ما بين عيسى ومحمد ..

المكان: سماء لا متناهية تتناثر بين أرجائها جبال شاهقة من السحب ..
الزمان: ليلة وأي ليلة هي من ليالي سبتمبر 2013م ..
حائرة.. ومتشبثة ب(القرآن كتابي) تشبث طفل بوالديه.. حائرة أين أضع القرآن الكريم! فالطاولة الملاصقة لرأسي حيث هممت أن أضعه عليها وجدت (كتاب الإنجيل) موضوعا عليها مسبقا! هذا كان حالي حال بدئي بتفريغ وترتيب محتويات حقيبتي بغرفتي بذلك الفندق الذي نزلت به مشاركة بورشة بكينيا.
وحيث إنها كانت المرة الأولى في حياتي التي اخوض فيها تجربة تواجدي وحيدة مع كتاب سماوي آخر غير القرآن! وجدتني بمشاعر متضاربة في خضم الحوار التالي مع عقلي:
– أو أضع كتابي من فوقه؟
– وماذا عن مشاعر المسيحيات العاملات بالفندق اللائي يقمن بترتيب غرفتك؟!!
– إذن لأطلبن وباحترام من ايا من العاملين المجيء لأخذه خارج غرفتي..
– لكن تصرفك على هذا النحو أو لن يجعل من الإسلام بنظر العاملين بالفندق دينا إقصائيا!!
– إذن فلأحملن كتاب الإنجيل وأضعه على طاولة القراءة..
– مهلا أنى لك وضع الإنجيل المقدس لدى اتباعه على طاولة القراءة التي يحتل التلفزيون جانبا منها حيث لم يجرؤ خيالك يوما على الإشارة عليك مجرد إشارة بوضع كتاب القرآن الكريم بجواره!
– يا إلهي آه يا إلهي كيف لي الخروج من هذه المعضلة التي بات عقلي داخل جبها واقعا!!
ومع نهاية نطقي بحيرة بأن آه يا إلهي في جوف تلك الليلة همست روحي لعقلي قائلة: أو ليس الرب الذي ارسلهما هو رب واحد؟ إذن فيما الحيرة! دعها تضع القرآن بجانب الإنجيل الموضوع على الطاولة الملاصقة حيث تضع راسها لتنام ففي المكان متسع! وعند ذاك عند ذاك توجهت بسكينة صوب الإنجيل لأضع القرآن بجانبه بطمآنينة.
واللذان حال تأملي بتوقير لمنظرهما متجاورين هدأ عقلي وانسربت روحي مني في اغفاءة انتبهت منها فجرا مطمئنة الروح منشرحة الصدر خفيفة الجسد، اطمئنان بت اثره إن كنت خارجة من غرفتي صباحا لحيث الورشة المقامة التفت ناحيتهما لهما مخاطبة بتبجيل: أن السلام عليكما، وأن قفلت عائدة قبيل غروب الشمس لغرفتي عقب انتهاء جلساتها فتحت بابها بابتسامة مشرقة ناظرة اليهما حيث تركتهما متجاورين بلسان حال سائل: ترى أين وصلا بحوارهما؟ .. لذا إذا ما كانت الجموع من حولي متدثرة بأجواء الاحتفال بمولد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة 12 ربيع الاول 1437هجرية الموافق يوم ميلاد الرسول عيسى عليه السلام 24 ديسمبر 2015 ميلادية حملتني قدماي برفق وخفة بعيدا عن الجموع لانسرب وحيدة لجوف ليلة المولد والميلاد بعينين مغمضتين وروح مبصرة فيما شفتاي لا تفتأن ترددان في حضرتهما بوجد بأن: عليكما السلام والمحبة رسولا الله محمد وعيسى .. المحبة والسلام عليكما رسولا الله عيسى ومحمد .. السلام والمحبة عليكما ..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تادبى فى اسلوبك ما بين عيسى ومحمد هؤلاء رسل مع بين عيسى علية السلام ومحمد صلى الله عليهوسلم

  2. مقال جميل جدا ، استمتعت به كثيرا ، فالتفكر و التأمل هما مطلوبا الدين
    ” لعلكم تتفكرون ” و قد كانت سنة النبى صلى الله عليه و سلم قايمة على التفكر
    و التأمل و لم يكن يعمل عمل الا بادخال الفكر ، عندما كان يقدم الرجل اليمين عند دخول المسجد و يخرج بالشمال كان يعمل هذا لشحذ الفكر و ان لا يكون العمل
    بالعادة ، ان ما قمت به يدل على حاسة مرهفة ، لو لم تتفكرى و وضعت المصحف
    فوق الانجيل بحكم العادة لما خرج هذا المقال الجميل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..