أخبار السودان

مفاوضات جوبا .. هل تفلح حكومة سلفا بعودة الرفاق للوطن !

الراكوبة : مشاعر دراج
تعاني البلاد من حروب وصراعات قبلية في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان بسبب الحكومات المتعاقبة على السودان منذ الاستقلال بسبب ضيق الافق السياسي والاصرار على التحديات المتناقضة مع الادارة الرشيدة للحكم بالاخص في عهد النظام البائد ،لذلك اعلنت الحكومة الانتقالية بأن السلام هو اولوية الحكومة وتسعي لتحقيق سلام شامل مع كل حركات الكفاح المسلح ،حيث انطلقت أمس مفاوضات السلام بين الحكومة والجبهة الثورية بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا للوصول إلى سلام شامل.
وقال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبدالعزيز الحلو في الجلسة الافتتاحية في مفاوضات جوبا ليس فائتا علينا
حجم التحديات التي تواجه الطرفين ناهيك عن المسؤليات الواقعة على عاتق كل منهما إذا تصورنا توقعات قواعد كل طرف ،كذلك عليه يطرح السؤال نفسه هل نحن طرفي نقيض؟ خطين متوازيين لا يلتقيان؟ أم نحن جناحين كان قدرهما التعاون لإسعاف هذا الوطن الجريح المقعد ومساعدته على النهوض والطيران؟،واضاف الحلو في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جوبا
أنني أرى أن الوطن على موعد معكم، وهذا يتطلب أن تعملوا معاً وبإخلاص لإقالة عثراته وضمان رفعته لينعم بالإستقرار بعد توهان ومن ثم النهضة والتقدم وذلك حتى يتحرر الإنسان السوداني من قيود التخلف والتشوهات التي هدت من قواه ليلحق بركب الإنسانية ويتمكن من الصعود في مدارج الكمال والجمال.
وارسل الحلو اسئلة في خطابه وهي هل انتم على قدر التحدي ام قبيلة من قبائل العاجزين؟ أنتم قادة وكل آمال الشعوب السودانية معلقة عليكم وابصارهم شاخصة نحوكم اليوم. والأمر بيدكم ..ومازال السؤال الذي يطرح نفسه عليكم هو: هل أنتم بمستوى المسؤلية للمحافظة على وحدة ماتبقى من الوطن ومعالجة أدوائه أم أنتم هنا لتجزئته وتفكيكه وتقسيمه مره أخرى ،وذكر إذا اردنا الاجابة على السؤال اعلاه ونحقق السلام العادل فلابد من قطيعة مع الماضي، ذلك الماضي الذي قام عن إنكار حقائق الواقع العيني وبل إشتهر بالمزايدة والمكابرة على حساب الحقيقة وتجنباً لقراءة المكتوب على الحيطان، بل عناداً تبين أنه كان دوماً خصماً على القضايا الوطنيةوتابع قد سبق أن لمسنا تشدداً وسوء إختيار أورد البلاد موارد كانت أقرب للاهلاك منها للعمار . والبنيان ،ركوب راس عاد بالبلاد الى الوراء،واردف اقولها الآن ان التاريخ ليس دراجة يمكننا أن نقودها الى حيث نشاء الرجوع في مقاومة صريحة لقوانين الطبيعة ونواميسها ، وأن آله الإبحار في المياه بإتجاه الماضي لا وجود لها الا في الخيال،لذلك
المخرج الوحيد هو الإعتراف بالواقع العليل وأدوائه المزمنة والإستعانة بإحدث أدوات التشخيص المتاحة واعمال مبضع الجراح لإستئصال تلك السرطانات البادي منها والمستتر إنقاذاً لجسد هذا الوطن من براثن الإنقاذ،وزاد قدركم في هذه
القاعة أن تنهضوا بما عجز عنه الأوائل، مهام وتكاليف منصة التأسيس والإجابة على الإسئلة الصريحة المتعلقة بأمهات القضايا كمطلوبات البناء الوطني والأسس الجديدة للوحدة الوطنية من أجل تحقيق الإستقرار والنهضة والتقدم.
بينما اكد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال مالك عقار
هذا يوم من أيام السودان الحُبلي بالأمل والتفاؤل لاسيما الشعب السوداني مزاجه مزاج سلام ، اكثر من ذلك اللاجئين والنازحين الذين يتحملون تبعيات الحرب اليومية .
