هل يبيعون ممتلكاتهم في المزاد العلني؟!..الجنوبيون في الشمال.. إنذار بالطرد

تقرير: صباح أحمد: ٭ ترى.. هل كان القيادي الشهير فاروق جاتكوث غاضباً؟!
انه دبلوماسي ومرح الى درجة يصعب معها الحكم ولكنه هذه المرة لم يكن كذلك..
فلقد انفجر غاضبا بالفعل بمجرد سؤالي له عن وضعية أبناء الجنوب بالشمال في حال انفصال الجنوب عن الشمال..

٭ المفارقة هي أن فاروق جاتكوث ظل طيلة الفترات الماضية يدعم خيار الانفصال الجاذب لكني وحينما سألته: هل ستقوم ببيع منزلك الخاص الذي تمتلكه بمنطقة الحاج يوسف وترحل الى الجنوب.. رد في لهجة حادة وغاضبة: هذه ممتلكات شخصية لا علاقة لها بقضية الوحدة والانفصال!.
٭ ربما.. لكن القضية في حد ذاتها قد تفتح بابا للتساؤلات والاستفهامات حول مصير أبناء الجنوب في الشمال لو كانت نتيجة تقرير المصير هي الانفصال – لا قدر الله؟!.
ليس هذا فحسب سادتي بل ربما تتجاوز الاسئلة وجود الجنوبيين الى وضعية اراضيهم وممتلكاتهم ومصير اوضاعهم سواء كان ذلك في السلك الوظيفي او الخدمة المدنية العامة.. وما هو الحل بشأن منازلهم التي تسكن فيها اسرهم الممتدة؟!.
٭ فالمهندس فاروق جاتكوث الذي امضى وقتا طويلا في بناء منزله الخاص برؤية تناسب مزاجه وذوقه العام وخلق علاقات وصداقات ممتدة مع عدد كبير جدا من الشماليين يؤكد انه وبمجرد انفصال الجنوب سيغادر الشمال ويستقر باحدى مدن الجنوب، لكنه يرى انها ليست مشكلة بشأن منزله فهناك سودانيون كثر يمتلكون عمارات وفيلل وشقق سكنية في دول اخرى ولم يسألهم عنها احد او حكومة فما الذي يمنع تملك الجنوبيين لمنازل وممتلكات خاصة بهم في الشمال حتى لو انفصل الجنوب؟!.
بالطبع انه سؤال مشروع.. والواقع ان تقافز هذه الاسئلة وتطايرها في ظل التجاذب والاستقطاب الحادين الآن بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وتسابق كل طرف نحو هدفه في تحقيق الوحدة او الانفصال جاء بعد شائعة تتناقل وترسل عبر اجهزة الهاتف الجوال بان الحكومة ستتسلم كافة الاراضي والممتلكات والمقار الخاصة بجنوبيي الشمال عقب الاستفتاء اذا افضى للانفصال على أن تصرف تعويضات الجنوبيين عبر حكومة الجنوب!!
٭ ربما لا.. فوزير الخارجية الاسبق وزير التعاون الاقليمي بحكومة الجنوب القيادي بالحركة الشعبية دينق ألور يقطع بعدم علمه بهذا الامر، ويقول لي ان حكومة الجنوب لم تبلغ حتى الآن بهذه الاجراءات ولم تعرض على الطرفين ـ يقصد الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ـ لنقاشها في جدول اعمالهما ضمن قضايا ما بعد الاستفتاء وبالتالي لا يمكن لحكومة الخرطوم ان تتخذ هذا القرار الخطير من جانب واحد..
ويعود دينق ألور الذي كان يتحدث لـ«الصحافة» من اديس، ليقول ان السودان لازال موحداً ولم يحدث الانفصال بعد وان الاستفتاء حتى لو ترتب عليه انفصال الجنوب فهناك فترة سماح مدتها ستة أشهر هي بمثابة مرحلة او فترة انتقالية لترتيب الاوضاع في الجنوب أو الشمال على حد سواء.
لكن الشماليين في الجنوب حسب ما يؤكد دينق الور سيتمتعون بكافة حقوقهم وامتيازاتهم حتى لو قرر المؤتمر الوطني طرد الجنوبيين من الشمال فلن تعاملهم حكومة الجنوب بالمثل.
وربما كان دينق ألور في هذه الجزئية يقصد او يشير الى ما تناقلته وسائل الاعلام مؤخرا من تصريحات نسبت الى وزير الاعلام الاتحادي الدكتور كمال عبيد بشأن وضعية الجنوبيين في الشمال بعد الانفصال وقوله انهم لن يمنحوا ولو «حفنة» واحدة!!
