مقالات وآراء سياسية

دكتوراة في الفشل

سهير عبدالرحيم

لو قيل لمجموعة من الصغار في مرحلة رياض الأطفال هذه مجموعة مكعبات و قطع بلاستيك أصنعوا لنا بها شيئاً جميلاً ، فأول ما سيقوم به هؤلاء الأطفال هو تركيب المكعبات في شكل منزل أو كوخ وإحاطته بسور و صنع أرضية خضراء ولا بأس من بعض الزهور هنا وهناك .

المهم في الأمر أن هؤلاء الأطفال مهما كان بساطة و تواضع ما يصنعونه فهم قطعاً لن يصنعوا شيئاً قبيحاً أو مسخاً مشوهاً .

الشاهد في الأمر أن رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك و جوقة المهرجين خلفه كانوا يحتاجون أن يشاهدوا مجموعة من الأطفال و هم يصنعون و يبنون و يعمرون بمكعبات صغيرة شكل حياة .

ماحدث أن الرجل و حكومته غير قادرين على جمع مكعبين بل غير قادرين حتى على التفكير والإبتكار والتطوير للمكعبات التي بين يديهم ، وكل ماقاموا به أن وضعوا المكعبات بعضها فوق بعض بصورة عشوائية دون أن تشكل بناءً أو حتى مظهراً حسناً و دون أن تكون قادرة على الصمود .

الخطاب الأخير لوزارة الطاقة بزيادة أسعار الوقود و توحيد السعر التجاري مع السعر المدعوم و الأخبار المتداولة عن رغبة وزارة المالية في زيادة الدولار الجمركي ثلاثة أضعاف والحديث المتواتر عن رغبة بنك السودان في زيادة السعر التأشيري للدولار و تعويم الجنيه ، هذه الأخبار تعتبر آخر مسمار يدق في نعش هذه الحكومة .

أنه اللعب بالنار وليس سواه ، حتى لعب الأطفال بالمكعبات لا يجيدونه، على الأقل فالأطفال قادرون تماماً على صنع الجمال و الفرح أينما حلوا ، المؤسف في الأمر أن شهادات الدكتوراة التي يحملونها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به ، الدكتوراة و الشهادات العليا و الخبرات ينبغي أن تنعكس تغييراً حقيقياً في حياة المواطن بأن يلمس خطط واضحة و قرارات مدروسة و مشاريع تنمية مشهودة .

أين النهوض بالمشاريع الاستراتيجية أين نفرة القمح الشتوي والذي يشكل ٤٠٪‏ من استهلاك المواطنين ، أين الأفكار لتوظيف الشباب ، أين ذهب الدعم الخارجي لتغذية المنظمومة الصحية ، أين برامج التعليم ، أين الأمن والسلام الذي سكبت لأجله ملايين الدولارات .

هل سألتم أنفسكم يا حمدوك و يا وزير المالية و يا وكيل وزارة الطاقة كيف بربكم ستكون تكلفة تعرفة المواصلات و مشوار الركشة و طبق الفول و سعر الخبز و زجاجة الدواء …

أن ما يحدث الآن لا اسم له سوى الإفلاس ، إفلاس سياسي و إفلاس فكري و إفلاس عقول و رؤية .، بل من هذا العبقري الذي يخطط لكم بئس الدكتوراة أنتم و بئس مادرستم و ما تعملون .

خارج السور :
ما لا تدركونه جيداً أن عقارب الساعة تمضي إلى الأمام … وأنتم تتراجعون إلى الخلف ، و أكبر أخطاءكم أنكم فقدتم الإحساس بالوقت .

نقلاً عن الانتباهة

‫15 تعليقات

    1. ابدا ما غباء
      حمدوك ووزيرة متابعه يفكرون بعقلية ماري انطوانيت
      فيصل عيشهم في عالم أول لا يحسون ماذا يعني طبق فول حاف بالنسبة لمواطن سوداني
      ولا يهمهم ذلك البته،مأساة الثورة أنها تجاهلت أبنائها المؤهلين الذين عانوا كل سنوات الإنقاذ من الاذلال والفاقة،واجبرت علي أن بتولي قيادتها ضعفاء مستوردين،،يا للحسرة تركوا كل خبرائنا الاقتصاديين الذين عايشوا كل تهتكات اقتصادنا وجلبوا لنا هبة المهبوبة التي لا تصلح لادارة اقتصاد أزمة،،وبجفاء قلب تم تطبيق كل ما طلبه وما لم يطلبه منهم صندوق النقد،ليتعلموا الحلاقة علي رأس شعب مصاب بالأنيميا

  1. دايما متطرفة الزولة دي .
    وكأنها بس دايرة تلفت الأنظار .

