مقالات سياسية

الاسباط و محمد عصمت و طبيبة الأسنان 

تضج الأسافير هذه الأيام بحادثة طبيبة اسنان كتبت بوست على صفحاتخا باحدي الوسائط الالكترونية تتمنى فيه وظيفة و أمنيات أخرى، فرد عليها الأستاذ محمد الاسباط المتحدث السابق باسم تجمع المهنيين يبشرها بتحقق الوظيفة قريبا ، و بالفعل بعد أيام تم تعيينها مديرة لإدارة طب الأسنان بولاية الخرطوم. ربطت مجالس الوسائط بين هذا التعليق و هذا التعيين و اتخذت هذا دليلا على أن التعيينات في الحكومة الانتقالية تتم بهذه الصورة الساذجة . 
تعليق الأستاذ الاسباط بأن الأمر مجرد مصادفة لم يفلح في لجم الوسائط و زاد الأمر حدة بيان لفصيل من فصائل اطباء الاسنان رفض هذا التعيين ، ثم جاءت استقالة الأستاذ محمد عصمت من لجنة الترشيحات بكتلة قوى الإجماع الوطني احدي كتل قوى الحرية و التغيير احتجاجا على ما سماه التنكر للمعايير التي تم التوافق عليها فيما يخص اختيار القيادات العليا لمؤسسات الخدمة المدنية وإهمالها .
قصة الاسباط يعلم الجميع انها لا ترقى لمستوى دمغ طريقة الاختيار للوظيفة العامة في حكومة الثورة بأنها طريقة مبنية على الشلليات و الامنيات و ( شختك بختك ) ، فالجميع يعلم بأن الاسباط ليس مسؤلا في لجنة الترشيحات و لا هو عضو مجلس مركزي لقوى اعلان الحرية و التغيير، و لا علاقة له بوزارة الصحة الاتحادية او الولائية و بالتالي اتهامه من كل النواحي فطير و ساذج . و لكن قصة محمد عصمت مختلفة، فالرجل عضو لجنة ترشيحات في كتلة رئيسية بقوى الحرية و التغيير بجانب انه رئيس حزب سياسي و نقابي مؤثر ، و بالتالي استقالته المسببة بتجاهل معايير محكمة تختار عبرها قوى اعلان الحرية و التغيير الموظفين للوظائف العامة يجب الوقوف عندها كثيرا جدا .
يؤمن الشعب بقوى الحرية و التغيير و يعلم انها لا تنتوي من قريب أو بعيد ان تسلم المواقع الحساسة في الدولة لمن هم أقل قامة من الموقع كفاءة او مقدرة ، و لكن جو حكومة الثورة لم يصفو بعد و هناك حالة من التشنج و الخطابات المتناقضة و الصراع حول الصغيرة و الكبيرة و تجييش المشاعر و استغلال الجماهير من أطراف يعلم الجميع أهدافها ، و هي اهداف ليست خفية عن الأستاذ محمد عصمت ، و لكنها خفية على قطاع واسع من الجماهير لن يتعامل مع استقالته الا من واقع انها دليل على فشل لجان الترشيح و الاختيار .
ما يهمنا الان الصراحة مع الجماهير ، فالواقع مليء بالذين يصطادون في المياة العكرة ، و كما قام بنيان الثورة على الشفافية ، فالشفافية الان ضرورية ايضا في ظل دولة الثورة . الشفافية سوف تحسم القيل و القال و تصرف الناس عن القضايا الإنصرافية ، بينما عدمها سيجعل المعارك الانصرافية مستمرة إلى الأبد ، فقط كل مرة سيكون هناك ضحية جديدة و مستهدف جديد ، و شحن عاطفي من نوع جديد .
للشفافية ، على قوى الحرية و التغيير أن تقف و ترصد الضجة المثارة حول أمر التعيينات للوظائف العليا في الخدمة العامة الاتحادية و الولائية ، و تراجع بناءا على ذلك الأسس و الطريقة التي تتبعها هي و الأجهزة التنفيذية في الترشيح و الاختيار و التعيين ، و تطرح هذا الأمر للنقاش مجددا ، خاصة و أن المجلس التشريعي المراد منه مراجعة عمل الدولة لم بتكون بعد ، و بالتالي الطريقة الوحيدة لاستنباط المشاكل و الحوجة للمراجعة ستكون عبر برلمان الجماهير و قضايا الرأي العام الساخنة .
الحرية نار للقادة ، و الديمقراطية مؤلمة للحكومات ، و لكنهما الطريق الوحيد للوصول إلى رضا الشعب و النهضة . فلتشتعل قوى الحرية و التغيير بنار الحرية و لتعتصر من الام ممارسة الديمقراطية ما كان محتملا و غير محتمل لكي تستمر متربعة على قلوب الشعب و عقولهم ، و الذي عبره يمكنها سحق اصحاب الاجندة الخبيثة و قيادة البلاد نحو القمة .
يوسف السندي

‫3 تعليقات

  1. يازول عدو أيامكم واتخارجو…. دايرين ديمقراطيه حقيقيه… البلد دي كلها شلاليات… وجهويات… وعنصريات….
    الشماته راجياكم…

  2. يبدو إننا رجعنا مرة أخرى لقاعدة >واسطة قوية أو عصيدة “طرية”< فيما يخص توزيع الوظائف

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    يا إخواننا ظهرت نوايا الكيزان من خلال زحفهم الأخضر. والذين كان اصلا مخطط الاعتصام وليس المسيرة فقط . ولكن لم يتمكنوا والحشد الشبابي كان ضعيف .
    وهذا شيء طبيعي متوقع ويفعلوا أكثر من ذلك اذا وجدوا فرصة .
    ولكن يجب أن نقول كلمة الحق. وقول الحق مر .
    قياداتنا التي سلمناهم زمام تسيير دولتنا في الفترة الانتقالية انحرفوا عما كلفناهم به. وانغمسوا في أشياء ما من اختصاصاتهم. وحولوا الأمر إلى مخاصصات وشلليات وصاحبي وصاحبك. واجبروا حمدوك على تكوين حكومة اقل ما يمكن ان نطلق عليها إنها هزيلة بمعنى الكلمة . وهنالك أشخاص نصبوا انفسهم بأنهم النهايين والآمرين ويوزعوا صكوك الغفران والاتهام. وهذا شيء معيب . وتركوا ما كلفوا به ودخلوا في صرعات فيما بينهم. وصار التكليف ترضيات وحمى تعيين الولاة كادت أن تجهض بحمل الثورة الذي لم يتجاوز الأربعة شهور .
    الحكاية ما عاوزة دس ولا غطغطة. الحكاية ماثلة للجميع .
    نقول لاخوتنا عيب البتسووا فيه دا .
    اذا نحن عيبنا على ناس المؤتمر الوطني افعالهم القبيحة فلماذا نحاول نستنسخ تجاربهم الفاشلة.
    عيب فيقوا من تفوتكم هذه وخافوا الله فينا وفي شعبنا وفي دماء شهدائنا الغالية التي سكبوها من أجل فجر جديد وليس من أجل فجر ترضيات وفرض آراء
    علي ابراهيم جادكريم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..