هل فشل الترابي في إستعادة المُفكر المهزوم بداخله ؟

بابكر فيصل بابكر

قلت في مقال سابق بعنوان ” مأساة الترابي : عجز المفكر أم شهوة السلطة ” إنَّ سعي الدكتور حسن الترابي للوصول للسلطة بأي وسيلة وكيفية وثمن أوقعهُ في فخ التناقضات المتولدة من ثنائية “المفكر/ السياسي” التي وسمت مواقفه بإزدواجيَّة جعلت منهُ طاغية مستبداً وسلفياً منغلقاً في السلطة, وداعية للحُريَّة والديموقراطية وحداثياً مستنيراً خارجها.

سلط حديث الدكتور الترابي في ندوة “الإسلاميون والثورات العربية” التي إنعقدت بالدوحة الإسبوع الماضي الضوء مرَّة أخرى على العديد من القضايا التي تبرز بوضوح إشكالية الرَّجل مع الثنائية أعلاهُ والتي آثر هو بإختياره الطوعي أن ينتصر فيها “للسياسي” بداخله حتى يتثنى له الإمساك بزمام السُّلطة حتى إذا ما إستأسد حواريوه وانقلبوا عليه عاد يبحث عن ملاذ له آمن في “المفكر” المهزوم.

قال الترابي في مداخلته في الندوة إنَّ خطأ الإنقاذ لم يكن في الممارسة فحسب, بل كان قبل ذلك في إعتقاد إمكانية نجاح التغيير في رقعة جغرافية لا ترقى إلى وطنٍ أكثر ما يجمع مكوناتها هو اللون, وأضاف : ( لقد تذاكيْنا بتنفيذ انقلاب لا أحد كان يعلم ما هو وكان مجهول المآلات).

يُريد الدكتور الترابي القول أنَّ السودان الحالي ظهر للوجود حديثاً وأنَّ عوامل الإنصهار الوطني والتكامل فيه مازالت في طور التشكل حيث ما زال نفوذ القبيلة والعرق والجهة فيه طاغياً وهذا قول حق, ولكن الأمر المُستغرب حقاً هو إدراك هذا المثقف الألمعي شديد الذكاء لهذه المعلومة الأوليَّة بعد فوات الأوان. هذا الوطن الذي لا يجمع سكانه سوى “اللون” جعل منهُ الدكتور الترابي منصة إنطلاق لآيديولوجية “الثورة الإسلاميَّة” الهادفة لتغيير العالم أجمع فانتهى الأمر به إلى التشظي والإنقسام.

الدكتور الترابي هو من وضع السودان في موقف الصدام والمواجهة مع دول الإقليم والعالم, و فتح أبواب هذا البلد الذي لم يكتمل بناءه الوطني على مصراعيها لجميع تنظيمات وحركات الإسلام السياسي الجهادي بما في ذلك تنظيم “القاعدة” وزعيمه أسامة بن لادن, والترابي نفسهُ هو من رفع شعار “الجهاد” الإسلامي لأول مرَّة في حرب الجنوب, فهل كان خافياً عليه أنَّ هذا البلد الذي لا يجمع سكانه شيئاً سوى “اللون” لا يحتمل عواقب مغامراته الآيديولوجية الطفولية غير المحسوبة ؟

حقيقة الأمر التي يتحاشى الدكتور الترابي الحديث عنها تتمثل في أنَّ فكرة “الوطن” نفسها ليس لها وجود في آيديولجيا حركات الإسلام السياسي بمختلف أطيافها. الأوطان الحالية ? كما يقول الترابي نفسه ? صنيعة الإستعمار. كادر الإسلام السياسي ينشأ ويتربى في أحضان فكرة “الأمة”, وأنَّ وطن المسلم هو دينهُ الإسلامي , ولذلك فإنَّ المسلم الأندونيسي أو الأفغاني أو الشيشاني أقرب لوجدان كادر الإسلام السياسي من المسيحي السوداني النوباوي أو الجنوبي, وهذا هو المُعطي الفكري الجوهري الذي يُفسِّر عدم مبالاة أهل الإنقاذ – بمن فيهم الدكتور الترابي – بتقسيم البلد والتضحية بأراضيه.

