الصحيفة البوليسية (2)

في الجزء الأول لمقالنا قلنا عن حالة ناشر ـ التيار ـ انها نتاج شعور العظمة لديه الا ان اللهاث وراء العظمة تقود الى الميكيافلية كتعويض ومبرر لانتهاكات حقوق الآخر عبورا لوضعية العظمة ونتيجة كل ذلك التعرض لسياط الضمير بمتوالية الجلدٍ ، ورب ذات في نضخمها غير آبهة بالضمير ان بقي مستيقظا في هذه الحالة يحل الخوف مقام الضمير ومن خطورته التطور الى وسواس، في إستقصاء حول الخوف العدو الأكبر للإنسان
بين (الظلم- الخيانة – الندم – الخوف – الوحدة – القهر )؟
جاء الخوف هوـ أعظم شيء يجب أن تحرر نفسك منه فهو من يمنعك من كل شيء.
وزروة سيطرة هذا الشعور الخطير هو فقدان الامن والاحساس الملازم بالمؤامرة تجاهك وهو بدوره من يحيلك الى متصنت ومن تجليات الحالة الاستعانة بكاميرات مراقبة داخلية ينصبها بمحيطه تنقل له كامل الصورة حوله غض النظر عن كونه سلوك منتهك لخصوصية الآخر وغض النظر كذلك عن موقف الدين من التجسس.
ومباشرة لحالة الرجل نتساءل عن دواعي طلبه حراسة شرطية لمبنى صحيفته ويحيلنا السؤال الى سؤال ـ هل للصحيفة خطاً واضحا ضد جهة ما؟ وهل يمسك صاحب ـ حديث المدينة ـ بأي ملف حساس تضار بنشره الدولة مثلا؟ حسب نظرية المؤامرة ـ قميص عامرـ الذي نقحم فيه السلطة مع كل إعتداء على صحفي/صحيفة .. بمعنى هل ثبت ما يؤكد تورط جهاز الأمن في حادثة ميرغني يوم ان إعتدت عليه مجموعة مسلحة داخل مكتبه بالصحيفة؟
كصحافيين نعلم بان الحادثة لا تشبه جهاز الأمن، وبإمكانه إيقاف الصحف وتكبيدها الخسائر دون ان تمس سمعته إشانة الإعتداء، وفي رأيي الإيقاف أكثر إيلاماً من الإعتداء وأسرع رسالةً، وما سبق فيه تفسير لحالة ميرغني التي هو فيها .. معرفة العدو تقلل من الخوف وهي عكس الخوف من المجهول ويبدو ان ميرغني مجاهيله كُثرٌ بل بات يرى في ـ الغَرِيب والقَرِيب عدواً. عرّف علماء النفس الخوف بأنّه شعور يُصيب عقل الإنسان المترقب لحدوث أمر سلبيّ له من خطر معين، وقد يكون هذا الشعور حقيقياً، أو مجرد خيال ووهم لا وجود له. يُعزى سبب الخوف إلى عدة أسباب قد صنفها العلماء، والأطباء النفسيون بأنّها: نواتج محض نفسية وسلوكية يُعاني منها الأفراد الذين يترقبون حدوث شيء. لم نجد لصاحب ـ التيار مبرراً لحالته، فما تخرج به التيار يطالعه القراء بمعظم صحافة الخرطوم وما يراه ميرغني سبقاً بزاويته الراتبة تونِّس به شامة بائعة الشاي في ركنها القصي ذاك بأحد أزقة الخرطوم تونس به شامة وتبرز شماراتها خطوطا عريضة لمرتادي ـ بنابرها.. إذاً فالتيار أبسط مما يتوهم صاحبها ومع ذلك لم تطالب صحف تتبنى خطوطا واضحة ولا ولم ولن تتراجع عنها رغم الايقافات التي تتعرض لها ،مثل الجريدة، الصيحة و الإنتباهة وهي الصحف التي تستحق حراسة دائمة
بفضل حساسية القضايا التي تتناولها فالإنتباهة مثلاً لا زالت تخوض في قضايا الجنوب حتى بعد إنفصاله وفي ذلك خطورة كبيرة عليها، وتختلف الصيحة في ان صاحبها ورغم إختلاف كثيرون معه إلا انه مباشر يقول قولته بلا مساحيق أو تجمل ليمضى إلى مقال آخر ، أما الجريدة فلها ما يخصها من مهنية موجعة في تبنيها الدفاع عن البلاد والعباد وعجزت السلطة اثنائها عنه بشتى السبل… اما ميرغني فلا هذا ولا ذاك ..مخاوفه زرعها الظلم متفرقٌ بين مظاليم كُثر وهنيئا لمن زرع بحصاده، بقي القول ان حراسة التيار غير ناجمة عن خوف فحسب بل هو خوف وعظمة.
ونواصل إن شاء الله
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..