رساله للألتراس .. وحقيقة كارثة بورسعيد.!ا

رساله للألتراس .. وحقيقة كارثة بورسعيد!!

تاج السر حسين
[email][email protected][/email]

بداية نقدم تعازينا الحاره لشعب مصر مرتين .. الأولى لوفاة 71 شابا فى مقتبل العمر فى مأساة ملعب بورسعيد أضافة الى حوالى 323 مصابا .. والأنسان هو الأنسان سواء أن كان فى السودان أو مصر أو افغانستان أو بلاد الأمريكان .. من قتله بغير ذنب فكأنما قتل الناس جميعا.
والمرة الثانيه .. لأن ذلك الموت (المجانى) لم يكن فى معركه حربيه وأنما فى مجال رياضى ارتبط بالأخلاق الرفيعه وكثيرا ما شاهدنا لاعبا يبعد الكره نحو الخارج تطبيقا لمبدأ ال (Fair play) حتى لو كان بامكانه تسجيل هدف، من أجل أن يسعف منافس لا (خصم) مصاب حيث لا خصومه فى مجال الرياضه وخاصة (كرة القدم)، هذه اللعبه التى اصبحت عنوانا للدول المتقدمه وينشغل بها الساسه والمثقفون والفنانون وغيرهم من شرائح المجتمع.
وقبل الخوض فى تفاصيل ما حدث فى (بورسعيد) لابد أن نتوقف قليلا ونذكر مجرد تذكير دون الدخول فى نظرية المؤامره، الى أن وزير الداخليه المصرى الحالى الذى حدثت هذه الفاجعه الأليمه فى عهده والتى زهق فيها ارواح 71 شابا مصريا تتراوح أعمارهم بين ال 13 و 30 سنه، هو ذاته مدير أمن الجيزه الذى حدثت (مذبحة) اللاجئين السودانيين فى ميدان مصطفى محمود فى تاريخ 31/1/2005 خلال ادارته الأمنيه لتلك المحافظه، وقيل يومها من خلال المصادر الرسميه ان القتلى 29 سودانيا بينما يؤكد بعض نشطاء حقوق الأنسان انهم أكثر من 50 قتيلا، لم تتحرك السفاره السودانيه للسؤال عنهم بصوره كافيه، والنظام السودانى هو المسوؤل الأول عن تشردهم ولجوئهم الى الدول الأخرى وأبتعادهم مضطرين عن وطنهم.
وعلى كل فقد أكد خبراء الأمن المصريين يومها بأن ذلك الميدان كان من الممكن اخلائه من اللاجئين السودانيين دون خسائر فى الأرواح أو احداث أصابات خطيره.
الشاهد فى الأمر وحتى لا تتكرر كارثة ملعب (بورسعيد) فى اى مكان آخر ومن خلال رؤيه (سياسيه) موضوعيه وكمهتم ومتابع جيد لمجال كرة القدم، أقول .. أن الأسباب الرئيسه فى تفشى هذا العنف الذى نراه فى كل مكان فى مصر يعود الى (الكبت) و(القهر) الذى ظل يعيش فيهما الشعب المصرى لمدة 60 سنه يضاف لهما فى السنوات الأخيره عدم توفر العداله الأجتماعيه بل أدنى ضروريات الحياة .. وواهم ومكابر من يظن غير ذلك.
وهنا لابد أن نحذر من الان وبصوت عال، بأن (السودان) يعيش فى مثل هذه الظروف منذ 23 سنه وكلما يقال عن حريه وممارسه ديمقراطيه وحياة مرفهه، ينعم بها الشعب السودانى مجرد أكاذيب وخداع وتضليل.
فحقيقة ما يجرى فى السودان، طغيان وفساد وأستبداد وقبضه أمنيه وقهر وتعذيب .. وكلما طال أمد بقاء النظام متشبثا بالسلطه على هذا النحو، كلما كان شكل الحياة بعد الأنعتاق من الظلم والدخول فى زمن الحريه غاليا ومكلفا كما نرى الآن فى مصر.
والسبب الثانى البعيد كذلك عن مجال الرياضه ، يعود الى أن شباب الثوره فى جميع المحافظات والمدن المصريه لديهم شعور بأن (الثوره) سرقت وأختطفت من بين اياديهم وأن مطالبهم لم يستجاب لها بصوره مقنعه .. صحيح أن الأنتخابات كانت نزيهه (شكليا) ولم يعبث بالصناديق كما حدث فى دول أخرى مجاوره، لكن تلك الصناديق لسبب أو ما، لم تأت بمن يمثلون الميادين ومجتمع الشباب والطلاب والعطاله وسكان العشوائيات ومن يطالبون بحقوق الشهداء بصوت عال.
اما السبب الثالث فهو يتمثل فى الأنحياز الأعلامى المبالغ فيه الذى تمارسه بعض الفضائيات الخاصه لصالح بعض الأنديه ذات الثقل الجماهيرى على حساب باقى الأنديه الجماهيريه فى المحله واسكندريه وبورسعيد، وقد أصابنا (رائش) فى السودان من تلك الفضائيات المصريه سبب نوعا من الغبن حينما رأينا تلك الفضائيات تهتم بصورة متعمده ومبالغ فيها بناد سودانى يرأسه رجل أعمال من اعوان النظام السودانى، وأظهرت ذلك النادى وكأنه صاحب أفضل الأنجازات والبطولات فى السودان، فكيف يكون حالهم مع الأنديه المصريه (المستضعفه) اذا كان هذا حالهم مع اندية السودان؟
