مقالات سياسية
زيارة البرهان لدولة الإمارات العربية المتحدة تسرُب التطبيع من رقراق الحاجة

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
عندما هاجم أبرهة الحبشي الكعبة قادماً من اليمن ،كان أبورغال العربى دليله إليها ، كان عبدالمطلب جد الرسول محمد (ص) سيد مكة فى ذلك التاريخ ، وأحد وجهاء قريش ، يبحث عن إبلِ شاردة له ، فلقيه العرب وقالوا له ، عن حملة أبرهة وأنه يستهدف هدم الكعبة بيت الله الحرام ،قال لهم عبدالمطلب كلمته المشهورة التى سارت بها الركبان بعد ذلك أنا ربُ هذه الإبل ، وللكعبة ربُ يحميها )، فكانت نبؤته طيراً ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل .
إنشغل الراى العام بزيارة الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة إلى دولة الإمارات العربية الشقيقة، على رأس وفد وزارى بقيادة وزير العدل د. نصر الدين وعدد من المفاوضين ، ليلتقي بوفد أمريكى لمناقشة (صفقة) رفع إسم السودان عن قائمة الإرهاب الأمريكية ، نتيجة لهذه الزيارة انفتح النقاش حول التطبيع وعدم التطبيع مع إسرائيل ، لا توجد غرابة إلا لمن يريد أن يخلقها، الكل يعلم ان الولايات المتحدة الأمريكية بغض النظر عمن يجلس على كرسي رئاستها ، تضع أمن إسرائيل أولوية على ما عداه فى سياستها الخارجية منذ عشرات السنين ، قبل أكثر من أربعين عام ذكر الرئيس المصرى محمد أنور السادات أن ٩٩% من اوراق نزاع الشرق الأوسط فى يد الولايات المتحدة ، وقفت كل الحكومات العربية عدا السودان والصومال ضد إتفاقيات كامب ديفيد ، بعد ذلك بعشرين عام تفاوض الفلسطينيون أنفسهم فى (أوسلو) ، على سقف أقل بكثير مما كان معروض عليهم فى كامب ديفيد ، والآن يتفاوضون على سقف أقل من أوسلو نفسها ، نحن مسئولين أولاً عن شعب السودان حياتهم ورفاهيتهم وللقدس رب يحميها .
غير منزعج من زيارة الفريق أول البرهان لدولة الإمارات العربية المتحدة ،وغير منزعج عن التطبيع من عدمه ، مصالح الشعب السودانى أولاً وثانياً وثالثاً الأولويات السودانية واضحة ومرتبة، تأتى فى مقدمتها * رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الأمريكية الظالمة لشعب السودان بعد الثورة على النظام الإرهابى وإسقاطه لصالح الأمن والسلم الدوليين،الأولوية الثانية *التمهيد لإتفاقات إلغاء الديون وفق مبادرة الدولة المثقلة بها (HIPC) ، حتى يتمكن الإقتصاد السودانى الخروج من الغيبوبة للنشاط الإنتاجى ، ثالثاً *الحصول على قروض ميسرة لإنعاش الإقتصاد الوطنى من خلال إتفاقات إقليمية ودولية لا تقل عن ٨ مليار دولار خلال ثلاثة سنوات رابعاً *فتح الطريق لشراكات ذكية مع شركات كبيرة عالمية لإستيراد التكنلوجيا خاصة للتعدين وتطوير الزراعة وتحديث نظم الرى ، وفتح أسواق جديدة للمنتجات الزراعية والحيوانية مع تحسين نسل القطيع السودانى لزيادة إنتاج اللحوم وكل منتجات الألبان للتصدير .
خامساً *السلام مشروع السودان القومى الأول ، يحتاج لدعم إقليمى ودولى لايقل عن ١٠ مليار دولار ليصبح واقع على الأرض لمواجهة تحدى إعادة توطين النازحين واللاجئين الذين يتجاوز عددهم الأربعة مليون نسمةDPPA ، تحدى نزع السلاح وإعادة دمج وتأهيل المحاربين السابقين من خلال برنامج( DDR)، الشعب السودانى نتيجة للحرب الأهلية يعيش فى ظروف غير طبيعية ، تكاد تكون حياة الفلسطينيين فى غزة واريحا ومعسكرات الشتات أفضل منها .
الأولوية السادسة للشعب السودانى ،*توطين الديمقراطية من خلال مرحلة إنتقالية ناجحة ، تقوم بعقد المؤتمر القومى الدستورى آخر واجباتها ،قبل عقد الإنتخابات الديمقراطية الحرة القائمة على تعدد الأحزاب ،وفى ظل دستور دائم متوافق عليه من خلال إستفتاء عام ،الإنتخابات و ما تقتضيه من نظام عدلى وقانونى يحمى الحقوق المدنية والحريات العامة ، ويؤسس لممارسة تدعم إستدامة الديمقراطية والحرية فى البلاد، لنقوم بهذا الواجب طرحت الحكومة طلب إستقدام بعثة أممية تقوم على الفصل السادس( ينتميس ) بديل لبعثة اليونميد التى ورثتها الحكومة الإنتقالية عن النظام المخلوع تحت البند السابع الذى يقيد السيادة الوطنية على نطاق ولاية (يناميد)، البعثة الأممية الجديدة مطلوبة لتساعد فى تثبيت إتفاقيات السلام وموضوع النازحين واللاجئيين والعدالة الإنتقالية مع الأحصاء السكانى والزراعى .
