سيد القمني.. الخطورة ليست على الاسلام فهو مصون بل على المسلمين

بيروت (رويترز) – يقول الاكاديمي والباحث المصري الدكتور سيد القمني ان الخطورة في هذه الايام ليست على الاسلام فهو كدين لا يموت لكن الخطورة هي على المسلمين انفسهم.
وقد ورد ذلك عند سيد القمني في كتابه (انتكاسة المسلمين الى الوثنية..التشخيص قبل الاصلاح).
وفي "توطئة تشخيصية" للكتاب قال الدكتور القمني ان "الخطورة اليوم ليست على دين الاسلام فالدين اي دين لا يموت ولا يندثر ولانه فكرة لانه ثقافة فما زالت الجميلة بين الالهة الرافدية "عشتروت" تحاط بالرعاية والتكريم في كل ثقافات العالم وفي كل متاحف الدنيا… ومثلها ايزيس المصرية وادونيس الفينيقي والبعل الشامي وقصة الخلق المصرية والبابلية …كلها محل احترام فلم تفن وما زالت من التاريخ…
"ليست الخطورة اذن على دين المسلمين فالدين له صاحب كفيل به بل الخطورة الحقيقية هي على المسلمين من الزوال الوجودي من عالم البشرية بالاندثار التام بعد ان غابوا عن هذا الوجود كفكرة وفعل وعطاء وغرقوا في مستنقعات الجهل والخرافة والتخلف والجمود والاستبداد والانحطاط الخلقي والانساني رغم ان المسلمين يشكلون حوالى خمس البشرية على الارض.
"هنا الذعر الحقيقي ان تطول الازمة بالمسلمين فيغيبوا وجودا كما غابوا حضورا ثقافيا وهم حسب ما نعتقد كمسلمين المكلفين بالشهادة على الناس بحسبانهم امة وسطا حسبما اخبر القران الكريم بينما هم ما عادوا لا امة وسطا ولا طرفا ولا هم امة اصلا بحالهم هذا ولو قلنا تجاوزا انهم امة فهم امة مريضة تصدر امراضها كراهية وارهابا للعالمين…"
وقال "انقسم المفكرون في بلاد المسلمين على اطيافهم من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الى فريقين رئيسيين: فريق ارجع الازمة الى عدم التزام خير امة اخرجت للناس بدينها حسب الاصول وهو ما يجعلها تطلب النصرة السماوية فلا تستجيب السماء لها بل تنزل بها النوازل والاهانات والكوارث… في عملية تأديب ربانية للامة كلها وذلك لانها افرطت في فروض دينها وتأثرت بما عند الشعوب الاجنبية من اساليب عيش… لذلك حقت علينا اللعنة الالهية…"
اضاف انه يغلب على هذا الفريق "روح التنظيم لتعودهم الطاعة المطلقة فيشكلون جماعات شديدة التنظيم والانضباط والاستجابة الحركية السريعة. تبدو بينها على السطح خلافات في الدرجة لكنها غير نوعية… ويزعم هذا الفريق اننا قد جربنا العلمانية… والنظام الجمهوري والنظام الملكي والاشتراكية والرأسمالية وسقطت جميعا وسقطنا معها في المزيد من التخلف والانهيار…"
أما الفريق الاخر اي العلماني "فقد ذهب مذهبا هو على النقيض بالمرة من الفريق الاول وهو الاقل انتشارا بين الجماهير لكنه الاكثر قدرة على الوصول الى حلول علمية والاكثر منطقا والاقوى حجة ويستند الى الواقع الملموس في نجاح العلمانية اينما طبقت.
"لذلك تتم محاربة هذا التيار وطعنه لدى المسلمين بكونه يناهض الدين ويناوئه… ويعاني هذا الفريق اضافة الى التحريض ضده وتبخيسه وتكفيره وتخوينه خللا شديدا اصيلا في بنيته لان العلمانية او الليبرالية هي حرية فردانية بطبيعتها وبما تتضمنه من مفاهيم فيكون الفرد عصيا على الانضباط والتنظيم الحركي ولا يخضع العلماني الا لقوانين العقل والعلم والاصول الحقوقية والدستورية للمجتمع المدني… لذلك فالليبرالية لا تقوم في مجتمع الا عندما تنتشر بقوتها الذاتية…
الفريق العلماني بالطبع لا يرجع الازمة الى تأثر المسلمين بثقافات غير اسلامية بل يرى انهم ابعد ما يكونون عن هذه الثقافات… ولا يرى ان مصائبنا تبدأ مع الاستعمار الحديث وسقوط الخلافة لان الخلافة كانت قد مرضت وشاخت وكانت تنتظر من يعلن وفاتها فقط… وان الاستعمار لم يكن سبب ضعفنا باحتلاله بلادنا لانها كانت ضعيفة اصلا مما سمح للاخرين بالتعدي عليها فضعفنا اصيل في بنيتنا الثقافية وكان هو سبب الاستعمار وليس نتيجته…"
كتاب سيد القمني صدر عن دار (الانتشار العربي) في بيروت وجاء في 414 صفحة اقرب الى القطع الكبير.