قال الترابي في الندوة أيضاً إنَّ تجربة الإسلاميين في حكم السودان إنما هي مُجرَّد إمتداد لتاريخ إسلامي عمره 14 قرناً لم يعرف الخلافة الراشدة إلا فترة قصيرة, وهكذا سقط أصحاب هذه التجربة كسابقيهم في الفخ الكبير أي ( فتنة السلطان التي أخذت تأكل الحكام ).

لقد علقت في مقالي آنف الذكر على حديث للترابي شبيه بهذا يُحاول فيه التهوين من المأزق الذي أدخل فيه السودان بإنقلابه العسكري وقلت : فالرجل ( أي الترابي) الذي قال في حواراته المُهمِّة مع عزَّام التميمي أنه درس التاريخ الإسلامي جيَّّداً واستوعب تجارب الدول الإسلامية وتطوراتها ومصائرها, كما درس تجارب الأمم الأخرى وما اعتراها من صراع بين الدين والسياسة, لا بُدَّّ أن يكون عالماً بكثيرٍ من الحقائق والوقائع الكفيلة بإقناعه بأنَّ اليوتوبيا التي وعد بها الناس لا تكمُنُ إشتراطاتها في الأفكارِ والشعاراتِ والوسائلِ التي تبّناها حزبه.

ألم يكن الترابي يعلم أنَّ إقحام الدين في السياسة بالكيفية التي فعلها يؤدي في خاتمة المطاف إلى إفساد الشأنين معاً ؟ ألم يعلم أنَّ التاريخ الإسلامي هو بإمتياز تاريخ سفك الدماء والدموع, والبطش والفساد إلاّ من بعض الإستثناءات التي بات يُضرَبُ بها المثلُ في تأكيد القاعدة ( مثل العامين وبضعة أشهر من حكم الراشد العُمري) ؟ ألم يعلم أنَّ المصاحف قد رفعت على أسِّنة الرماح وأزهقت الأرواح بإسم الدين من أجل غايات الدنيا ونعيمها الزائل ؟ ألم يعلم أنَّ المال كان وسيلة الفساد والإفساد الأولى طوال تاريخ الدولة الإسلامية ؟ ألم يُُعلمِّّهُ درس التاريخ أنَّ غياب الحُريَّة هو أصلُ كل داء وأنَّ الإستبداد هو أسُّ البلاء ؟ وهل كان في حاجةٍ لإدخال البلاد في هذا الجحيم حتى يتمكن من إستخلاص هذه الدروس الأوليَّة البسيطة ؟

ألم يكن الدكتور الترابي يعلم سلفاً أنَّ الخلافة الراشدة تحوَّلت لمُلكٍ عضود لعائلات أموية وعباسية وفاطميَّة وغيرها طوال الأربعة عشر قرناً الماضية, وأنَّ اختيار الحاكم ما عاد يتمُّ برغبة الناس وانما بالتوريث في إطار أسر مُعينة أحتكر فيها ميراث الحُكم للأبد كما عبَّر عنهُ أبو تمَّام في مدحه للواثق :

فرسانُ ( مملكةٍ ), أسودُ خلافةٍ ظلَّ الهُدى غابٌ لهم وعرينُ
قومٌ غدا ( الميراثُ ) مضروباً لهم سورٌ عليهِ من القرآن حصينُ.

لا شكَّ أنَّ المُجتهد الإسلامي والفقيه القانوني كان على علمٍ بكل ذلك وربما أكثر منه وكان في إستطاعته تجنيب البلاد والعباد الكثير من المشاكل والويلات ولكنَّ شهوة السلطة حالت بينهُ وبين ما يعلم فانقاد لها طائعاً مُختاراً ودبَّر لإنقلاب الإنقاذ العسكري الذي أدخل البلاد في نفقٍ مظلمٍ مسدود.

