دكتور تاج السر جعفر .. ذكرى عصية على النسيان ..

دكتور تاج السر جعفر .. ذكرى عصية على النسيان ..
هذا المأتم هو الوحيد الذي لم يكن ينعى فيه المتوفى حيث يكون دائماً كعادته التي لم تنقطع أو ل الحضور في كل الملمات وآخر المنصرفين ..لانه هومن رحل في هذا اليوم .!
كان ذلك أروع ما قرأته
من على البعد في ر ثاء صديقنا الدكتور تاج السر جعفر رئيس الجالية السودانية الذي رحل عنا ثاني ايام العيد وورى جسده الفارع بالعطاء والحركة طيلة حياته كتربوي و قائد لمسيرة دار الجالية ثرى مدينة العين الإماراتية التي أحبها وعاش فيها للناس صغارهم قبل كبارهم ..وهو يصفق بصفاء الطفولة على المسرح مع العصافير والبراعم ينشد معهم نحن جند الله .. لييغرس في قلوبهم الغضة النبضات حب السودان ثم يلوح لهم بعلم الإمارات التي لها يد قد سلفت مثلما لتراب الوطن الأم الدين المستحق .. إن هم ظلوا في الخارج إضطراراً لا بغضاً أو عادوا كعرجاء المراح .
ثم تراه فرحاً وهويحمل خُطاه الوئيدة كاتما أهات قلبه المثقل بحب الجميع والمجهد بعلل الزمان متفقداً مجموعات الجالسين من النساء والرجال والغبطة تملاْ أشرعة جسدة النحيل متأملا لوحة اليوم الأسري التي رسمها بريشة إصراره العنيد على الإنكسار و الذي لا يعرف الإستسلام لرياح الإحن فضمها إطار النادي كبيت في رحابة صدر الجميع ..والكل ربه بلا رئيس أومرؤوس !
تارة تجده يجالس عشاق الرياضة في زاوية السلك الرابط بين خضرة الملاعب وسقايتها بعرق المودة لتنمومعها أجسادأبناء أكاديمية الملاعب التي كانت حلما يداعب الأجفان فاصبحت ألوان أقمصة اللعيبة الأشبال كقوس قزح تملاء أفق العيون المنداحة تستدعى غد الإنتصارات التي غابت عنا طويلا !
ثم تجده يبرح مكانه منسلا كالنسمة ليسأل نخلات المكتبات عن ثمار جهدهن في حقل المعرفة وبيادر الثقافة .. ومن ثم يعرج على أهل لعب الورق .. يضحك للهزيمة الودية مثلما يسعد إذا ما أحرز نصراً يداعب به الخصم بوعد اللقاء على صعيد التواضع دون أن يعطي لنفسه هالة الزعامة أوينظر لللاخرين من علو كعبه الأكاديمي الرفيع كمعلم يقول أنه لا زال يتعلم ويالها من شفافيه تأخذ بالألباب .
رحل الدكتور تاج السر بجسده الذي كابد دون كلل أوملل ليظل أهل السودان في غربتهم عمامة بيضاء كنقاء سرائرهم على هامة الفخر ..وشالا مزركشاً كالوسام على صدر المكارم وثوباً مطرزاً بخيوط الحشمة ليزهوبه جسد العفة .
فترك الرجل اثرا لن تزيله من خارطة الزمان كل سيول الدموع التي تبعت جداولها مشوار نعشه المحمول على أكتاف العرفان و أكف الإمتنان .. لتبقى ذكراه مرسومةعلى جدار الحياة من بعده عصية على المحو..والنسيان .
له الرحمة من لدن الكريم الرحمن والعزاء لأسرته و ذويه وكل محبيه و تلامذته و لكل زاوية في تلك الدار التي سكنها ربما أكثر من داره وأعطاها وما بخل ..وانا لله وانا اليه راجعون !
محمد عبدالله برقاوي
[email][email protected][/email]