أخبار السودان

الجنجويد تنظيم عنصري له آليات وأنصار

منتصر عبد الماجد

ما خفي اعظم ….ما ظهر قمة جبل الثلج

الافعال المخزية ل (الجنجويد ) وقائدهم المتوهط قمة هرمنا العسكري والاقتصادي ( الامي حميدتي )، تجعل بَعضُنَا يتوهم ، انهم مجرد تكوين عصابي وقطاع طرق ، افرزته (كالقيح ) ظروف استثانية بالغة التعقيد ، تداعي عنه اختراق اخلاقي وامني كبل انطلاقتنا الوطنية

 

يخطي بعض المراقبين القول بان( الجنجويد ) صنيعة أفرزتها افكار (شريرة ومتخبطة ) للمخلوع البشير ، لحفظ التوازن وتعميق التناقضات ليمدد أيامه في الحكم ، (وليكبح جماح) ضباط الجيش من إزاحته ، وارهاب الشعب الثورة عليه بكل الفظاعات التي شاهدناها في ربوع وقلب البلاد من اغتيالات واغتصاب ونهب .

 

الجنجويد نذق شيطاني لافكار عنصرية تؤمن بتفوق الجنس العربي علي الأفريقي ، وهذا الفكر الأخرق ، الذي يوغل في الغلو بتبني حرمان الأفريقي من حق الحياة وحق التملك ، اذ حسب رؤاهم لا شرف لغير الأصل العربي (عرضه وماله وشرفه لا حرمة لها ) ، وهذا ليس بسر من أسرارهم ، عبر علانية عن هذه التوجه المجرم (عمر البشير زعيم الجنجويد الفعلي ) بمقولة امام رئيس قضاء اسبق مجرد إيرادها يجرح كبرياء الإنسانية ويطعن في كل قيمنا وتستوجب منا اعتذار علي نقلها .

 

وراء الجنجويد فكرة جذورها (التفوق العرقي )التي لا تؤمن بحقوق (الزرقة ) حسب التصنيف الاثني في غرب افريقيا ، وهي نظرية وليدة مدرسة فكرية عنصرية قديمة كان لها انصارها، ولَم يكن لها وجود مؤثر في النسيج الاجتماعي ، وارتبطت في الألفية الثانية بتغلغل الحركات الإرهابية في غرب وشمال افريقيا وتجميلها بالبعد الديني الجهادي الذي بث فيها الروح وأعطاها الدينامكية للتمدد جماهيريا ، وساهم الفقر والجهل والانفلات الامني في تمددها ،ولا ينفصل الامر لما يجري في نيجيريا والنيجر ومالي ودول المغرب العربي ( بوكو حرام .حركة الاذود )من حروب اهليه دينية وقبلية ، وتشكل نسخة جنجويدية أصيلة ، اما النسخة (طبق الأصل ) من فكر و ممارسة الجنجويد ، ما تقوم العصابات المتفلتة في ليبيا المتمسحة بالدين الجهادي للأفارقة جنوب الصحراء بقتلهم وتعذيبهم واسترقاقهم.

 

الجنجويد تيار ( عنصري) يعتمد تجنيده لعضويته وجلاوزته علي إثنيات محددة ، ويظل باب الانتماء موصد الا بشروط عرقية فقط ، لا يدخل من ضمنها الإيمان بالفكرة ، او الجنسية الوطنية او الكفاءة ، وتتبني هذه (المنظومة العنصرية) ذات اليات التي أنتجتها النظريات العنصرية في ممارسة اُسلوب التمكين المالي واحتكاره ، واغداق الجنجويدي بالأموال للاعتلاء في المجتمع ، واعفاءه من كل انواع المحاسبة ، اما عسكريا فمنطق الإخضاع بالقوة والفظاعة والارهاب هو الآلية الوحيدة التي تمارس علي الخصوم ، وبتتبع الطرق التي مر عليها ( الجنجويد) نجد إطلالهم المرعبة وسم عار علي جبين الاخلاق والإنسانية ، التطهير العرقي والإبادة والاغتصاب والنهب ممهورة بتوقيعاتهم ، والشواهد تثبت ذلك في دارفور وقلب الخرطوم ، ومناطق غرب افريقيا التي نكبها الجنجويد .