٭ والشاهد أن محدثي دينق ألور نفسه وبعد اعفائه من منصبه كوزير للخارجية ومغادرته المنزل الحكومي بحي المطار لم يتجه الى شراء او تأجير منزل انما عمد ومنذ شهور عدة وخلال زياراته المتكررة الى الخرطوم لأن يكون نزيلا دائما على فندق السلام روتانا الفاخر.
لكنه يؤكد ان النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير ميارديت لازال يستخدم منزله الذي منحته له الحكومة منذ تقلده المنصب، ويبرر ألور ذلك بأن سلفاكير لازال نائبا اول لكل السودان وليس الجنوب وبالتالي سيظل محافظا على هذه الوضعية الى ما بعد الاستفتاء.
وبشأن ممتلكات واراضي عامة الجنوبيين بالشمال بمن فيهم قيادات الحركة الشعبية يقول دينق الور ساخراً: «هم الجنوبيون عندهم حاجة في الشمال عشان يبيعوها ولا يخلوها»!!
لكن بخصوص مقار ومكاتب ودور الحركة الشعبية في الشمال وتحديدا الخرطوم باعتبارها مركزا لنشاط الحركة يقول ألور ان كافة الدور والمقار مستأجرة ما عدا دار الحركة الشعبية بالمقرن فهي ملك للحركة الشعبية وسيظل المال كما هو عليه لحين ظهور نتائج الاستفتاء.
٭ حسنا.. لكن ثمة وجهة نظر مختلفة في هذا الشأن يوردها القيادي الشمالي بالحركة الشعبية الوزير السابق بوزارة العمل والاصلاح الاداري محمد يوسف أحمد المصطفى وهي متعلقة بوضعية الجنوبيين المنتسبين للمؤتمرالوطني.
فمحمد يوسف يتحفظ ابتداء على التساؤل عن وضعية جنوبيي الحركة الشعبية او عامة الجنوبيين دون الجنوبيين في الاحزاب السياسية الاخرى ويقول لي: «بعد الانفصال هل سيرحل جنوبيو المؤتمر الوطني الى الجنوب أم سيظلون في الشمال»؟!
ويبدو التساؤل المطروح أعلاه منطقياً ويحتاج الى اجابة مقنعة من القيادات الجنوبية بالمؤتمر الوطني.
فوزير وزارة العمل الحالي داك دوب بيشوك رئيس دائرة اعالي النيل بالمؤتمر الوطني يقول لي ان تطورات الاوضاع تتطلب قطعا العمل على توفيق اوضاع منسوبي المؤتمر الوطني من الجنوبيين حسب الدستور والقانون الذي سيحكم الدولة الجديدة في الشمال..
لكن حسب العادات والتقاليد السودانية المعروفة فان «الطرد» والابعاد ليس من شيم او طبيعة الشعب السوداني مدللا ان الجنوبيين الذين تضرروا من الحرب في الجنوب نزحوا نحو الشمال منذ عشرات السنين واصبحوا مواطنين فيه يحظون بالخدمات الاساسية كالتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية ولا يظن ان الشمال سيجازي هؤلاء بالطرد منه!!
٭ ربما.. لكن وعوداً على محمد يوسف أحمد المصطفى الذي نقلته الاشواق قبل عشرين عاما او تزيد لينخرط في صفوف الحركة الشعبية.. هل تعاوده ذات الاشواق للاستقرار في الجنوب متصالحاً امع اهدافه ومبادئه اذا ما انفصل الجنوب أم سيظل مواطنا شمالياً في الشمال، دون ان يعرض منزله بحي الفيحاء بشرق النيل للبيع في المزاد العلني!!
٭ يقول محمد يوسف انه سيصر على البقاء بالشمال حتى لو انفصل الجنوب لأن هذا حق من حقوقه.. وانه لم يفكر ولو لمرة واحدة في بيع منزله او مغادرته لأي سبب من الاسباب..
ويوضح انه حتى ولو حدث الانفصال فان الدستور يتيح ويكفل للمواطن السوداني سواء كان جنوبيا او شماليا حق الجنسية المزدوجة وبالتالي يمكن له او لغيره السكن والاستقرار في أي بقعة من بقع البلاد دونما حجر أو منع من أية جهة.