نحن الجيل الذى تربى على تقديس القضية الفلسطينية و على صيحات وتعبئة (يا رجال العرب فلسطين تناديكم ) فقد كنا نسير وعلى أعيننا عصابة سوداء وعلى رؤوسنا عصابة حمراء ، خلف قيادة الحكومات القومية فى مصر وسوريا والعراق والجزائر وبقية العرب، لقد وعدونا برمى إسرائيل فى البحر ، لقد طال المسير ونقص الزاد والزناد ،ولم نجد المحيط الذى نرمى فيه دولة إسرائيل ، معذرة للأهل والأصدقاء فى فلسطين ، أولوياتنا الآن فى السودان هى ما ذكرته أعلاه ،ليست من بينها( تحرير فلسطين) ، نحن شعب نقول الحقيقة، ونقول ما يمكننا فعله لا نكذب ولا نتجمل ، أوعدكم عندما توقف حكومات دول المواجهة العربية التطبيع ،و يعلن بقية العرب الحرب سنقف معهم ، ولكنهم الآن يتفاوضون سراً وعلانية، بما فيهم حكومة فلسطين مع دولة إسرائيل ،الموقف المبدئي للشعب السودانى ،كان وما زال هو لابد من دولة مستقلة للفلسطينيين وعاصمتها القدس الشرقية ، سندعم الموقف الدولى وقرارات الشرعية الدولية ، حتى وإن طبع السودان مع إسرائيل .
خاتمة
السودان حكومة وشعب هذا هو برنامجه و أولوياته على مستوى الداخل الوطنى والخارج الإقليمى والدولى ، كما قال المثل السودانى (الذى لايقوم على إحتياجات والدته لا ينتظر منه القيام بإحتياجات خالاته ) ، نحن مع وعى وعقلانية عبدالمطلب حكيم قريش القائل (أنا رب هذه الإبل وللكعبة رب يحميها )، تحرير فلسطين بالقوة يحتاج تدبير الزاد والزناد ، إذا كان التحرير بالكلام لحررها القوميون العرب، خلال ثلاثة ارباع القرن الماضى، فقد أنفقوا من الكلام والأوهام والحروب الخاسرة ما يحرر العالم أجمع ، (حشاش بي دقنو )،فلسطين لن تحررها البطولات الزائفة،و الضجيج الايدولوجى ،والكلام الفاضى وخمج ، يمكن تحرير فلسطين وإستعادة الحقوق عندما نضع الأولويات الصحيحة على المستوى الوطنى أولاً والقومى ثانياً ، وإستخدام أدوات العصر التفاوض الفعال( Active Engagement Diplomacy ) فى إطار التواصل وليست المقاطعة ، طالما إعلان الحرب أصبح بعيد المنال وغير مطروح من أجل السلام العادل الشامل .
ننتظر ما تسفر عنه لقاءات البرهان فى دولة الإمارات العربية الشقيقة ، وعندها لكل حدث حديث .
صلاح جلال
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠
الجريدة
من الممكن نضع ايادينا فوق بعض لنهضة اقتصاد بلدنا فمصلحة الشعب اولا في كل المقايس ويترتب هذا في تخطيط وسياسات داخلية سليمة ومن بعد ذلك السياسة الخارجية . لا يمكن ان نضع كل الامل في التطبيع مع اسرائيل وارضاء امريكا
صحيح ان رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية الارهاب اعفاء الديون والاقتراض من البنك الدولي له دور اقتصادي كبير ولكن هذا ليس كل شيء … لابد من توفيق و ارساء السيسة الداخلية لتوجه كل المجهودات نحو الانتاج وتوظيف مواردك بصورة سليمة وتفعيل قانونك الانتقالي بصورة شاملة دون محاباه وتنظر المؤشرات
كلام جميل يستاهل كل السودانيين ان يقراوه
لقد وافيت وكفيت .
this is a good stand point
مشكلة السودان في وضع الحكومة الداخلي فالخدمة المدنية مليءة بالفساد ودولة مقددة ذي الغربال مثلا نحتاج وزير مالية مع الوزارات الاخرى يعرف اي جنية انصرف وين مش يقول خصصت كذا مليار او او صدقنا بالاف من شوالات الدقيق وانتهت مهمتم . مهما اعطتكم الدول بعد التطبيع من مليارات مهما كثرت فستروح شمار في مرقة ذي ما اترتبت علينا 60 مليار ديون ما عارفنها راحت وين . فالفوايد المرجوة من التطبيع لا تغير الحال والحل في ايدينا واساسا مافي جهة سياسية بادرت باقتراح التطبيع علينا برانا اتشالقنا. عمل الوزراء وكل السودنين يكون التركيز فيه هو ترتيب الاوضاع الداخلية لانو لو مارتبتها العالم الخارجي فاهم كل حاجة لااستثمارت ولا مساعدات فعالة بل فتات الخبز دون ان يقولو ليك انك مقصر، وبالنسبة لفلسطين فهي وقفة مع الحق و العدالة وهي وقفة معنوية من السودان وليس لنا قدرة اكثر من ذلك و كثير من الدول الضد التطبيع ذي الكويت والجزائر وغيرها لم تدخل نفسها في هذا الفليم و لم تتاثر علاقتها بأمريكا ااو غيرها. وربما التطبيع يخدم مصالح من يروجون له. اما البنك الدولي و الصندوق وقروضه فستاءتي بعد اجازة ال smp و تسديد المتاخرات يعني بعد نشبع جوع . في الفترة الدي العقالء بقولو ليك هييء الملعب ولا تفترض انو الوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية الموروثة من النظام الباءيد دون ان تغبر الحكومة الحالية في اوضاعها هي المسالي لنهضة الدولة .