بين هجليج والهجن :الفتاوى أعيت من يداويها !

بين هجليج والهجن :الفتاوى أعيت من يداويها !
فيصل الباقر
بعد صمت – ربّما مؤقّت – لجنون صوت البندقيّة السودانيّة والجنوب سودانيّة اللعينة فى هجليج ، بحمرة عين مجلس الأمن ، وبالتهديد والوعيد الدولى المباشر والعلنى والصريح بإعمال سيف العقوبات ، ( إحتلّت ) واجهات صحف الخرطوم ، بل حفلت ( مانشيتّات ) بعضها ، بقصص وحكاوى ( مجاهدات ) ومعارك إستنفار لخوض غمار حرب الكرامة والدفاع عن السيادة الوطنيّة ، فى جبهة أخرى ، متمثّلاً هذه المرّة فى معارك تصديرالثروة الحيوانيّة إلى خارج السودان أو لنقل (حظيرة ) الوطن ( الفضل ) !.وعاد مسلسل النزاع حول تصدير أو وقف تصدير إناث الإبل إلى البث المباشر. وهو مسلسل قديم جديد ، شاهده كل من له ذاكرة إرشيفيّة ، وما أكثرهم . وعلى من يكذّب أو يشكّك فى صحّة و مصداقيّة زعمنا هذا ، مراجعة إرشبف الصحف السودانية ، أو طلب مساعدة محرّك البحث الشهير ( قوقل ) فعنده الخبر اليقين !.
هانحن نشهد – ومعنا جمهور القرّاء – كيف يتلاعب أهل المصالح الإقتصاديّة المتضاربة بالقرارات والتوجيهات وأساليب ومناهج إنفاذ السياسات وإنزالها فى سوح الإقتتال ومعارك تحريرالإقتصاد وما أدركما الإقتصاد ؟!. و كيف يدير جنرالات الفساد والإفساد حروبهم فى الجبهة الإقتصاديّة على مبدأ الحرب خدعة !. و هانحن نطالع مفارقات و” فروق وقت ” إصدار القرارات والقرارات المضادّة ، وفنون و جنون ” تحرير ” الخطابات المتناقضة بين الأطراف المتصارعة ( بالوكالة ، لا بالأصالة ) عن أصحاب المصلحة الحقيقيّة ، وهم يديرون المعارك من خلف ستار حديدى و حائط سميك ، فى إنتظار تحقيق النصرالمبين على الخصم اللعين !. وهاهو أرشيف مجلس الوزراء يدخل قلب المعركة ، و ينتظر شيوخ و شباب ( القبائل البزنسيّة ) فتوى المستشارالقانونى لمجلس الوزراء حول قرار (( لا يمنع تصدير إناث الحيوانات )) ظلّ قابع فى أضابير المجلس منذ عام 2008 . وها نحن ندعو الصحافة الإستقصائيّة والصحفيين الإستقصائيين ، بسبر أغوار الفتاوى و القرارات و التوجيهات لمعرفة ما وراء الخبر.وحقّاً، إذا عرف السبب ، بطل العجب !.
نقول قولنا هذا وليس لنا فى هذه المعركة – بالذات – ( ناقة ولا جمل ) ! .ونعيد للأذهان معارك كنّا قد دخناها حول ( أطفال الهجن ). وهو ملف حقوق إنسان يرتبط بظاهرة ( إستغلال الأطفال والإتجارفى البشر ).ويومها أرغت أجهزة الدولة القمعيّة وأزبدت . فوجّهت علينا (سهام ) غضبها ( اللئيم ) ، و مع ذلك ، ” ركزنا ” و صبرنا و صابرنا وإنتصرنا – فى آخر الشوط – لقضيّتنا وقضيّة أطفال الهجن العادلة . فهل تكتفى ( صحافة الدغمسة ) بنقل أخبار معارك و حروبات تصدير إناث الهجن أم ستمضى خطوة للأمام ؟. و ما أشبه الليلة بالبارحة بين فتاوى تحرير وتصدير بترول هجليج وتصدير إناث الهجن !. والشىء بالشىء يذكر !. ولكلّ فتوى ومن ورئها حكمة . ولكنّ الفتاوى أعيت من يداويها !.