أخبار السودان

المنتظرين ليها شنووو؟

الفاتح جبرا

لم يكن أشد المتفائلين من رموز نظام الإنقاذ المدحور وزبانيته يخطر بباله (مجرد خاطر) أن تمضي الأشياء بعد إقتلاع نظامهم البغيض الذي سام الناس سوء العذاب بهذه الصورة الناعمة المتقاعسة التي نعايش تفاصيلها منذ نجاح الثورة إلى تكوين الحكومة الإنتقالية وحتى اللحظة، مما يجعل المثل السوداني الذي يقول (تصوم وتفطر على بصلة) حاضراً يمثل لسان كل سوداني شريف كان يتوق لإقتلاع ذلك النظام الباطش الفاسد ومحاسبته على ما إقترف من جرائم وإنتهاكات ومن ثم تأسيس دولة القانون والمضي في إصلاح ما أفسده القوم .

المواطن السوداني يصيبه الإستغراش التام وهو يرى بعد مضي كل هذا الوقت هذه (الحكومة) مكبلة الأيدي لا تقوى حتى الآن على إنجاز نجاح واحد فيما يختص بكنس آثار ذلك النظام الفاسد ليس على مستوى الإنتهازيين والمتملقين ولاعبي (الصف الثاني) من اللصوص والحرامية والمجرمين بل (للأسف) من (كباتن) الصف الأول الذين كان فسادهم مفتشرا و(عيني عينك) وكانت إساءاتهم لهذا الشعب الكريم (في طرف لسانهم) يوزعونها يميناً ويسارا (على الهواء) كلما وجدوا فرصة لذلك (والراجل يطلع لينا الشارع) !
في ظل هذا (التعامل) اللين الرخو الذي لا يتسق مع ما دفعته هذه الثورة من مهر غال ومهج وأرواح تم حصدها دون رحمة أو وازع من ضمير أو أخلاق يبقى السؤال فارضاً نفسه (الحاصل ده من شنووو؟) !

من الواضح (الما عايز ليهو درس عصر) أن وجود العسكر (اللجنة الأمنية للنظام المخلوع) على سدة الحكم هو سبب أساسي في هذا التعطيل ولكن ما يدهش حقاً هو أن لا أحد من الشق (المدني) في قوى الحرية والتغيير قد سجل إحتجاجاً على هذا الأمر أو جادل فيه أو إعترض عليه أو حتى أخرجه لنا على العلن (عشان نعرف وكده) !

إذا كان إيقاف القتلة واللصوص والحرامية يحتاج إلى كل هذا الوقت فكيف نتوقع من هذه الحكومة التعامل مع القضايا الكبرى كانهاء الوضع (الغريب) لقوات الدعم السريع، وتفكيك مليشيات النظام ومحاكمة مدبري (الإنقلاب المشؤوم) الذي قام بتقويض النظام الدستوري حينها ومحاكمة منفذي مجزرة فض الإعتصام وتسليم المتورطين في جرائم دارفور للمحكمة الجنائية الدولية وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتصفية مؤسسات (القوم) الإقتصادية وإستعادة الأموال المنهوبة والمهربة و(تطهير) الخدمة المدنية و(العسكرية) من أذيال النظام السابق وغير لك من القضايا الكبرى التي لا تكتمل الثورة بدون معالجتها ولن تتم معالجتها في ظل هذه الحكومة التي (تمشي خطوة إتنين مستحيل) !

ما (يحير) العبدلله أن كل من تحكي معه من المتعاطفين مع هذه (الحكومة) وتبثه عدم الإرتياح هذا والشعور المحبط الذي تحسه تجاه (هذا البطء والتلكوء) يجيبك على الفور بأن خراب (تلاتين) سنة لا يمكن إصلاحه في بضع شهور ، وهذا بالطبع إلتفاف على المسألة فالشعب لا يطالب بإعادة البلاد إلى ما قبل 89 لكنه يطالب بأن يرى ثورته (مفعلة) وأرضها (ممهدة) من أجل بداية التعمير الذي لن يحدث في ظل هذا الوضع الغريب المريب !

هل تريد أن تحزن عزيزي القارئ وتهرع إلى تناول (حبوبك) قبل أن تصاب (بجلطة) تنقلك إلى الرفيق الأعلى ؟ إذن أقرأ معي ما جاء في الحوار الذي أجرته صحيفتنا هذه بالأمس مع مولانا الأخ تاج السر الحبر (النائب العام لجمهورية السودان) والذي أفاد (متحسراً) بأن النيابة طلبت من (المباحث) إلقاء القبض على شخص معروف جداً في المنطقة التي يقيم فيها لكنه لا يزال مطلوباً ولم يتم القبض عليه رغم أن النيابة تعلم بوجوده في ذات المنطقة إلا أن الأمر لم ينفذ (أها نحنا المنتظرين ليها شنووووووو) !

كسرة :
هل تعلم عزيزي المواطن الثائر (مثلاً) أن معظم السفراء بالخارج الذين قام بتعيينهم النظام المدحور ما زالوا في أماكنهم سفراء للدولة السودانية !! (هاااات الحبووووب ياااا ولد) !!!

كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص

 

الفاتح جبرا

ساخر سبيل
الجريدة

‫5 تعليقات

  1. والله يا جبرا يا خوي لقد نضبت أقلامنا وملت من التذكير بعجز هذه الحكومة وعدم كفاءتها الثورية في إحداث أي تغيير مأمول فيهم وبعد كده حيبدأوا يزعلوا من كلامنا ويحردوا ويستقيلوا لتصدق عليهم نبوءة بلة الكاذب بأن هذه الحكومة لن تصبر على أكثر من تسعة أشهر على فشلها ثم تقدم استقالتها من شدة انتقادها على هذا الفشل الذي لن تستطيع الرد عليه إلا بالاستقالة!!

  2. لست بخبير في القانون ولكني آتساءل .. في حالة طلب النيابه من المباحث إلقاء القبض على أحد الشخص ولكن المباحث لم تنفذ الأمر .ألا يستوجب الأمر مساءلة المباحث عن السبب في عدم تنفيذ أمر النيابه؟؟؟

  3. كنت مرة مير بالانابة لبنك وجاءنى احد زملاء شقيقى الاكبر طالب تمويل وسألته متجاوزا اللوائح لان المبلغ كان مقدور عليه والممول له زعامة إلا أنه خزلنى ولم يسدد فى الموعد وطبعا كان الأمر تحت تصرف المدير لكونى
    كنت بالإنابة عند التسليف
    وكان المدير يتداول الأمر مع موظف المتابعة سرا ولما ضبطهما افادنى الموظف بأن المدير يرى انك احمق وستاخذ الأمر مسالة شخصية فاخبرتهما
    انهما لن يستطيعا القبض عليه دون مساعدتك لكونه شرطة سابق وله مكانة
    وفعلا دليتهم على اليوم والساعة المناسبةوكانت
    لحظة الذروة ومن أمام خيمة مناسبة زواج لا يستطيع التغيب عنها
    اضع خدماتى تحت تصرف النيابة اذا لزم الأمر

  4. لا حوجة لدرس عصر لتحديد المسئول عن هذه المماطلة.

    إنه زعيم الجنجويد، أليس كذلك؟

  5. متوقعين شنو من سفينه فيها ربانين؟ زمان المرحوم حسنين قال تسلم كامله مدنيه. وربما أغتيل بسبب موقفه ده. وليس موت طبيعي بسكته قلبيه. السودان مليان مخابرات دول اجنبيه. موقف الحزب الشيوعي هو الموقف الصحيح صراحه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..