قال الدكتور الترابي في الندوة أيضاً إنَّ : ( العسكر فتنتهم أهواء التسلط والاستكبار, لأنهم عهدوا في نهج القيادة العسكرية روح الجنوح للربط والضبط المتعالي المفرط في كل شيء وتنزيل الأمر اللازم دون مجال للشورى والنصيحة واتخاذ القرار دون بيان أو إعلان التفكر في حيثياته، مشيراً إلى أن اشتداد الوطأة على المجتمع كبتاً لحرياته وحبساً لطاقاته للارتهان للنظام المفروض، بحيث انقلب ذلك الاستبداد خاصة على الحركة نفسها ليعوق سيرتها ويُسكت صوتها ويحجر تقدمها ).

قد كان على المُجتهد الإسلامي ودارس التاريخ أن يُراجع نفسه مليَّاً قبل أن يُعطي الضوء الأخضر لمعاونيه الحزبيين بتشكيل خليَّة تابعة للتنظيم داخل الجيش قبل أكثر من ثلاثة عقودٍ ونصف من الزمن لا أنْ يأتي ليعُضَّ بنان الندم والحسرة بعد فوات الأوان, لإنَّ من دَرَسَ التاريخ يعلم أنَّ خلاف العسكريين مع حلفائهم المدنيين في الأنظمة المتناسلة من إنقلابات عسكرية يُحسم حتماً لصالح العسكرأصحاب الشوكة الذين يُهيمنون في النهاية على الجيش والحزب والحُكم وهذا ما حدث في سوريا البعث ( صراع حافظ الأسد مع ميشيل عفلق) وفي سودان مايو ( صراع جعفرالنميري مع عبد الخالق محجوب) وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة, فما الذي جعل الرُّجل يعتقد انَّه سيكونُ إستثناءً في هذا الخصوص ؟ لا شكَّ عندي أنَّ شهوة السلطة لديه كانت أكبر من أيَّة نظرة عقلانيَّة متأنية تمنعه من المضي في ذلك الطريق , ورُبَّ شهوة ساعةٍ أورثت حزناً طويلاً.

في حلقة هذا الإسبوع من برنامج ” في العمق ” بقناة الجزيرة, قال الأستاذ على الظفيري للدكتور الترابي إنَّ الحركات الإسلامية تبرِّر فشلها في الحكم بترديد الأكليشيه : “الخطأ في التطبيق وليس في المنهج”, فما كان من الدكتور الترابي إلا أن أكد هذه المقولة نافياً أن يكون الخطأ في المنهج وموضحاً أنَّ الإسلام الصحيح لم يُطبَّق إلا في فترة الرسول الكريم والخلفاء الراشدين.

هذا الحديث يكشفُ تناقض الرَّجل المُتنازع بين قناعتهِ الفكريَّة القاضية بعدم جدوى الفكرة من أساسها وبين “السياسي” الذي يعلمُ أنها أقصرُ الطرق للوصول للسلطة و تعبئة الجمهور المسلم, وكنتُ قد رددتُ على هذا الإدعاء في مناسبة سابقة بالقول : إنَّ عجز “التجربة” عن إنزال “المنهج” لواقع التطبيق سوى بضع سنوات من مجموع أكثر من ألف وأربعمائة عام يعني أنَّهُ لا يوجد منهج متفق حولهُ أو أنَّ التجربة الصحيحة نفسها غير قابلة للتكرار.

في ذات البرنامج عرَّج الأستاذ الظفيري على موضوعات الطغيان و الإستبداد والقمع وإسكات أصوات المُخالفين التي تبَّدت في تجربة الإسلاميين في حكم السودان, وقد كان متوقعاً أن يعترف الدكتور الترابي بخطأ هذه الممارسات ولكنهُ فاجأ الجميع بالتهرُّب من الإجابة والإدعَّاء انها ممارسات طبيعية تعقب كل الثورات ذاكراً ما جرى من أحداث في الثورة الفرنسية والثورة الروسية.

لقد تعمَّد الدكتور الترابي تناسي حقيقة خطل المُقارنة مع تلك الثورات ذلك لأنَّ جماعته نصبَّت نفسها رسولاً ووكيلاً لشئون السماء في الأرض, وبالتالي فإنَّ المحاكمة الذكيَّة و العادلة لتجربتها في الحكم لا تتم مقارنة بالتجارب الأخرى ولكن قياساً على ما طرحتهُ من أفكار و مبادىء وشعارات. إنَّ المظالم التي صاحبت تلك التجارب لا تصلح أن تكون مبرراً لما جرى ويجري في السودان.

