المقالات والآراء

لجان المقاومة… حكومة أم كتائب ظل؟

يبدو أن الأوضاع في السودان تتجه نحو مصير مجهول، أو هكذا يتخوف كثير من المراقبين! ومبعث ذلك القلق والتخوف هو ما يعرف بكتائب المقاومة، هذا النبت الشيطاني الذي برز إلى حيز الوجود بعد تسلم “قحت” وتابعها غير الشرعي “تجم” لمقاليد الأمور في البلاد. هؤلاء الناس زعموا أنهم جسم منتخب، ولكننا في واقع الأمر لم نسمع عن تنظيم عملية انتخابية في السودان منذ سنين عدداً، فهل يا ترى هذا امتداد لمسلسل الكذب الذي ظلت تمارسه قحت أم هو ذر رماد في العيون، أم هي ألاعيب اليسار ومن لف في فلكهم؟

وكما يقول أستاذنا أحمد المصطفى إبراهيم لجأت إلى العم قوقل فأفادني بما يلي عن لجان المقاومة: “لجان المقاومة السودانية تكونت في خضم الثورة السودانية العظيمة منذ منتصف ديسمبر2018. وهي امتداد للجان وتنظيمات شعبية نمت في الأحياء وساهمت في الاحتفاظ بجذوة الثورة متقدة طيلة فترة نظام الإنقاذ منذ استيلائه على السلطة في يونيو 1989. وتعتبر لجان المقاومة شكل فريد وخلاق ليس في تاريخ الشعب السوداني فحسب بل ربما في تاريخ شعوب العالم؛ لما تميزت به من سلمية في العمل وجماعية في اتخاذ القرارات والتزام بإنفاذ تلك القرارات”. طيب يا جماعة الخير كيف تدّعون أن هذه اللجان منتخبة بينما هي ظلت قائمة منذ التاريخ المذكور؛ إذ حينها لم يكن أحد يجرؤ على إجراء انتخابات بأي طريقة كانت. وبأي منطق وتفويض تتخذ هذه اللجان القرارات وتنفذها أيضاً؟ هل هي جسم أو إدارة حكومية حتى تكون لها سلطة اتخاذ القرارات؟

حسب علمي فإن هذه اللجان هي عبارة عن مجموعات قوامها السذج والمتهورون الذين اهتبلوا فرصة ضعف الحكومة وهوانها على الناس فطفقوا يأخذون القانون بأيديهم دون مراقبة أو رادع من أي جهة كانت، وليس أدل على ما نقول مما حدث في محلية الكاملين وغيرها من المدارس والمستشفيات وبيوت الأعراس، ولعمري هذا منتهى الفوضى والتعدي على خصوصية الأماكن والشخصيات والسلطات في رابعة النهار، مع غياب تام لحكومة قحت!

وفي موضع آخر قرأت ما نصه: “تتكون لجان المقاومة السودانية من مجموعة من الوطنيين من جماهير شعبنا، الذين ﻻ يربطهم بينهم سوى هم الإنسانية والوطن، ومصالح شعبنا العظيم، ونحن لا نمثل حزباً سياسياً ولسنا بديلاً للأحزاب السودانية وقوى التغيير الأخرى، إنما تنظيمنا هو وسيلة لتنفيذ غاية محددة وهي استنهاض طاقات التغيير الكامنة في شعبنا”.

وبكل تأكيد ووضوح هذه فرية وكذبة أخرى لأن من المعلوم، بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذه اللجان هي أذرع للحزب الشيوعي السوداني وغيره من قبائل ومكونات اليسار. واستشهد بالنص التالي الذي زودنا به موقع سودان سفاري تحت عنوان: لجان المقاومة وكيف يعمل الحزب الشيوعي السوداني على تأجيج الأوضاع؟ فقد ورد فيه: “لجان المقاومة هي لجان مكونة من أفراد ينتمون لأحزاب سياسية معارضة مختلفة، ما يجمع بينهم الإقامة في منطقة جغرافية واحدة أو مؤسسة تعليمية او أي منظومة عمل، المهم ما يجمع بينهم هو العمل المعارض الهادف لإسقاط الحكومة. وفي التاريخ السياسي القريب، الخاص بقوى المعارضة، ربما مرت علينا أدبيات الانتفاضة المحمية بالسلاح ولجان الاحياء وأحياناً مكتب العمل الخاص وأحياناً أخرى تقابلك لجنة الطوارئ جنباً الى جنب مع لجان المقاومة. هذه المسميات كما ثبت لنا في هذا البحث نبعت من بنات أفكار اليسار عموماً في ممازجة صارخة بين العمل السياسي العادي المشروع والعمل السياسي المستند الى السلاح والممارسات الإرهابية؛ ولهذا فإن لجان المقاومة تعود جذورها من حيث الابتداع اللفظي والفكري لقوى المعارضة في مطلع مقاومتها لثورة الانقاذ الوطني حيث خرجت وقتها فصائل معارضة الى خارج السودان وأدمجت نفسها مع القوى المسلحة التي كانت تمثلها آنذاك الحركة الشعبية وكونت ما عرف في ذلك الحين بلواء السودان الجديد الذي أوكلت قيادته الى باقان أموم! ويمكن للمرء أن يجد بعض القوى التي كانت تؤمن بهذه الفكرة في ذلك الوقت مثل التحالف الوطني السوداني، الحزب الاشتراكي الوحدوي، البعث الأصل، المؤتمر السوداني، وحركات شبابية مثل قرفنا والتغيير الآن والخلاص”.

