مقالات سياسية

واهم من ظن

د.الفاتح خضر رحمة

ــــ واهم من ظن ان الأشياء هي الأشياء وان جسر الامس يرتبط بحاضر اليوم وان خطوات السبل المترفة بالعذوبة تقود الى نفس اتجاه الحلم وان مرتع الاماني الخصبة لا زال يمنح النفس بعض من شغف المغامرة وان الشارع لازال مفتون بالجميلة المستحيلة طروب بنغمات الفرح وبشريات الغد الاتي لقد أصاب الناس الضجر من قبض الريح وماتت احاسيسهم المترعة بالأمل من سكة الحلم المستحيل وتحت ضغط المأساة أدرك الناس هول الفاجعة وحجم الكارثة وزفة الاشعار بينت زيف الشعار لقد انهزم كل شيء  ولم يعد للامس  جسر لواقع اليوم وما عاد لبكرة منفذ للهروب .
ـــ عدنا من نفس دروب الحلم مضجرين بذل الانكسار وهول الفواجع نحتضن غض الاماني المستحيلة ونهدهد بقيثارة الشعر اعصابنا المحقونة بملل الانتظار رغم يقيننا ان زمن الفرح سرق وصباح فجر حلمنا راح، صبرنا نفد ومشاعرنا استسلمت مرغمة للهزيمة وعدنا تائهين في مدارات الولع نستبصر الطريق لعلنا نجد كوة من نور تفتح لذ اتنا المتعبة من ضجر الوعود الكاذبة بصيص من امل يمنحنا ثقة بان خطانا ما تاهت من مسارات الفرح وان الزيف ما كان الا لحظة ركون سرعان ما ان خشع ظلامها واستبان نورها.
ــ واهم من ظن ان الامس عائد لقد مضى وانتهت كل لحظاته المترعة بالعنف ولكن ان يلبس اليوم جلباب الامس المهترئ بالثقوب فتلك هي الكارثة وعظمة المصيبة ان تعود بنا الذاكرة لنمضي في نفس اتجاه الزمن الغابر فتلك هي المهزلة وكل الهزيمة اننا ما استلهمنا من ماضينا ما نصلح به حاضرنا وما سلكنا الا نفس دروبنا فعدنا نجتر أخطاء الماضي لنصبها على قالب الحاضر ونصبغ تاريخ الامس ونزينه في حاضرنا الدامي , ان الفرص التي يصنعها التاريخ لا تتكرر ولكن من لا يبصر الا بحب الذات وانانية النفس لا يبصر الا من خلال مخيلته المحبة لنفسه متناسيا معية الاخرين .
نقرشات :
ان الثورة التي تصنع فارق التغيير هي التي تمنحها الشعوب مشروعية بقائها وما نراه من محاصصات وتلبيس ومهادنة وضياع للحقوق وظلم وارتداد وفوضى يعني انحراف للمسار يأذن بالزوال قبل اكتمال النضج.

د.الفاتح خضر رحمة <[email protected]>
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..