لقد أظهر الدكتور الترابي في ندوة الدوحة, وفي قناة الجزيرة أنَّه ما زال يعيشُ حالة من الإنفصام بين (المُفكر) و (السياسي) داخله, وأنه ما زال يُصرُّ على الإنتصار للسياسي لأنَّ “المفكر” سيجعلهُ يُضحي بكسب “السياسي” الذي ظلَّ يعمل له طوال حياته. وبإختياره تقديم السياسي على المفكِّر داخله فقد ظلم الرَّجل نفسهُ وبلادهُ و دينهُ واختار الكسب الآني الزائل على حساب المبادىء الباقية.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله رغم هذا النقد الموضوعى الموجه للدكتور الترابى الا انه بعد كل الذى مر بنا فقد أثبت الرجل أنه أشجع اسلامى وأصدق اسلامى وانزه اسلامى واعمق مفكر اسلامى ليس فى السودان بل على نطاق العالم الإسلامى وانا اصبحت على قناعة واتفاق كبير على كثير من طروحاته الواردة فى هذا المقال ولكنى اعتقد ان المقال يعبر عن أفكار عالم شجاع يجادل عالم شجاع وفى ذلك اثراء للمعرفة

  2. لا اري ائ تناقض في شخصية الدكتور الترابي فحديثة موضوعي ومقبول ولايوجد خلاف في ان يكون مفكرا وسياسيا والترابي مشهود له بالعلم والمعرفة والتدين انا اقدر رايك لاكن فيه كثير من التناقضات والاشياء الغير مقبولة والترابي كامين للحركة الاسلامية نفذ التغير بالالة العسكرية وفشلت التجربة وهو اعترف واقر بذلك ويسعي للاصلاح وتمكين الدين بالديمقراطية ويخطط مع اخرين لذلك والترابي رجل احسبة تقي وعالم ومفكر للعالم كلة وليس السودان بل هو مفكر وعالم جليل مشهود لة بذلك ومعروف بصدقة وشجاعتة والدين والعلم والفكر والسياسة واحد {قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك امرت وانا اول المسلمين } التحية لك اخي الكريم وفقكم الله للخير واعانكم علية

  3. الترابى عندما استلم السلطة فى 89 كان هدفه ضرب الصادق المهدى فى مقتل وفى العام 92 اكتشف الترابى ان الصادق هو الذى ضربه فى مقتل عندما جعله يستلم السلطة بلا جهد يذكر والكل يعلم ان الصادق المهدى يعلم بامر الانقلاب ولكنه كان اذكى من الترابى لعلمه بان الحكومات العسكرية فاشلة وبالتالى عندما يكون وراؤها الاسلاميون فانهم سيفشلون بالتاكيد وتكون نهايتهم المحتمة كما حدث للشيوعيين مع مايو رغم ان الاسلاميين كانو الحزب رقم ثلاثة فى اخر انتخابات ديمقراطية وكانو فى تزايد ملحوظ فهل بعد ان تنتهى هذه الحكومة سيكونون رقم عشرة ؟؟؟؟؟ والعاقبة عندكم فى الملمات
    لذلك اصبح الترابى يجقلب شمال يمين واختلق المشاكل مع العسكر ليصبح معارضا حتى يلم ما تبقى من شعثه

  4. اكثر ما خرجت به من هذا التحليل بان هناك كتاب ومحللين ومفكرين قدراتهم اكبر بكثير من اسمائهم وشهرتهم مثل بابكر فيصل بابكر

