جامعة الخرطوم .. هل هي جميلة و مستحيلة

الحرطوم/فاطمة أحمدون

قادتني متاعب العمل الصحفي، التي تجعل خطاك مسرعة متلهفة ومتشوقة لدخول مبني جامعة الخرطوم العريقة العظيمة، بعد أن كلفني أستاذي عبد العظيم صالح بعمل يتطلب منا أن نبحر ومركب التاريخ السوداني، المجيد الحافل بالمثير من الأحداث، قاصدة مباني كلية الآداب- قسم التاريخ- استوقفني الحرس الجامعي وقد كنت أتسلح بتأشيرة الدخول للمبنى، ولكن المفأجاة التي أدهشتني حقاً هو سؤال الحرس الجامعي عن الوقت الذي ساقضيه داخل حرم الجامعة تحديداً، بعدد الساعات، وبعد أن طمأنته بأنني لن أمكث طويلاً، ربما 4،3 ساعات وحينما قلت (3،4) كنت أمني نفسي بمقابلة المتخصصين والمتعمقين الذين نحتوا في ذاكرة تاريخ هذه الأمة، وهذا الشعب السوداني العظيم، ولكن تفاجأت بأن الغالبية العظمى منهم هاجروا خارج السودان، والبقية بواري الثرى قلوبهم وعقولهم، التي حفظت إرث هذا الوطن العظيم.

دخلت جامعة الخرطوم وأنا أسير بين أشجارها الجميلة الصامتة إلا من (همهمات) تعبر فيها عن حزنها، وقد هجرها جالسوها الذين لطالما آنسوا وحدتها وربطت الإلفة بينهم وبينها، صرخت غاضبة لم تكن العطلات والإجازات تقطع عني (الجليس) و(الصديق) و (الوليف). الجامعة خالية تماماً من الطلاب، وتتملكها حالة صمت رهيب، لهذه الجامعة التي لا تعرف السكون من طلوع الشمس وحتى بعد غروبها.

الكافتيريات مغلقة، البائعون أمام الجامعة سجلوا غياباً، ودار بداخلي سؤال هل هذه جامعة الخرطوم التي قادت أعظم ثورات الربيع العربي،!! (أكتوبر الأخضر)،، هل هي جامعة الخرطوم التي لم يستطع جعفر نميري دخولها إلا بالدبابة، وهتف طلابها (يانميري دي ما بدخلوها بالدبابات ودي بدخلوها بالشهادات..).

المهم تجولت بنظراتي على جدران الجامعة، الملصقات التي تحمل عبارات تكاد تتوارى خجلاً، عبارات تقول إن هؤلاء الطلاب هم سياسيو اليوم، وقادة المستقبل، مشاعل النور في طرقات هذه المدينة، أو البيوتات الحزينة.. أليس من حقها أن تتوارى خجلاً هذه العبارات، وأن تدعو الله أن يمحوها بالأمطار والعواصف، لأنها أصبحت بلا معنى، بعد أن تبدل الحال وأصبحت (يباباً ومحلا)، لازلت أسير داخل الجامعة لأرى تلك الجلسة الحزينة بجوار صورة بروفيسور عبد الله الطيب جلست بلا (جلاس).

حملت صورة البروفيسور أبيات شعر تمجد هذه الأمة، شعارات هذه الجلسة مملوءة بالحماس، هذه الأبيات وهذه الشعارات تقتلها الحيرة في هذا اليوم، وهي تتبادل مع بعضها نظرات حزينة، تنتهي بدموع ونواحٍ على تلك العقول التي لم تعِ وتفهم أن العنف لن يحفظ لهذه الجامعة سيادتها وعزتها وكبرياءها… خرجت منها وأنا أردد هل هذه جامعة الخرطوم الجميلة ومستحيلة!!.

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. نعم هذه هي جامعة الخرطوم الجميلة و مستحيلة لكن ابراهيم احمد عمر و مدثر التنقاري و مامون حميدة اجرموا في حقها بتجويع طلابها لانو بمجرد توظيف مدثر التنقاري و مامون حميدة مدراء لها الواحد تلو الاخر فعلوا بها ما لم يفعله كافر هولاء هم من افقدوها بريقها لان بريق الجامعة يتمثل في تخريج كادر مؤهل منها لكن هم قصدوا ان يخرجوا منها طلاب الواحد مثل الاطرش في الزفة لشئ يعرفوه هم على اي حال حق الطلاب الضاعوا اكاديمايا ما بروح و ربنا موجود نسأله ان يرينا في الظلامة عجائب قدرته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..