مركب الحكومة.. مركب المعارضة

فى الوقت الذى دعى فيه السيد حسبو محمد عبد الرحمن القيادى بالمؤتمر الوطنى وزير الحكم الاتحادى الشعب السودانى و القوى السياسية لاعلان التعبئة و الاستنفار و دعم القوات المسلحة لطرد المتمردين و من ثم الجلوس لحوار وطنى و التوافق على ثوابت وطنية و صولآ لدستور يتراضى عليه الكافة ، و هو يقول هذا و يقول باستحالة اشراك كافة الاحزاب فى الحكومة ، و قال (مركب الحكومة مستحيل تشيل كل الاحزاب ) ، وهو انما يوحى بالحديث عن مركب للحكومة كأنما هى تعب البحر و الريح ( صلاح) ، و هو يأبى ان تكون مركبه كسفينة سيدنا نوح حيث حملت فى داخلها من كل زوج ! و الطرفة تقول على لسان ادروب المغلوب على امره ( استنفار تنادونا .. استثمار تنسونا ) ، فى اشارة للطريقة الانتهازية التى تتعامل بها الحكومة مع مواطنيها ، اى مركب هذه التى يتحدث عنها القيادى فى المؤتمر الوطنى ، وهو يعلم انها توشك على الغرق ، و لن يكون الاستنفار هذه المرة ذو فائدة ترتجى ، و المؤشرات تأتى داخل بيت الاسلاميين فأهل البيت الاسلامى من سائحون و غيرها لم ينفروا ، و هذه هى المرة الاولى منذ المفاصلة ان يحجم بعض الاسلاميين عن مساندة حكومتهم ، ذلك انهم يرون ان ما يجرى من سياسات و تصرفات من الحكومة و حزبها لهو اخطر على المشروع ( الاسلامى ) من كل ما عداه ، بما فى ذلك احزاب تحالف المعارضة و تحديدآ التى عناها السيد حسبو فى تصريحه ، و لا اظن ان الاحزاب التى عناها السيد الوزير ستركب فى مركبه الغارق ! و على الارجح فهى تنتظرغرق مركبه و العمل على اغراقه لتشرع مراكبها ، وكل هذا او بعضه يكشف تناقض السيد الوزير فهو من جهة يريد الاستنفار و الاصطفاف لصد العدو ، و يهنأ هو ورهطه بمغانم السلطة و لا تستطيع مركبه حمل كل الاحزاب الى سدة الحكم ، و لكنه يعد و بعد ان يتم دحر التمرد ان يجلس الجميع الى حيث التراضى على دستور ! و لو سلمنا جدلآ بحسن نية السيد الوزير وان هناك من الاحزاب من يصدق هذه الدعوة ، ما هى الضمانات التى تجعل من حديث السيد الوزير امرآ قابلآ للتطبيق ، لكم تواترت مثل هذه الوعود من الحزب الحاكم و عند كل منعطف ، وبعد انفراج الازمة ( ترجع حليمة لى قديمة ) و يتبارى قادة حزب المؤتمر الوطنى فى ( شتم ) الاحزاب ووصفها بالعمالة و الارتزاق و النوم فى احضان الاجنبى ، و الوطنى الذى احتفل بعض منتسبيه بفصل الجنوب يواصل سياساته الخرقاء التى ستنتهى اذا استمرت الى تشكيل خريطة جديدة للسودان ، لاول مرة نشهد اناس يفترض انهم اسوياء و من جنس البشر و مسلمون يهللون و يكبرون و يفرحون لاشاعة موت احدهم وان كان من المتمردين ، بهذا فأن حملة اشاعة الكراهية قد وصلت منتهاها ،هذه التصريحات لا داعى لها فهى ان لم تضر فأنه لا نفع فيها ، و تؤكد المرة بعد الاخرى عدم جدية حزب المؤتمر الوطنى فى تعامله مع القوى السياسية، مرات عديدة طالبت القوى السياسية الحزب الحاكم بضرورة و اهمية كتابة الدستور ، و لكن هذا العمل الكبير لا يمكن له ان يرى النور و البلاد تجتاحها الحروب من اقصاها الى اقصاها ، و بعض ولاياتها ( متمردة ) باعتراف الحكومة نفسها ، تتبادل الحكومة معها اقصى درجات العنف، و تفعل الحركات المسلحة مثل ما تفعل الحكومة و اضل سبيلآ، و الطرفين يعلمون علم اليقين ان الحل فى التفاوض و ان الصراع تحدد اطاره و بدت ملامح نهاياته فى الورقة التى قدمتها الوساطة الافريقية و رفضها الطرفان ، اما المعارضة و التى لا يتسع مركب السيد حسبو لحملها فهى واقفة تتفرج ، و ربما تجاوزتها الاحداث ،وهى حتى الان لم تتقدم بجدية هى الاخرى للمطالبة فى ان تتحاور مثل ما يتحاور حملة السلاح ، اما حديث قطاع الشمال فى ان بشمل الحوار المعارضة و حركات دارفور فهو يذكر بأجواء نيفاشا ، حيث ظل مطلبآ كما يدعون تقدمه الحركة الشعبية ( الام ) و ترفضه الحكومة و انتهت المفاوضات مثلما بدأت بين طرفين ، ذلك ان آلية الوساطة تحددت لتعمل بين طرفين سمتهم الوساطة ، ذلك يحدث الآن فقد حدد القرار 2046 طرفى التفاوض وهما المؤتمر الوطنى و الحركة الشعبية قطاع الشمال، و لا يمكن تجاوز هذا الوضع الا بعمل ملحق يجيزه مجلس الامن و الوساطة الافريقية و توافق عليه الحركة قطاع الشمال و الحكومة ، وهو يظل شرطآ بعيد المنال ، او يتفق الطرفان( الحكومة و قطاع الشمال ) عبر اتفاق اطارى يوقع عليه الطرفان على الحاق بقية الاطراف فى مرحلة معينة من التفاوض ( هذا ممكن اذا صدقت النوايا و تحررت الارادة السياسية للطرفين ) و اى حديث بخلاف هذا سيبدد اى فرصة فى الوصول لحل شامل ، هذا الامر يمكن حله فى اعلان الطرفين عن نواياهما تجاه بقية الاطراف ، الحكومة مركبها يواجه العواصف ، و المعارضة لم تحرك مركبها بعد و تختلف عمن يكون ( الريس ) ، الهيكلة اولآ ام البرنامج الوطنى ؟؟ الوقت ليس فى صالح الجميع ، هذا الوضع الماثل يعانى من ضبابية و عدم وضوح رؤية لدى كافة الاطراف و سيقود بلا شك الى مزيد من التدخلات فى الشأن الوطنى بعد اتساع رقعة الحرب ،،
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا استاذ مركب الكيزان متعطلة وسط مياه المحيط وبدا راكبيها بالعويل مرة وبالرجاءمرة وبالجلع مرة لكن قول ليهم المرة دي نهايتكم الحتمية (امين يارب العالمين)

  2. يا استاذ مركب الكيزان متعطلة وسط مياه المحيط وبدا راكبيها بالعويل والنواح مرة وبالرجاءمرة وبالجلع مرة وبالفزع والخوف من المجهول لكن قول ليهم المرة دي نهايتكم الحتمية يا تجار الدين ومركب المعارضة ينقصها الموتور ولحين تجهيزه اخوانا ناس الجبهة الثورية حايقوموا بالواجب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..