  5. أنتم الضالون يا كيزان
    تأملت كثيراً في أم الكتاب (سورة الفاتحة ) خاصة في الآية رقم 7 (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ووقفت كثيراً في كلمتي المغضوب عليهم والضالين وقستها على المنعتون الموصفون بتلك الصفات في التفاسير المختلفة خاصة تفسير الجلالين المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصاري وإجتهت كثيراً لمقارنة صفات كل فئة مع صفات الكيزان لأنهم لايعترفون بالآخر ومن خالفهم الرأي ويعتبرون منهجهم هو الصواب ، وسوف آخذك عزيزي القارئ في تطبيق صفة المسلم كما وصفة الصادق الأمين (ص) في إيجاز (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ، وإليك الدليل والشواهد منذ أن إفتروا على الكذب ولايستحقوا أن نصفهم بالمؤمنين ، بل هم المايعين المنكسرين ومعظمهم فعل فعل قوم لوط في مسيرتهم ويبررون ذلك بقولهم الروح الطاهرة في الجسد الفاسد
    ماذا قال لسانهم
    هي لله لاللسلطة والجاه مكنوا المنافين والربيضيون
    لاتبديل لشرع الله ? لم يطبقوا شيئاً
    روسيا وإميريكا دنى عذابها ? قسموا وطن المسلمين ويركعون لها
    الحرب في الجنوب جهاد ومن قتل شهيد ? فطائس كما قال شيخهم
    قادة الحركة الشعبية حشرات?يهئزون من خلق الله
    قطعوا إرزاق الناس قطع الاعناق ولاقطع الأرزاق?سياسة التمكين
    إباحوا القروض الربوية ? كثيره آخرها القرض الصيني
    سرقوا المال العام لايخفي ذلك على احد
    حولوا وتلاعبوا في أموال الزكاة
    سرقوا الأوقاف

  6. الشكر الجزيل للأستاذ بابكر و الذى ظل يتحفنا دائما بتحليلاته الذكية..
    تطرق الكاتب للتناقض الواضح فى ذهنية الترابى و التجاذب بين المفكر و السياسى و ميله أكثر للذى يخدم مصالحه فى الزمان و الحالة المحددة و هذا كفيل لجعله شيئا آخر غير أنه مفكر و شجاع و التى أختلف فيها مع المعلق سر الختم. فأين الشجاعة التى تنعته بها و هو فى نفسه لم يجد الشجاعة التى تؤهله لأن يصبح مفكرا أو سياسيا؟؟؟؟؟

  7. تشكر يا استاذ بابكر فيصل
    اما بالنسبة لى فالأمر بوضوح الشمش ما ضرّ الترابى هو حقده وحسده ، ومعروف ( أن الحسود لايسود) (وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا ) والحسد عذاء يأكل صاحبه ووو
    فالرجل قلبه مصنوع من الفحم بعكس الامام الصادق المتسامح طيب القلب .
    ثم من قال ان هذا الرجل ذكى ؟ المكر يختلف عن الذكاء ففى الأول يكون تبييت سؤ النيه شرطاً ، وهذا ما يبرع فيه الترابى .
    هل هناك ذكى بدخل نفسه وحزبه فى بردلوبه عسكرى ؟
    هنيئاُ للترابى ماخمّ وصرّ من تراب ونبارك لعمر البشير الحكم ولا عزاء للكيزان

  8. تحليل دقيق وسرد موضوعي لمسيرة رجل الدين رجل السياسة رجل الفكر..وان كان في العمر بقية افضل ان يتجه شيخنا الترابي لشؤون الفكر والدين وهي لا تقل اهمية عن شؤون السياسة.توصل صاحبها الي مصافي الخالدين ونعم اجرها اجذل وابقى ولكنها تبعده عن كرسي الرئاسة كبعد الثرى من الثريا ومن هنا يأتي ديدن شيخنا الترابي وخلطه وعدم تركيزه .اطال الله عمر شيخنا وسدد خطاه .

