مقالات وآراء سياسية

الدرة المضيئة في تأريخ الصحافة السودانية

 نورالدين مدني

أعطاني صديقي جعفر عبدالله ابراهيم كتاباً أحضره معه من السودان عقب عودته من  إجازته السنوية التي أمضاها وسط أهله وأصدقائة وأحبابه، كتاب يوثق لجانب من تأريخ صحيفة “الصراحة” السودانية لمؤلفه الشاعر الصحافي جعفر حامد البشير.

الكتاب بعنوان” ذكريات الصراحة.. الدرة المضيئة في تأريخ الصحافة السودانية  في خمسينيات القرن العشرين”، وقد جمع فيه سلسلة من مقالاته التي سجل فيها جانباً من ذكرياته في صحيفة الصراحة.

في البدء قدم كلمة مختصرة عن الأستاذ عبدالله رجب صاحب ومؤسس “الصراحة” الذي تشرفت بالتعرف عليه إبان عملي في صحيفة “الصحافة” عندما كان يكتب لنا بصورة راتبه مقاله الأسبوعي، وذكر جعفر حامد البشير كيف اجتهد القراء وغيرهم من المحللين في تصنيف عبدالله رجب والصراحة سياسيأ  كما يجتهد أهل السودان حتى الان في تصنيف الكتاب والصحافيين والصحف إلى ان ثبت للجميع أن الصرحة صحيفة مستقلة فتحت صفحاتها لكل الوان الطيف السياسي في السودان.

تحدث المؤلف عن دور “الصراحة” في مرحلة الكفاح ضد اللإستعمار وكيف أنها عُرفت بمواقفها الوطنية الشجاعة والجريئة في تناولها وطرحها للقضايا الوطنية،  ومساندتها للنقابات العمالية واتحادات الموظفين واتحادات الطلبة لذلك اكتسبت ثقة ومحبة القراء الذين أقبلوا على شرائها وقرائتها.

أورد المؤلف كيف أن ثلاثة من المراسلين الصحافيين اجتهدوا في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة حتى أصبحوا رؤساء تحرير وهم الأساتذةعبدالله رجب ومحمد الخليفة طه الريفي ومحمد أحمد السلمابي وقد تشرفت  بالتعرف عليهم  في بواكير تفرغي للعمل الصحافي.

أشار الكاتب إلى أن  أسرة تحرير الصراحة  كانت محدودة العدد ذكر منهم  الأساتذة محجوب عبدالمالك ومحمد سعيد معروف ومحمد الحسن أحمد ومحجوب عبدالرحمن وابراهيم عوض وكيف أن رئيس التحرير الأستاذ عبدالله رجب كان يبقى وحده بعد أن ينصرف كل الحررين لمراجعة العدد الصادر صبيحة اليوم التالي ويكتب عموده الصحافي في الصفحة الأخيرة وينشر اخر الأخبار في “اخر لحظة”.

أورد جعفر حامد البشير أسماء عدد من الكتاب الذين كانوا يكتبون في الصراحة حسبما جاء في كتاب الأستاذ يحي عبدالقادر “شخصيات من السودان” منهم الأساتذة محمد أمين حسين وصالح عرابي ومحمد عثمان جودة وأحمد محمد خير وحسن الطاهر زروق وعبدالماجد أبوحسبو وأحمد يوسف هاشم وعبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة وقاسم أمين ومحمد السيد سلام وعبدالعزيز حسن وفاطة طالب ويحي عبدالقادر.

هكذا كانت الصراحة بالفعل درة مضيئة في تأريخ الصحافة السودانية أنجبت كوكبة من رؤساء تحرير الصحف والقادة السياسيين والنقابيين  وكتاب الرأي الذن أسهموا إثراء الساحة السودانية في مختلف المجالات، ومازالت  مواقفهم محفوظة في وجدان الشعب وذاكرة التأريخ.

 

نورالدين مدني

[email protected]

تعليق واحد

  1. رد الله غربتك استاذنا نور الدين مدنى فالوضع الصحافى فى اشد الحوجة لكم فى هذه الايام تحديدا
    بعد ان هدم النظام كافة ترتيب الصحافة وباغد بينها والقراء مباعدة لن تتقارب بالساهل
    انا الان ومنذ خمسة ايام اراقب الشارع فى الاسواق والمكتبات لاحصر عدد الذين يحملو صحفا او يشتروها حتى الرياضية وايام فوز الهلال والمريخ مافى ولا واحد شايل صحيفة او اشتراها من فريشة الاسواق
    الا واحدة طلبت صحيفة بعينها اعف عن ذكرها فهى لا تستحق فقد فصلت الجنوب وتسعى لدق اسفين فى الثورة الظافرة بكل خبثها وحينما سالتها عما تجده فى هذه القمامة دون غيرها قالت انها تبحث عن اعلان ابلغوها ناس الاراضى بتواجده فى الصحيفة
    استاذ نور الدين نامل فى مساعدتنا كقبيلة اعلام فى الطريقة التى تعيد الصحيفة ليد القارء
    كما يبحث الرياضيون عن عودة الجمهور للملاعب
    انها مهام صعبة لكنها ليست عصية
    اليس كذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..