ماذا بعد الانفصال إذا كان هو الحصاد المر

رأي

ماذا بعد الانفصال إذا كان هو الحصاد المر

محمد عيسي عليو

بعد أقل من شهر سوف يتحدد مصير السودان بعد الاستفتاء المذمع قيامه فى 9/1/2011م ،وأكدت معظم التحليلات أن النتيجة ستكون لصالح انفصال الجنوب ،وليس «استقلال « الجنوب .وهذا ماذهبنا اليه فى تحليلاتنا منذ ان بدأ التفاوض مع الجنوبيين فى مشاكوس بكينيا ، طريقة التفاوض ،واللجان المفاوضة ،ونتائج التفاوض كلها تحمل فى رحمها نتيجة الاستفتاء القادم وهى الانفصال .
رغم آمالنا العريضة فى الوحدة ،هذه الآمال تماماً كآمال الحياة لانسان عزيز وهو فى سكرات الموت ،رغم أن علامات الموت تبدو بائنة على المريض ،لكن الامل يذهب الى احتمالات الحياة وهذا هو موقفنا نحو نتيجة الاستفتاء .
الجنوب والشمال هما طرفا لدولة واحدة ،عناية الله شاءت ان يكونا دولة السودان لفترة طويلة ،ولكن هذه الدولة عانت الامرين طيلة فترة تكوينها السابقة ، الحروب والفقر وثالثهما الجهل ،والآن بعد نتيجة فلن نضع احتمال الانفصال ، نفترض ان الانفصال قد وقع ، ماهو المطلوب من مسؤول وجد نفسه رئيساً لدولة يعانى شعبها من الثالوث الماكر المذكورة اضلاعه اعلاه ؟ أعتقد انه من الافضل ان أولى اولوياته ان يساعد شعبه بالنهوض من هذه الكبوة ،ولا يكون النهوض اولاً الا بالاستقرار والبحث عن سبل لتقديم الخدمات كالتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية ، ثم التنمية واذا كان الامر كذلك لا سبيل لهذه الادوات والنهوض بها ، الا فى خلق علاقات متجانسة بين شعبه ،وتحسين العلاقات مع جيرانه ،وهذا النقطة الثانية هى التى تهمنى ، فى هذا المقال ،فالجار الجديد لاى مجموعة هو المطلوب ان يمد يده البيضاء من غير سوء للآخرين ، الذى جاء ووجد هم قبله جيراناً له ، فالمطلوب اولاً ابداء حسن النية وليس العكس .

ان الكلام عن الاحتكاكات المستقبلية بين الشمال والجنوب فى حالة الانفصال مزعج جداً ، وهذا ما لانتمناه وما لا نقبله و لانقره ولا حتى نجامل فيه للاسباب الموضوعية التى ذكرتها فى الشعبين الشمالى والجنوبى ،اذ لازال التخلف فى الشمال موجوداً وكذلك الجهل والمرض والحروب كذلك ،ومن جهة اخرى هذه المآسى الموجودة فى الجنوب بكثرة ،فلا أتوقع لمسؤول عاقل
يشعل ناراً فى شعبه الجائع المسكين ، الا اذا كان هذا المسؤول سادياً يحب استنشاق الدماء وتعذيب البشر ،وهذه الصفات لا اعتقد متوفرة فى البشير وسلفاكير ، اذن لابد من الجلوس على الارض والتفاكر عملياً فى تفاصيل حسن الجوار ،وتبادل العلاقات الطيبة وتفعيل حياة الشعبين الايجابية والتى كان دربها سالكاً قبل الانفصال ،واستطيع ان ألخص الآتى :
1- يجب ان تكون الحياة طبيعية بين الشعبين كما كانت من قبل ،وهذا من حق الشعوب على قيادة الدولتين ،وبامانة شديدة فان الشعبين لم يعطيا حقهما كاملاً فى تقرير مصير جنوب السودان ، هذا التقرير بدأ سياسياً وانتهى سياسياً ، لذلك اقل شيئ يستحقه الشعبان هو ترك علاقاتهما تجرى لمستقر له ، هذه العلاقة وحدها هى التى ستقرب مفهوم العلاقة المشتركة بين القيادتين السياسيتين فى المستقبل اذا اطلق لها العنان ، ولكل أركز فى ترك الحياة لطبيعتها بين الشعبين ، اعنى حرية التنقل والتملك وحرية التجنس ،بل وحرية التعيين السياسي فى كل من الدولتين المرتقبتين ولنترك لقيادة الدولتين التحرك داخلياً وخارجياً فى الاقتصاد والادارة والتعامل مع المجتمع الدولى ، وايضاً وزارة الدفاع والداخلية لكل دولة ويجب ان ينص الدفاع المشترك للدولتين اذا حصل تعدى من دولة ثالثة على اى من الدولتين وكما تعلمون ان معظم حدود السودان القديم مهددة فاذا لم يفعل هذاالنص فسوف تنقض الدول علينا انقضاض النسر الجارح على السويسيو (الفروج) الصغير وحتى اذا بحثنا سبل الوحدة والمستقبل المشترك فيما بعد ،واذا لم ندافع عن السودان منذ الآن فسوف نرث بلداً مختلاً فى كل اطرافه.
2- يجب الاهتمام بحسن الجوار وعدم محاولة تعكير صفو هذه الجيرة بالوقوف على النقيض تماماً لكل طرف فى المحافل الدولية يجب دعم المواقف المشتركة وهذا وحده ان حصل فسوف يلين القلوب وتنشرح له النفوس ،كل هذا من اجل المستقبل .
3- دعم وجود مواطنى منطقة التماس ،هؤلاء هم الجسر القوى للتواصل سواء الاجتماعى او الاقتصادى او حتى القبلى ولان هؤلاء لم يختاروا الجيرة ولم يختاروا الميلاد فى هذه المنطقة أختارها الله سبحانه وتعالى، وايضاً مواطنى التماس لم يشار اليهم ابداً فى كل مراحل التفاوض ولم يسألوا عن رأيهم فى هذه العلاقة لا سيما الرحل ،اذن من حقهم على قيادة الدولتين ان يسمحوا لهم فى العيش الكريم وفق اخلاق الجيرة الكريمة .
4- هناك شئ مهم لابد من الاشارة اليه ،ويجب ان يحسم هو حرية التعبير السياسي لكل القوى السودانية التى تجد نفسها فى اى من الدولتين المرتقبتين ،اولاً هذا حق اصيل لكل فرد فى هذه الدنيا ،ثانياً لكل الاطراف اصدقاء من الطرف الآخر ،فمثلاً المؤتمر الوطنى لن يستطيع ان يترك لام أكول وصحبه لمجرد ان هناك علاقات طيبة حصلت بين الدولتين ،وكذلك الحركة الشعبية لها اصدقاء من ابناء الشمال ولا يمكن التخلى عنهم ،ولكن يجب ان يكون من المحرم بتاتاً الموافقة برفع السلاح للتعبير السياسي فسوف تتغير الاحوال للصالح المجتمعى ولو بعد حين ،كل املى ان يبقى السودان بلداً واحداً موحداً ولكن كما قال احد الفنانين لو كان التمنى يجدى….وبرضو أملى وقف العدائيات

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..