مقالات سياسية

ديسمبر وذكرى تصفية جسدية لسبعة طلاب جامعيين

بكري الصائغ
 ١-
 اولآ:
 عودة الي حدث وقع في يوم ٤/ديسمبر ٢٠١٢:
 مقتل طلّاب جامعة الجزيرة:
 (أ)-  (في بداية الاسبوع الاول من شهر يناير ٢٠١٢، نظم طلاب جامعة الجزيرة اعتصامآ امام قاعات الدراسة بالجامعة احتجاجآ على ارتفاع التكاليف الدراسية، وتضامنآ مع طلاب اقليم دارفورفي رفض ادارة الجامعة اعفائهم من الرسوم الدراسية بحسب ماجاء في اتفاقية الدوحة للسلام، زالتي قضت بان يعفي طلاب اقليم دارفور من ابناء النازحين من الرسوم الدراسية علي خلفية الازمة القائمة في الاقليم.
 (ب)- كان اعتصام الطلاب سلميآ الي الحد البعيد وخلا من الشغب او الهتافات  ضد السلطة الحاكمة، او ضد المسؤولين في ولاية الجزيرة.
 (ج)- وكعادة المسؤولين في الدولة بكل مستوياتهم الكبيرة في الحزب الحاكم، لم يكن عندهم ادني قدر من استعداد لسماع مطالب دارفور في جامعة الجزيرة، وما كانت عندهم رغبة في الحوار بغرض تهدئة نفوس الطلاب والنظر في مطالبهم الطلابية العاجلة.
 (د)- قرر مدير الجامعةاستدعاء الشرطةلفض اعتصام الطلاب بالقوة، وبالفعل اتت قوة عسكرية ضاربة، ومعها قوات من الأمن الوطني والمخابرات، وكان هناك حضور بارز للمليشيات الطلابية التابعة لحزب المؤتمر الوطني، وهي المليشات التي تعتبر قمع الاعتصامات والمظاهرات بالقوة هي واحدة من اولي واجباتها في المؤسسات التعليمية.

 (هـ)- ونتيجة لاقتحام هؤلاء (الاشاوس!!) المدججين بالسلاح الناري الخفيف والثقيل، فقد اربعة طلاب حياتهم، وتم فض الاعتصام بالقوة، وبعد ساعات من الغارة الامنية علي الجامعة تم العثور علي جثامين الطلاب الاربعة غارقة في الترعة التجريبية التابعة للجامعة، والطلاب القتلي هم:
– عادل محمد احمد.
– الصادق يعقوب عبدالله.
– محمد يونس.
– النعمان احمد القرشي.
  (و)- في سياق تصاعد الحنق العام، وبعد ان عم  خبر الاغتيالات كل ارجاء البلاد، ووصل الي المحطة الفضائية “الجزيرة”، سارع كل من وزير التربية والتعليم العالي ومدير جامعة الجزيرة وعميد شئون الطلاب الي عقد مؤتمر صحفي في المركز السوداني للخدمات الصحفية (SMC) حول تداعيات تلك الاحداث، وكان واضحآ منذ البداية انكلا من الوزير ودير الجامعة والعميد مهتمين اساسآ بتبرئة ساحتهم من اي مسؤولية ولو كانت اخلاقية، ونفي عميد شئون الطلاب “اي شبهة جنائية”!!، وظل مدير الجامعة يؤكد عبر الصحفان الطلاب غرقوا ولم يقتلوا، وانه لم تظهر عليهم اي اثار تعذيب عند انتشالجثامينهم من الترعة، وان اجهزة قامت بواجبها في حماية الجامعة!!

 (ز)- اللجنة التي شكلها وزير العدل في ديسمبر عام ٢٠١٢ للتحقيق في الحادث، لم تنشر تقريرها حتي اليوم!!
 (ح)- قبل ايام قليلة مضت، تم نشر خبر مفاده، انه وبعد مرور سبع سنوات علي اغتيالاب الطلاب في جامعة الجزيرة عام ٢٠١٢، وجهت إدارة جامعة الجزيرة عمادة شؤون الطلاب بإعادة فتح بلاغ مقتل طلاب دارفور واعادة التحقيق بواسطة الجهات المختصة.

