أن ثروة القيادي في حزب المؤتمر الوطني السوداني الإخواني عوض الجاز، تبلغ 64 مليار دولار، بفضل نفوذه في الحكومة السودانية المخلوعة، عندما كان مسؤولاً عن صفقات التعدين والتنقيب وتكرير النفط في أفريقيا. وذكرت “اندبندنت” نقلاً عن “ويكيليكس”، أن الجاز يملك أصولاً في دول خارج السودان من إسطنبول تبلغ 21 مليار دولار، إضافة إلى منتجع town house في جزر مايوركا الإسبانية، وآخر في مدينة أنطاليا التركية، وفقاً لم ذكر موقع “راكوبة نيوز” السوداني الخميس. وأضافت الصحيفة، أن حساباته في مصارف بسنغافورة تقدر 7مليار دولار وفي كوالالمبور 13 مليار دولار، إضافة إلى اسهم لمجموعة شركات عاملة في قطاع التعدين وتكرير النفط في العالم لم يحصر تقديرها.

  3. ١-
    وصلتني رسالة من صديق استفسر فيها عن عدم ذكر اسم الفريق أول/عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان في قائمة الرؤساء الذين جاء ذكرهم في المقال، علمآ ان القائمة حوت علي اسماء:اسماعيل الازهري، ابراهيم عبود، جعفر النميري، عبدالرحمن سوار الذهب، عمر البشير، محمد أحمد بن عوف..ولم ياتي اسم اخر رئيس سوداني الذي يحكم السودان؟!!

    ٢-
    كم تبلغ ثروة الرئيس الحالي في السودان؟!!
    إمبراطورية حميدتي الاقتصادية:
    5 مصادر لثروته الضخمة أبرزها الذهب
    والتمويل السعودي الإماراتي…
    المصدر:
    http://www.sudanelite.com/?p=100953
    (نجح قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” في الصعود سريعا خلال السنوات الأخيرة ليصبح الوجه الأبرز سياسيا وعسكريا واقتصاديا في أحد أهم مراحل السودان التاريخية بعد سقوط رموز النظام السابق.
    فعقب إطاحة الرئيس عمر البشير قفز حميدتي إلى منصب نائب رئيس المجلس العسكري ثم عضو مجلس السيادة المؤلف من 11 عضوا وسيدير البلاد لفترة انتقالية ويحل محل المجلس العسكري.

    وكانت ثروة حميدتي ومصادر تمويله الهائلة والغامضة داخليا وخارجيا أحد الأسباب الرئيسية التي دعمته ليتحوّل إلى أحد أبرز اللاعبين على الساحة خلال فترة يشهد فيها ذلك البلد تغييرا جذريا وسط معاناته من اضطرابات أمنية واقتصادية ومعيشية متواصلة.

    إمبراطورية حميدتي الاقتصادية الشاسعة تشكلت في عهد الرئيس السابق، عمر البشير، الذي قدم له تسهيلات كبيرة وامتيازات حصرية في العديد من القطاعات التجارية، كما فُتحت له أبواب أخرى أهمها الحصول على دعم خارجي هائل.
    في هذا التحقيق رصدت “العربي الجديد” خمسة مصادر وراء الثراء الفاحش والسريع لقائد قوات الدعم السريع عبر معلومات موثّقة شملت شهادات ميدانية وتصريحات من مصادر مسؤولة ومحللين وصحف أجنبية وفيديوهات وغيرها.
    وتمثلت مصادر ثروته الخمسة في التجارة، والذهب، ومساعدات أوروبا لوقف الهجرة غير الشرعية، وميزانية مباشرة من البشير خارج رقابة الدولة لتمويل حرب دارفور، والتمويل الإماراتي السعودي.
    وكان البشير اعترف أثناء محاكمته، يوم الاثنين الماضي، بأنه سلم شقيق حميدتي (عبد الرحمن دقلو القيادي البارز في قوات الدعم السريع) مبالغ من الأموال التي حصل عليها من الإمارات والسعودية والبالغة 91 مليون دولار.