    نوع الانتقاد دا للحكومة واللي هو عبارة عن محض إساءة واستخفاف .. لايدل على الحرص على الاصلاح .. وإنما يدل على الكراهية والحقد والغل والشماتة .
    والحالة دي (متلازمة الكوزنة) الاصابة بها ليست مقتصرة على الكيزان فقط

  2. يا سهير علينا أن نواجه قدرنا بشجاعة والحقيقة ماثلة بين أيدينا ومفادها أن الإقتصاد السودانى منهار تماما بفعل فاعل نعرفه ونتوخى اليوم المناسب لمحاسبته وإسترداد حقوقنا منه ولكن هذا لا يعنى أن نظل قاعدين محتارين ولنجب على السؤال المباشر هل علينا العمل لاصلاح ما لحق من دمار أم نستكين ونغمض أعيننا عما حاق ببلادنا؟ إذا كانت الإجابة نعم أو هكذا يجب أن تكون فلنطرح السؤال المباشر التالى لماذا نحمل أجيالنا المقبلة نتائج سوء إدارتنا وخطل سياساتنا لماذا لا نتحمل مسؤوليتها الأن واليوم قبل الغد للشروع في الإصلاح. كلنا نعرف أن حمدوك لا ولن يتحمل هذه المسؤولية بمفرده وهذا التبسيط المخل جدا للحالة ينم عن جهل تام بأصول العام العمل العام وابجدياته هل يمكن تشبيه عمل بهذه الضخامة بمكعبات الأطفال واى طفل فى هذا السودان يلعب بمكعبات الأطفال ففى الشمالية يقضى الطفل يوم كله بحثا عن مقعد دراسى أو دواء أو يموت غرقا في مركب وفى الغرب يقضى الأطفال نهارهم وراء السعية والبحث عن قطرة ماء للشرب ومثله حال رصفائهم في الشرق والوسط .. أين أولئك الأطفال ممن يلعبون بالمكعبات إنهم غير موجودين وربما في خيالك الخصيب. هؤلاء حمدوك مسؤول عنهم ويجب ألا يتحملوا وزر الأجيال التى سبقتهم. ليرفع الدعم عن الوقود فلا يستفيد منه غير سكان المدن والكهرباء التى لا يستفيد منها سوى الأغنياء .. ليكون الدعم منصفا لابد من دعم الذرة لا القمح الاسترالى أو الفرنسى ولماذا نستهلك ما لا نملك ثمنه وهذا أمر غريب فى السودان القمح يرد إلينا من خارج الحدود لندعم إستهلاكه والأغرب أن السيدة السودانية لا ترتاح إلا للتوب السويسرى أو المحلبية و الصندلية الهندية جل تفكيرنا يصب نحو الخارج ونزدرى هذا البلد بل والمواطن أيضا يغير على غزة ولا يطرف له جفن بمصائب كسلا أو دارفور.. أعيدوا للسودان قيمته وإستهلكوا ماتنتجه أرضه وأستمتعوا بخصب ترابه وصفاء سمائه…حمدوك ليس وحده من يحمل الهم كلنا نحمله ونضحى من أجله

  3. ثلاث مكعبات تكفى وقد تم تشييدها على درجة عالية من التنسيق والإيتكار وكان الدكتور حمدوك هو مهندسها الأول :
    0 خروج السودان من قائمة الدول راعية الإرهاب .
    0الحصانة السيادية.
    0 إتفاقية السلام في جوبا .
    وهناك الكثير من (المكعبات ) الصغيرة التي لا زالت تتراكم في بعضها البعض في نسق فريد وسيكون لها وجودا رائعا على أرض الوطن قريبا جدا يإذن الله .

    1. يا سلام يا دكتور علي الرد الراقي و الترفع عن الخوض في الوحل مع أمثال هذه الكاتبة.
      إنجازات دكتور حمدوك و حكومته لا ينكرها الا اعمي او مكابر و سنعبر و سننتصر بأذن الله و ليخسأ المتخاذلون و الفلول و لاعقي بوت العسكر الكيزان و الجنجويد و مرتزقة الحركات.
      الحمدلله اولا و اخيرا و شكرا دكتور حمدوك.
      لجان المقاومة تمثلني.

    2. حمدوك وعصابته هم المسؤولين عن كل هذا الدمار هم لم يهتموا أبدا بمعاناة المواطن لم نكن لنطالبهم بشئ لو حافظوا على ١% من الحالة التي تركنا فيها الكيزان لا يمكن أن يكون الدمار في سنة يساوي مئة ضعف من دمار الكيزان في ٣٠ سنة !!! هؤلاء يجربون المجرب وينتظرون نتائج مختلفة ما هذا الغباء ؟!

  4. سمعنا بديك العده لكن جدادة العده ما بتنطبق إلا على (الوليه) المدعوه سهير دى ما عندها كوابح على الإطلاق،، إنتى بتعتقدي إنك فى قامة منو من الإنهلتي عليهم ببذائتك وهل مفتكره الهبل البتكتببي ده نقد؟!! يا حسرتنا على اجيالنا الحاضره والقادمه إذا آمثال الوليه دى القدوه بتاعتم!!.

