ما أدراك .. ما الصين ..!

من ثمرات التعاون بين السودان في عهدمايو ودولة الصين الشعبية أن شهدنا ونحن طلاب تلك الحركة الدؤوبة لأولئك القوم في إنشاء قاعة الصداقة التي أصبحت معلما في المشهد العاصمي .. كنا نسمع أن لكل ثلاثة صينين يتم تخصيص سريرين في غرفة السكن التي يتشاركونها لان أحدهم لابد أن يكون في وردية عمله فلا حاجة للسرير الثالث ..!
وسمعنا في ذلك الوقت عن العامل الصيني الذي سقط في فجوة إحدى علب كوبري حنتوب السحيقة في أعماق النيل الأزرق و الذي كان وقتها تحت الإنشاء .. وحينما تأكد زملاؤه أنه لا مجال لإخراجه حيا واستحالة ذلك من الناحية العملية .. خرجوا واصطفوا على الشاطي لتأبينه لعدة دقائق قبل عودتهم الى مباشرة العمل .. فتجمع حولهم السابلة من السودانيين .. ومالبث أن إنبرى أحدهم زاعما أنه بمقدوره إخراج ذلك المسكين نظير مبلغ معين حدده للصينين الذين بادروه بالسؤال وهل لو أخرجته ميتا سيعمل معنا ؟
فأجاب بالنفي .. فقالوا له إذاً فليهنا في مثواه الأخير هنا .. وهذا قدره !
الان السودان بعدما يقارب النصف قرن من تلك الحقبة لا زال يراوح مكانه في عدة جسور بعضها هشا الى درجة أن الجقور يمكن أن تنهش أعمدته التي يقف عليها والكثير من الآودية التي تغرق بمياه الخريف ليس فيها معابر لتسهيل حركة الناس والمركبات !
في العام المنصرم أسعدتني الأقدار أن أكون ضمن وفد نسائي بدعوة من إحدى المنظمات لزيارة الصين .. وأجد نفسي عاجزة في هذه العجالة عن رسم صورة قد تعجز كاميرا العين أو الة التصوير عن عكسها كمعجزة تنموية في كل شي . فالجسور العلوية التي تسهل إنسيابية حركة المرور تصل الى عدة أدوار وقدكانت تمر بنافذة النزل الذي أستضافونا فيه ونحن في الطابق الخامس منه !
الصينيون الآن هم من أكبر الدائنين للسودان ..ويفكرون بعقلانية عملية في استعادة حقوقهم بكل الوسائل الى درجة أنهم يستجلبون لنا حتى فائض المساجين عندهم ليصبح طاقة منتجة بدلا عن أن يكلفهم سكنا ومأكلا ومشربا دون فائدة هناك !
الصين خرجت منتصرة بثورتها في أواخر اربعينيات القرن الماضي وهي ترزح تحت دمار تام ثم نهضت خلال عقود قليلة لتصبح قوة ليست عسكرية فحسب بل إقتصادية تجعل الآن راعي البقر الأمريكي يكف عن تحسس طبنجة تحدي سطوة صناعاتها و جسارة إقتصادها خوفا من لطمات الكاراتيه التي يمكن أن تدمي وجهه إذا ما تجرأ عليها !
السودان في ذلك الزمان كان واقفا على رجلي الكثير من البنى والمشاريع التي تركها الإستعمار لتصبح حطاما خلال فترة تنامي الصين الى الطبقات العليا في مدرجات الدول الكبرى والفارق الزمني بين ثورتها وبداية نهضتها وبين حقبة استقلالنا لم يكن إلا سنوات قليلة !
ولكن الفرق مابين الشعارات التي تتحول الى سواعد بناء للحياة وإن كانت ملحدة الفكرة ..وبين شعارات المتأسلمين التي تصبح معولا لجلب الدمار والموت ..هوتلك السنوات الضوئية التي تفصل مابين القادر على النهضة السريعة بعد الكبوات المريعة باستنفار الإبداع في نفوس شعبه ..وبين من يعجر عن تشكيل حكومته بعد تبطل المتحاورين الفاشلين لسنوات ثلاث .. وهو يراوح في ممرات ترضيات جيوش العطالى المنتظرين للحسة الأصابع من فتات الكيكة المحترقة و الذين يستحقون أن نبعث بهم لتكسير حجارة الجبال كجمرمين في حق هذا الشعب المسكين ..وهي حجارة يمكن الإستفادة منها في رصف الشوارع وإقامة الجسور بعد أن نحكم عليهم بالمثل كما حكموا علينا بالحياة الشاقة التي تفضي الى الموت ليستأثروا هم بحياة الفساد والذي لم ينكر لنا الصينيون وجوده بين مسئوليهم عند سؤالنا لهم المباشر ..ولكن الفرق ايضا أن من يرتاده خاصة في الحق العام وتثبت عليه التهمة أياً كان موضعه من إعراب السلطة والحزب أو الخدمة المدنية وغيرها ..ينفذ فيه حكم الإعدام فور النطق به و أمام مبنى المحكمة دون أن يُعطى فرصة للإستئناف بواسطة سبدرات ولا وكيل العدل المرتشي أو يجد له علماء النظام فتوىً للتحلل تحويراً بمزاج الحاكم لا بتحقيق شريعة السماء السمحاء !
[email][email protected][/email]
ياسلام مااروعك من صحفيه يااستاذه نعمه
لك التحية الأخت العزيزة نعمة ولكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن ..
تعجبنى دومًا كتاباتك المعبرة عن واقع الحال..
لكن يا عزيزتى لا يعجبك بريق الصين وأهلها ..هم فى الفساد مافى أخطر منهم ويعلمون علم اليقين عقوبته داخل الصين لذلك فهم يمارسونه خارج بلادهم على أوسع نطاق ..وقد وجدوا فى زمن تجار الدين فى بلدنا التربة الخصبة ..فساد بملايين بل بمليارات الدولارات ..وإلا لمانجر الرئيس وظيفة لعوض الجاز فى القصر لشئون الصين…. وما أدراك ما الصين!!!!!! فيها سفيرسودانى له عشرات السنين …
خليها مستورة على قول الأمين الجديد الما أمين ..
لك الله ياوطن