مقالات وآراء سياسية

قمر البرهان عاوز دليل وبرهان!!

طه مدثر

(1)

معلوم بالصورة والصوت، ,ان كثيراً من الدول الكبرى (وهذه الدول الكبرى لم تكن لتكون دولاً كبرى إلا لأن هناك دولاً إرتضت لنفسها ان تكون دولاً صغرى) احتلت الفضاء الخارجي، وغرست اعلامها وراياتها على بعض الكواكب السيارة، وملأت الفضاء الخارجي بالاقمار الصناعية ، المتخصصة وأخرى تعمل في شتى المجالات، ، ومعلوم بالضرورة ان اي حكومة او دولة إذا أرادت إطلاق قمر صناعي، ولو(لقياس ضغط مواطنيها )فانها ستقيم الدنيا ولا تقعدها، وستحدث الظاعن والمقيم، والاجنبي والوطني والسليم والسقيم، والنائم والمستيقظ، الحالم والمتوهم، والعدو قبل الصديق، بأنها في سنة كذا من شهر كذا، وفي الاسبوع كذا وفي يوم كذا وعند الساعة كذا، ستطلق قمرياً صناعياً، الى الفضاء الخارجي وعليه، تدعوكم للحضور والمشاهدة ومشاركتها الفرحة ، والعاقبة عندكم في المسرات. !!

 

(2)

وبالأمس القريب أعلن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني ورئيس مجلس الامن والدفاع السودانيين عن إطلاق اول قمر صناعي للفضاء الخارجي، وذلك بمساعدة من دولة كبرى (لم يُسمها) ، وذلك لاغراض عسكرية وأخرى إقتصادية، وفرحنا بهذا القمر السوداني الصناعي، ولكنها كالعادة فرحة منقوصة الاركان، ومن هذه الاركان المنقوصة، ، ان لا احد من السودانيين كان يعلم مواقيت وتوقيت إطلاق القمر؟وماهي اغراضه؟ (وكلام الفريق البرهان، لا يغني ولا يسمن من معرفة تامة).

 

(3)

ياخي اي زول لو عنده مناسبة ووجدك في الشارع ساكت، سيقول لك (كلم الجماعة ) او (كلم ناس بيتكم بكرة عندنا كرامة خليهم يجوا يفطروا معانا) وياخي في ناس عند إنفصال جنوب السودان، نحروا وضبحوا واطعموا مريديهم وأحبائهم، بمناسبة الانفصال، فهل وفي مثل هذه المناسبة العظيمة، مناسبة إطلاق اول قمر صناعي (وكمان في ظل حكومة مدنية إنتقالية) ولا تحدثوننا بذلك، وتعملوا له كرامة (ولو توزعوا بلح وتشدوا بليلة) هذا أمر لا يصح، والركن الناقص الثاني، هو سكوت وصمت وعدم ذكر الدولة التي ساعدتنا في إطلاق هذا القمر الصناعي؟ ممايفتح الباب واسعاً، لانتشار التخمينات والشائعات، فما اجتمع اثنان، إلا وكان ثالثهما (من هي الدولة الكبرى التي ساعدتنا في إطلاق القمر الصناعي، مثلما ساعدتنا في إدخال كثير من البضائع من الدرجات الدنيا؟) وكل زول يقول للآخر (انقر الدولة دي منو؟) فيرد عليه الآخر(كدي انقر انت)ونظل في هذا (النقر)وننسى حكاية أول قمر صناعي سوداني.

 

(4)

والسؤال، والذي هو دائما(فارضا)نفسه علينا، لماذا لم يعلن السيد الفريق عبدالفتاح، عن اسم تلك الدولة؟”ربما كان الفريق خائفاً من العين والحسد، !!ويعمل بالحديث النبوي (أقضوا حوائجكم بالكتمان) بل ماذا كان سيضير الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، لو أعلن عن مقيات إطلاق القمر الصناعي، ؟وحشد الحشود (وإستعان بالادارة الاهلية فانه مشهود له بالباع الطوويل في هذا المضمار)!! وهناك اناس لا يقتنعون بالمنطق والحجة والبرهان، ولكنهم يقتنعون (بالصورة والشوف ورأى العين) ولامثال هؤلاء كان على مجلس الامن والدفاع، ان يعلن عن إطلاق القمر الصناعي السوداني من قاعدة كذا في يوم كذا وفي تمام الساعة كذا، ومن المتوقع أن يصل الى مداره المخصص له، عند الساعة كذا.

 

(5)

ولكن مجلس الامن والدفاع السودانيين، أرادوا ان يحرموا الشعب السوداني من متابعة عملية إطلاق القمر السوداني، من قاعدة (نحن ماعارفين اسم الدولة كمان دايرين نعرف اسم القاعدة التي أطلق منها القمر السوداني؟)وحرموهم من فرحة وسعادة بأن يشاهدوا القمر السوداني، يدور ويلف بين اقمار العالم المتقدم والمتطور، ولكن (مافات شئ) بثوا وانشروا لنا فيديو او يوتيوب، إطلاق القمر السوداني، وإلا فانني سأكون أول المتشككين في وجود مثل هذا القمر الصناعى.

 

(6)

وعيب عظيم، ان نذهب ونفتش عن كل المعلومات عن قمرنا الصناعي من المواقع الاخبارية والاسفيرية، بينما السيد الفريق اول البرهان، يمنحنا القليل القليلا، من المعلومات، فنحن في زمان لا شئ فيه يمكن ان نخفيه وتدسه، طوال الوقت، وخاصة إذا كان قمراً صناعياً، يدور في الفضاء الخارجي!!

 

طه مدثر

ماوراء الكلمات

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. القمر كوز فضائي من سقاة الكأس من عهد البشير…من حبوبات أفكاره الرجعية، ظناً منه أنه يستطيع أن يحمي مجال البلاد الفضائي كما يُحمي المجال الجوي، بعد أن فضح القمر DigitalGlobe المدعوم من جورج كلوني فظائع المقابر الجماعية في دارفور بتصويرها من الفضاء، فصدرت في حق بشه ووزير دفاعه أبو ريالة، وآخرين مذكرات الجنائية لتوقيفهم…

    فدعا الطاغية إلي مؤتمر الإتصالات الفضائية والذي كان تحت مظلة الإتحاد الأفريقي، ليقترح إنشاء وكالة فضاء أفريقية، تهدف إلي منع الأقمار الغربية من التجسس علي دول القارة…ههههه

    لقد كانت الغاية منه شريرة جداً، حيث كان ينوي ممارسة قتل المواطنين، بشرط ألا يتم كشف ذلك من الفضاء…

    أما الغرض الحالي منه، فهو علم غيب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..