    مساعدات تساوي ربع الموازنة
    أسرار كثيرة صاحبت صعود قائد قوات الدعم السريع أو مليشيا الجنجويد في السودان إلى قائمة أثرى أثرياء السودان، حسب وصف تقرير لـ”بي بي سي” له في يوليو/ تموز الماضي. وما كشف عن امتلاكه موارد مالية هائلة، منحه خزينة الدولة السودانية مبلغا يتجاوز مليار دولار، وتسديد رواتب الشرطة السودانية نقداً لمدة ثلاثة أشهر.
    وقال حميدتي في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون السوداني وعدد من القنوات المحلية، يوم 27 إبريل/ نيسان الماضي: “أول حاجة أمّنا حاجات الناس ودفعنا الديون، واليوم كدعم سريع دافعين مليار و27 مليون دولار للحكومة”.

    كل هذه الأموال التي ضخها حميدتي وغيرها كانت من حسابات مصرفية يسيطر عليها عبر أفراد من عائلته أو مقربيه في قوات الدعم السريع، وهذه الحسابات غير مراقبة من الأجهزة المختصة وبعيدة عن عيون الدولة، حسب مصادر مطّلعة لـ”العربي الجديد”.
    ويقترب ما منحه حميدتي لخزينة الدولة عقب إطاحة البشير من نحو ربع ميزانية السودان الرسمية لعام 2019 والبالغة 4.1 مليارات دولار. فما هو السر وراء هذا الثراء والسيطرة على هذا الكم الهائل من الأموال الضخمة التي لا تدخل حسابات الدولة رسميا؟ وكيف تمكن حميدتي من بناء إمبراطورية مالية ومليشيا عسكرية أصبحت قوة حاسمة ودولة داخل الدولة؟
    تساؤلات مشروعة
    قال المحلل الاقتصادي السوداني أحمد خليل لـ”العربي الجديد” إنه “لأول مرة في تاريخ السودان نجد أحد زعماء الحرب والمجموعات المسلحة قد تحول فجأة إلى سياسي ورجل دولة بحكم نفوذه العسكري والمالي، وبالتالي أعتبر ذلك حدثا جديدا في السياسة السودانية غير معتاد، حيث ظلت السياسة تعتمد على رموز سياسية أو قيادات بمؤسسات عسكرية من الجيش النظامي”.

    وأضاف خليل أن هذا التحول يذكرنا بحالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعتمد على الدعم وثروته الشخصية للوصول إلى السلطة، بالإضافة إلى زعماء في دول أخرى كانوا يمتلكون استثمارات وشركات وأموالاً ودخلوا السياسة عبرها.

    وتابع: “نحن لا نعيب على حميدتي ذلك، ولكن هناك تساؤلات مشروعة يجب الإجابة عليها: هل ما تم من ممارسات سابقة وحالية فيه قدر من الشفافية والمنطق؟ أم أنها ليست إلا شبهات ظلت تحوم حول الرجل؟ كما أن السؤال المهم: هل يستطيع إدارة دولة رغم أننا على قناعة بأن إدارة الدولة لا تعتمد على المال والسلاح فقط؟”.

    البداية عبر التجارة
    إمبراطورية حميدتي المالية كما يفسرها مراقبون لـ”العربي الجديد”، نشأت في ظل أوضاع اقتصادية صعبة مر بها السودان تفشت فيها المحسوبية والرشاوى والفساد المالي والإداري، ما جعل قائد قوات الدعم السريع يسير في اتجاه الحصول على امتيازات دون الآخرين ولكنها بعلم الدولة السودانية التي كان على رأسها نظام المؤتمر الوطني.

    مصادر مقربة من حميدتي قالت لـ”العربي الجديد” إن بدايته كانت تتمثل في التفرغ لحماية تجارة المواشي، إذ شكّل عصابة صغيرة من المسلحين لحماية الماشية الخاصة به، ثم تطوع لحماية أموال الآخرين “ماشية”، وبما أن تجارة المواشي هي أنشط السلع التجارية بين تشاد ومالي والسودان، فقد بدأ في تقديم خدماته لقوافل تجارة المواشي لحمايتها من السرقة (من لم يدفع للحماية تتم سرقته)، حسب المصادر. وبعد ذلك سيطر على خطوط التجارة مع كل من تشاد وليبيا.
    وفي هذا السياق، قال المؤرخ السوداني بابكر الطيب لـ”العربي الجديد” إن طبيعة عمل حميدتي جعلته دائم التنقل بين الكثير من البلدان العربية والأفريقية مثل ليبيا وتشاد وغيرها، وساعده العمل في التجارة على أن يجمع ثروة طائلة أعطته القدرة على القيام بتكوين المليشيات المُسلحة وهذا الأمر قد لفت نظر الحكومة السودانية بقوة، ولذلك فقد عملت على أن تضم هذه التحالفات إلى صفوفها في حربها بدارفور لقمع الاحتجاجات هناك.
    ومن جانبه، يقول المحلل السياسي أحمد عمر خوجلي لـ”العربي الجديد” إن حميدتي لم يكتف بالتجارة، ولكن تصارع عبر قوات الدعم السريع، مع المزارعين في مناطق دارفور بسبب موارد “الماء والكلأ والأرض”، ثم تطور البحث عن المال في ظل الحروب المختلفة إلى البحث عن الغنائم بهدف خدمة أصحاب الأجندات السياسية والحربية.

