مقالات وآراء سياسية

كُتاب ظل النظام البائد!!

طه مدثر

(1)
معلوم بالضرورة ان مشلكة ابليس مع الله ليست مشكلة في الصلاة او الصوم او الزكاة ولكنها كانت مشلكة في الاستعلاء وانا أفضل من آدم فكيف اسجد لمخلوق من طين وأنا مخلوق من نار السموم؟ هذه الاستعلائية لم تنقرض بعد وبفعل حبوب اللقاح والرياح والرزاز المتطاير انتقلت ووصلت الى سوداننا الحبيب وخاصة لدى ممايُسمى الحركة الاسلامية او المؤتمر الوطني والمؤتمرجية.

 

(2)
فهؤلاء المذكورين سابقاً مازالوا (مذهللين وطاشين شبكة)من هول ماجرى من تغير كانوا يحسبونه ابعد من النجم سهيل وكان دونه خرط القتاد بل كانوا يرونهم من ضمن المستحيلات الغول والعنقاء والخل الوفي ويرون إزاحتهم عن حكم السودان مجرد احلام يقظة لعامة الناس والشعب.

 

(3)
فجاءهم الطوفان الشعبي من حيث لم يحتسبوا وخرج المد الشعبي من كل بقاع السودان وهبت المدن والقرى والحلال والفرقان رافعين شعارًا واحداً إزالة وازاحة حكم الحركة الاسلامية وحزب المؤتمر الوطني وبرغم ماوجه هذه الثورة من عنف غير مسبوق ومن قتل وسحل وإختفاء قسري من قبل اجهزة أمن النظام البائد الهالك إلا أن صلابة الارادة قهرت المستحيل وضعضعت اركان النظام فاستسلم بعد عناد ومكابرة إلا ان بعض اعلاميي وكتاب النظام البائد من الذين كان يغدق عليهم النظام من العطايا والهبات والاموال ويمدهم بالمعلومات ويخصهم بالامتيازات مازالوا يدبجون له المقالات والاقوال والحكم يدافعون عنه بالباطل محاولين رد الحميل الذي على اعناقهم له.

 

(4)
ومن كتاب(ظل) النظام البائد عمنا اسحاق احمد فضل الله وآخر ليله الذي إنجلى واسفر عن صبح الثورة وضع الثوار نهاية ليله بثورة ديسمبر المبارك واسحاق هذا الذي يأخذ جزء من المعلومة ويخلطها ويمزجها بالسياسة بالدين بالاقتصاد فيخرج للقراء عجل له خوار !!وفي احدى كتاباته قال مستهزئاً بالثورة وبالثوار مباهياً ومفاخراً بحزبه البائد ومقارنا بين طوارئ البشير المخلوع وطوارئ الحكم المدني وشامتا على مد قانون الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر أخرى ونقول لسيد اسحاق ان طوارئ المخلوع كانت من اجل التضييق على الشعب في حريته وفي رأيه وفي اكله وشرابه فقد كان ظاهرها الرحمة ولكن من قبلها كان العذاب بل ان مخلوعكم البشير كان أول من انقلب على قانون الطوارئ وتم العثور على كميات من العملات الاجنبية ببيته بقصر الضيافة.

 

(5)
ويستمر السيد اسحاق في سخريته ويقول هاهى حكومتكم المدنية تسعى لخطب ود البنك وصندوق النقد الدوليين ونقول له يسبحان الله الواهب كم ترك الاول الذي نهب وسرق ودمر موارد البلاد والعباد خلال ثلاثة عقود كم ترك الاول (المؤتمر الوطني)للآخر (الحكومة المدنية الانتقالية)؟بل نسأل هل ترك الوطني للوطن من شئ؟فانتم تركتم البلاد قاعاً صفصفاً وكم من قصر مشيد وبئر معلطة وديون تراكمية تصاعدية جاء بها الحزب البائد وصرفها في الفارغة والمقدودة!!

 

(6)
ومعلوم بالضرورة ان السيد اسحاق احمد فضل الله ومن خلال كتاباته فهو خيالي أحياناً مثل كتابته عند اول زيارة للمخلوع الى دولة الجنوب بعد الانفصال وقوله ان المخلوع سيتم خطفه عبر قوات امريكية خاصة تأتي من دولة يوغندا ورسم سيناريو الاختطاف وكأنه أحد كُتاب افلام الاكشن الامريكية والغريب ان المخلوع ذهب الى دولة الجنوب وعاد دون ان (تقرصه باعوضة) والسيد اسحاق أيضا كاتب عاطفي ويملأه الحنين بالعودة الى الايام الخوالي زمن الحزب البائد وكتاباته بعد عن الثورة خير شاهد ومن هنا نستنتج ان اسحاق كاتب خيالي وعاطفي واليوم صار كاتبا! كثيراً مايفقد ذكراته وينسى اهوال ومصائب وكوارث حزب المؤتمر الوطني البائد ورئيسه المخلوع البشير.

 

(7)
ومن هنا ننصح السيد اسحاق احمد فضل الله ومن لف لفه ومشى على خطاه ننصحهم ان يغسلوا لا اقول وجوههم ولكن اقول غسل عيونهم (بالماء الفاتر والصابون) (برغم ان الصابون حار على العيون ولكنه ليس باكثر حرورية من فقدهم للمؤتمر الوطني ورئيسهم المخلوع) وللضرورة احكام اغسلوا عيونكم جيدا حتى تروا ان هناك واقعاً جديداً فرض نفسه ولن تغير هذا الواقع الجديد زفرات الطيب مصطفى ولا شهادة عزالدين الهندي ولا لحسين خوجلى كلمة ولا لاسامة عبدالماجد غصة.

 

(8)
وهؤلاء المذكورين أعلاه وآخرين حبهم للحركة الاسلامية وتعلق افئدتهم بحزب المؤتمر الوطنى البائد وعشقهم للمخلوع البشير اعماهم عن حب الحقيقة ونحن لم نشقق قلوبهم ولا نعرف مافي صدورهم ولا ماتضمره نياتهم ولكن فحيح أقوالهم وصديد اقلامهم وكلماتهم يؤكد انهم اعداء لسنة الله وهي التغيير واحسب انهم من بني سهوان الذين سريعاً ماينسون ماصدر منهم ومعلوم بأن الانسان كلما تقدم به العمر كلما ازداد حكمة وعلماً وخبرة وتجربة ولكن يا(كافي البلاء) هؤلاء الذين تحدثنا عنهم سابقاً نرى وكلما تقدم بهم العمر ازدادوا غباءً وجهلاً وغروراً وإستعلاءً فموتوا بغيظكم من الثورة ان الله عليم بذات الصدور.

 

طه مدثر

ماوراء الكلمات
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..