 (ط)-ولكن اغرب ما في الموضوع، ان صحيفة “الراكوبة” قامت في يوم ٢٦/  نوفمبر ٢٠١٩ بنشر خبر زلزلزل الارض ومافيها، وجاء تحت عنوان:(إخفاء ملف مقتل طلاب دارفور بجامعة الجزيرة من مكتب النيابة العامة بالولاية)!!، وجاء في سياق الخبر الصاعقة:
(كشف القيادي بالحزب الشيوعي، والمهتم بقضايا دارفور، صالح محمود، عن اختفاء ملف جريمة طلاب دارفور الذين اغرقوا بترعة في العام 2012 بواسطة جهات أمنية تتبع للنظام البائد. ووصف مدير جامعة  الجزيرة، جريمة مقتل طلاب دارفور بالشنيعة، واعتبرها عار يجب أن يزال من تاريخ  جامعة الجزيرة بتقديم الجناة للمحاكمة. وأعلن صالح عن رفعهم توصية للنائب العام، بالتنسيق مع تحالف المحامين والجبهة الديمقراطية وإدارة جامعة الجزيرة وهيئة محامي دارفور، لاتخاذ إجراءات قانونية وتكوين لجنة تحقيق لتقصي الحقائق والوصول للجناة، وقال أن النائب العام استجاب للتوصية. وأشار صالح، في ذات السياق، إلى أن مؤسسات التعليم العالي طوال الثلاثين عاما الفائتة، تحولت لبؤر ومناطق لتفريخ الإرهاب، تعرض خلالها الطلاب في مختلف الجامعات السودانية للاعتداء والعنف والانتهاكات. وقال أن الانتهاكات وصلت إلى حد قتل إعداد كبيرة من الطلاب. وطالب الجامعات بحزو نهج جامعة الجزيرة للكشف عن المنتهكين والمتورطين في قتل الطلاب، وقال إن معظم الجرائم  التي وقعت في الجامعات كانت بإيعاز من المؤتمر الوطني، وتم تنفيذها دون وازع وتمسك  صالح بضرورة إنهاء ثقافة الإفلات من القانون وإعادة الاعتبار للضحايا والاعتراف بمعاناة أسر الضحايا .). – انتهي الخبر – ومازلنا في انتظار ظهور الملف.
٢-
 ثانـيآ:  التاية ابو عاقلة:
 (أ)- من منطقة الدندر، وكانت بالسنة الثانية بكلية التربية، حضرت الى مجمع كليات الوسط (السنتر) عقب اغتيال بشير الطيب، وتم اغتيالها بواسطة رصاص الإحتياطي المركزي بالقرب من النشاط، وجرح في تلك اللحظة الصديق عبد الملك من ابناء الجزيرة ابا (كلية الهندسة)،ومجاهد، والطالبة أشول من جامعة جوبا، واخرين.
 (ب)- Quote: أذكر أنه وبعد مقتل التاتية أمام الطلاب.. أن آخر لحظة – جريدة الاتجاه الاسلامي (الرائد الذي لا يكذب أهله) بالنشاط حينها .. قد كتبت مين شيت عريض تقول فيه: أن تقرير الطبيب الشرعي يقول ان التاية قتلت بآلة حادة..
 ثالثآ: سليم محمد ابوبكر، من منطقة بحرى..و كان بالسنة الثانية كلية الأداب، والسكرتير المالي لرابطة طلاب كلية الآداب، وكان في رئاستها الأخ فايز ابو البشر موسى (في دورته الثانية تم تأسيس تجمع الروابط والجمعيات بالجامعة)، قتل سليم بالقرب من قاعة السنة الرابعة كلية القانون، في الشارع الصغير الفاصل بين كلية القانون والوحدة الفرنسية بكلية الآداب.
 رابعآ:  جغرافيا، التاية وسليم و طارق، تم اغتيالهم في مساحة لا تتجاوز الخمسمئة متر مربع،ومواقع اغتيالهم تشكل مثلث مدخل كلية القانون وقاعة السنة الرابعة بكلية القانون و شجرة اركان النقاش بالقرب من النشاط.
 خامسـآ:
