صروح علمية تخرج الكوادر وتفض النزاعات.. في جامعة النهود

النهود ? آدم محمد أحمد
في أرض منبسطة تكسوها الرمال المخلوطة بالحصى تحتل جامعة غرب كردفان مكانة بارزة في النهود، تبدو كمنارة ترفد تلك الفيافي بالعلم والمعرفة، الزائر إلى الجامعة التي بدأت في التمدد وتجويد أدائها ودورها، أول ما يلاحظه هو تدافع أبناء مناطق كردفان والكثير من بقاع السودان للدراسة والانتظام طلبا للعلم.
وقوف الجامعة بكل ذاك الشموخ يمنح مفهوم ثورة التعليم العالي بعضا من الألق لكون أن جامعات الريف تمثل تجسيدا عمليا لتمدد العلم إلى كافة الناس، ويقول “أحمد” أحد الطلاب إن وجود جامعة في النهود اختصر له طريقا طويلا كان سينتهي به إلى العاصمة الخرطوم أو غيرها،أحمد بدأ مبتهجا لكونه سينال تعليما جامعيا يتناسب مع ظروف حياته وبيئته، ويضيف : أنا أسكن مع أهلي وأواصل تعليمي دون أن يكلفني ذلك مصاريف إضافية.
حاجة مجتمعية
الأمر الأكثر أهمية هو أن الجامعة أنشئت لتلبي حاجة المجتمع هناك وتطلعاته، وفي السياق يقول د. سيد علي فضل المولى أمين الشؤون العلمية بالجامعة إن عدد الطلاب في الجامعة تجاوز التسعة آلاف طالب وتضم 13كلية وبها 300 أستاذ محاضر ومشارك، وتؤوي الجامعة 800 عامل، وأشار سيد إلى أنها قدمت للريف خدمات خاصة لها علاقة بأنشطتهم الأساسية، ولفت سيد إلى أن أي منزل في النهود يوجد فيه خريج من الجامعة، وأي مؤسسة في حكومة الولاية يعمل بها أحد منسوبيها.
حراك ثقافي
يمارس الطلاب في الداخل نشاطهم السياسي والثقافي، وللتراث نصيب كبير، تمازج بين المجتمعات بكافة سحناتها، أضفت الجامعة على النهود حيوية وخلقت في داخلها حراكا يقوم على العلم والبحث عنه، ليس ذلك فحسب بل تمثل الجامعة الواجهة الأساسية والعلامة البارزة التي تمنح النهود بعدا قائما على العراقة، يجلس بروفيسور علي أحمد حسابو مدير الجامعة وسط مجتمع هو ليس بعيدا عنه فالرجل قادم إلى كردفان من ولايات دارفور المجاورة، يحمل حسابو قدرا من التفاؤل بأن الجامعة تمضي إلى تحقيق غايتها.
معالجة القضايا
إن وفرت الحكومة سواء في المركز أو الولاية دعما لهذه الجامعة ومنحتها قدرا من الثقة المبنية على المسؤولية ستنجح الجامعة في معالجة إشكاليات كثيرة مرتبطة بالمجتمع هناك، ربما إن لم يكن الآن فخلال سنوات مقبلة، وهذا يتم عبر نشر التعليم وسط المجتمع، بالنظر إلى تركيبة الجامعة، فإن تحقيق هذا المعنى سيكون واقعا لأنها تقوم على كوادر شبابية، يقول د. سيد “إن الجامعة واحدة من الجامعات التي تميزت بين قريناتها في الفترة الأخيرة لاعتمادها على كادر بشري شاب وأصبح العمل عندهم تحديا “، وينوه سيد إلى أن الجامعة كان لها دور أساسي في إطفاء الكثير من المشاكل التي تطرأ وذلك من خلال رعايتها لمؤتمرات الصلح بين القبائل، فائدة الجامعة تمثلت في رفدها للمنطقة والولاية بما تحتاجه من تخصصات نادرة ومهمة كالطب فإنشاء الكلية هناك لهو أمر في غاية من الأهمية، لكونه يوفر أطباء واختصاصيين للمستشفى، خاصة بعد افتتاح مجمع مدينة البشير الطبية، فعمليا وفقا لإفادات المدير الطبي بالولاية فإن حوالي 17 اختصاصيا توفرهم الجامعة.
تميز أكاديمي
لكن قد يظن البعض أن جامعة في منطقة نائية مثل جامعة غرب كردفان ليست مطلوبة لطالبي الدراسة لكونها أقل كفاءة من رصيفاتها في المركز، غير أن تلك فرضية ينفيها د. سيد بتأكيده أن من خريجي الجامعة من يحرزون المراتب الأولى فى كل الامتحانات والكورسات التي تجمعهم مع القادمين من جامعات مرموقة…مع كل ذلك الدور إلا أن الجامعة تحتاج إلى المزيد من الدعم الحكومي السخي، وزيارة الرئيس إلى الولاية مهمة جدا لتحقيق ذلك، خاصة وأن الرئيس افتتح بعض المنشآت بالجامعة ومعها سلمته الإدارة مطالب مكتوبة على أمل أن ترى النور.
اليوم التالي
ما يحتاجه الريف ليس الجامعات وانما رصف الطرق وتوفير الخدمات الاساسية من تعليم اساسي وصحة ومشاريع تنموية تستغل الكادر البشري الموجود في المنطقة وتوفر له العيش الكريم وبعد ان ينعم المواطن بالاستقرار والتنمية من ثم تنشا الحاجة للجامعات تبعا لذللك