  9. يـا أستاذ بابكر فيصل…تحية و شكرا على التحليل الجيد هذا و لكن ألا تعتقد فى محاكمة أو مساءلة كل مجرم قبل أن تتاح له الفرص و المناسبات و الندوات ليجلس كالأبرياء فقط لأنه شيخ حسن الترابى ذاك بتاع قبل الإنقاذ ومتناسين البلاوى التى سببها للبلد؟؟؟!!!
    طبعا الحكومة الحالية لا تتجرأ بمحاكمته لأنهم شركاء معه فى الجرائم كلها…و حيتفضحوا فى مساءلة الترابى …………..
    الجميع متفقون على أن حسن الترابي سعي للوصول للسلطة بأي وسيلة وكيفية وثمن وهوالذى خطط و برمج…. ونظم إنقلاب الـ30.8.1989 و المسؤل الأول على قلب حكم نظام ديموقراطى شرعى و قوّض الدستور الحاكم, هو و حزبه كانا شريكان فيه….و هو الذى إختار أشخاص وأدوات التنفيذ و جاء بمن – و وفق إعترافه ( إذهب أنت للقصر رئيسا و أنا للسجن حبيسا) و جعلت منُ قادة الإنقلاب طغاة و مستبدين دمويين منذ لحظة بيانهم الأول… و بدأوا فى إراقة الدماء و لسوء طالعهم بدأوا بتصفية أحد كوادرهم الهامة ( متعمدا أم خطأ وحده الله يعلم و هو د. احمد قاسم و وصفوه بأنه كان مخمورا و تسور حائط السلاح الطبى حيث كان يعمل) ثم تيعوا ذلك بقتل مجدى محجوب و بطرس و أركانجلو فى مالهم و كل ذلك بإيعاز و تحريض الترابى و نائبه على عثمان (و كلاهما قانونيان و يدركون مغبة ما إرتكبته تلك المحكمة من حكم جائر و ظالم )……… و هو الذى أمر بقيام ونظم عملية الإعتقالات و تعذيب المعتقلين وأسس بيوت الأشباح و قضى على الخدمة المدنية بتصفية العاملين و تشريدهم و شرع الفساد بإطلاق اللصوص والمعدمين الشرهين النهب و السرقة بشتى الحيل …..و دمر البلاد و الأخلاق و الزرع و الضرع …… بل هو المسئول عن قتل الزبير فى حادث الطائرة لإخلاء خانته ليشغلها( أول مسمار دق فى نعش وحدة الإنقاذ ومنذ حينذاك تفكفكوا وثم تفاصلوا )كما ظن………………
    الترابي هو من وضع السودان في موقف المواجهة والصدام مع دول الإقليم و الجوار والعالم, و فتح أبواب هذا البلد الهش والذي لم يكتمل بناءه الوطني على مصراعيه لجميع تنظيمات وحركات الإسلام السياسي الجهادي بما في ذلك تنظيم “القاعدة” وزعيمه أسامة بن لادن و المطلوبين فى بلادهم مثل الشيخ عبد الرحمن و الطريد الدولى كارلوس و كل المطاردين فى العالم و المنبوذين من بلادهم و منح معظمهم الهوية السودانية و الجوازات الدبلوماسية السودانية الأمر الذى جعل جوازاتنا مشبوهة فى كل مكان ..ذلك ليجيشهم لحراب روسيا و أمريكا…….و هو الذى موّل كل حركات المتمردين فى الجزائر و جماعة حماس والإسلاميين فى سوريا و اليمن و مصر حتى فى البوسنة و الشيشان و كان وراء و ممولا للتفجيرات و التدمير الذى تم فى مناطق متعدده بدعوى معاداة أمريكا الذى دنا عذابها و ذلك من خزينة الدوله و التى إدعوا بأنها كانت خاويه و فرضوا الجبايات على المواطنين و إختلسوا من الأموال التى رصدت للبناء و حولوها لهؤلاء بالسر( تذكروا مقولة د.على الحاج عند ما حملوه وزر نهب مالية طريق الشريان الغربى فى البرلمان – خلّوها مستوره – !!)…… والترابي نفسهُ هو من رفع شعار “الجهاد” الإسلامي لأول مرَّة في حرب الجنوب و زج بخيرة الشباب و كريمة المجتمع من طلاب الثانويات و الجامعات الذين سيقوا قسرا و جبرا أو خداعا بالوعود البراقة لأتون محرقة الجنوب ….. و بشخصه شارك فى إحتفالات وعقود قران الموتى من من زجهم فى تلك الحرب دون إعداد جيد….و مانحا إياهم نوط الشهادة وزوجهم الحور العين !!! ثم إنقلب و جاء ينعت أولائك الموتى بالفطايس …..
    إذن هو المجرم الرئيس نعم هو المجرم والمتهم الأول ولا بد من مساءلته أولا قبل أن نجلس و نستمع إلى ترهاته مهما كانت قيمتها لأنه كل ما يؤسس على باطل فهو باطل و كل ما يؤسس من باطل( شخصه) فهو باطل …..و أنا أتعجب لمن لا يزال يعتقد فيه الشخص المؤهل ليفلسف الحال بنكران ما جنته يداه أو تهوينه…. و تجد من يعجب بذلك أمثال المعلقان أسامه جلاد و سر الختم ( من مكان واحد!!!!الظاهر فى التنظيم !!!) و أقول لهم الإيدو فى المويه ما زى الإيدو فى النار …هم مرطبين فى ماليزيا و عايزين ينظّروا لينا …..يفتح الله ….