وتألف الكتاب من توطئة تشخيصية وصلت الى نحو 38 صفحة ومن ثلاثة ابواب بعناوين رئيسية وردت تحتها عدة عناوين فرعية لا يقل كل منها عن ثمانية عناوين.
العناوين الرئيسية جاءت كما يلي: "الدولة الاسلامية ومتابعات جديدة." و"نحو تأسيس ثقافي للقيم" و"جدل ثقافي."
كثيرا من العلماء او الكتاب لايري المسلمين الا (اسلاميين …….وعلمانيين) مع العلم بان الاسلاميين قلة ولا وجود لدولة علمانية تطبق العلمانية كما يقولون ) لناخذ كثلا المملكة المتحدة فاعلي سلطة سياسية هي الملكة وكذلك هي اعلي سلطة دينية اذن فقد اجتمعت سلطتان في واحد كما تقوم الدولة برعاية الكنيسة وترفض تغيير قانون الاحوال المدنية الي غير ما جاءت به المسيحية التي هي دين الدولة كذلك العلم البريطاني يحمل رمز الصليب وكثير من القوانيين التي يعمل بها هي قوانيين وضعت من قبل الكنيسة ……… ولقد راي العالم باثره الرئيس اوباما يؤدي اليمين علي انجيل اذن فهو لن يكون رئيسا ما لم يقسم علي الانجيل فاين هي العلمانية في الولايات المتحدة وقد سمع العالم باثره الرئيس بوش عند اعلان حربه علي القاعدة بمقولة ان الرب قد قال له افعل وسمي المعارك بمسميات من زمن الحرب الصليبية ولم نسمع احد يقول له نحن امة علمانية ……….ومعلوم ان الدين الذي يحارب الان هو الاسلام وليس البوذية او المسيحية ولازالت الارساليات الغربية مدعومة من الدول الغربية ترسل الي افريقيا (جنوب السودان مثلا) لنشر المسيحية وليس العلمانية……………..اما اخوان المسلمين (خوارج هذا الزمان) رافعي الصحف كما فعل ابائهم في موقعة الجمل وصفين وكما قتلوا سيدي علي بن ابي طالب بزعمه ان حكم غير شرع الله سبحانه وتعالي بالله اذا لم يطبق ابن ابي طالب شرع الله فمن يطبقها انهم الان راشد الغنوشي وحسن الترابي ومهدي عاكف وكل من يقول ……….(هي لله هي لله) وابن لادن والظواهري وسيف الاسلام حسن البنا وخالد مشعل ……….
