مقالات وآراء

البرهان : الحرب في السودان لا تزال في بدايتها… !

ايليا ارومي كوكو 

اتق الله يا رجل وقل خيراً  او قل قولاً سديداً مطمئناً رشيداً حكيماً.
وان لم تشاء يا البرهان القول الحسن فأصمت هو احسن لكم ولنا .
وان شئت وكان الأمر بيدك فأوقف الحرب العبثية الفوضوية فوراً.
كفي السودانين حرباً موتاً مسبغة خراباً ودماراً وضياع  الشباب وواقع مظلم مسدود.

كفي ضياع مستقبل الاجيال من الاطفال والشباب وضياع كل الوطن الذي راح وصار تماماً في كف عفريت
هذا ان كنت تفكر وتريد خيراً للسودان والمواطنين حياة افضل .
حدثتني اخت عزيزة وزميلة فاضلة بحسرة وهي أم أرملة وهي تعول أبن وبنتين وأمها المسنة .
في هذه الظروف الكارثية الاستثنائية القاسية تفتقد وتتذكر زوجها الراحل وتدعو له ان يكون في المكان الافضل ينعم بالراحة الابدية والسلام .
حدثتني بحسرة وهي مفجوعة حزينة مقطوعة الفؤاد وفي النفس انة ويأس وخيبة أمل وفقدان للبوصلة.
وهي تتحدث والعبرات تغزو وتغرق العيون .
قالت : فيما قالت لم يعد في السودان مكاناً يصلح العيش فيه ، وبالاحري لم يعد السودان وطناً يمكن البقاء فيه والحياة .
وتقول وكلامها يقطع نياط القلب تخيل يا ايليا البرهان بيقول الحرب في السودان يادوب في بدايتها ! وتسطرد قولها المؤلم الموجوع الشاكي الباكي .
لقد بدأت افكر في البحث عن مكان ما في أي بلد أمن اذهب اليه مع اولادي فلم يعد البقاء والحياة في السودان يطاق او بالامر الممكن ابداً مطلقاً .
وكانت هذه الام واحدة من السودانيين الصابرين المتشبثين بخيار مواصلة  التحدي والصمود والتمسك بالوطن مهما كلف الامر من التضحيات  .
وهي كذلك من الكثيرين الذين يرددون القول المأثور
وطني لو سألت في الخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي .
فالوطن هو الوطن وسيبقي وطن عزيزاً . علي الأقل ظل عدم توفر الامكانات والخيارات وقلة الحيلة يبقي الوطن هو الخيار الاول والاخير لمن لا خيار لهم .
لكن ما الذي ابقاه البرهان بكلامه وحديثه الاخير والبرهان  يعي او لا يدري .
نسف البرهان بكلامه هذا أي بارقة أمل . لا بل أطفاء بصيص الضوء الاخضر في نهاية النفق السوداني المعتم المظلم  المحطم اصلاً .
حطم البرهان في النفوس المحطمة اصلاً واتي علي كل يقين وخيار يؤمن بخيار الوطن أفضل خيار لمن لا خيار لهم .
تخيل بعد عام ونيف من هذه الحرب اللعينة التي لم تبق ولم تزر .
بعد عام من حرب الداحس والغبراء لم يكتب الله للبرهان كلمة واحدةً يطمئن بها السودانين الباقين ولو بفأل حسن .
ليته قال مبشراً السودانيين ولو كذباً وافكاً وزوراً .
تمنيته يقول كاذباً بأن الجيش السوداني قد انتصر وان الحرب في السودان في نهاياتها .
او ان يقول قريباً ستضع الحرب أوزارها وقريباً سينعم بلدنا السودان بالسلم والامن والامان والاستقرار ..و… و… الخ .
ليته قال كلاماً من هذا القبيل وهذا السبيل من الأمل المغشوش يدغدغ به احاسيس ومشاعر السودانيين المشتاقين الملهوفين للأمن والسلام حتي لو كان كلاماً او أملاً زائفاً .
فما الذي اراد البرهان ايصاله لشعبه او حتي خصومه ولكل العالم مشفق الراثي الحزين لما آل اليه حال السودان والسودانيين والبال والبلاء .
فقد بات السودانيين وصاروا مشردين مطرودين نازحين لاجئين مهاجرين غصباً عنهم من وطنهم بفعل الحرب المفروضة عليهم .
لم يعد ولا يوجد مكاناً أمناً في كل العالم لم يذهب اليه السودنيين اويطأ أرض ما وبلد ما اقدامهم طلباً للسلم والأمان .
