سفارة السودان بأوكرانيا: هذه خطتنا للإجلاء

90 بالمئة من السودانيين في أوكرانيا عبروا نحو دول مجاورة في خطة تستهدف من خلالها سفارة الخرطوم بكييف إجلاء كافة رعاياها.

وفي مقابلة مع “العين الإخبارية”، قال القائم بأعمال سفارة الخرطوم في كييف، السفير عكاشة الضو محمد الماحي، إنه تم إجلاء 90 بالمئة من السودانيين بأوكرانيا إلى دول مجاورة.

وأضاف أن وصول هؤلاء العالقين إلى أرض السودان رهين بإرسال الأموال اللازمة من الدولة، لافتاً الى أن نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو تعهد بتيسيير هذا الأمر.

أما بخصوص الـ10 بالمئة المتبقين، أوضح السفير أنهم سودانيون متزوجون بأوكرانيات، بعضهم يفضل البقاء داخل الأراضي الأوكرانية، فيما يرغب آخرون بمغادرتها.

واستعرض السفير خطتهم لإكمال عمليات إجلاء السودانيين بأوكرانيا والذين يتراوح عددهم بين 600 و700 شخص وغالبيتهم طلاب، لافتاً إلى أنهم يترقبون توفير الميزانية من الدولة لاستكمال وصول هذه المجموعات إلى أرض الوطن.

* كيف تمضي خطة إجلاء السودانيين من أوكرانيا؟

حتى هذه اللحظة، خرج 90 بالمئة من الجالية السودانية وعبروا الحدود الأوكرانية إلى الدول المجاورة، فيما يوجد 10 بالمئة من الأسر السودانية المستقرة، وهم عبارة عن سودانيين متزوجين بأوكرانيات، بعضهم الآن يفكر في الخروج، وآخرين يفضلون البقاء داخل أوكرانيا.

* كم عدد الجالية السودانية بأوكرانيا؟

تتراوح بين 600 إلى 700 شخص غاليتهم من فئة الطلاب، والحمد لله استطعنا خلال الأيام الماضية نحو 600 شخص عبر المعابر المختلفة (بولندا، رومانيا) والأخير تم بواسطته استخراج وثائق السفر الاضطرارية، خاصة أن أغلب الطلاب الجدد جوازاتهم لدى مكاتب الهجرة الأوكرانية بسبب عدم استخراج الإقامات، وبالتالي تم استخراج جوازات مؤقتة لإتاحة السفر والعبور إلى السودان.

يضاف إلى ذلك نقل 150 سوداني بواسطة سيارات السفارة السودانية في كييف إلى الحدود الرومانية تجاوزا للازدحام، أما الذين عبروا من خلل معبر بولندا فهم حوالي 400 شخص، فيما غادر 30 شخصاً عن طريق تسلوفاكيا، و50 عبر المجر .

ويتم التنسيق في معبر بولندا مع كل الجالية للاستفسار حول أسهل المعابر من ثم يتوجهون إليه، وبعد الوصول إلى ألمانيا تم ربطهم مع السفارة السودانية في برلين.

*كيف تمكنتم من إجلاء السودانيين في زمن وصف بالقياسي؟

اتخذت السفارة السودانية بكييف قرارات في هذا الشأن مبكرا، عن طريق تقسيم المواطنين إلى مجموعات، كما تحرك أيضاً رؤساء الجاليات بالمناطق المختلفة من جانبهم، وشكلوا مجموعات صغيرة للتواصل مع أبناء الجالية.

أيضاً تم تسجيل كافة السودانيين في أوكرانيا، وإنشاء قاعدة بيانات لتحديد عددهم ومناطقهم، كما تم ربطهم بالمسؤول من الجالية في كل منطقة لتسهيل إجراء ترتيبات العودة.

*لاحقتكم بعض الاتهامات من الجالية بعدم الرد على اتصالات البعض من أفرادها. ما تعليقكم؟

باليوم الثالث للحرب الروسية الأوكرانية، خاصة بعد إخلاء كييف، بات وجودنا يتطلب بأن نكون جوار المعابر بسبب تواجد السودانيين في تلك المنطقة، توجهنا إلى معبر رومانيا لإصدار وثائق السفر، من الممكن أن يكون بعض أفراد الجالية اتصلوا على رقم السفارة ونحن بعيدون عنها خصوصا أنها على بعد 500 كيلومتر من كييف.

أما في الأيام التي سبقت الحرب، فكنا متواجدين ليلا نهارا في السفارة، بشهادة الأسر التي اتصلت وحتى الآن يتواصلون عبر هواتفنا الخاصة بعد مغادرتنا السفارة.

*متى يصل السودانيون الذين تم إجلاؤهم إلى البلاد؟

قدمت وزارة الخارجية السودانية ممثلة في الوزير المكلف والوكيل ميزانية طوارئ لهذه المسألة، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة أكد، خلال اتصاله المباشر بشخصي، أنه سيواصل جهوده في هذه القضية، لذلك نتوقع الحل في القريب العاجل.

وصول أول دفعة إلى السودان مرهون بوصول الميزانية، ومن ثم سيتم الاتصال بالسودانيين في الدول التي لجؤوا إليها، خاصة أننا بدأنا منذ الثلاثاء في حصر وتسجيل بيانات السودانيين ببلدان الاستقبال لحجز تذاكر السفر والعودة للسودان.

*هل تواجهون أي صعوبات أخرى في عملية الإجلاء؟

الوضع حرب، والحركة بالتأكيد صعبة، لكن استطعنا عبر القطارات والتنسيق مع رؤساء الجاليات إجلاء السودانيين من كل المناطق إلى أقرب محطة للقطار، وأيضا سعينا لتوفير حافلات، لكن لم نتمكن من تحقيق ذلك بسبب توقف الشركات عن العمل.

*هل هناك أي إصابات بصفوف السودانيين جراء الحرب الدائرة؟

لا، لاتوجد أي إصابات بصفوف الجالية السودانية أو أفراد البعثة الدبلوماسية.

*هل من مشكلات تواجه السودانيين بعد إجلائهم؟

لاتوجد مشاكل في معابر رومانيا والمجر وسلوفاكيا، لكن الإشكال الأساسي في بولندا بسبب التكدس والازدحام، حيث يوجد ملايين الأشخاص من الأوكرانيين، بجانب الجنسيات الأجنبية والعربية، ومن المفروض أن تكون هناك أولوية للنساء والأطفال، بل في بعض المرات كانت الأولوية للأجانب من ضمنهم السودانيين الذين عبروا منذ البداية.