باقان يتبسم دولاراً

حاطب ليل

باقان يتبسم دولاراً

د.عبد اللطيف البوني

بموجب اتفاقية نيفاشا اختار الجنوب الانفصال وإن شئت قل الاستقلال فذهبت له الخمسين في المائة من نفطه التي كان يأخذها الشمال وإن شئت قل السودان فأثر ذلك تأثيراً كبيراً على أوضاع السودان المالية وكان الأمر هبط فجأة من السماء ولم يكن متوقعاً ومن قبل ست سنوات أي ساعة التوقيع , ماعلينا . ثم أغلق الجنوب آبار نفطه ليحرم نفسه من عائد النفط ويحرم السودان من رسوم المرور وعلى قلتها ومن جراء ذلك هبط الجنيه السوداني إلى الحضيض لابل أعلنت الدولة تخفيضه رسمياً وعدلت ميزانية عام 2012 برفع الدعم عن المحروقات وارتفعت أسعار سلع أساسية أخرى وزادت الخنقة المالية على المواطن المغلوب على أمره.
زار باقان السودان في مارس 2012 وقال إنه جاء ليضع حداً للخلافات بين البلدين فتحسن وضع الجنيه السوداني قليلاً ثم اندلعت هجليج في إبريل فارتفع الدولار وهبط الجنيه، ثم كانت اتفاقية أديس أبابا للتعاون بين البلدين في سبتمبر 2012 فهبط الدولار قليلاً وبدأت ملامح الاستقرار على الجنيه السوداني، ثم حدثت ضربة اليرموك وأعقبتها المحاولة (اللماتسماش) وبدأ لجنوب السودان أن اليوم الذي ينتظره للخرطوم قد اقترب فتوقف التفاهم بين البلدين وعاد عبد الرحيم محمد حسين من جوبا التي ذهب إليها لاجتماعات اللجنة الأمنية بدون حتى خفي حنين فارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني.
في يوم السبت قبل الأخير أي نهاية نوفمبر هبط باقان مطار الخرطوم فجأة ومكث إلى مطلع هذا الشهر وكان قبله كان بريتسون ليمان المبعوث الأمريكي للسودانين الاثنين وقال باقان إنه جاء يحمل منديلاً أبيض لتقديمه للسودان ويتمثل هذا المنديل في تفعيل اتفاقية التعاون بين البلدين أي أننا في الجنوب لم نعد في انتظار تغيير في الخرطوم فانخفض سعر الدولار قليلاً وبدأ الجنيه يرتفع ولكن حكومة السودان قابلت باقان بأحضان أقل دفئاً من تلك التي غنى فيها الكابلي (سكر سكر سكر) فعاد الدولار للارتفاع يوم الإثنين الماضي وواصل الجنيه السوداني انحداره لأقل مستوى له منذ خروج النفط من الموازنة . نحن اليوم مع اجتماع اللجنة الأمنية والسياسية فحتماً مخرجات هذا الاجتماع سيكون لها مردود على الجنيه.
هكذا أصبحت عافية الجنيه السوداني مربوطة بابتسامة باقان أموم أي بالعلاقة بين البلدين التي يعتبر باقان رمزاً لها وهذه العلاقة تلخصت في الأمن مقابل مرور النفط فبالتالي هي أمر سياسي فإن ترتبط عافية الجنيه السوداني بأمر سياسي لايملكه السودان وحده فهذا ليس مرضاً هولندياً إنما داءً قاتلاً فمن غير المعقول أن لاتكون للسودان أي خيارات غير انتظار مرور نفط الجنوب علماً بأن الاقتصاد هو علم البدائل فأين بدائل السودان ياعلماء الاقتصاد فيه؟.
إن جئنا للحق فإن الاقتصاديين لايحكمون و لايتحكمون في اقتصاد السودان لأن الذي يدير الاقتصاد فيه هم النقديون أي بتوع النقد (العملة) فكلهم بتوع بنوك (بانكرز) وكل حيلهم في العملة وسعر العملة وحركة العملة لذلك لم يهتموا بقطاع الإنتاج لابل أوردوه مورد التهلكة لذلك سيظل الوضع الاقتصادي يرزل في عهدهم دون توقف كما أنهم يقعون تحت سيطرة السياسيين ولن يستطيعوا أن يرفعوا إصبعاً في وجووهم قائلين اوقفوا هذا العبث أو عدلوا بنود الصرف الجارية و حتى أعيدوا ترتيبها لهذا ربطوا عافية الجنيه ببسمة باقان وهذا بدوره يضعف موقف المفاوض السوداني وهكذا تدور الدائرة الخبيثة.