الان هنا (١٣٠ ) مفاوض من الجبهة الثورية والحركات المسلحة ،وقال عقار في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جوبا الكل ينشد السلام لكن هذا الزخم لا يخلو من تحديات تواجهم في الإجراءات وآلية التفاوض وأعظم هذه التحديات التنسيق لان هنالك أسئلة تدور في عقول الكل ، في مسار المنطقتين حركتان هل هذا يعني ان ستكون هنالك إتفاقيتان في المنطقتين ؟ في مسار دارفور هنالك أربعة حركات مسلحة هل ستكون اربعة اتفاقيات وكذلك مسارات الوسط ، الشمال والشرق ،هذا الأمر يفرض على الجميع التعاون والتنسيق الجيد ، واعلن ان الحركة الشعبية على استعداد للتنسيق والتعاون لانجاح التفاوض في كل المسارات والبرتوكولات لاسيما هنالك فرصة نادرة لإقامة سلام مستدام وديمقراطية كحزمة واحدة،واضاف السلام يحتاج لتطوير شراكة فى الانتقال من الحرب الى السلام مثلما ان هذه الأطراف شركاء فى الثورة يجب ان يكونوا شركاء في السلام، كما يجب الانتقال من القضايا الإجرائية مع أهميتها الى القضاياالموضوعية وبالذات ان الجميع أمن على جوبا كمنبر.
على الرغم من الاتفاق في القضايا الإنسانية لكن عمليا لم يتم حل القضايا الإنسانية بشكل كامل وفعال واشار لقد بادرنا بإرسال وفد للخرطوم لذاك الغرض لكن لم يجد التعاون المطلوب ربما لانشغال جهات الاختصاص بامور هامة اخري،لذلك الحكمة تستدعي
يجب على الأطراف ان تبتعد عن التفاوض في وسائل الإعلام وان تتجه الى حوار عميق لحل كل المشاكل المزمنة التي يعاني منها السودان لا سيما الريف والهامش.
في ملف الترتيبات السياسية،كما علينا الاقرار بحق الأقاليم المتاثرة بالحرب بان تحكم نفسها بنفسها في اطار سودان موحد مع التمييز الإيجابي وحقها في توظيف جزء مقدر من ثروتها لتنميه تلك الاقاليم.مع وضع في الاعتبار لقضية الأرض والحواكير ، هذه القضية في غاية من الحساسية وبذرة فتنة أمس واليوم وغدًا لابد من إعطائها الاهتمام المطلوب،وذكر عقار ان في ملف الترتيبات الامنية هنالك اربعة قوي يمكن أن تبنى قطاع أمني وجيش سوداني قوى لخدمة مصالح الشعب السودانى وهذه القوي هي الجيش السودانى وقوات الدعم السريع وقوات الجبهة الثورية وقوات حركات الكفاح المسلح الاخري ،بالاضافة الى
القضية الهامة وهي قضية المواطنة بلا تمييز هى من أمهات القضايا التى تحتاج ان تحل في اطار بناء نظام جديد وسودان جديد،اما القضايا ذات الابعاد القومية مثل الترتيبات الأمنية يجب معالجتها بشكل كلي وعلى المستوى الوطنى وقوات الجبهة الثورية والحركات المسلحة الاخرى قامت لأهداف سياسية ودون حل القضايا السياسية لا يمكن دمج هذه القوات وهذا يجب أن يتم على مراحل وبشكل متزامن مع العملية السياسية وتنفيذها.
فيما نبه رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي الحكومة الانتقالية بان ما يجري من عملية الإحلال والإبدال على جسم الخدمة المدنية بالمعايير التي نراها من حيث التمثيل والتوزان الوطني والجهوي والتنوع المطلوب سيعقد الأمر اكثر فاكثر ويكون استبدال التمكين بالتمكين الأفظع، لذا المطلوب اتخاذ خطوة جريئة لإيقاف هذا المنحي ووضع معايير وطنية عادلة تعزز طموحات الثورة التراكمية في شعاراتها الحرية والسلام والعدالة،وقال مناوي خلال خطابه في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جوبا السودان يمر
بمنعطف خطير وهو في حاجة ماسة للتخلص من التركة المثقلة التي خلفها النظام البائد، . لذا نتوجه بنداء لشعبنا الباسل وجوارنا الإقليمي والعربي والعالم بأسره مد يد التعاون لتجاوز مرحلة الانتقال بتعقيداتها المعروفة حتي لا ينزل بنا الوطن والمنطقة الى ما لم يكن في الحسبان، بالاخص دول الجوار وشعوبها التي ساعدت أهلنا في توفير المأوى والكساء والدواء في ساعة الحوجة في كل من جنوب السودان وتشاد ومصر وأثيوبيا ويوغندا وكينيا واريتريا لمد يد التعاون لتجاوز
