مقالات وآراء سياسية

حتى لا تتسرب الثورة من أياديكم

 برير القريش

انتبهوا ياقوى الحرية والتغيير ،

 

و”أصلحوا” من جلستكم في كراسي الحكم ،  وخارجها ، تعاملوا بشفافية، مع قضايا الوطن والمواطن ، واهداف الثورة ، فلن يكون الشعب سندا لكم ، ان حدتم عن طريق الثورة والتغيير المنشود ، واتبعتم خطى اسلافكم في الوزارات والمؤسسات الحكومية الذين باعوا الوطن ورهنوا المبادئ .

 

فالثورة التي قدمت التضحيات الجسام ، و رفعت شعاراتها ، واهدافها عالية ، وبصمتم عليها ، وسمحت لكم برضاها لتجلسوا على صهوة قيادتها ، مازالت مشتعلة ، ملتهبة في قلوب الثوار ، وعامة الشعب.

 

فالتغيير الذي ينشده الشعب السوداني ، لم يصل بعد لمراميه ، ولن يتم الا بإزالة حقيقية لكل آثار النظام السابق ، ومحاكمة رموزه واذيالهم ، وتجميد نشاط حزبهم  واموالهم وأصولهم، وسحب البساط من خريطة تمكينهم ، الذي فتح الباب على مصراعيه ، لشركاتهم ومؤسساتهم ، وافراداتهم ، ونافذيهم ، بالتغلغل في شتى الانشطة ، واحتكار  تجارة السلع الاساسية ، التي هي  الشريان النغذي لحياة  للمواطن وعصب اقتصاد الدولة.

 

فلا يخدعونكم بصمتهم وسكونهم ، فتمكينهم الذي ابتدعوه منحهم القدرة والقوة والسهولة ، ان يحركوا نشاطاتهم وأذرعهم حتى وهم خلف السجون والزنازين مادامت اياديهم الاخرى في الخفاء حرة تحرك الاموال .

 

لن ترفع عن السودان العقوبات الدولية ، ان ظللتم تقتلون وقت الحكومة الانتقالية ،  في الفارغة و”مقدودة” ،  وترتمون في احضان دول الخليج ، وتترددون عن المضي قدما ، في اصدار قرارات جريئة ، متوالية ، ترضي طموح هذا الشعب وتعكس للعالم رغبتكم الحقيقية في التغيير ، وللتصالح مع شعبكم ومع العالم اجمع .

 

لن يتغير الحال ، ان ظللتم تسبحون في نفس تلك البرك الآثنة ، التي تسبح فيها تماسيح النظام السابق التي تتربص بكم وبالثورة  .

 

الشهور تمضي على الفترة المحددة للحكومة الانتقالية ، والوقت ثمين ، وأولويات اهداف الثورة ترتمي على طاولاتكم ، والصعوبات جمة ، والحصاد الى الآن صفر ، والتململ يسري في اوصال شعبكم ، وهم يرون النشاط المعادي للثورة ،  واهدافها ، وللثوار الذين يرابضون خلف الشوارع والاحياء  يتصاعد دخانه من جواركم وانتم ساكنين.

 

فوقوا وأرجعوا لشعارات الثورة ،  ولقواعدكم ،وثواركم وناشطيكم الذين يعكسون لكم سخطهم قبل ان يطغى اللون الرمادي على الاخضر وتعم العتمة المكان .

 

فالثورة روح شعبية ثائرة على الظلم والفساد،  ان تصاعدت حدتها ، وفقدت ثقتها في من اولتهم امرها ، فلن تظل وديعة وساكنة ، في سبيل تحقيق  غاياتها ،  ولن ترهبها تلك القوة التي

 

تتستر خلف الظلام وتلك الاصوات المأجورة .

 

برير القريش

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..