السبب الرابع يعود الى ظاهرة ما عرف بأسم (الألتراس)، هذه الظاهره الدخيله على مصر والسودان .. فهؤلاء الشباب رغم وجود عدد كبير من المتعلمين بينهم لكنهم لا يهمهم غير أن يحقق ناديهم الأنتصارات بأى ثمن وبالحق أو بالباطل وحتى لو وصل الأمر للأساءة للاعب فى ناد منافس فى شخصه أو أسرته، وكثيرا ما ترفع لافتات خارجه ومحرضه على العنف دون أن تواجه بالقانون الرادع وعلى سبيل المثال نقلت بقلت بعض الصحف المصريه أن (التراس) النادى الأهلى رفع لافته مكتوب عليها (بلد الباله ما جبتش رجاله) والمعنى المقصود أن مدينة (بورسعيد) الباسله لا يوجد فيها رجال ، فهل يصح مثل هذا الكلام؟
ولهذا ادعو من هنا هؤلاء الشباب فى مصر والسودان أن يعلنوا فورا حل جميع هذه (الروابط) التى تسمى (بالألتراس)، لكى يتفرغوا لقضايا أهم تنتظرهم، وأن يعود التشجيع عفويا ومثاليا وبدون اى تنظيم أو تخطيط كما كان فى السابق ومن أجل الأستمتاع بلعبة كرة القدم دون تطرف أو عنف.
فمن المستغرب جدا أن تلاحظ لأحد قادة هذا (الألتراس) فى اى ناد وهو يقف أمامهم على دكة عاليه (كالمايسترو) ووجهه نحو الجمهور لا (الملعب) يقودهم لترديد عبارات ومقاطع حماسيه دون توقف ودون أن يتابع أحداث المباراة ودون أن يستمتع بها.
ولمن يعرف كرة القدم جيدأ، يمتعه ألأداء الجميل فيها مثلما يستمتع الأنسان المرهف الأحساس لسماع اغنيه رائعة أو للحن موسيقى مميز يسمو يروحه وينعش وجدانه ويرقى من احساسه.
وهى ليست مجال لتحقيق المكاسب والأنتصارات بأى صورة ورفضا للهزيمه حتى لو وصل الأمر درجة ذبح الأخرين.
وفى النهايه كرة القدم مجال (رياضه) لمن يمارسها ووسيلة لأحداث المتعه لمن يشاهدها، لا تسمع لمن يقول بأنها (صنعة) أو (مهنة).
ويجب الا يتم التعامل فى ميادينها كمعركة حربيه يخوضها خصمان.
وتبقى هناك أسباب جانبيه لتلك الكارثه كان الواجب التحسب لها فى مثل هذه الظروف قبل أن تبدأ المباراة، فمعلوم تاريخيا شدة الحماس والعنف والشحن الجماهيرى الزائد الذى يلازم مباريات النادى الأهلى عندما يلعب فى بورسعيد أو الأسماعيليه .. ولابد من مواجهة هذه المسأله بأعتراف بها وبشفافيه ووضوح واتباع وسائل ناجعه تصل حد خصم (نقاط) من النادى الذى تتسبب جماهيره فى أحداث شغب وتعدى الا أن يكتفى بالغرامات الماليه أو اللعب دون جمهور.
حيث لا فائده من (الطبطبه) والمجاملات التى يمارسها بعض الأعلاميين على الفضائيات .. فالدول وأمن المواطنين وسلامتهم أهم من الأنديه ومن تحقيق البطولات والأنتصارات.
اضافة الى ذلك فهناك سبب غير مؤثر على نحو كبير طالما كانت الجماهير مبيته النيه لأقتحام الملعب والتعدى على لاعبى الأهلى وجماهيره بعد سماعهم لصافره النهايه مباشرة، وهو سلوك مدرب الأهلى البرتقالى (مانويل جوزيه) الذى اظهر امتعاضا ورفع يديه معترضا على احتساب مخالفه صحيحه على لاعب من الأهلى قبل أن يسجل هدفا ثانيا يعزز به الهدف الأول، فمثل هذه المباراة تحتاج للهدوء ولكثير من الصبر حتى لا تنفلت الأمور ويحدث ما رأيناه بالأمس.
ولا يزال هناك شعور بوجود سبب (خفى)، فهل يرجع (للفلول) كما يقال ؟ أم لجهات غير راضيه عن الثوره وتريد أن تعيد عجلة التاريخ للوراء حتى تبقى على مصالحها ومكاسبها التى ضاعت مع الثوره؟
وفى الخاتمه .. السلطه الدائمه مفسده دائمه والكبت والقهر والفساد والأستبداد يولد عنف وشعور بالغل والحقد تظهر اثاره مع بداية التحول الى عصر الحريه والممارسه الحقيقيه للديمقراطيه والحل الوحيد يكمن فى التداول السلمى للسلطه وفى توفر الحريه الأعلاميه (المسوؤله) لكشف الأخطاء والمفاسد لا بتغطيتها بالرماد وبغير هذا فأنتظروا الطوفان.

