أخوان السودان والخلافة غير الراشدة !!

أخوان السودان والخلافة غير الراشدة !!

موسى محمد الخوجلي
[email][email protected][/email]

هم الأخوان .. يسعون إلى تثوير الإسلام وإتخاذه مطية لأجنداتهم السياسية ويتراجع إزاء ذلك النظر إلى العقيدة وتطبيقها إلى المرتبة الثانية في سُلم أولوياتهم ..
تحالفاتهم مشبوهة وعليها ملاحظات كثيرة ..
في السودان وفي مصر وتونس وفي ليبيا كذلك ..
خلطوا الرماد بالروث .. الخير بالشر .. لتنجح ثورات الربيع العربي ..
خصومتهم مُستطيرة .. وبأسهم أشد حين يمسكون بالسُلطة وأمنها ومخابراتها .. بالتأكيد هم الأسوأ في ذلك والشواهد كثيرة وجلية ..
لم يُقدموا من النجاحات ما يُلقم مُنتقديهم حجراً .. بل إنقلب السحر على الساحر في كثير من الأحوال ..
شبت نارهم في كثير من البلاد العربية ولما وصلوا تراجعوا عن إلتزاماتهم تجاه المجتمع وتخلوا عن أهم وعودهم وهي تطبيق الشريعة الإسلامية ..
يؤمنون بسياسة الكراسي المحجوزة .. تلعب القبيلة في ذلك لعبتها وتعرض على الملأ عرضتها ..
لا يهتمون بأساس الحكم ومداراته .. بل يزحفون نحو الذاتية والمصالح الشخصية .. وكثيراً ما تسبب لهم ذلك الباب في حرجٍ تناولته الألسن والإعلام ..
السمت الظاهر في منهجهم ( التدين ) والباطن همساً سئ يظل حبيس الأقبية والصدور وأسرار الحركة الإسلامية وفقه السُترة …
في ربيع عمرها وصبوته تلاعبت بالأناشيد الجهادية المستوردة من تونس وغنوشيها .. وبعد حين رمى الفساد بظلاله القاتمة فران على القلوب وأغلق مفاتيح الصدور ..
دهشة الصعود للحكم لم تفارقهم حتى اللحظة والدليل دولة بلا دستور ( أقصد السودان ) ..
المألوف في سيرة الأنظمة الشمولية ( الإنقاذ ) كمثال هو الإغداق على المؤيدين والأتباع والوصوليين والشح على المخالفين والمعارضين ومنهمجهم في ذلك واضح بشراء الذمم الغير مُخلصة من باقي الأحزاب .. ينظرون إلى الملق والمتملقين ويرفعون شأنهم عالياً رغم أن في ذلك ما يُسئ لتنظيمهم الإخواني ودساتيره ..
ذهب إزاء ذلك رِباط المبادئ والمُثل وحلَ رباط المآرب والأطماع وفي ذلك عجيبُ من الأمر بإستحلالهم للمال العام وكأنه كلأ ً مُباحاً يقترفون منه ما شاءوا ومتى شاءوا ..
ولعمري تلك الخلافة الغير راشدة في تجلياتها الواضحة وما تمسكهم بالسُلطة ومحاولة إدامتها بين أيديهم إلا أبلغ دليل على خلافتهم غير الراشدة والفاسدة في آن واحد ..
وأصبحت دولتهم كالأكلة في الخشب يُرى منظرها حسناً وجوفها فارغ نخر .. تُغر من يراها حتى تنكسر بما فيها على ما فيها وتُهلك من إغتر بها …
وحين خالفهم شيخهم كذبوه وأباروا شهادته وقد اخبرهم أن دولتهم إلى خراب إذا إستمروا في ذاك الطريق الإقصائي ..
وهم في تمسكهم بالحُكم وإداته بينهم يحملون ( نفس الذباب ) في دناءتها ولا أصغر من نفس الذباب ..
العجيب أن كبارهم يبتلعون من الحرام أمثال الجبال من الفئ الحرام في دولة إقتصادها صفري إن لم يكن دون ذلك..
وقد والله حارت الأبصار .. فكيف بتنظيم إسلامي يعتلي صهوة الحكم بالخديعة ويستمر في أكاذيبه وفساده .. فكيف بهم على سدة الحكم حتى الساعة ؟؟
بعض وزراءهم كالأباعر لا هم لها إلا ما تضعه في جوفها ولا يهمها ( من أين لك هذا ) ؟؟
والأدهى أنهم مُختلفون في الرأي ورياسة القوم كإختلاف ألوان النحاس والحديد ؟؟
كل له مجموعة من المُنتفعين والمُطبلين وكأن الأمر قصر عليهم وتلك الوجوه المُكررة طوال العشرين عاماً الماضية ..
وكأني بذاك التنظيم الإخواني وبعد أن ساد في معظم البقاع العربية وقد أفل نجمه وتفلل أصحابه من حوله نتاجاَ طبيعياً لإمبراطوريات الفساد التي ملكت رأيه وصرفته عن أهدافه وهدت حيلته كعجوز أنهكته التجاعيد وربما كان الإنفلات من داخل البيت مسوغاً لقيام ثورة تنقلهم من الفساد إلى الصلاح ..

والله المستعان

أبو أروى – الرياض

تعليق واحد

  1. بصراحة ما قصرت وما قلت الا الحق وستشهد اقطار الربيع العربي نفاق هؤلاء وقلوبهم الصدية ستظهر للعيان ما أن يعتلوا سدة الحكم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..