  5. يا حبيب،
    الصحفية سهير ما غلطانة!!، هي بتنفذ سياسة الصحيفة “الانتباهة” المملوكة سابقآ للعنصري القبيح الطيب مصطفي، الذي باع الصحيفة بعد ان اشترط علي الشاري ان تسير الصحيفة بنفس السياسة بدون تغيير!!، سهير مجرد موظفة تنفذ تعليمات رئيس التحرير، وهي لازم تنفذ اسلوب السب والشتم عشان “المعايش جبارة”!!، هي لن تترك الردح والذم والنقد الغير بناء، لانها تعمل بالمثل المعروف “من ترك عادته قلت سعادته”!!
    ياحبيب،
    هل تصدق ان الصحفية سهير، طلبت من السلطة الحاكمة اغلاق “معبر ارقين”، الذي هو شريان الحياة لسكان حلفا، لا لشيء الا لانها بتكره المصريين!!

  6. يا سهير يا بنتي كتابة العمود الصحفي ده شعرا ما عندك ليه رقية، خاصة المواضيع التي تحتاج الي عمق في التفكير والاستخلاص.
    صحيح اداء الفترة الانتقالية من كل الاطراف غير مرض، لكن كمان السذاجة التي تتناولين بها الموضوع لا تحيط باسباب المشكلة ولا تطرح حلولا عملية.
    يا ادارة الراكوبة في كتابات كثيرة ناضجة وتتناول الاخفاقات بكثير من الموضوعية وتطرح حلول عملية، مثل مقالات الحاج وراق، بدل عواسة سهير ده،

  7. قد تكون الكاتبه مرت بمواقف محزنه. نري حقيقة يوميا كثيرين لايملكون قوت يومهم، هل تعي ذلك؟ ام تبحث لصغارها عن وجبة لانهم لم ياكلو لفترة طويله!!!
    البعض يقول انه يمكث بالمنزل نسبة لتكلفة المواصلات العاليه. فكيف بربكم اذا زادت تعرفة المواصلات لاكثر من ذلك؟
    كيف ولا يري اي اثر لبوادر انتاج يمكن ان تساعد ف خفض عدد البطاله! كيف واعلي مرتب لايكفي لمالك عربه ان يشتري بنزين لمدة شهر؟

    ناهيك عن غش المواطن، بادعاء الشفافيه! فقد تمت زياده البنزين صبيحة يوم 20 ديسمبر بعد ان رجعت المواكب!! وربما نتفهم ذلك نوعا ما ولكن ليس هناك ما يعين المواطن البسيط وقد زادت الجريمه بشكل مخيف في المجتمع!

  8. أكيد سمعتى يا أخت سهير بقول الأستاذ إدريس جماع
    إنّ حظّي كدقيق ٍ
    فوقَ شوكٍ نثروهُ
    ثمّ قالوا لحُفاةٍ
    يومَ ريح ٍ إجمعوهُ
    صعُبَ الأمرُ عليهمْ
    قلتُ يا قوم ِ اتركوهُ
    إنّ من أشقاهُ ربِّي
    كيفَ أنتم تسعدوهُ؟
    عارفة هذا الحظ بالضبط هو حظ الدكتور حمدوك والمجموعة التى تركت وظائفها المريحة خارج السودان وجاءووا بكل تجرد لخدمة هذا الوطن العليل والذى تركه كيزان السجم إن لم يكن قد مات فهو فى حالة إحتضار…
    فهونك على الرئيس وعلى من معه ..ما تم تدميره فى ثلاثين عاما لن يعاد بناءه فى سنة أو سنتين …..

  9. بجد و من غير مجاملة مقالك دة مفروض ياخد جائزة أكثر مقال سطحي في شهر ديسمبر.
    نصيحة ليك يا بنتي ، الكتابة الصحفية مسؤولية ، ما شغل شوفوني أنا كاتبة مصادمة. مرة تشتبكي مع المصريين في سلسلة “مهاترات” لم و لن يستفيد القارئ منها شيء و مرة تنتقدي الحكومة بدون حتي تقديم مقترح أو علمي واقعي لحالتنا. أخيراً وصلتي لمرحلة الإفلاس و دي المرحلة القبل الأخيرة السقوط الحر.
    يا بنتي إنتقدي أداء الوزراء بموضوعية ، نحن كلنا معك و نشد من أزرك ، لكن تتهكمي علي أشخاصهم و شهاداتهم العلمية و بالطريقة دي ، هذا يدل علي ضحالة فكر و جهل. فهؤلاء لم يتحصلو علي تلك الدرجات العلمية من جامعات القرءان الكريم أو المشرق أو كلية المنهل (مع إحترامي للجميع).
    أرجعي أقري عن التجربة الرواندية وعن مساهمة من شارك في نجاح تلك التجربة و الذي أهله للعب دور مماثل في أكثر من مكان بين كوتديفوار و ليبيريا و موزمبيق و غيرهم.
    هل تعلمي شيئ عن مشوار الحصول على الدكتوراه في إنجلترا و أميركا ؟!! إذا كنت تعلمي و كتبتي هذه الترهات و ألقيتي هذه التهم “الغبية” فهي مصيبة ، و إذا كنت لا تعلمي فهو مشوار كبير لا يبدأ بالماجستير و التحضير و ينتهي عند المناقشة بعد تقديم الأوراق العلمية و البحوث.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..