ندى القلعة : أنا زولة بسيطة بس الناس ما مخلني في حالي

(أمجد حمزة) يترجم لونيتي ولا أتغنى بنص لا أجد فيه نفسي
أنا مجاملة في الأفراح والأتراح ومن قال هذا الكلام لا يعرف ندى القلعة
ندى القلعة فنانة قدمت الكثير للأغنية السودانية، وذلك عبر الكثير من أعمالها التي تفاوتت ما بين العاطفية والوطنية وخاصة أغنيات الحماسة التي اشتهرت بها، تعتمد في أدائها على أسلوب بسيط وسهل، مما جعل أعمالها ذات صدى كبير لدى المتلقي السوداني، وكونت خلال الفترة من 1996م عندما أعلنت عن نفسها بألبومها الأول. وحتى الآن جمهور عريض، ظل محباً لها ولفنها، وأكثر ما يميزها ثقة العالية في نفسها وما تقدمه من فن حتى وإن اختلف معها البعض، ما جعلها فنانة (مثيرة للجدل).. التقت بها “التغيير” في حوار ساخن تحدثت فيه بصراحة وثقة، تطرقنا فيه للعديد من المحاور، بدءاً بمظهرها وليس انتهاء بعلاقتها بالشريف.
ندى متهمة بالاهتمام بالمظهر أكثر من جوهر الغناء؟
– الشكل اللائق مربوط برسالة الفنان، فهما صفتان لا بد أن يتوفرا في الفنان، ويعتبر ثقافة موجودة منذ زمن بعيد. فكثير من الفنانين الكبار عرفوا بها، إبراهيم عوض بتقليعاته وسيد خليفة بأناقته.
ولكن هناك مبالغة من قبلك؟
– ليست هناك أي مبالغة فأنا فنانة لديها متعلقاتها وجوانبها في اهتمامها بنفسها وما أقوم به هو السبب في تعلق الجمهور بي وهو شأن لا بد منه حتى أفتح مساحة للقبول بعدة مداخل.
تريدين فتح مداخل للقبول بكذا وسيلة.. هذا يبرر عدم ثقتك في نفسك وفنك؟
– أنتم معشر الصحافيين دائماً بتعملوا من الحبة قبة. لا أقصد أنني لا أثق في نفسي ولكن لدي أسلوبي الذي أطرح به نفسي حتى أفرض عبره وجودي في الساحة. فلدي مشروع مبني على قيم أخذته بعناية وهو سبب وجودي حتى الآن.
لم نر لك أي مشروع فني منذ أن عرفناك؟
– هذه وجهة نظر استفزازية أرفضها فمنذ بدايتي عرفت بالاهتمام بغناء التراث والسيرة وأبدعت في توصيل ذلك وإذا أردت أن تتأكد من ذلك فعليك بسؤال كل من يعرف ندى القلعة.
من الطبيعي أن يرد أي شخص لديه علاقة بندى بقولك هذا؟
– ليس القصد أن تطرح هذا السؤال لشخص لديه صلة بشخصي ولكن جمهوري الذي يعرف أغنياتي.
أي أغنيات تتحدثين عنها.. فليس لديك عمل تصدر الساحة؟
– خاف الله في حديثك. ففي كل سنة لدي عمل يتصدر مجريات المشهد الفني وعلى سبيل المثال لا الحصر (راجل السترة ? الثقة) والقائمة طويلة.
هو ليس بالتصدر، فالنص الذي ذكرتيه عادي ولكنه بينتشر بسبب الزوبعة التي تقومين بها قبل طرحه؟
– لا أعرف إثارة الزوبعة ولديها أهلها، ولا أقوم بفعل ذلك وحتى يكون حديثك صحيحاً عليك بذكر موقف صاحب عمل فني. وللمعلومية أنا إنسانة بسيطة في كل شيء حتى في حياتي الخاصة ومتصالحة مع كل الأشياء ولكن خلق الله ما (مريحني).