 

تتكشف( بشكل سافر )مايحاول البعض ستره عن (منظومة عنصرية ) بهذا الحجم وهذا النشاط بالضرورة ان يكون من وراءه دعم دولي وإقليمي ، وهذه القوي الداعمة لديها شجون بالأفكار العنصريةالتي يتبناها الجنجويد ، ولها مصالح ملموسة لتدعم ماديا وعسكريا وتوفر غطاء دولي ، مثل هذا الحبل السري لا يحتاج الي عناء لكشفه ، فمن من الدول التي تستطيع ضخ تمويل عسكري ومالي بهذا الحجم في المنطقة ، وتسعي لتعريب وأسلمة افريقيا بكل السبل، وتجاهد لنشر الاسلام السياسي (بمذهب السلفي) ومن من دول الإقليم لديها مصالح مباشرة في استخدام جنودنا في محارق اشعلوها ، وتطمع في نهب اراضينا ومقدراتنا . أسئلة لا تتطلب اجتهاد وعناء لتضع إصبع الاتهام علي الدول المعنية .

 

وبالسؤال هل (حميدتي ) قايد وراعي ( الجنجويد) يمثل ( القيادة الفعلية) لهذه المنظومة ؟، وهو تساؤل تراكبيه تجافي خط المنطق والحقيقة. ،(حميدتي ) القافز لقيادة الجنجويد بعد اعادة إنتاجهم ، وتم ركل (الشيخ موسي هلال ) القايد الأسبق ، واضحي خارج اللعبة ومطارد وسرحت قواته (حرس الحدود) وتم تبديلهاودمجها بقوات (الدعم السريع) وكل المسميات اسماء دلال لمليشيا الجنجويد. (التي هي اصل كل البلاء ). لتحسين وجهها وتسويقها كرقم جديد ، وحدث ذلك اثناء مراحل تطورها العسكري لتخرج بالشكل الحالي، وكل ذلك لا ينسينا ان الجنجويد فكرة بائسة ومرعبة تسربت لبلادنا مهاجرة ومطاردة من غرب افريقيا ، وجدت لها موطأ قدم مع ظروف حرب دارفور وتعقيدات الامن بالبلاد ، و الأهم وجدت حاضنه فكرية واجتماعية وهوي وسط النخب الإسلامية الحاكمة..

 

ساهم في بناء الجنجويد بعض الوجوه التي تعتلي المشهد السياسي اليوم ، من رئيس مجلس السيادة الي كبار ضباط الجيش وقادة الأركان ، ولاءهم لفكرة (الجنجويد العنصرية) اعمق من ولاء قسمهم وانتماءهم للقوات المسلحة ، فرئيس مجلس السيادة تاريخه يقول انه سخر وقته وخبرته في القوات المسلحة (لبناء الجنجويد )ووهب لهم مقدرات الدولة لخلق منهم قوة ضاربة ، وتبني ومارس نفس اسلوب الجنجويد الوحشي في إبادة( الزرقة ) ،وتثبت الشهادات انه كتب علي سيارته العسكرية ( رب الفور ) واحرق قري ودمر مناطق وقتل ابرياء علي اسس عرقية . اما الجنجويدي الأكبر هو المخلوع الذي جلب الشيطان ليرقص معه رقصة الموت والرعب وما ان اعترافه في لحظه تجلي سفكه لآلاف الدماء لأتفه الاسباب ( عنصرية ) ودوما ما كان يشير الي العنصر في حروبه الأهلية

 

الشاهد ان حميدتي عضو قيادي في تنظيم يتبني نظرية التفوق العرقي. وان هذا التنظيم عسكري الهيكل واصبح قوة ضاربة لكن من المؤكد ان للتنظيم امتداد ويضم اشخاص كثيرين ساهموا في بناء معبد الرعب الجنجويدي.

 

ويجب الا يغيب علينا تلك المحاولات اليائسة و المحمومة لتحسين وتجميل صورة الجنجويد وحميدتي المهتزة امام المواطن ، ولا يغيب عنا تلك الاقلام المأجورة التي تتبني هذه الحملات الدعائية الكاذبة المكلفة لأموال طائلة هم من عماد التنظيم الجنجويدي في الداخل والخارج مثل التسويق المخزي ان راعي ابل سوداني سيحمي الكعبه ، او الفرية التي اطلقها برهان ان الجنجويد ولدت من رحم القوات المسلحة الي اخر الحملات من نقل المواطنين وتسيير قوافل صحية ، لكن كل هذا لن يجدي في تحسين وجه الجنجويد الكالح في نظر السودانيين.

