يوسف عبد الفتاح : قرار إبعادي لا يخلو من الحسد والغيرة.. نحن جينا بثورة الإنقاذ لقينا المواطنين في معاناة والآن في قمة المعاناة،

غاب العميد معاش يوسف عبدالفتاح نائب معتمد العاصمة القومية السابق عن الساحة في الأشهر الأخيرة، رغماً عن أنه كان فاعلاً فيها بتصريحاته النارية، وأعماله في الشارع العام، التي أبرزها عمليات تجميل العاصمة التي نفذتها هيئة ترقية السلوك الحضري الواقعة تحت إدارته، إلا أن آخر لحظة وبتواصلها معه عبر حوار سريع علمت أنه تم إعفاؤه عن الهيئة بشكل مفاجىء ودون علمه، وكشف لها عن قرار سابق بعدم دخوله مجلس الوزراء، وبيَّن للصحيفة الكثير من المواقف الخاصة به تجاه قضايا عامة وأخرى حزبية، وذلك كله بصراحته المعهودة، ولا يفوت على الجميع أن يوسف الشهير بـ (رامبو) بنى مسجد الشهيد بالمقرن، والساحة الخضراء، وبدأ مشروع المدينة الرياضية.

أجراه : لؤي عبدالرحمن

*يوسف عبدالفتاح هل أبعد أم ابتعد؟
– أنا شايف إنه تم إبعادي عن الساحة، بدليل آخر حاجة أنا ماسك وظيفة في الهيئة وتم حلها بدون الرجوع اليّ أو مشاورتي، ووجدت نفسي معفياً، وحتى الآن ماعارف السبب شنو، وهذا إبعاد، أنا كنت يوماً من الأيام في المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، والناس كلهم يحبوني، وفي الصحافة في الدائرة التي نزلت فيها حزت على أعلى الأصوات، وجيت الدورة التانية وجدت نفسي مانازل في اية دائرة.
*لماذا يتم إبعادك؟
– والله اسأل الناس الذين أبعدونا، وارى أن ذلك لا يخلو من الحسد والغيرة، وأنا أشوف فعلاً الشعب دايرنا، واي مكان ذهبت له داخل وخارج السودان، أجد تقديراً خاصاً من الجماهير التي خدمناها، والشعب كله يثبتها فرجع لهم السؤال (الناس ديل مالهم).
*الإبعاد هل يقف خلفه شخص معين أم مجموعة؟
الشخص الذي أبعدنا هو ذاته عارف عمل شنو من بدري، وتم إبعادي من مجلس الوزراء بعد المفاصلة، ووجدت قراراً بعدم دخوله، وأنا ليست لي أية علاقة بالمفاصلة أو الترابي، لكن عديل كده اخطروني ماتدخل مجلس الوزراء وماتجي، حتى رجعت مرة أخرى للأخ الرئيس وابراهيم أحمد عمر، قالوا لي ترجع مجلس الوزراء ولم أكن أعرف السبب، لما سألت الأمين العام قال لي (جات تعليمات كده).
*هل مازلت حتى الآن قيادياً في المؤتمر الوطني وأين موقعك؟
-الآن رئيس المؤتمر الوطني في الحي، ومابخلي الشغل، ورئيس الحوار المجتمعي في بحري، وفي هيئة شورى الحركة الإسلامية، والمكتب القيادي للحركة بالولاية، وآخر قرار من المكتب القيادي في الحركة الإسلامية عمل لجنة اسمها لجنة تخفيف أعباء المعيشة عن المواطنين، أنا رئيسها، شغال وحاشتغل لبكرة وبعد بكرة ومابتوقفنا قرارات ولا أي حاجة.
*ما دمت قيادياً في الحزب الحاكم كيف تم حل المؤسسة التي تشرف عليها دون علمك؟
– أسأل الناس الذين حلوها، كيف أنت تحل مؤسسة دون علم من يشرف عليها، لي سنة ونص أنا ماشغال اي حاجة، وشغلي كلو الآن شغل شعبي، هل إنسان بطاقته وقدرته العملية، والناس تكن له كل الحب، في بلد محتاجة للعمل المستمر، من الناس الصادقين والمخلصين يكون سنة ونص ماشغال أي حاجة؟، ولا تسند له أية مهمة؟.
*الى أي مدى أنت تتواصل حالياً مع أعضاء مجلس قيادة الثورة؟
-مافي اي اتصال، إلا في المناسبات العامة نبادلهم التحية والسلام.
*أين وضع ثورة الإنقاذ في حكم البلاد؟
– لا وجود للإنقاذ إلا رموز
*الأهداف التي جاءت من أجلها ثورة الإنقاذ هل تحققت؟
– لم تتحقق كلها هناك أشياء تحققت وأخرى فشلنا في تحقيقها.
*مثل ماذا التي فشلتم فيها؟
– رفع المعاناة عن المواطنين نحن جينا لقيناهم في معاناة والآن في قمة المعاناة، فشلنا في تسهيل الحياة الاقتصادية اليومية، ما زال المواطن يعاني نقصاً في الغذاء والكساء والدواء.
*هنالك حديث عن دوائر داخل الحركة الإسلامي والمؤتمر الوطني رافضة لمخرجات الحوار الوطني.. ماتعليقك؟