تشتت الاسر وتفرق شملهم بين العالمين كل في بلد وانقطعت صلات الرحم حتي في التخابر والتواصل
السودانيين ركبوا كل الصعاب وقطعوا كل المسافات الممكنة والمستحيلة طلباً للنجاة بأرواحهم من اتون الحرب المستعرة في وطنهم السودان .
والخيارات في أوطان اوطان النزوح واللجوء في كل العالم تضيق وتنعدم امام السودانيين يوماً اثر يوم .
حتي مصر أخت بلادي الشقيقة ضاقت زرعاً بالسودانين وصاروا يسمونهم ضيوف السيسي الثقيلين.
فنانة مصرية شهيرة تفتح بلاغاً ضد السودانيين مشمئزة منهم كثرتهم وازعاجهم ومن قرفهم ويساندها جل المصريين مؤيدين في مواقع التواصل .
في أثيوبيا القريبة يخرج السودانيين من عسكر النزوح معتصمين يسيرون في الغابات اياماً وهم مضربين عن الطعام تعبيراً لسوء المعامله من قبل السلطات الاثيوبيية وسوء المعاملة وقلة او انعدام الغذاء .
دعك من الذين في في الدول الاخري مثل تشاد ودولة جنوب السودان افريقيا الوسطي وليبيا وسائر الدول الافريقية والعربية ودول المهجر . اخبار معاناة السودانيين وما يواجهون في كل العالم لا تنقطع .
هذا علي سبيل المثال وليس حصرياً لما يعانيه السودانيين ويواجهون من التنمر والاستأسد في سائر البلدان التي ذهبوا اليها طلباً للأمن والسلام والاحتواء .
وهذه المعاملات القاسية جعلت بعض في مختلف البلدان يفكرون جاديين في العودة الي السودان الوطن العزيز ما قد كان ما سيكون .
هذا بالبرغم من استمرار ظروف الحرب التي جعلتهم يفرون ويهربون من وطنهم . لكن البعض منهم الان يأثرون ويفضلون الموت في الوطن بعزة وكرامة من الاذلال والاضطهاد في الاوطان البديلة.
ومع هذا كله واكثر لا يعطي  البرهان لا يبقي للنفوس أملاً  ضئيلا بالسلام والامان .
ولا بديل في البقاء في السلطة الا في ظل الحرب مفضلاً خيار فناء السودان ونهايتهم حتي موت اخر سوداني .
البرهان يؤكد بأن الحرب في بدايتها .
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إن الحرب في السودان لا تزال في بدايتها.
وتوعد البرهان -أثناء تقديم العزاء في مقتل أحد ضباط الجيش السوداني- بملاحقة قوات الدعم السريع واسترداد حقوق السودانيين.
وأردف قائلا “المعركة في بدايتها ولن نترك للعدو أي فرصة للراحة ، حتى تحقيق النصر ، واستعادة كل ما فقده المواطنون .
فأل الله لا فألك يا البرهان.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. اخي استاذ ايليا: الاستاذ الشهيد محمود محمد طه لخص الموضوع من زمان عندما قال “الشعب السوداني شعب عملاق يتقدمه اقزام”. البرههان لا ينفك يجعل من نفسه مسخرة امام العالم كله وهو المسئول الاول عن الكارثة التي حلت بالسودان. ولا اظن ان مصيره سيكون افضل من مصير اى قزم آخر ابتلى به شعب من الشعوب. ولأن الكيزان حثالة البشرية فقد تنبأ الاستاذ بنهايتهم بالقول “وسوف ينتزعون من ارض السودان انتزاعا” وهذا ما يحدث الآن ولك تحياتي.

  2. الحبيب الوريف العزيز ابوجاكومة الاف التحايا والسلام ان تكون انت والذين معك دائماً بالف خير
    صدق الاستاذ محمود محمد طه في كلامه . بالحقيقة هذا شعب معلم يقوده اقزام لذلك يقودونه الي المهلاك
    السودان الوطن العظيم بكل مقدراته الشامل ينحدر الي الجهيم بقيادة هؤلاء الاقزام وسينتهيالي لا يحمد عقباه
    نسل الله سلامة الوطن العزيز
    مع عاطر التحايا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..