سوداني تراكمي اشترك فيه الشعب السودانى بقواه الثورية المسلحة والقطاعات الاخرى من الشباب والمرأة والطلاب وكل جموع الشعب السودانى ، وقد انهي نظاماً اُنهك بالمقاومة من الأطراف الى ان وفرت المقاومة كل اسباب الثورة في كل بيت سوداني بالوعي الذي سرى عبر الخطاب السياسي المقاوم للظلم والسلطة الاحادية علي مدي ستين عاما فى ختام هذه الصفحة السوداء من تاريخ السودان ، لذلك يسعى الشعب السودانى الى إعمال مصالحات اجتماعية شاملة فى دارفور لرتق النسيج الاجتماعي المهتك وعودة للنازحين واللاجئين واستقرار دائم للرعاة مع محاولة ادخال الأساليب العصرية لتربية المواشى بالتدريج ، وحل اى إشكالات او احتكاكات تنتج فى اطار التعايش السلمى مع المزارعين المستقرين بضمان المحافظة على مصالح الطرفين لتكتمل عملية الانتاج بشقيها الزراعي والحيواني بشكل حديث ومواكب للعصر ،وذكر مناوي
بإسم مسار دارفور المتمثل في حركات (العدل والمساواة ، حركة تحرير السودان ، تجمع قوى تحرير السودان ، حركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي) أننا على قلب رجل واحد واتخذنا أمرنا لتحقيق السلام الذي طال انتظاره من أهلنا لوضع الحد للمعاناة المتطاولة في الإقليم ونحن اذ نؤكد هذه الرغبة والاستعداد نعلم ان الطرف الأخر في السطة الإنتقالية يبادلنا ذاك الشعور والرغبة وذلك بإستعداده الذي بدأ في الخطوات الإجرائية التي توصلنا اليها في الجولات الإجرائية في الأشهر السابقة والتي نأمل ونرجو أن يعض عليها بالنواجز وتأكد من أنها آخذة في النفاذ وهي غير معزولة عن القضية السودانية التي هاج بها الشعب السوداني في كل ركن من اركان البلد ولم ولن تخرج معالجتها عن الهيكل العظمي للقضية السودانية التي تتعلق اساسا على أننا في مسار دارفور نتطلع الى مشاركة مقدرة لإخوتنا النازحين واللاجئين في وفدنا المفاوض فهم منا ونحن منهم قبل أن يكونوا ضحايا للنزاع فهم أصحاب القضية وحملنا السلاح من أجلهم ، لذا لا نري مبررا لإثارة الغبار حول أين يكون موقعهم على طاولة التفاوض ، وسوابق العمليات التفاوضية تؤكد أن قضايا النزوح واللجوء والعودة الطوعية والتعويضات كانت في مقدمة أجندة التفاوض منذ 2003 .
فمن الذي يجعل أصحابها الأن يتحولون بقدرة قادر لطرف آخر ، أنه لأمر عجيب،واضاف التاسيس للوطن الذي يتساوي فيه إنسانه على أساس ان المواطن يملك من المستحقات بما يقدم لوطنه من الواجبات ،والهوية السودانية الجامعة التي تخاطب وتعكس
كل الطيف الوطني تحت إدارة تتقن الاعتناء بمكونات وعناصر الوطن الواحد الذي انتظر طويلاً ليجد أمراً مثالياً من ابنائه المنتشرين في حضنه شمالا وجنوبا ، غربا وشرقًا ،واشار اود التاكيد أننا تفاوض السلطة الانتقالية هي مناط رضي واجماع الشعب السوداني الذي كلفها بعد ثورة ديسمبر المجيدة ،لذلك لانرى مكانا في طاولة التفاوض لقوى سياسية ، فهم إخوتنا وشركاونا في الهم الثوري إلا أن علاقاتنا شابه ما شابه من كدر نخشى أن يوثر على عملية تفاوض كاملها أن كانت ثمة المراجعات على علاقتنا معهم فلتكن خارج مسرح التفاوض،خاصة أننا ظللنا في الفترة بين جولتين نعد العدة ونرتب الملفات التي نحاول التفاوض حولها متجاوزين لسلبيات التفاوض للعهد البائد فقد عكفت فرقنا الفنية علي خصوصيات الإقليم من قضايا النازحين واللاجئين ، الأراضي والحواكير ، العدالة الانتقالية ، السلطة الثروة ،الترتيبات الأمنية و قضايا الرحل وغيرها،وزاد من هنا ندعو ونتقدم بمد أيادينا بيضاء للسلطات الانتقالية والى
اخوتنا واخواتنا في قوي الحرية والتغيير بإن بقاء الوطن أرضا وشعبا هو أغلي واسمي من بقاء حزب او رأي سياسي متعنت او ثقافة طغت على الاخرى في غفلتها ، حتي لا نكرر التجارب الماضية والعيوب الاخري امام شعوب افريقيا والعالم، علينا بسرعة الوصول لاتفاق يمنح للاجئ والنازح والمهاجر سبباً لعودة كريمة الى ارضه وفرصة لممارسة شوؤن حياته السياسية والمدنية ويسمح له بتجاوز ما خلفه الخلل التاريخي الذي لحق بالجميع ، وينال حقه الإنساني والتعويض النفسي ، بإستعادة الارض (الحواكير )التي سلبتها منه الحرب ، ذلك بغرض مصالحة كاملة بين الوطن وابنائه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..