 (أ)- بشير الطيب، من قرية بلولة ريفي العباسية (الجزء الشرقي من جنوب كردفان)، ومن مواليد عام ١٩٦٥،وكان بالسنة الخامسة بكلية الآداب (لغة انجليزية)،وكان من اقربائه بالجامعة عثمان اسماعيل (كلية الهندسة)،  والعبيد احمد العبيد (العبيد الناموس) بكلية القانون.
 (ب)- في نوفمبر عام ١٩٨٨ واثناء عرض مسرحية “سقوط الباستيل” بدار اساتذة جامعة الخرطوم، تعرض بشير لمحاولة اغتيال من قبل كوادر الإتجاه الإسلامي، وكان قاتله (فيما بعد) فيصل حسن عمر من ضمن الذين شاركوا في محاولة اغتيال بشير الطيب في ذلك الوقت،.وجرح فيصل وقتها. بعد ذلك بحوالي الخمسة أشهرتعرض بشير لمحاولة اغتيال اخرى بالقرب من مسجد “البركس” بجامعة الخرطوم،وكان يشترك في تلك المحاولة بعض من كودار الإتجاه الإسلاميو لم تنجح المحاولة.
 (ج)- حكى احد شهود العيان علي مقتل بشير الطيب، وقال:
 في مساء الإثنين ٤/ديسمبر١٩٨٩، كنا و الأخت الزميلة امتثال الشيخ مختار(من سنار و كانت بالسنة الأولى كلية القانون) قادمين من كلية الهندسة (حوالي العاشرة الإ ربعا مساءا)، في التقاطع بالقرب من النادي الجغرافي شاهدنا مجموعة طلاب يحملون طالبا ينزف، وتبينت فيما بعد أنه المرحوم بشير الطيب، وكنت اسأله بشير كتلك منو؟!! فزجرني احد الأصدقاء قائلا “الزول بينزف خلي نسعفوا و بعد داك نعرف الكتلو منو”، ..و جذبتنى الأخت امتثال لأنها ظنت أني سأرتكب فعلا احمق، وقلت لها “الزول ده تاني ما بينفع”.
 (د)- رفضت الوحدة الطبية بجامعة الخرطوم تطبيب بشير الطيب،.وتم تحويله لمستشفى الخرطوم، وتوفي في الساعة الرابعة صباح الثلاثاء الموافق ٥/ديسمبر ١٩٨٩.
 (هـ)-قاتل بشير الطيب،هو الطالب فيصل حسن عمر (ثانية اداب)، و بعد حادثة الإغتيال ذكر انه كان يختبئ بمنزل الطبيب الطيب ابراهيم محمد خير (الطيب سيخة) بمنطقة مرزوق، ثم ذكر ايضا أنه تم تسفيره سرآ الى دولة ايران.
 (و)-Quote: طعنه فيصل بسكين مباشرة الي القلب بالقرب من النادي الجغرافي.
 (ز)- احد شهود العيان حكي:
قبل اغتيال بشير الطيب لم تكن هناك احداث ذات اهمية في الجامعة، والأوضاع كانت هادئة نسبيا، ولكن اغتياله حرك الجامعة فيما بعد.
تم طعن بشير بالقرب من حديقة كلية الإقتصاد وخلف قاعة ال(ون أو تو) (القاعة 102 ) بكلية الآداب، وكانت معه طالبة وهي الشاهدة الوحيدة على تلك الواقعة، وقد تعرضت لضغوط وارهاب من السلطة حتى لا تؤدي بشهادتها، لم يثنيها ذلك.
 (ح)- تم الضغط على اسرة المرحوم بشير الطيب، و كان والده مرشح الجبهة الإسلامية في انتخابات ١٩٨٦ في منطقة الكواهلة بريفي العباسية، وقد ذهب وفد لإقناع اسرة بشير بقبول الدية،لأن الإتجاه الإسلامي كان يسعى لتعديل التهمة من القتل غيلة الى القتل شبه العمد، وقالوا لأسرة بشير تحديدا والده أن متابعة القضية والإصرارعليها سيخدم الشيوعيين، قام جهاز الامن بفرض “الدية” قسرآ على اسرة المرحوم.
 سادسآ:
 تاريخ اشهر الأغتيالات 1989- 2014: من التاية الى هاشم…
 الرابط:
 بكري الصائغ
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..