  10. قد يختلف معي كثيرون وقد يتفق معي آخرون… الشيخ العالم الجليل الترابي لا يمكننا ان ننقص من قدراته العلمية والفكرية فقد ساهم في كثير من الحركات الاسلامية وقد استشاره كثير من الدول الاسلامية والعربية في كثير من القضايا التي تهم العالمين الاسلامي والعربي. نحن كشعب سوداني نفتخر ان يكون من بيننا مثله ولكن.. الأخطاء التي ارتكبها في الاعتقاد ان العسكر هم المعراج للسلطة ومن ثم تثبيت الفكر الاسلامي كان خطاً كبيراً. وهو لا ينم عن غباء أو عدم الذكاء في هذه ولكن في اعتقادي استعجال الترابي لتطبيق النهج الذي رسمه منذ الثمانينات جعله يثق في من كان حوله من الاسلاميين والذين ارتضو هذا المسلك ( الانقلاب العسكري ) إلا اني ارى ان الذين افشلو الفكرة هم الاسلاميين انفسهم بالطواطؤ مع العسكر ابتداءاً من مذكرة العشرة مروراً بالرابع من رمضان. لا سيما اذا رجعنا الي كتابات الاسلاميين انفسهم عن الاحداث التي صاحبت وادت الي الانفصام الشهير بين الاسلاميين. ولان الولاء لم يكن ابداً من اجل تطبيق البرنامج الاسلامي فقد ذهب كثيرون مع فتنة السلطة والمال وتركو شيخهم وعرافهم وساحرهم الذي علمهم السحر يلهث من جديد عنها ولكن هذه المره مغاضباً ليس إلا..

  11. المشاهد للترابى فى حلفة الجزيرة (فى العمق) لا تفوت عليه المبالغة الواضحة فى لغة الجسد وهو حين يمارسها بهذا الشكل المبتذل يحاول أن يخفى بها أكاذيبه ولكنها تفضحه. يكاد المرء أن يتصور أحيانا أنه بصدد أن “يكشف” أو يرقص “عشرة بلدى”. هذا الكاذب المراوغ المحتال الهازل أبدا بطبعه الذى ولد به ونشأ عليه.

  12. ومنذ متي كان مفكرا هل الحالة الانية والمعاشه حاليا تسمي فكرا اراكم تطلقون مسميات علي افراد لا يستحقونها واخرهم بتاع ام ضوبان مسميات مغكر دكتور بروف استاذ كلها ما شبهم ولا مقاسهم حتي🔨🔨🔨 انا ارفض اطلاق المسميات العلمية المزوره والصادره من ديوان الزكاة لا اعترف بهم حتي ولو اعترف العالم بهم وبيننا الواقع لمفكري الاجرام ونصب الشباك وعمل الكماين ويا هو ده الحصاد الشوكي🔫💣🔫💣💊💉💊💉🔫💣🚬🔨

  13. يا اخي بالله سيبنا بلا مفكر بلا سياسي . هذا الرجل لا مفكر ولا سياسي . والعبرة بالنتائج كما يقولون . هذا الرجل ابسط مايقال عنه أنه زعيم عصابة للاجرام والباقي معروف لا داعي لذكره. والله المستعان

