مقالات سياسية

أنتم أول من سيتضرر من أى إنقلاب يا كيزان

عقب تحديد القاضي خلال جلسة محاكمة البشير السبت الماضي موعد النطق بالحكم همس عضو هيئة الدفاع عن المخلوع محمد الحسن الأمين لرفيقه القريب قائلا ” قبل 14 ديسمبر ستكون هذه الحكومة قد ذهبت … الأمور تمضي بنحو جيد”، حسبما دون الإعلامي محي الدين جبريل على صفحته بفيس بوك قائلا إنه سمع ذاك الحديث بنحو مباشر.

و يبدو أن أن ذلك الحديث قد صدر فعلا عن المذكور حيث علق فى مداخلة مع قناة الجزيرة أنه يقصد أن الحكومة الانتقالية ستذهب عبر ثورة.

قولنا لفلول الكيزان و من يمثلونهم و يدعمونهم من المتطرفين أو النفعيين أو الانتهازيين صدقا ليست هناك ثورة جديدة فالشعب السودانى بالرغم من أنه قد خدع مرارا و لكن هذه المرة كان الدرس مرا و موجعا و أخذ زمنا طويلا من عمر الشعب ب 52 سنة حكم عسكرى و 33 سنة حكومة دينية (منها ثلاث سنوات مع الدكتاتور النميرى), كان الخراب فى هذه السنوات العجاف شاملا و داميا و الشعب شيبه و شبابه الذى قدم للعالم أعظم ثورة سلمية فى العصر الحديث طبقت شهرتها الآفاق يعلم تماما حجم الخراب الذى تم على كافة الاصعدة,الضائقة المعيشية القاسية التى نعيشها هذه الايام هى نتاج تلك السنوات العجاف ,و ايضا نتاج شغل تحت الطاولة بناء على تقارير ذات مصداقية من قبل الدولة العميقة بما إكتنزته من مال الشعب المسكين الذى إمتصه القراد الكيزانى دون رحمة هاتفا هى لله هى لله.

ليست هناك ثورة جديدة يا محمد الحسن الامين ببساطة لان الثورة تمت و أنهت مهمتها بكنس نظامكم بثورتين الاولى ضد البشير و الثانية ضد أبنعوف و الثالثة ثورة ذكية تعمل فى شراكة براقماتية مع العسكر لحين إكمال موجبات التغيير .

الضائقة المعيشية وحدها لاتصنع ثورة لاننا نعلم لماذا هى , و لماذا نحن صابرون طمعا فى مستقبل أفضل ننسجه على مهل و هناك سبب قوى آخر, لقد درتبمونا طيلة سنين حكمكم على الصبر ثم صبر الصبر ,أمن صبر 33 سنة لا يصبر ثلاثا أو أكثر؟

لعلمكم العسكرى عندما يقوم بإنقلاب و يستلم الحكم يقوم بعمل تقدير موقف خوفا من إنقلاب آخر و يعلم أن القادم سيسفك دمه و قد قالها حميدتى فى لقاء مع قواته قبل عدة أيام,لولا قواته لشنق و يحضرنى قول بابو نمر للدكتاتور نميرى (إنت لما قمت بإنقلاب قمت بدرى عشان كدة إنت ما تنوم).

أما العسكرى الذى يخطط لانقلاب فيجب عليه دراسة موقف الشارع قبل الشروع فى أى إنقلاب و لو كنت محل من يفكر فى ذلك فلن أفكر حتى مجرد تفكير فى هكذا تصرف.

الثورات التى تشمل العالم هذه الايام كلها مطلبية و ضد الفساد بصفة عامة و فى منطقتنا العربية الاسلامية هى ضد الطبقة السياسية الفاسدة المتمالئة مع رجال الدين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم,الانقلابات العسكرية صارت موضة قديمة و الطبخة المدنية العسكرية عندنا أولدتها ظروف قاهرة ستزول قريبا بإذن الله و ربنا يسامح حزب الامة الذى فتح شهية العسكر للحكم و من بعدهم العسكر ذوى اللحى.

ما إرتكبته الحركة المتاسلمة فى السودان من تخريب و إنتهاكات و فظائع خلال سنوات حكمها الراشد تعاقب عليه كل الأديان السماوية و القوانين الوضعية و لو صنعت ما صنعت فى قطر آخر لأخذ الشعب حقه بيده .

الحركة المتأسلمة الآن تعيش فى نعيم بعد الثورة ماعدا قلة من قادتها فى سجن كوبر , تبيع ممتلكاتها و تشترى الدولار بكثافة هزت الجنيه السودانى المترنح اصلا , جيوش محاموها يصولون و يجولون فى المحاكم دفاعا عن أفرادها و مصالحها, صحفيوها يوزعون الاكاذيب و البذاءات و التخذيل فى كل محفل,جميعهم لا يتورعون عن التهديد بحرق الوطن إذا حدث كذا و حدث كذا.

المحامى محمد الحسن الامين ربما نسى أو تناسي وطنيته و هو يفرح بإنقلاب آت أو وضع راهن بائس كان هو جزءا من مسببيه ,لكن يجب عليه أن يتذكر و هو يقف فى موقف المدافع على الاقل عن قومه إن حدثت مغامرة مثل هذه و ستفشل بإذن الله و بإذن الشعب الذى تساوى لديه الموت و الحياة و قادة المؤسسة العسكرية الذين سيدافعون عن حياتهم ووجودهم ,سيفقد قومه الحق فى الحرية و العدالة و السلام و سيكون من الصعب السيطرة على الشعب و إقناعه بعدم أخذ حقه بيده فبالله عليكم إعقلوا و تمتعوا بثمار الديمقراطية,الحرية لنا و لسوانا و لكن بالقانون,كفى إنقلابات و لنبنى وطننا بايدينا و لنحتكم للصندوق.

صلاح فيصل
[email protected]

تعليق واحد

  1. لك التحية استاذ صلاح مقال في الصميم وفي منتهى الروعة. لكن قناعتي الشخصية ان الكيزان لم يتعلموا ولن يتعلموا واخشى ما اخشي ان يحاولوا الإستيلاء على السلطة من جديد عن طريق القوة وهو امر غير مستبعد لاناس لا يقيمون وزنا لوطن او لشعب او لآخرة او حساب وعندها تكون براقش قد جنت على نفسها وانتحرت عصابة تجار الدين واللصوص انتحارا فعليا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..