انتبهوا ياقوى الحرية والتغيير ،
و”أصلحوا” من جلستكم في كراسي الحكم ، وخارجها ، تعاملوا بشفافية، مع قضايا الوطن والمواطن ، واهداف الثورة ، فلن يكون الشعب سندا لكم ، ان حدتم عن طريق الثورة والتغيير المنشود ، واتبعتم خطى اسلافكم في الوزارات والمؤسسات الحكومية الذين باعوا الوطن ورهنوا المبادئ .
فالثورة التي قدمت التضحيات الجسام ، و رفعت شعاراتها ، واهدافها عالية ، وبصمتم عليها ، وسمحت لكم برضاها لتجلسوا على صهوة قيادتها ، مازالت مشتعلة ، ملتهبة في قلوب الثوار ، وعامة الشعب.
فالتغيير الذي ينشده الشعب السوداني ، لم يصل بعد لمراميه ، ولن يتم الا بإزالة حقيقية لكل آثار النظام السابق ، ومحاكمة رموزه واذيالهم ، وتجميد نشاط حزبهم واموالهم وأصولهم، وسحب البساط من خريطة تمكينهم ، الذي فتح الباب على مصراعيه ، لشركاتهم ومؤسساتهم ، وافراداتهم ، ونافذيهم ، بالتغلغل في شتى الانشطة ، واحتكار تجارة السلع الاساسية ، التي هي الشريان النغذي لحياة للمواطن وعصب اقتصاد الدولة.
فلا يخدعونكم بصمتهم وسكونهم ، فتمكينهم الذي ابتدعوه منحهم القدرة والقوة والسهولة ، ان يحركوا نشاطاتهم وأذرعهم حتى وهم خلف السجون والزنازين مادامت اياديهم الاخرى في الخفاء حرة تحرك الاموال .
لن ترفع عن السودان العقوبات الدولية ، ان ظللتم تقتلون وقت الحكومة الانتقالية ، في الفارغة و”مقدودة” ، وترتمون في احضان دول الخليج ، وتترددون عن المضي قدما ، في اصدار قرارات جريئة ، متوالية ، ترضي طموح هذا الشعب وتعكس للعالم رغبتكم الحقيقية في التغيير ، وللتصالح مع شعبكم ومع العالم اجمع .
لن يتغير الحال ، ان ظللتم تسبحون في نفس تلك البرك الآثنة ، التي تسبح فيها تماسيح النظام السابق التي تتربص بكم وبالثورة .
الشهور تمضي على الفترة المحددة للحكومة الانتقالية ، والوقت ثمين ، وأولويات اهداف الثورة ترتمي على طاولاتكم ، والصعوبات جمة ، والحصاد الى الآن صفر ، والتململ يسري في اوصال شعبكم ، وهم يرون النشاط المعادي للثورة ، واهدافها ، وللثوار الذين يرابضون خلف الشوارع والاحياء يتصاعد دخانه من جواركم وانتم ساكنين.
فوقوا وأرجعوا لشعارات الثورة ، ولقواعدكم ،وثواركم وناشطيكم الذين يعكسون لكم سخطهم قبل ان يطغى اللون الرمادي على الاخضر وتعم العتمة المكان .
فالثورة روح شعبية ثائرة على الظلم والفساد، ان تصاعدت حدتها ، وفقدت ثقتها في من اولتهم امرها ، فلن تظل وديعة وساكنة ، في سبيل تحقيق غاياتها ، ولن ترهبها تلك القوة التي
تتستر خلف الظلام وتلك الاصوات المأجورة .
برير القريش