السوداني

تعليق واحد

  1. الامور مفروض تكون واضحة الكوز كوز والسوداني سوداني المثالية زمنها ولى بالذات مع بني كوز . الواحد يدعم فيهم يدعم في النظام بالحق والبطل واخيرا يعمل فيها صحفي شريف . بني كوز مفروض ما نديهم فرصة لتغيير جلودهم ويرجعوا ثاني يحكمونا ويتحكموا فينا .

  2. هههههها
    سوزان رايس جااااااتكم
    ينقلبون يتفنقلون قوش عب رحيم بشبش غازي صلاح غازي سليمان غازيتو ولا يزال العرض مستمرآ

  3. استاز البونى ما السودان ده كان بدون بترول اقتصاده متعافى لانه كان معتمد على الزراعة والمشاريع الزراعية لكن تم دمار تام للزراعة وخاصة مشروع الجزيرة الذى دمر تماما فكانت النتيجة فاذا لم نرجع للزراعة والانتاج الجنيه سوف يموت مرة واحدة

  4. مواضيعك هايفة زيك. إنت دكتور بتاع شنو؟ كان طبيب مسامحنك. كان دكتوراه تبقى دي مصيبة لأنك لا فاهم اقتصاد لا سياسة وكا في حاجة تانية أحسن تكتب فيهاو تكون المصيبة أكبر لو بدرس في جامعة يكون الرماد كال حماد

  5. الامور مفروض تكون واضحة الكوز كوز والسوداني سوداني المثالية زمنها ولى بالذات مع بني كوز . الواحد يدعم فيهم يدعم في النظام بالحق والبطل واخيرا يعمل فيها صحفي شريف . بني كوز مفروض ما نديهم فرصة لتغيير جلودهم ويرجعوا ثاني يحكمونا ويتحكموا فينا .

  6. هههههها
    سوزان رايس جااااااتكم
    ينقلبون يتفنقلون قوش عب رحيم بشبش غازي صلاح غازي سليمان غازيتو ولا يزال العرض مستمرآ

  7. استاز البونى ما السودان ده كان بدون بترول اقتصاده متعافى لانه كان معتمد على الزراعة والمشاريع الزراعية لكن تم دمار تام للزراعة وخاصة مشروع الجزيرة الذى دمر تماما فكانت النتيجة فاذا لم نرجع للزراعة والانتاج الجنيه سوف يموت مرة واحدة

  8. مواضيعك هايفة زيك. إنت دكتور بتاع شنو؟ كان طبيب مسامحنك. كان دكتوراه تبقى دي مصيبة لأنك لا فاهم اقتصاد لا سياسة وكا في حاجة تانية أحسن تكتب فيهاو تكون المصيبة أكبر لو بدرس في جامعة يكون الرماد كال حماد

  9. هنا مثل خليجي يقال في مثل هذه المناسبه يا دكتور بوني “يا زينك ساكت..”..فمن رأيي ان يصمت الشخص خير من ان يتكلم في مواضيع ليس لها علاقة بما يجري في حوشه ..اقصد حواشته ..اقصد الجزيرة التي قديتنا بها …الان ..الحاصل هناك دا رايك فيهو شنو ؟؟والماتو ديل …فطايس …والمظاهرات ..الجنب بيتكم دي..ناس مجانين ويكوركو سايت …يا ناس اختشو …اتكلم في الحاصل ,…او انطموا اسكتو ..البدوا ….

  10. طبعا سعر الدولار فى السودان مرتبط بالتطورات السساسية، وكما فى إي بلد آخر. المشكلة الما قادرين يفهموها أهلنا فى جنوب السودان، إنو العلاقة بقت علاقة بين دولتين، يعنى بتربطها المصالح والمصالح فقط، وأنا عاوز أقول لحكام جنوب السودان أحسن تدخلوا فى مصالحة مع النظام الحالى، لأنه نظام متهالك وقابل للسقوط فى أي لحظة، وإذا جاءت أي حكومة أخري، ستكون أشد قسوة من الحكومة الحالية.يعنى بالواضح كدا أحسن ليكم الجماعة ديل من أي حكومة أخري قادمة، يا جماعة أفهموا السياسة ومقالبها وماتكونو حكومة سزاجة.

  11. يجب ان نتعلم كيف نسيرالامورونستفيد بدل القطرسة فى الفاضى
    عندما سؤل وزير الخارجية المصرى عن بند الانفصال تحدث حديث المصلحة
    لبلده وكان ذلك بعد نيفاشا مباشرة وفى جوبا وهذا كان يؤكد انهم
    يعرفون ماذا سيجنى السادة المحاربون خمسين عاما اضاعو فيها خيرات
    البلاد فى الزخيرة والعتادبدلا من التنمية واليوم انقلبت الموازين
    ولا زلنا نكابر على الفهم والافضلية ( اصحو ياحكومة) .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..