فلسفة التعريب

لطالما كان أول سلاح عند الاستعمار هو اللغة لطمس معالم ثقافة الشعوب المستعمرة ( بفتح العين ) ? من الطبيعى ان تكون اللغة هى السلاح الذى من خلاله يتم الاستلاب الثقافى …
فى هذه الزاوية يكون الحديث شائكاَ عن اللغة لصعوبة حصر الموضوع فى نص بعينه … ولكن
اللغة اصبحت الهاجس الاكبر الذى يؤرق الفرد وذلك عندما يكون له لغته التى تشكل حبل التواصل له مع مجموعته الاثنية ويصبح غير قادر لأن يعبر من خلالها عن حاجاته..
السودان هذا القطر مترامى الاطراف والذى يقطنه مايقارب الـ (503) مجموعة قبلية الاغلبية العظمى منهم له لغته التى تعبر عنه من المؤسف جداَ ان نجدها تخضع لسيطرة لغوية محددة تجعل منها مجرد لهجات ( رطانة ) لاتفى بالغرض . بألقائنا نظره الى الواقع المأزوم نستشف منه ان اللغات غير العربية اصبحت محصورة فى ركن ضيق لا يرى الا من خلال ميكرسكوب القبيلة المعينة, فالسؤال الذى يطفو الى السطح هل لهذه اللغات القدرة على التعبير عن ذاتها ؟ نجيب: نعم، لها القدرة على التعبير عن ذاتها الا ان الاشكال الحقيقى الذى تسبب فى تغيبها كل هذا الامد من الزمان هى فلسفة التعريب التى سخر لها كل مقومات الاستشراء حتى اصبحت البديل الامثل للبقية حيث نجد ان فرض اللغة العربية لدحض اللغات الاخرى كان بأليات اكثر صلابة حيث ان وسائل الاعلام المقروءة منها والمسموع ولا سيما المرئ ساهمت بشكل اكبر فى نشر هذه اللغة فالتلفزيون القومى مثلاََ لايستطيع المرء من ان يطل من خلاله الا اذا اجتاز امتحان اللغة العربية وربما الشكل ايضا ً من ناحية . وضرورة النجاح فى اللغة العربية لتعتمد الشهادة السودانية ضرورة املتها الفلسفة التعريبية لخلق طالب مشوه فكرياً وبالتالى تمددت هذه اللغة ? وبالحديث عن فلسفة التعريب هنالك ايدلوجية الاصالة التى ساهمت بشكل كبير فى فى تمدد اللغة العربية للذود عن الاستلاب الثقافى حيث كان احدى وزراء التربية السابقين من اكبر دعات التعريب فى السودان وذلك عبرمؤسسة قد تكون ملك للجميع ( وزارة التعليم العالى ) ليطلق على تلك الحملة بأيدلوجية الاصالة ليفقد اكثر من ثلاثون مليون نسمة منهجية التعريف والهوية . حيث نجد ان ايدلوجية اصالة تناقش موضوع اللغة بكثير من التعسف وهى مثقلة بقصور منهجى وفكرى انعكس على مفاهيمها التى اتسمت بالغموض والمطاطية حيث انها تهرب من الواقع والحقيقة الملموسة الى النص االدينى بأعتبار ان الدين نزل للعرب وفى بلاد العرب اى شبه الجزيرة العربية وهو باللغة العربية ? لطالما اعتبرنا ان النظره هنا استعلائية ، وفى احايناً اخرى يستندون الى التاريخ البعيد الذى فقد بسبب التحولات السريعة … اذ نجد معتنقوا ايدلوجية الاصالة يخطئون خطاً يكاد ينسف فكرتهم اذ ان قصور آراءهم يعالج بتقبل الاخرين للغة العربية وليس بجرعات من القهر والاكراه والاستعلاء ومصادرة حريات التعبير عن لغات الاخرين . بالكاد نقول ان اللغة العربية ادت الدور الكامل لها فى انجاح عملية الاستلاب الثقافى وبالنظر الى الواقع نجد الكثير من لهم لغات اخرى يشعرون بالدونية حيال الحديث بها خوفاً من ان ينعتوا بالمتخلفين لكن عندما يتحدث احداهم العربية بطلاقه هو المثقف والافندى لا لانه جدير فى مجال محدد بل لانه من انصار ( احنا ) التى فى مقابلها ( انينا ) بالعاميه والاقرب الى الصواب من احنا . النقد هنا للغة العربية والتى تنطلق من حقيقة كشف التشويه والتحريف الذى الحقته بالغات الاخرى ولانها تشوه العلاقة بين اللغه وناطقيها وعندما نقول العربية لا نقصدها بقدر ما نقصد من يسعوا الى دحض اللغات الاخرى بمنعها من الانتشار الموضعى وبالتالى نراهن على الفكر التجديدى لاستشراء واسع النطاق لبقية اللغات المستعفنة حتى تخرج من ذلك الوضع المعقد لها بالمنهجية الصحيحة. وبالحديث اللغات الاخرى ليس لقهر العربية لاننا بذلك نكون قد اعدنا التجربة ذاتها ونكون دائرين فى حلقة لا نهاية لها ? لكن ضرورة خلق مناخ من الانسجام بين اللغات والعربية الاتزان فى التعامل المتقابل.
ولكم حبي