تبريرك شاعري ورحلاتك إلى نيجيريا تثبت صحة سؤالي؟
– الشعب النيجيري محب للسودان وبفنونه ولمن لا يعرف قيمة الفن والإبداع لا يقدر بثمن، وما حدث من مكافآت تحفيز طبيعي لأشياء وجب حدوثها، فيجب على الآخرين أن لا ينظروا للآخرين من هذا الاتجاه بل باتجاه معاكس وهو ماذا أضفت عبر أغنياتي التي رددتها في نيجيريا. وبطريقة مباشرة ساهمت في نشر الأغنية بالخارج وهذه هي قيمة الفنان، فهي بمثابة بطاقة تساهم في تعريفنا بالآخرين فالأمم ترتقي بما تمتلكه من ثقافة والفنون هي جزء أصيل من هذه الثقافات.
كلام جميل ولكن مشاركتك له لم تكن عامة وإنما خاصة؟.
– بغض النظر فهي في الآخر مناسبة بها حضور أجانب من بلاد يعرف بعضهم القليل عن السودان والبعض الآخر لا يعرف شيئاً عنه. عكست له وجهاً مختلفاً عن السودان وعن فنونه. تجاوبوا مع ما قدمته بحرارة وبصورة لا تعرف المجاملة، وسعدت بهذا جداً وفي تلك اللحظات، وأقولها بصراحة إذا لم يعطوني “عداد” سوف أكون سعيدة بتلك الزيارة الخارجية لأنها أعطتني دافعاً عشت على خيره حتى الآن. هو ليس بالدافع المادي بل هو معنوي ويكفي ما رأيته من تفاعل وقبول.
تقولين كلاماً، وتقرير الزيارة يقول كلاماً آخر؟
– هناك صورة غير صحيحة عكست عن هذه الرحلات. روجوا لها أناس أعتبرهم أعداء للنجاح، ولهم أغراض مريضة أرادوا توصيلها. وهذا هو السبب الرئيسي في عدم تطور الفنون. وده سبب تأخرنا، فيجب علينا أن نترك الأحقاد والضغائن وننشغل بفننا الجميل.
نأخذ محوراً مغايراً ونقول برغم ذيوع أغنياتك إلا أنها ظلت حبيسة مع شاعر واحد وهو أمجد حمزة؟
– هذا كلام غير صحيح فقد تعاملت مع شعراء وملحنين كثر. ولكن أجد لونيتي في مفردات أمجد حمزة لأنها غير لإحساسي، فأنا لا أتغنى بنص لا أجد فيه نفسي.. واستمراري في التعامل معه لا يعني عدم رغبتي في التعاون مع الآخرين، واذا وجدت شيئاً هزني بلا شك سوف أتغنى به.
أراك قد أكثرت في التحدث عن ما يلامس وجدانك مقارنة بأن كل أعمال.. تراث وغنا بنات سبقوك فيه غيرك؟
– أتحدث في جانب محدد وهو الأغنيات الخاصة بي بغض النظر عن عددها.. وعن التراث تغنيت به لأنني مؤمنة به، ففي فترة ظهوري، هذا الجانب من الغناء، قررت أن أحبه لأنني متيقنة بأهميته. فهو يعكس عاداتنا وتقاليدنا التي نشأنا عليها فكان لا بد من التطرق لهذه النوعية من الغناء حتى يعي هذا الجيل بمنتوج آبائنا وأجدادنا وبذلك يحدث تواصل الأجيال.
وعن غناء البنات لم تجتهدي، رددت فقط غناء زهرمان؟
– زهرمان فنانة كبيرة؛ ساهمت وبشكل كبير في تعريف غناء البنات، رددت أغنياتها لأنها تغنت بكل ما يمكن أن نتغنى به وأتمنى عودتها سالمة حتى تعود العافية إلى ساحة الغناء.
معظم الفنانات يقولون إنك غير متعاونة معهم لا في أفراح ولا أتراح؟
– هذا ظلم وإجحاف، فمجاملتي لا تحصى ولا تعد. في كل المناسبات موجودة في الأفراح والأتراح ومن قال هذا الكلام لا يعرف ندى القلعة.
اهتمامك بالدولارات قلل من اهتمامك بالأغنيات؟
– بالعكس فمنتوجي وافر ولدي جديد لا يحصى ولا يعد.. وأخيراً شكراً لصحيفة “التغيير”.
التغيير