ايها الناس هناك مسلمين لازالوا ينطبق فيهم قول الله تعالي (ومن المؤمنيين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) وهم علي المحجة البيضاء ليلها كنهارهالايزيق عنها الا هالك
اخي ابو مرخة (مرحبآ) بك اخي…أن المصحف بين ضفتيه لا ينطق إنما تنطق عقول الرجال،اخي ابمرخه رحمك الله، ليس هناك دولة علمانية او دولة دينية ،بل سياسه حكيمة تراعي مصالح الإنسان والمتجمع ،(يميز) فيها بين الدين والسياسه (يميز) وليس (يفرق او يفصل)؛بمعني ما لقيصر لقيصر وما لله لله.اخي ابومرخه والله ان الجميع الآخوان المسلمين،الذين زكرتهم،هم اشد خطر علي الإسلام من اعداء الإسلام نفسهم
يا أبو مرحة : ليس المهم المظاهر التي تكلمت عنها من نوع : (العلم البريطاني يحمل رمز الصليب) أو (ولقد راي العالم باثره الرئيس اوباما يؤدي اليمين علي انجيل اذن فهو لن يكون رئيسا ما لم يقسم علي الانجيل فاين هي العلمانية في الولايات المتحدة وقد سمع العالم …) فتلك مرتبطة بتقاليد تاريخية رمزية …المهم الجوهر : ففي تلك البلاد العلمانية (أوربا و أمريكا و الهند و كندا و …الخ ) تجد كل الناس سواسية و لهم الحق بالتبشير بمعتقداتهم :اسلام ، مسيحية ، يهودية ، بوذية ، إلحاد … و تجد استقرارا و لا تجد حروبا و لا أحقاد و تجد التقدم العلمي و الاقتصاد المزدهر … يصنعون لك و انت تستهلك … أما في البلاد التي تسعى لتطبيق الدولة الدينية كالسودان فتجد الحروب و التخلف و الاحقاد و الخوف من نشر أفكار مختلفة … صاحب الفكرة الصحيحة لا يخاف عليها من الأفكار المضادة … أما قولك ;(لناخذ كثلا المملكة المتحدة فاعلي سلطة سياسية هي الملكة وكذلك هي اعلي سلطة دينية اذن فقد اجتمعت سلطتان في واحد كما تقوم الدولة برعاية الكنيسة وترفض تغيير قانون الاحوال …) فهو عار من الصحة فالملكة في برطانيا تملك و لا تحكم و لا تجتمع في يدها السلطتين الزمنية و الدينية … أظنك تأخذ ثقافتك من أمثال الطيب مصطفى ، و من يأخذ معلوماته من الجهلاء لا يزداد إلا جهلا …
اينما حل المسلمون ، حلت معهم الرجعية و التخلف والتواكل ، لا يعترف المسلمون بالتواء اعناقهم ، وسوء فهمهم لدينهم ، ونظرية الاديان عموما ، يظنون ان مجرد اسلامهم كفيل بحل كافة اشكالاتهم الدنيوية ، واعتناق الاسلام وحده بالميلاد او خلافه يضعهم فى مقدمة الامم المتحضرة ، الا ان الواقع والتاريخ كافيان جدا للتاكيد ان المسلك والدرب الذى يسلكه المسلمون ، لن يصلهم الى اى ريادة فى المستقبلين القريب والبعيد ، وتتنزل عليهم الاهانات والنوازل والكوارث كما اشار اليها الكاتب ، ولا تتقبل دعواتهم ، لماذا ، لانهم مخدرون ولم يعتادوا التعامل مع المصائب على انها هبات ومدارس حقيقية للتعلم منها وتطوير سبل التعامل معها مستقبلا ، فلا يتجاوبون مع المصائب ولا ينظرون اليها من منظورها الايجابى ، بل كغضبة الهية ، والمسلمون لم يتعرضوا للكثير من المحن والكوارث الطبيعية كتلك الامم المصنفة كافرة فى قاموس المسلمين ( تعرض الكفار للطواعين ، فانتجوا الامصال ، والاعاصير عاما بعد عام تضرب سواحلهم ، فطوروا انظمة الانذار والنجاة ، ويتعرضون للزلازل الارضية المدمرة ، فيقومون من الحطام لتطوير مبان مقاومة لها ، ويتعرضون لحرائق ضخمة فيطوروا معها انظمة جيدة للتعامل مع النيران ، الخ الخ) موجات التسونامى تتفادى اراض المسلمين. وبعد كل ذلك نعتقد ان المشكلة فى الابتعاد عن الدين ، وللعلم فان المسلمين المعاصرين من اكثر شعوب العالم تمسكا بدينهم صوما وصلاة يومية راتبة ، وجهادا ، وحفظا للمصحف والاحاديث وحجا بملايين غير مسبوقة ، ودعاءا وتهجدا ، علما ان المسلمين الاوائل لم يحفظوا القران ،لانه لم يكن متاحا الا عند القلة القليلة ، ولم ينفذ احد من المسلمين الاوائل عملية استشهادية قط تساوى ما اقدمت عليها مجموعة القاعدة فى نيويورك ، اذن المسلمين يعطون دينهم ما يكفى من الاهتمام والتمسك ،،، وحقيقة تخلف المسلمين ربما يقبع فى مكان اخر ، حقيقة واقعية ، فى تفاعل المسلمين انفسهم مع الدنيا ، بعيدا عن نظرية المؤامرة.