باختصار شديد، هذه اللجان ما هي إلا وليد غير شرعي للحزب الشيوعي السوداني يكيفها حسب هواه والمرحلة التي يمر بها سياسياً، وبما أنها ذات طبيعة ونشأة عسكرية، وفكرية معلومة، ارتبطت بسيء الذكر باقان أموم؛ فإننا لن نطمئن لها فهي نذير شؤم على هذا البلد الآمن لأنها ستقوده إلى الاحتراب متى رأى المخططون لها ذلك، سيما وأنها ذات طبيعة متغيرة، تتلون كما الحرباء تماماً، ولها أجندة خفية ظاهرها استنهاض طاقات التغيير في المجتمع، وباطنها تنفيذ مخططات اليسار التي تهدف إلى تمزيق وحدة النسيج الاجتماعي تحت ذريعة مراقبة عمل المؤسسات الرسمية والشعبية! والمحير في الأمر أن حكومة “قحت” تغض الطرف عن تصرفات هذه اللجان بشكل مخجل من اللامبالاة والضعف! فهل تنازلت الجهات المعنية بحفظ الأمن والمراقبة عن دورها لهذه اللجان؟

محمد التجاني عمر قش

‫5 تعليقات

  1. لا انت ياقش وامثالك بتفتكروا أنكم من الممكن وبهذه السذاجه قادرون على خداع الناس بى حكاية الشيوعيه واليسار والكلام الفارغ ده ..؟؟ ياشيخنا انت وامثالك ماتفتكروا ان الخطاب القديم والذى خدعتم به الناس قبل ثلاثين عاما والخدعة فاتت على بعض السذج وصدقوكم والحصل عارفنوا شنو .. ؟؟ والله لاأعتقد أن شخصا عاقلا سويا يتكلم عن نظام ايا كان النظام ناهيك عن نظام قدم فيه الشعب السودانى تضحيات وشهداء واستطاع إبادة نظام ( الانقاذ الوطنى كما وصفته ياقش ) رميه الى مزبلة التاريخ ويسعى الآن بكل همه وبكل قواه وبكل مكوناته كلها وعلى راسهم لجان الأحياء لجان المقاومة لكنس فضلات ذلك النظام القمئ ورميهم مع نظامهم الفاسد .. !!
    أما حكاية الاشادة بثورتنا ومحاولة بث الفرقة او التقليل من بعض عناصرها فهذه متاجرة خاسرة وبضاعة فاقده للصلاحيه تماما وشكر الله سعيكم وأخير تشوفوا حاجه تانيه يمكن تلقوا ليكم مخرج .. !!
    وبعدين ياقش لا أريد ان ادخل معاك فى نقاش عما كتبت ولكن كدى اقرأ مقالك ده وشوف التناقضات الفيهو ..!!

  2. يا ناس الراكوبة الكوز ده ما تفكونا منه
    دي ما حرية رأي دي ثورة مضادة عديل كده
    ده راجل قش ساكت

  3. قشة الكوزة لفحت توبها وغلبها عدييييل.
    كنت وين يا عرض وقت السودان تم تجييشه جيش،دفاع شعبي،دبابين،سايحين،جنجويد وهلم جرا.. آآآ.. كنت وين؟؟ أرجي البل يا عرض.!!

  4. المشكلة انو كلام م مقنع ولا بخش في الراس لانك شكلك م عارف انو اللجان دي شغالة كيف ديل شباب غيورين علي البلد بس م اكتر ولا اقل م عندهم انتميزي م انت فاكر ي شاطر .يعني كلامك م ح يودي ولا ح يجيب وهم شغالين ضد اي انسان م داير مصلحة البلد بغض النظر عن نوع ولا حزبة يعني الشغلة م شغلت حزبي وحزبك وحزب شيوعي ي فطين .ربنا يعينك ويهديك لكن شكلك م عندك علاقة بالسودان.

  5. أنا كنوباوي غسلت يدي من هذه اللجان العنصرية السيئة التي تجرنا جرا للانفصال وتتحدث عننا بقلة أدب وعدم احترام وصعلكة وتعتبرنا مواطنين من الدرجة التانية.
    هذه اللجان ستفكك السودان لانهم شلة من العواطلية والصعاليك العنصريين ماخدين القانون بيدهم
    ميتين أمهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..