تعليق واحد

  1. اولا احييك علي الموضوع دا كوننا نكتب في ماساة بلد شقيق لنا والله اننا لحزينين للحادث ان مانراه هو فعلا الكبت والضغوط والقهر والتخويف ماحدث للقزافي ويحدث الان صدق لو كان الشعب وصل حسني مبارك كان قطعه ان الثورة سحت الشر النائم مع القهر والظلم ان الانظمة مارست وزرعت فساد في كل الدول العربية من اجل حماية مصالحها ولكنه اغبياء لا يعرفون بانهم اول من سيدفع الثمن تاكد عند انقلاب النظام في السودان رغم اننا نريده ان يذهب اليوم قبل غدا ولكن سيختلط الحابل بالناس الا اذا الشعب التزم بحماية نفسه والوطن والصبر اما اذا وجدوا الفرصة تاكد سوف يحدث اسوا من ليبيا ومصر لم يقدم لها الحكام غير تدمير الشعوب اجتماعيا ونفسيا
    ربنا يكون في عون المسلمين

  2. مقال غير موضوعي لإقحام السودان لاجندات الكاتب وميوله. وبعدين انتخابات أتت بمجلس شعب تقول انها نزيهة وتاني تجي تقول انها لا تعبر عن الثوار الرجا الموضوعية والا ارحمونا وشوف ليك شغلة تانية غير الكتابة.

  3. يا اخي الكريم … شكرا علي هذا المقال الملئ بالنقاط الجدسرة بالانتباه بيد انني لااستسيغ قولك ان الانتخابات كانت في مصر صحيحة شكليا… يا اخي نقول الحق ولو علي انفسنا … الانتخابات في مصر سليمة 100% وان جاءات بالسلفيين والذين لا ارتاح لهم نفسيا, خاصة وهم اخوانهم في السودان يعملمون علي التكفير بامر الحاكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..