– لا لا مافي رفض لأننا شغالين في مؤسسة ومؤسسين، في ناس خايفين على مصلحتهم الخاصة وعلى موقعهم وهذا شيء طبيعي، أما المؤسسة كمؤتمر وطني أو حركة إسلامية هي مع الحوار والوحدة، وجمع الشمل مائة في المائة ولا يوجد شك.
* لكن الأفراد الرافضين ربما يكونوا نافذين ومؤثرين؟
– لا يستطيعون تغيير قرار المؤسسة، لأن الرئيس هو نفسه ضامن للحوار، وهذا حل للبلد لأنها ماشة في هاوية، وفي طوفان وهو الحل الوحيد، وأقول حاجة مهمة الحركات المسلحة وجودها مهم جداً، ليصبح هناك حوار وسلام حقيقي، لكن أهم كلمة أن الرئيس هو الضامن للحوار.
*قيادات غير الحزب الحاكم يمكن التعويل عليها في السلام ولم شمل البلاد؟
أكثر شخص السيد الصادق المهدي وهو رجل وفاقي، وأنا جلست معه وكنت رئيس لجنة توحيد أهل القبلة، تكلمنا عن وحدة المسلمين، والاستهداف الخارجي للإسلام، وكانت النتيجة أن أتى بثلاثة أفراد من الأنصار، ونحن ثلاثة من الحركة الإسلامية لنعمل رؤى مشتركة، وقاسم مشترك لوحدة المسلمين، وأتى وقدم محاضرة عن وحدة الأمة الإسلامية في قاعة الشهيد الزبير، وأنا طبعت كتاب المحاضرة ووزعته، وافتكر أنه مفتاح من مفاتيح لم الشمل ورجل وطني وقومي، وإن شاء الله يسمعني وأنا أحبه ورجل حبيب وصديق، وعبدالرحمن ابنه صديق شخصي لي، وعملنا في الكلية الحربية، أنا كنت رائد وهو ملازم، وهو رجل مهذب ومتواضع وله شأن في البلد، ولابد من الاستفادة منه في المرحلة القادمة لأنه يمثل قومية البلاد، والصادق أكثر الناس الذين يعول عليهم.
*بعض الناس يقولون إن الحكومة عملت حواراً ولكن قياداتها غير مستعدة للتخلي عن مواقعها؟
– يا أخ الناس ديل قلنا ليهم تعالوا وضعوا سلاحكم ولو وجدتم الأمر مخالفاً ارجعوا، وجلسوا ورجعوا ومافي زول سالهم، الذي يقول ذلك (جربهم) وشوف مصداقيتهم، وهل المؤتمر الوطني جاد، أنت ما تقول ما بيعملوا تعال جربهم، لو ماعملوا أرجع تاني وقول (لقيناهم كضابين).
*أنت قلت علاقتك مع المهدي جيدة وترى أنه رجل وفاقي هل لديك أية نية للتوسط بينه وبين الحكومة؟
– إلا يأي التوجيه من الرئيس، يعني (ما أمشي براي كمتبرع)، وطبعاً لما تحاوره بصفة شخصية مش زي ما أكون مكلف من المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية، من جهة رسمية، نحن بنصل معه لحل، أنا بصل معه لحل وهو صديقي شديد، وأقول لك شيئاً هو كان بره السودان، وعندما رجع في يهتدون كنت وزير الشباب والرياضة، عملت له احتفال في التنس، وقلت كلمة صادقة بأن هذا الرجل صدوق.
*ما المطلوب من الحكومة حتى يعود رافضو المشاركة في الحوار؟
– أنا مابشكر الحكومة ولا المؤتمر الوطني، لكن الناس أدوهم فرصة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وأعطوهم ضمانات للدخول والمشاركة في الحوار والعودة، مافي ضمانات أكثر من هذه، لكن هؤلاء الناس عندهم أجندة، مثلاً الحركة الشعبية- ناس عرمان- لو اتفقنا معاهم يشتغلو شنو تاني!!، في ناس متاجرين بالشغلة دي وقاعدين في فرنسا وغيرها في فنادق خمس نجوم.
*من هو الرجل المناسب برأيك لخلافة الرئيس البشير بعد 2020م ؟
– للآن لم يأتِ الوقت لكي نفتش البديل للرئيس، هناك ثلاث سنوات ننتظرها، وحتى تأتي الانتخابات المقبلة هناك وقت كاف جداً كي نجد الخليفة.
*اللجنة الاقتصادية التي أنت رئيسها ماذا فعلت؟
– نحن في اجتماعات مستمرة وأتينا بكل الخبراء الاقتصاديين، لكي نفتح مراكز لعلاج المواطنين، ونقدم أدوية ونعمل شركات كبيرة وصندوقاً.
*هذا كله تفعله الحركة الإسلامية؟
– نعم عمل طوعي، تركيا عندها شغل مماثل، والمصريون نجحوا في عيادات (اخوان مسلمين) يقدموا الدواء بأسعار رمزية، نحن سوف نعمل مراكز باسم الحركة وصندوقاً يساهم فيه أعضاؤها، ونعمل منه صناعات، وهناك التجربة الايرانية مثل جماعة البناء والتجربة التركية.
*هل هذه المراكز خاصة بعضوية الحركة الإسلامية أم أنها ستقدم خدماتها للكل؟
– ستقدم خدماتها لعامة الناس، وهذا برنامج من برامج تخفيف أعباء المعيشة، وهذا دور منظمات المجتمع المدني، ولدينا تجارب في ذلك.
اخر لحظة