 

كل هذه الشواهد توضح بجلاء ان (حميدتي ومنظومة العسكر) التي تتقاسم معنا الحكم ، يجمعهم تنظيم أفكاره عنصرية له وآليات وأسلوب ،وعضويته عدد مقدر من المرضي المؤمنين بتلك الافكار السوداء ، لهم غطاء دولي يمولهم ويسند تحركاتهم . يعملون ليل نهار للسيطرة علي السلطة فهلا وعينا لما يتربص بنا

 

منتصر عبد الماجد

‫7 تعليقات

  1. ((تجعل بَعضُنَا))؟؟!
    يا راجل!! ما كان تخليها بدون تشكيل، نظام سكِّن تسلم وكده! لكن يبدو أنك متأكد ومصر تنبيهنا لذلك !

  2. يا منتصر زي كلامك دا قالوه ناس كتار في حملة منظمة للنيل من حميدتي لكن الرجل صامت وصامد وكل يوم يكبر في عيون ناس ويسبب القهر لآخرين وما انت إلا أحد المقهورين والغريبة الحملة عليه أشد من تلك التي يتعرض لها البرهان رئيس حميدتي ؟!!! وهذه المرة الحملة ليست ممن تسمونهم بالزرقة بل من طبقة متعالية ظلت تحكم السودان منذ الاستقلال ولا ترى حق لغيرهم بحكم السودان ولذلك نرى سعارهم يشتد يوما بعد يوما وسببه ليست )جرائم( حميدتي ولكن حكمهم المفقود.

  3. ما قاله الاستاذ منتصر هي حقائق تمشي علي الارض برجليها في الطرقات كالشمس في كبد السماء في وضح النهار لكن البعض ينكرها مكابرة…فوالله العظيم ان لم يتدارك الوطنيون الشرفاء والعقلاء الامر فان سارت الامور علي هذا المنوال فلينتظر السودانيون اياما حالكة السواد…

  4. يا منتصر زي كلامك دا قالوه ناس كتار في حملة منظمة للنيل من حميدتي لكن الرجل صامت وصامد وكل يوم يكبر في عيون ناس ويسبب القهر لآخرين وما انت إلا أحد المقهورين والغريبة الحملة عليه هي أشد من تلك التي يتعرض لها البرهان رئيس حميدتي واذا عرف السبب بطل العجب ؟!!! وهذه المرة الحملة ليست ممن تسمونهم بالزرقة بل من طبقة متعالية ظلت تحكم السودان منذ الاستقلال ولا ترى حق لغيرهم بحكم السودان ولذلك نرى سعارهم يشتد يوما بعد يوما وسببه ليست )جرائم( حميدتي ولكن حكمهم المفقود

    1. هذا يجب ان يسمى المنتصر بالله تيمنا بالمنتصر، لغة رصينة وحقائق لا ينكرها الا مكابر او مشارك فى ما اقترفته ايادى الظالمين او منتفع بما يقدمه الابالسة من دعم او له انتماء عرقى بالمنظومة التى فندها الاستاذ منتصر ، فبحث عن نفسك من تكون.

  5. ما هو الحل؟؟ سؤال في نظري سهل الاجابه عليه.
    الحل في نظري هو استفتاء حق تقرير المصير في دارفور وباسرع فرصه ممكنه..
    هذا السودان بكل مساحته الشاسعه يبدو انه لا يسعنا جميعا مهما حاولنا التغابي عن ذلك.
    الحكومه الانتقاليه جعلت اول مهماتها تحقيق السلام في دارفور وبدأ فعلا مسلسل المفاوضات والترضيات مع حركات دارفور المسلحه.
    تعددت مطالب الحركات الدارفوريه بداية بمكان المفاوضات اديس ابابا ليست مناسبه. جوبا يكفي اننا تغاوضنا فيها من قبل. حلقات التفاوض القادمه في القاهره والتي تليها في جده ثم دبي وفي كل هذه العواصم هناك من يملي شروطه علي مفاوضي دارفور يتم ذلك بعد حسن الاستضافه والرشاوي المليونيه.ثم محاولات السيطره علي المجلس التشريعي وحق تعيين ولاة الاقاليم وتعيين منتسبيهم في المجلس السيادي ووو
    و الي ما لا نهايه.
    حركات دارفور غير جادة في تحقيق السلام والجنجويد تعدت طموحاتهم ومطامعهم اقليم دارفور فاصبح حكم السودان حلمهم الكبير.ولن يسمح اهل السودان بعصابات نهب وقتل بحكم بلد له حضاره تفوق 4000 سنه.
    لا حل لهذه المعضلة سوي استفتاء حق المصير وستكون النتيجه حتما الانفصال وهو ما نتمناه ونقول لاهل دارفور عليكم يسهل
    وعلينا يمهل.

    لا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..