الاهتمامات المشتركة.. وصفة مهمة للسعادة الزوجية …تقارب أفكار ومشاعر

الخرطوم – نمارق ضو البيت
“دي الحبيبة المادا إيدا تصب وطن”، هكذا قالها الشاعر، لذلك تستطيع فعل الكثير في سبيل الحب، فيمكنها أن تأكل ما لا تحب، وأن تشاهد برامج ما كانت لتختارها لو خُيِّرت، وأن تذهب لأماكن لا تستهويها.. كل ذلك وأكثر فقط لترضي من تحب، محاولة إرسال إشارات مفادها (أنا أكثر من يهتم بك) وأكثر من تهمه سعادتك وراحتك، فلو كانت اهتمامات الزوج كروية فإنها أحيانا تشجع معه ذات الفريق الذي يحبه، تفرح وتحتفل معه بانتصاره بالفوز وتغضب معه للهزيمة.
وكذلك تهتم الزوجة المحبة بمشاركة زوجها هواياته المفضلة، فتتعلم الشطرنج على سبيل المثال لتلاعبه وتخلق معه جواً لطيفاً فيستمتعان بوجودهما معا، لكن هل يهتم الرجال باهتمامات حبيباتهم أو زوجاتهم بذات القدر؟
الذكاء الأنثوي
هذا الاهتمام باهتمامات الرجل يعد أحد عناصر الذكاء الأنثوي العظيم، فلو أحبت المرأة رجلا ستحاول جاهدة أن تبدو في أبهى وأنضر حالاتها كي تُثير إعجابه، هكذا ابتدرت عمايم عبد الصادق ? ممرضة- حديثها: وبالرغم من اختلاف الطرق التي تتبعها النساء في أسر قلوب الرجال والحفاظ عليهم داخل دائرة السيطرة، إلا أن الاهتمامات المشتركة تظل سيدة الموقف على الإطلاق، فعندما تهتم الزوجة بمواعيد مباريات زوجها، وتحاول أن تكتسب ثقافة كروية لإرضائه، فإنه قد يحول موقع مشاهدته للمباراة من النادي إلى المنزل، وبالتالي سينتج عن ذلك جو أكبر السعادة وقرب الاهتمامات.
التحول إلى التشجيع
ووافقها الرأي جاسر فتح الرحمن ? خريج تقنية معلومات- قائلا: بالفعل المرأة التي تهتم بهوايات واهتمامات زوجها أو حبيبها، تستطيع أن تصل إلى قلبه في أقصر وقت ممكن، وتكسب اهتمامه بذات القدر الذي تسترضيه به، وفي الغالب الأعم يبدي الرجال اهتمامهم بالنساء أولا ويغدقوهن بوابل من الهدايا والاهتمام، لكن ما إن يتزوجها أو يمتلك قلبها تنتقل مهمة الاهتمام إلى المرأة، فتتحول الزوجة إلى مشجعة لفريق كرة قدم أو سلة لا تعرف عنه شيئا، ولدى الكثير من الرجال وتستمر هذه المهمة إلى آخر العمر كي تحافظ عليه ولا تترك له مساحة للتفكير بأخرى.
الرجال لا يفعلون ذلك
وقالت فاطمة سليمان ? ربة منزل- إنه في الوقت الذي تجتهد في المرأة في إرضاء زوجها والاهتمام باهتماماته، أصدقائه وأسرته، يقابلها هو بعدم الاجتهاد في مشاركتها حتى في مشاهدة الأفلام الرومانسية والدرامية، كل ذلك لأنه يظن بأنها تندرج ضمن قائمة الاهتمامات (الستاتية)، ولا تليق به كرجل شرقي، نشأ وترعرع في مجتمع ذكوري يعطيه حق ممارسة دور (سي السيد)، الذي تجتهد زوجته في ممارسة كافة أنواع الإرضاء، فأنا مثلاً لا أحب كرة القدم، ولم أفكر في يوماً ما إن أجلس لمشاهدة أي من المباريات المحلية والعالمية، لكن بعد زواجي حفظت كل أسماء لاعبي الدوري الإنجليزي والإسباني، واجتهد في متابعة تفاصيل حياتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع إني قبل الزواج لم أميز بين ضربة الجزاء والضربة الحرة. واستطردت: وبالرغم من كل ذلك فإن زوجي لا يكلف نفسه عناء متابعة أحد أفلامي الرومانسية.
تقارب أفكار ومشاعر
قالت نجوى كمال – موظفة – إن اهتماماتها أضحت جزءا من اهتمامات (حبيبها). وأضافت قائلة: يتغير الإنسان ويتأثر بالأشياء التي حوله خصوصا لو كانت ذات أهمية لدى الطرف الآخر سواء أكان زوجاً أو خطيباً أو حتى حبيباً، فيتدرج من الملاحظة في صمت ثم المشاركة ومن ثم تصبح جزءا من اهتماماته دون وعي ولا تنفصل عن الاهتمامات الأساسية، كما أن الشخص لا يشعر بأنها مكتسبة، فهي تبقى حتى ما بعد الانفصال. وتورد نجوى أيضا: كثير منا يحتفي بحب الآخر له ولأشيائه، وحتى الاهتمام بما يخصه حسب تجربة شخصية سابقة كانت خيرا لعلاقتنا التي جاء كل منا بأفكار واهتمامات واستماع موسيقى مغاير للشخص الآخر، فأصبحنا نستمع ذات الموسقى كما تقاربت أفكارنا والهوايات، وأصبحت عاشقة للكرة الصفراء حباً لعشقه له، أحياناً تقمص الشخص الآخر يطيل عمر العلاقة حسب الرأي
اليوم التالي