    تمويل من الإمارات والسعودية
    يتمثل المصدر الثاني لثراء حميدتي في الأموال التي يحصل عليها من السعودية والإمارات مقابل مشاركة جزء من قواته ضمن التحالف العربي في اليمن، كما ثبت حصول مقربين منه على أموال من الدولتين الخليجيتين من خارج الموازنة.

    ويحصل حميدتي على مبالغ بمئات ملايين الدولارات من الرياض وأبوظبي، حسب مصادر مصرفية لـ”العربي الجديد” أكدت أن هذه المبالغ يتم تحويلها إلى حسابات مصرفية خاصة لمقربين منه في مصرفين بالعاصمة الخرطوم.

    وقالت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، “ما يؤكد ذلك التدافع الكبير في مصرفين سودانيين، نتحفظ على ذكر اسمهما، من الجنود العائدين من حرب اليمن بغية الحصول على أموالهم، وهذا الحسابات تتصل مع حسابات في بنوك إماراتية وسعودية”.
    ووقعت الإمارات اتفاقاً منفصلاً مع حميدتي لإرسال قوات من مليشياته من الجنجويد إلى اليمن، في أعقاب بدء الحرب ضد الحوثيين عام 2015، حيث تقوم هذه المليشيا بحماية ميناء الحديدة والحدود السعودية مع اليمن. وحسب تصريحات حميدتي فإن لديه حالياً نحو 30 ألف مقاتل في اليمن.

    وكان البشير، الذي تولى حكم السودان في الفترة ما بين عامي 1989 و2019، أقر باستلامه 90 مليون دولار من السعودية ومليون دولار من الإمارات.
    وقال البشير أثناء محاكمته، يوم الاثنين الماضي، إن هناك مبالغ سلمها لنائب قائد الدعم السريع حميدتي (عبد الرحيم دقلو).
    وأقر البشير بحسب إفادات المحقق في جلسة المحاكمة بأنه صرف تلك الأموال من دون مستندات.

    أموال الحرب في دارفور
    مع تصاعد حرب دارفور كان حميدتي صاحب السلطة هناك ويتصرف فيها كحاكم منفرد لا يخضع إلا لسلطة البشير.
    وكان يأخذ بالتالي ميزانية خاصة من الحكومة، ولكنها لا تمر بديوان المحاسب العام أو تخضع للمراجعة وإنما يجيزها البشير، حسب مصادر لـ”العربي الجديد”.

    ومن جانبه، أكد المحلل أحمد عمر خوجلي لـ”العربي الجديد” أنه من خلال النفوذ أصبحت الحرب مقابل المال والسلاح، فالنظام يريد الحماية، والدعم السريع لم ينس صراعه الأول من أجل المال، ودخلت القوات في ظل تعقيدات الأوضاع المحلية والإقليمية إلى مرحلة جديدة.
    وما ساهم في صعود نفوذ حميدتي المالي والعسكري، شره السلطة لدى البشير في حربه ضد منطقة دارفور غرب السودان، وتدريجياً أصبح الرئيس المخلوع يعتمد عليه في قمع المعارضين مقابل منحه سلطات مطلقة في منطقة دارفور والسيطرة على خطوط التجارة وحرس الحدود ومنحه الأموال المطلوبة لتنفيذ المهام.

