رمزية دعوة الحكومة لحوار وطني مع مستشارية قوش

رمزية دعوة الحكومة لحوار وطني مع مستشارية قوش

طه الصاوي
[email protected]

حتى الأفكار الجريئة للتحدث مع الآخر من طرف الحكومة يمكن أن يقتلها في مهدها إخراجها ..هذا إذا إفترضنا حسن النية..وأنا بصراحة لا يمثل لي ما تقوله الحكومة هذه الأيام عن رغبتها في الإنفتاح أي شيئ غير أنه كلام ساكت..لا يقول شيئا.
فقد جاء في صحف اليوم الخميس 17 فبراير 2011 أن مستشارية الأمن القومي قد شرعت في إدارة حوار ووضع رؤية حول القضايا الإستراتيجية للدولة عبر الإتصال مع القوى السياسية وأشار الخبر أيضا الى أن قضية الهوية أصبحت محسومة…الخ.
وأول القول هو التساؤل حول الحكمة من اسناد أمر المبادرة الى مستشار أو مستشارية الأمن القومي؟؟
فالمعلوم أن دعوات مثل هذه من المتوقع أن تجئ من الجسم السياسي للنظام. لأنك إذا أردت أن تبتدر حوارا وطنيا حقيقيا حول القضايا الراهنة وأهمها هو قضية الحريات فإنك تخطئ بإسنادها لمستشارية الأمن القومي. وعلى الرغم من معرفتنا بأن جهاز الأمن القومي مستشاريته منفصلان ولكنهما مرتبطان بحكم أن ألأمر يتعلق بسياسات تساهم فيها المستشارية وينفذها الجهاز.
أم هل هو تنازع بين أجهزة النظام المختلفة حول الأحقية بهذا الملف يذكرنا بسطوة التوجه الأمني وقوة جماعته داخل النظام وهو أمر وثق له الأستاذ المحبوب عبد السلام في كتابه الأخير؟. مهما يكن من أمر فإن الإخراج سيئ..
أما الأمر الثاني فهو عن حسم الهوية…فهذا هو الآخر من نوع الشروط غير الموفقة لطرحها إذا كنا نريد للحوار أن يكون مفتوحا مع الآخر ومنتجا. ولعل هذا الأصرار على وضع الشروط حول الشريعة والهوية والعلمانية والإصرار عليها في الخطاب السوداني ?السوداني وبالأخص من طرف النظام مما يستحق التوقف عنده. ففي كثير من الأحيان فان مثل هذه الشعارات الفضفاضة حول الهوية والعلمانية والشريعة والتي قد يكون هدف ووجهة بعضا منها الخطاب للداخل (داخل النظام لمتطرفيه ومعارضي الآنفتاح من الصقور) تحمل شحنة سالبة ضخمة وتضع السدود في وجه الإنفتاح مع الآخر. فهلا أعدنا النظر فيها؟؟
حقا أظن أن أمر الحوار مع الآخر ،،،اذا خلصت النية له يحتاج الى تفهم ودراسة لأسلوبه وسكلوجيته ندعو الجميع من ذوي الإختصاص للمساهمة فيه…فهو يقع في باب ما يعرف في علم النفس الإجتماعي بعمليات حل النزاعات وهو بحر كبير يجدر بمؤسسات النظام والمعارضة دراسته.
على كل حال …والشيئ بالشيئ يذكر..يذكرنا إحالة امر الحوار لمستشارية الأمن القومي بأصرار الأنظمة في مصر عاى مر التاريخ الحديث بإدراج مسئولية ملف السودان في الشقيقة مصر من ضمن ملفات الأمن وليس ملفات الخارجية…فماذا أنتج هذا غير التعقيدات والتلبيس في علاقات الأشقاء…؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..