الصحافة

تعليق واحد

  1. بصراحة اذا اختار الجنوب الانفصال فلا داعى لتواجدهم فى الشمال ولكن بعد عمل دستور دائم للبلاد فقط حينها يتحدد من يمكن ان ياخذ الجنسية لكن لا يستطيع احد ان يفرض هذة الاساليب على الشمال واحذر الحكومة من ان تقع فى الفخ للمرة الثانية كما وقعت فى فخ اتفاق السلام الذى ما زالت اسارة باقية وستظل والا يجب ان تعدل الاتفاقية ويصوت كل اهل السودان وسنقبل بالنتيجة وسنقبل بالجنوبيون فى دولة الشمال حتى ولو كانت النتيجة انفصال لان من قرر ليس الجنوبيون فقط وانما كان قرار شعب فلا يجب محامة من اشترك فى القرار لكن فى الوضع الحالى الامر واضح ويجب ان لايمنى الجنوبيون انفسهم بالجنسية وهنا ادعو الى ان لايظلم احد وان تترك لك مواطن جنوبى فى الشمل مساحة لتوفيق اوضاعة فى الملكية اما ان يتحول الى مستثمر او يعطى زمن كافى حتى وان امتد هذا الزمن نفس زمن تنفيذ الاتفاقية خمس سنوات وحتى لايكون عرضة للابتزاز يفقد املاكة بسبب الانفصال والعكس على المواطن الشمالى بالجنوب

    وارجو ان اكون قد اصبت

  2. اعملوابنتائج تصويتكم القهرية انتو الخسرانين وين تلقوا الموية الباردة والمكيفات والترطيبة ، والله تنفصلوا ناكلكم نيم والله المواطن الشمالي انتو بتعرفوهو كويس اتزكروا احداث يوم الاثنين الاسود والله عينكم ما تشوف الا الدرش والموت

  3. غايتو اليومين دى نبقى قريبين من الحاج يوسف لانو الجماعة ديل لمن مواعيد الطرد

    تقرب ح يبيعوا بالرخيص

    امكن نلقى حاجة بربع القيمة

    هع هع عفيت منك يا كمال عبيد

  4. من قال أن المؤتمر الوطنى يمثل السودان أو شمال السودان حتى؟
    ومن قال أن الجبهة الشعبية تمثل جنوب السودان؟
    ما تقول لى الأنتخابات . لانو اى واحد عارف أيه الحصل فى الأنتخابات دى ، كان فى الشمال و لا الجنوب. يعنى بالعربى كدة ديل ما بمثلوا ألأ البنادق الرفعوها علينا. فمن الذى أعطاهم الحق لتحديد مصيرنا و ما تقول لى أستفتاء لانو احنا عارفين الأمور دى بتتم كيف سواء فى السودان أو الجنوب أو أى دولة من دول العلم العاشر بتاعنا دا .
    وطالما هم مستمدين شرعيتهم من البندقية فهذا طريق سهل جداً و قريباً حنرجع ليهو تانى و المرة دى السودان كلو مش الجنوب و دارفور بس .

  5. دة حار ودة ما بنكويبو دى ما بتنفع معانا يا اما خليكم مع الوحدة واقعدوا فى اى مكان يعجبكم
    او انفصلو وقدو .
    بعدين ياتو دستور البيكفل ليكم جنسية مذدوجة . دى حاجات لسة ما اتناقشت وما من حق الحكومة تناقش بالانابة عننا وتدى الحق دة يعنى كفاية الوصلنا من المؤتمر العفنى لحدى كدة
    ونطالب بعد الاستفتاء لو جات النتيجة انفصال يتعمل استفتاء فى الشمال حول الحقوق الاربعة المذكورة .

  6. الجنوبيين ينكلو بالشماليين في مدن الجنوب بدون اي ذنب سوي انهم شماليين يفتشوا في لقمة عيش واي زول مغالط يمشي الجنوب ولي اقرب مدينة الرنك مثلا يشوف الغربة الجد كمان سياسي الحركة دايرين بالكضب يقولو يتمتعوا بي كافة الحقوق هو الجنوبي المسلم بياخد الفيها النصيب خليك من شمالي
    يلا امشوا انفصلو
    ملحوظة ياناس الراكوبة لو انتو محايدين انشروا كل التعليقات؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..