  14. السؤال: حسن الترابى هل هو سياسى أم مُفكر أم رجل دين ؟ فليس للترابى ههنا (وزن).. فحياته كُلها سلسلة لا تتوقف من الانقلابات والتغيرات الحادة .. ف( الإسلام) عنده ثوباً يُلبس عند مقام الوعظ ويخلع ويوضع على الرف إذا اقتضى الأمر الحديث عن أمر (مدنى) .. وإنما هى محاولة لوضع صبغة (فِكرية) لا تتصل عّمن انصبغ بها .. رغم أنى جداً فرح وسعيد للعصف الفكرى والثقافى والحوار الراقِى براكوبتنا الوسيعه.. فالترابى شخصية مثيرة للجدل ومحرّضة للكتابة وذات تأثير حاضر سلبا أو ايجاباً …

    * الجعلى البعدى يومو خنق .. الجمعه 20 ودمدنى الجميله ..

  15. اى انسان عاقل فى هذا الوطن يعى ويدرك تماما ان المأزق الذى نحن فية الان بدأه الترابى منذ سبتمبر 83 مهماحاول ان ينكر او يعتذر لن يجدى شيئا

  16. مشكلة الترابي ـ والتي اورثها لعلي عثمان ايضاً ـ اعتقاده وتوهمه ان لا احد (افهم واذكي) منه ، وهي التي جعلته يقوم بتنفيذ الانقلاب المشؤم ، و جعلته
    وهو الكهل ان يطارد السلطة طوال 50 عاماً .
    ولانه لازال تحت تأثير ذاك (الهُراء) ، يحاول ان يحكم مرة اخرى بإقصاء العصابة التي أتى بها بالامس على ظهر مجنزرة .
    ولو تدرون دي مشكلتنا الكبيرة ، وستظل مادام هذا الرجل قادراً على التفكير و تدبير المؤامرات .

  17. هكذا نخلق الشئ من اللا شئ
    ما مغزي هذا الزخم المبالغ في الكلام عن الترابي، هل مشكلة السودان هو الترابي ؟فلنقل انه اسس نظاما خاطئالايرقي الي تنمية الشعوب او تقدم بلد كالسودان الي المرتبة الاخيرة في تدرج الدولة المتقدمة؟ ماذا فعل الذين ازاحو الترابي من السلطة ، والله مثل هذه الكتابات لا يزيد الرجل الا لمعاناوبريقا. تجاهلوا امر التراب ودعوان نتوحد من اجل غد افضل للسودان، واتركو الرجل ليوم لقاءه رب العالمين

    لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

  18. السودان ما محتاج لامثال الترابى لادارة دفة الدولة بل محتاج لرجال دولة يحققوا الاستقرار السياسى والدستورى ومن ثم التنمية البشرية والمادية واستغلال الدبلوماسية لخدمة اهداف التنمية واطفاء الحرائق مع الجوار والاقليم والعالم وخلق جيش دفاعى قوى وامن مقتدر تكون مهمتهم الحفاظ على سلامة اراضى الوطن والمواطن والنظام الدستورى وبالتاى لا نهدر الموارد فى الحروب الا اذا تعرضنا لعدوان صريح !!!اما الهرطقة والتنظير الفارغ فمكانه فى الجامعات والدراسات الانسانية ومنظمات المجتمع المدنى!!!الحركة الاسلامية السودانية مشروعها فاشل وادخال الدين الحنيف فى الصراع السياسى يضر بالسياسة والدين معا!!!23 سنة من الحكم انفصال وحروب وقتل مواطنين سودانيين مسلمين او سيحيين او غيرهم ولا تزال الساقية مدورة!! يجب فصل الدين عن الحكومة وليس عن الدولة لان الدين عمره ما بينفصل عن الدولة واظنكم عارفين الفرق بين الحكومة والدولة!!!!!بتاعين الحلاقيم الكبيرة والبيهيجوا الناس باسم الدين والله مايريدوا الا مصلحة انفسهم التافهة الحقيرة وما شغالين بالدين او الوطن شغلة والمكضبنى يشوف تجربة الانقاذ عليها لعنة الله والناس والملائكة اجمعين!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..