و تكست مريم تكس

و تكست مريم تكس

نجم الدين جميل الله
[email protected]

حتى قبل قراءة مقالها كنت احسبها من الاقلام النيره فى ظلام الوعى الدارفورى … كنت احسبها من الاقلام الحرة التى تكتب عن وعى و قناعة بعيدا عن الميول و الانزلاق وراء هفوات القلب … كنت احسبها من بنات دارفور الشريفات اللائي يضعن هموم دارفور و اهلها , و مصالح الامة الدارفورية فوق الاراء الشخصية و المصالح الضيقة و الميول السياسية …
لكن …. ليتنى لم اقرا مقالها … و بالاحرى ليتها لم تكتب يومها . و بذلك تكون قد حافظت على مكانتها الساميه عند جيلنا .. ولما اجبرتنا على كتابة هذه السطور
مريم تكس . كتبت تقول ان تقسيم دارفور إلى ولايات عدة سيجلب الخير و النعيم إلى اهلنا البسطاء فى دارفور و كتبت تمتدح إنشاء ولاية جديدة فى جنوب الاقليم تحت مسمى شرق دارفور .. و طبعا معروف تحت تحت كده (ولاية العرب) و اتت باكذوبة مايو لتقول ان مساحة جنوب دارفور تساوي مساحة انجلترا …. يا استاذة … ده البصدقو ليك منو ؟؟
و هل المساحة عنصر كافي لتقسيم الارض ؟ و اي خير سيجلبه التقسيم لدارفور غير جيش من الدستوريين العاطلين لينهكوا المواطن البسيط بالضرائب و الاتاوات ؟ و ماهى مصادر الدخل للولاية الجديدة ؟
يا اختاه إن لم تفهمى فى الحسابات فدعينى اعينك بعض الشئ
هل مصلحة المواطن فى ان تجمع الايرادات الشحيحة لدعم التعليم و الصحة ام لصرف مخصصات الدستوريين من امثالك ؟
هل مصلحة المواطن ان يجمع الايرادات لبناء مستشفى فى الضعين ام ان يبنى رئاسة الولاية الجديدة ؟
هل مصلحة المواطن ان يدفع رسوم ولائية فى كل من ضعين و نيالا و زالنجى و الجنينة ام ان يدفع فى موقعين فقط ؟
هل مصلحةاهلنا فى البادية ان يجمع الايرادات لدعم تعليم الرحل ام ان يبنى به قصر الوالى في الضعين ؟؟
هل مصلحة اى قوة بشرية على وجه الارض فى ان تتحد ام ان تتفرق ؟؟
ولاية جديدة , يعنى والى جديد , برلمان ولائي جديد , وزراء جدد , معتمدين , مدراء تنفيذيين , رئاسة شرطة , رئاسة عبد الزمبار …. الخ … و هذا يعنى مليارات الجنيهات هدرا بدلا من استخدامها فى تنمية دارفور …
ولاية جديدة … و الجهل وسط اهلنا البدو يبلغ 99 %
ولاية جديدة .. ونسبة وفيات الامهات بسبب فقر الدم تصل إلى 40 % من جملة المتوفيات فى جنوب دارفور ؟؟
ولاية جديدة .. ونسبة الاطفال المصابين بسؤ التغذية فى جنوب دارفور تفوق 38 % من جملة الاطفال تحت الخامسة ؟؟
ولاية جديدة… و اهلنا فى البادية يشربون من ماء البرك و الوديان سويا مع حيواناتهم ؟؟
ولاية جديدة … و سنويا تهلك المواشى بسبب ضعف الرقابة البيطرية ؟؟
ولاية جديدة … و كل العالم يتجه نحو الاتحاد … اتحاد لافريقي . جامعة عربية . تجمع دول الخليج ? اتحاد اوروبي ? رابطة الدول الاسلامية … فاين انتى من كل هذه ؟؟؟
و إدعت ان تكوين ولاية جديدة تساعد على فرض هيبة الدولة و بسط سيطرة القانون على الحياة , فيا اختى ما الفرق بين ضعين الولاية و ضعين المحافظة ؟ هل تفتكرى ان الوالى سيكون ملاكا من السماء ؟ ما لم يستطع المحافظ إنجازه لا يستطيع الوالى ان ينجزه , و السبب انهما من اصل واحد
و ان الاوهام التى تسيطر على خيالها من مشاريع و سياحة فى مهاجرية .. تضحكنا من شدة الوهم … اى مهاجرية تريدينها ان تصير مدينة سياحية !! الهم إلا لو اردنا ان ننشئ منطقة سياحية للقرود و طير الرهو … مدينة درجة الحرارة فيها فوق الخمسون !! و هل سمعتى بحرائق مهاجرية ؟
لسنا دعاة تغيير مفاهيم الناس , و لكن حين يضلل احدهم القراء باوهام من نسج خياله لابد من تبيان حتى لا يستغل القاب اسمه لتضليل الراى العام و صنع اكاذيب يكتبها الواهمون على انها من تاريخنا …
ربما رات تكس ان لها فرصة فى ان تصير وزيرة فى ولاية اهلها او ان تحظى بموقع رائدة العمل السياسي فى ولاية البدو .. او ان ميولها السياسية دفعتها لتبدل مصلحة الامة الدارفورية بمصلحة اهلها فى عديلة … و ربما اعمتها الفرحة من تدارك الاعباء و الاتعاب التى تجلبها الولاية لاهلنا البسطاء فى ارض دارفور …
عموما عليها ان تراجع حسابات التاييد و الرفض من جديد , فاهلنا فى الريف الدارفورى يحتاجون للدواء و الغذاء و تحسين مرافق المياه , و تعزيز فرص التعليم لابناء البدو
لكى يتمكنوا من توعية مجتمعاتهم بدلا من إنشاء ولاية و جلب جيش جرار من الدستوريين الجعانين ليكونوا عبئا على المواطن المغلوب على امره …
اهلنا فى بحر العرب يحتاجون لحفائر و دوانكى اكثر من حوجتهم للوالى … محتاجون للمدرس و المدرسة اكثر من الوالى و ولايته
اهلنا فى عديلة و ياسين يحتاجون إلى مصادر مياه نقيه و مستشفيات متخصصة اكثر من حوجتهم لمجلس تشريعي ..
اهلنا فى لبدو و مهاجرية يحتاجون لمن يحميهم من قصف طائرات الجيش السودانى اكثر من حوجتهم لولاية جديدة
أطفالنا المصابون بسؤ التغذية يحتاجون للدواء و الغذاء اكثر من حوجتهم للسلطة و الجاه
و اخيرا : تذكرى قول شاعر العرب تابى الرماح إن إجتمعن تكسرا ……. و الباقى تمها انتى
و لا عجب ان تطيل مشكلة دارفور .. إذا كان من حسبناهن من المثقفات اللائى يدافعن عن حقوق اهلها .. و يسعون للخير هن الان يضعن مصالح قبائلهم و مناطقهم فوق مصالح الامة السودانية و يقلن بصريح العبارة ” لقد صحونا لامانينا ” بئس امانيكم يا استاذتى … امانيكم ان تتشتت ارض دارفور و اهلها !!!
صدق من قال ” القلم ما بزيل البلم ”