    السيطرة على الذهب
    مع مرور الوقت ذهب حميدتي نحو تعظيم ثروته عبر الذهب في منطقة جبل عامر الغنية بالذهب. وفي جولة ميدانية لـ”العربي الجديد” بجبل عامر يقول المواطن إبراهيم الزين أحد العارفين بالمنطقة: رغم أن وزارة المعادن قد منعت استخدام مادة “السيانيد” في عمليات التنقيب عن الذهب، إلا أن شركته (الجنيد) تستخدم تلك المادة المؤثرة على المواطنين والبيئة دون رقيب، مؤكدا أن الشركة تحتكر “كارته الذهب” من بقايا التنقيب الأهلي الموجود في دارفور.

    يضيف الزين لـ”العربي الجديد”: “إن السيطرة كانت شبه كاملة لقائد قوات الدعم السريع على الذهب السوداني، والضوء الأخضر من قبل حكومة البشير جعل ثروات المعدن الأصفر متاحة للتهريب إلى دولة تشاد وتحويل المنفعة لحساباتهم الشخصية بجانب الحسابات المتوافرة في الإمارات التي يقوم بالنيابة عنه شقيقه (اللواء بقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو) بالتصرف فيها، وما يؤكد ذلك هو تردده إلى الإمارات كثيرا خلال الفترة الأخيرة”.

    وحسب المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي الأميركية، أليكس دي وال، في مقال نشره موقع “بي بي سي” الإنكليزي في يوليو/ تموز الماضي، برزت خريطة ثراء جديدة لحميدتي يقودها الذهب الذي بات يمثل 40% من صادرات السودان.
    ويشير أليكس دي وال، إلى أن حميدتي أسس مجموعة الجنيد، التي توجد لها مكاتب في واشنطن ودبي ويديرها أخوه عبد الرحمن دقلو، وكانت تقوم الشركة بتعدين الذهب وشحنه مباشرة إلى دبي.
    الهجرة غير الشرعية
    أما المصدر الخامس لثراء حميدتي، فكان المقابل الذي حصل عليه لمواجهة الهجرة غير الشرعية، إذ حصل على مئات ملايين الدولارات من أوروبا وتحت سمع وبصر البشير مقابل حراسة الحدود ومنع الهجرة إلى القارة العجوز.
    ووفقا لمصادر مطلّعة لـ”العربي الجديد” كانت نسبة كبيرة من أموال أوروبا تذهب مباشرة لحسابات خاصة يشرف عليها حميدتي ولا تقع تحت رقابة الأجهزة الحكومية في السودان ولا تدخل في الموازنة.

    وفي مقابلة شهيرة ببرنامج “حال البلد” بتلفزيون سودانية 24 في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي طالب قائد قوات الدعم السريع بشكل واضح بضرورة دفع الاتحاد الأوروبي المقابل المالي اللازم مقابل الجهود التي تقوم بها قواته في وقف المهاجرين.
    وفي السياق، يتهم أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية، حامد التجاني، قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في الاتجار بالبشر وليس منع الهجرة غير الشرعية عن طريق علاقاتها مع عصابات المهربين في ليبيا، مشيرا إلى أن الاتجار بالبشر أصبح أحد أهم الموارد المالية التي تعتمد عليها مليشيات الدعم السريع في تمويل نفسها.

    ويقول التيجاني في تصريح لشبكة عاين (موقع محلي مستقل أسسه سودانيون) إن قادة في الدعم السريع أصبحوا يعملون وسطاء في عمليات هجرة غير شرعية وتهريب البشر.
    وحسب شبكة عاين، تقدر تقارير أموال المساعدات التي دفعها الاتحاد الأوروبي للسودان بموجب عملية الخرطوم للقيام بمهمة مكافحة الهجرة غير الشرعية بـ200 مليون يورو في الفترة بين 2016 و2018.

  4. رحم الله الفريق عبود
    رايتة مرة في السبيعينات القرن الماضي – كنت طالبا بالمدارس الوسطى –
    وكان معه قفة بيضاء يشتري اللحم من ملحمة او جزارة بالخرطوم 3 عند محطة الدومة
    جنوبي حديقة القرشي وكان عاديا جدا وكان هادئا بسيطا
    اما النميري رحمه الله
    فلم يكن يملك بيتا وكان ذا بيت الورثة الذي توفي فيه
    عبود لم يسفك دم احد
    النميري لم يسرق لكنه سفك الدماء
    المعزول عمر سفك الدماء واجراها بحارا وسرق ومكن الاخرين من السرقه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..