مقالات سياسية

“الدقلوان”

محمد حسن مصطفي

البشير حكم السودان وهو ضابط من قوات الشعب السودانيّة المسلّحة وقبله نميري وعبّود .
حميدتي من معرفته الشخصيّة بالبشير وقدراته وأفعاله وأخلاقه لم يجد أي حرج أو خجل بل ويتغنّى بأنه كما حكم السودان عمر فحق له أن يحكم السودان هو ! .

يقول أن “بلادة” عمر الكضّاب أو دلاهته وسنوات حكمه للسودان هي الشافع له في مطالبته بحكم السودان وبدارجي الكلام : و”ليهي ما أحكمكم والذي دا حكمكم”! .
رتبة “الخلا” وقطاع الطرق خلفه وذهب السودان المنهوب معه وفعلة برلمان “الكيزان” في حشره حشراً في الدستور ونسبته زوراً للجيش جعلته في طمعه يحلم وفي الحلم يتمنى ويتشهى وينهي ويقتل ويأمر ! .
لكن القشة التي قسمت ظهر السودان كانت هذا “البعير” البرهان “فتحو” ! . فوجود هذا “اليهودي” طبعاً أو طبيعة في قيادة الجيش مَكَّن لقطيع الخلا استباحة السودان كله.

زد على الفاجعة أولئك المتلوِّنون المنتفعون من المتاجرين بالدين من فلول الإخوان ومختلف القوى والأحزاب والحركات والمرتزقة من عصابات التمرد المسلحة.
وحقاً وأسفاً أمثال البشير هم من حكموا السودان ! .

*

ونسرح مع مقولة تنسب للراحل حسني مبارك ومن تجربته الشخصيّة في الحكم والرجل كان دولة ، يقول : “المتغطي بالأمريكان عريان” ! .

وكلنا يعلم أنّه صدق . لكنّ المصيبة أن يتكرر الأمر والتجارب بيننا دون أي فائدة ولا أحد يتعظ أو يتعلّم ! .

 “السرحة” أعلاه ونحن نذكر مواقف وزير الوزراء “المُستقيل” – طيب الذكر والحال – الدكتور حمدوك وخلال فترتيه ما قبل وما بعد “إنقلاب العسكر” وهو “يركن” ومن خلفه أو معه زاعامات من قوى الحرية والتغيير “النسخة الأصل” في ثقة إلى زملائه من الغرب وفيه ! .
عندما قام البرهان بحركته “المنكورة” منه قبلها والمتوقعة منه عند الشعب كلّه أي بإنقلابه “الشقلبة” ظن حمدوك وقوى الحرية والتغيير ولجنة إزالة التمكين أن الغرب “سَيهُب” قبل الشعب لحاميتهم أو كما هي صفتهم لحماية حكومة الثورة التي هي في الأساس غير منتخبة !. حتى الدكتور قد نسى أنه هو “المختار” المتوافق عليه من كل شركاء الثورة ولا دخل للغرب لا الشرق بصعوده الوزارة ! .

*

عندما يغيب عنّا الماضي كحقيقة نضل في التخطيط للمستقبل فنفقد الحاضر ويضيع منّا الواقع كله ! .
الحالة الآن مرت بها وتمر دول عديدة من العراق إلى سوريا مروراً باليمن وليبيا فأفغانستان ثم إلى أوكرانيا حيث كشف الروس والشرق معهم عورات الغرب والأمريكان أوَّلهم ! .
في التاريخ كان القياصرة والأباطرة وقبل كل اجتياح وحرب يخوضونها يجمعون حولهم كامل التأييد والدعم بل المباركة وإن غصباً من كل الأقاليم والدول والمناطق التي يحكمونها أو يشاركونها ويدعمونها .
وما حدث أن حميدتي لا البرهان هو من كان هناك وحضر “البيعة” وقتها ! .

*

في حربه ضد الإحتلال لم يكن في تصور شعب لبنان بل لم يخطر على باله للحظة أن تتحول مقاومة “حزب الله” المشروعة وقتها إلى إحتلال جديد للشعب فالدولة ! رغم أن الغرب والشرق كانوا يعلمون كل شيء وعلى أيديهم تمت مباركة كل شيء ! .
حتى اليمن تسلمت حركة “أنصار الله” الحوثيّة العقائدية اليمن بترحيب وتسهيل وحماية من الغرب قبل الشرق نفسه .
فمسألة “سلخ” الدول و”استنساخ” الجيوش و”استبدال” الشعوب فيها هي واقع وحقيقة  والشاهد في كل مكان ذكرناه كشاهد أو لم نذكره من ضيق المساحة هنا .
والسودان أيضاً طالما ظل البرهان فيه يُساق على ذات الطريق والمصير إلى جيش غير جيشه وشعب غير شعبه ! بل إلى سودان من العصابات المسلحة والأوهام والأقزام ! .

و أبشر يا شهيد

[email protected]

تعليق واحد

  1. ما نتطلع اليه بصدق، قائدا ملهما ،علما، فكرا، نضجا ودهاءا ، للأخذ بيد الشعب وخلاصه من موبقات الماضي والحاضر، لينعم شعبنا الأسمر بغد مشرق، لنرتقي بسواعدنا .. حنبنيهو .. حنبنيهو .. حنبنيهو.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..