الطاهر ابراهيم .. ابن حي العرب حيث الدنيا باسمة والايام طرب

ثمة ارتباط وثيق بين الامكنة والمبدعين على تعدد مشاربهم الابداعية
فالبيئة كثيرا ما تلعب دورا في ان تبرز الموهبة في سن مبكرة وما ان يدور
الحديث حول العلاقة بين فضاء المكاني والذات المبدعة نتذكر مباشرة ( حي
العرب ) ذلكم الحي الام درماني الذي فرخت كل( ناصية من نواصيه ) مبدع
في مجال الشعر والغناء والتلحين نقف اليوم لنراجع ونتأمل ونروي في سيرة
رجل هو والابداع صنوان انه الشاعر والملحن ابراهيم الطاهر
احياء ومبدعين(1)
الجريدة : رنده بخاري
يعتبر من الشعراء الذين اسهموا في مسيرة الفنان ابراهيم عوض الى ان توجوه ملك على عرش الاغنية السودانية من خلال اعمال ملكت وجدان الشعب
السوداني ربما لأنها عبرت عن حالهم لذا كان من الطبيعي ان لا ننسى هولاء الشعراء وعلى راسهم الطاهر ابراهيم الذي سبق وان زرته بمنزله
بضاحية الثورة وقتها كان قد اقعده المرض لكن قريحته الشعرية لازلت تنبض بالحياة من الاعدام الى المؤبد للشاعر العميد معاش الطاهر ابراهيم قصة معروفة يتداولها كثير من الناس حتى وان كان متحفظا في الحديث عنها ووثق لحادثتها بقصيدة اسمها يا خائن وتقول ان هناك من وشى به وقال ان الطاهر يحيك في الظلام انقلابا عسكريا ضد حكم عبود فحكم عليه بالإعدام ثم خفف الى المؤبد فكتب وقتها تلك القصيدة التي تقول :
حرمت عيوني يا خائن رؤاك
وسعيت لهلاكي بأوسع خطاك
يا خائن
آه ..آه يا خائن
آلامك أداري وأطويها
وأناشد عيوني تخفيها
كلمة حب خدعتني بيها
معنى الحب غير معانيها
والآمال الكنت بانيها
تسيبني لوحدي أبكيها
يا خائن
.. آه ..آه يا خائن
ليصيغ لها لحنا ودفع بها الى الفنان ابراهيم عوض لتحقق الاغنية نجاح لازال صداه يتردد الى يوم الناس هذا العسكرية ليست ضرب نار فقط
العميد الطاهر ابراهيم ولج الى بوابة الشعر مرتديا بزته العسكرية بيد ان المفردة الرقيقة التي تضج بالمشاعر الجياشة مما جعل كثيرين يستهجنون كيف لعسكري حياته تتسم بالجفاف ان يكتب شعرا نضرا هكذا الطاهر رحمة الله عليه اجاب بقوله ضاحكا انا لست الشاعر الوحيد العسكري فهناك عوض احمد خليفة واخرين فلكم ان تعلموا ان العسكرية بها درجة عالية من الانسانية وليست حمل بندقية وضرب نار فقط فهم عاشقين للتواصل حد زر الدموع زامل الشاعر ابراهيم كلا من بابكر النور ..سوار الذهب و عبدا لماجد حامد خليل وبالرجوع الى قصة دخوله للكلية الحربية نجد والده لعب دوار كبيرا في ذلك ونمى فيه حب الجيش والقتال اما قصته مع كتابة الشعر كان الفضل يرجع فيها الى الفنان الراحل عثمان حسين الذي كان الطاهر حتي رحيله يعشق الاستماع اليه حد زرف الدموع اذا طافت بخياله زكري عثمان او داعبت مسامعه صوته فراقك ناروا حراقة
قدم الطاهر ابراهيم للفنان ابراهيم العوض الذي ربطته به علاقة جيرة بحكم
انهم يقطنون بحي واحد وهو حي العرب وقدم له عدد من الاغنيات منها حبيبي جنني وحير بالى ..متين يا روحي نتلاقى فراقك ناروا حراقه .. وللفنان
محمد وردى حرمته الحب والريده وبالرغم من حبه الكبير للفنان عثمان حسين
الا انه لم يقدم له اية عمل ليردده له
مر الامر بسلام
عندما استمع الطاهر الى اغنيته متين يا روحي نتلاقى في الاذاعة الام
بصوت ابراهيم عوض انتابته حالة من الفرح والخوف في ان واحد وخاف من
ان يتم فصله من الخدمة العسكرية كما حدث لاحد زملائهم عندما شاهده القائد يرقص على انغام الموسيقى فتم فصله فخشي ان ينبا الى علمه انه كتب الاغنية ولكن مر الامر بسلام
كساها الجفاف
ظل الشاعر الطاهر ابراهيم يتحدث بصراحة عن الاصوات التي تظهر في الساحة الفنية من حين لا خر وله عبارة مشهورة في تنامي اعداد
الفنانين حيث قال كل من شعر بان حياته كساها الجفاف وردد اغنية ما اطلق
على نفسه فنان فالا صوات الجادة والجميلة تركت الغناء اين عابدة الشيخ
الان وكذلك اسرار بابكر حنان النيل ونوبية الملاك التي قدمت لها مشتهى
الانظار ولعابدة فات وفات
الجريدة
الف، الف شكر لك، استاذه رنده؛
لقد أثرت في شجون و وله و دموع.. شكرا، و قد عدت بي ادراجي، لذاك الزمن الجميل الانيق، و الذي لن يعود مره اخرى للأسف… و ذكرى رجال عظماء، رحلوا عنا في صمت و هدوء، و في الوقت المناسب، دون أن يعاصروا شيئا مما نكابده نحن الآن، من جفاف و قهر و ذل و ظلم و تقتيل و فساد… و للأسف، تحت ستار الدين و بإسمه.
عليهم الرحمه من الله جميعهم، و لك انت الشكر اجزله، و واصلي؛؛؛