تعليق واحد

  1. واحدة من مآسينا في دارفور انسياق متعلمينا نحو مصلحتهم الشخصية والنزول عند رغبةالاخر ايا كان امعانا في الكرم الابله اوبالاحري بماذا تفسروا تنفيذ اولادنا وبناتنا لكل رؤى ونظريات المؤتمرالا وطني ؟ كيف لنا ان ننساق خلفهم كالقطيع ونوافقهم بان تقسيم دارفوروتشظيها الى س ولاية انما فيه الخير والهداية لاهل دارفور ؟ووالله لولا هذا النفر الذي يسرح بيننا ومن اهالينا لما تجرأ منسوبو الانخاس بطرح هكذااقتراحات ..

  2. تعليقى على مقال الاستاذة مريم ينطبق تماماً مع مقالك
    لعلهم يفهمون ويتعظون
    هكذا الراًى يا اخ نجم الدين
    لا يرفض هذا النطق الا متملق وصولى
    كفى دارفور ما بها الان

  3. على طريقة المعلق الرياضي بقناة الجزيرة ( يوسف سيف ) بعد هدف رونالدينو الشهيرة بالدوري الأسباني و الذي قال ( و الله أعلق و أصفق ) فأنا أقول ( و الله أقرا و أصفق )
    لك التحايا الأخ نجم الدين فكلماتك منظار لمن كان في عينيه قشاوة و سماعة لمن كان في اُذنيه صمم

  4. يعني مجرد عدم توافق رؤيتك مع رؤيتها يجعلها في نظرك تكيل لها كل هذه الإتهامات ، أنحن متى سنتعلم أن تكون لنا آراء متباينة حول موضوع ما .
    ياأأخي دي وجهةنظرها – ومن المفترض إنك تحترمها دون أن تكيل لها كل هذا الكيل من الإتهامات – وتطلع إنت الشريف الوحيد ورأيك هو الرأي السديد ..
    بالله دة كلام دة
    هو دة البلم البقولوا ذاتو

  5. اولا اود ان اقول من ابجديات الحريه الحقة هى احترام الاخر رغم الاختلافات بيننا
    ولتطبيق الديمقراطية بصورة صحيحة فلابد من وجود رأى ورأى اخر معارض
    نتمنى ان نوفق فى فهم الديمقراطية والحريه
    بالنسبة لمريم تكس لها ان تقول ماتشاء ولمن راى رايا مغايرا فليرد عليها بما يشاء مستصحبا معه مفاهيم الحرية والديمقراطية
    أفة بلادنا الحالية هى سطوة جماعة من داخل الوطن على بقية ابناء الوطن ومارست كل مقومات الدولة لتلغى الاخر فهل لنا ان نسترشد ونتعظ من هذه التجربة المريرة ولا نكررها اذا قيض لنا يوما ان نكون حكاما على غيرنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..