احمد محمد ادريس محمود -المحامي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقال جدير بالاهتمام استاذ احمد ..لا ادرى تماما اذا كنت تقصد وزير التعليم العالي خميس كجو كنده هذا الوزير الناقص هو من ابناء جبال النوبه ولكنه مندهش باللغه العربيه والمستعربيين وهو من المويدين للتعريب بالجامعات اذ يقول ان اللغه العربيه لغه اصيلة بالتالي يجب تثبيتها واقصاء اللغات الاخرى هذا البروف الجاهل المصاب فى فكره ..منطق الاقصاء هذا منطق الجهلاء فاللغه العربيه لها حقها وبقيه اللغات كذلك لها حقهاد

  2. شكرا للكاتب.. ولكن التعريب نفسه ليس هو المشكلة او ليس المشكلة الوحيدة.. مثلا اذا رفضت التعريب للاعلام والتعليم والثقافة كما قد قهمت فكيف يكون اذا .. باللغة الانجليزية مثلا .. هي ايضا ليست لغتنا كسودانيين رغم ان التعليم والاعلام بها ينقل الناس لافاق عالمية اكبر وافضل واوعى.. اي دولة تحتاج الى لغة يمكن تفاهم الجميع بها وان زادت فلتكن لغتين كمافي كنداوهولندا وبلجيكا وارتريا او ثلاث كما في سويسراواثيوبيا ونيجيريا وكل هذه الدول لها لغة مشتركة لسهولة الاتصال مع وجود اللغات الرئيسية الثلاث او حتى الاربع.. المطلوب اذا هو اعطاء فرصةلكل اهل لغة ما لتعلمها وربما بدء التعليم بها ثم ينتقلوا قليلا قليلا للغة جامع لفئة اكبر ثم لغة جامعة للدولة كلها.. كافريقي غير عربي تعتبر اي لغة بالنسبة لي مجرد مكسب حتى لو كانت اللغة العربية فكمسلم اعرف حوجتي لها رغم ان لغتى غنية عن عطف سلطة او جماعة فهي باقية وحية الى الابد.. تعاطفي هو مع اللغات التي لا تجد حظها الا بسياسات عادلة ومنصفة ولفعل ذلك ليست هناك تكاليف او خسائر هو صرف مستحق لكل فئة وكيف لا وهم الدافعون للضرائب والاتاوات :) وهذا لن يتم في ظل سلطة الانقاذ فقد كان من بنود نيفاشا ولكنها اي السلطة تجاهلت ذلك مع سبق الاصرار والترصد.. لابد من بدء العدالة والتنمية من المناطق الاقل نموا لغويا وتعليميا وكل شيء..

  3. مقال جيد و ان كنت اخالفه الراي، انا نوبي لا اعتبر نفسي ذا اصول عربية ولكني اؤيد التعريب لاسباب عديدة، اهمها ان هذا من الاساليب الاساسية التي تمكننا كسودانيين من التخلص من القبلية و الاندماج معا في امة واحدة هي الامة السودانية، اعرف ان هناك الكثيرمن الا راء التي تفترض انه ليس هناك تناقض بسين مراعاة القبلية و اختلاف الاعراق مع الانتماء لامة واحدة لكني اجد هذا الراي غير صحيح للاسف بالذات في السودان، ثانيا انا كنوبي لا اجد ان اللغة النوبية او اي لغة اخري يمكنها ان تؤدي الغرض الكامل كلغة ثانية او ثالثة و ذلك يرجع لانها لغة غير مكتوبة بل منطوقة فقط، ثم ان انتشار اللغة العربية في السودان لا يمكن ان يعود لمؤامرة بل هو يعود لتراكمات تاريخية و ثقافية و دينية من المستحيل ان يتم تدبيرها من قبل جماعة او دولة مهما بلغت قوتها.

  4. الموضوع تطرق للبعد الثقافى فقط للغات وانا اتفق معك فيما ذهبت اليه من تمدد اللغة العربية على خساب اللهجات المحلية . لكن الاهم من ذلك هو البعد العلمى وضرورة ان نهتم باللغة ذات الرصيد المعرفى الواسع فى مجال العلوم والتكنولوجيا – وذلك مايحتم ضرورة الاهتمام باللغة الانجليزية من اجل مواكبة التطور العلمى فى العالم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..