مقالات وآراء سياسية

الزحف الأخضر فضيحة الإسلاميين الكبرى

يوسف السندي

خرجت اليوم مسيرة الزحف الاخضر في وقت باكر جدا ، أعادت للأذهان ذكرى مسيرات نظام المخلوع عمر البشير و التي تخرج صباحا باكرا من أجل حشد طلاب المدارس و الموظفين بالإكراه . سبق المسيرة حدثان مهمان ، الاول اعتداء نجل الدكتور حسن الترابي بالامس على المحامي و الناشط الحقوقي عبدالعظيم حسن عقب صلاة الجمعة مما أسال دمه ، في رسالة بربرية توضح ان حتى أسرة زعيم الداعين لهذه المسيرة لا تتورع عن الاعتداء على الآخرين حتى و لو داخل مساجد الله التي ما جعلت الا ملاذا آمنا و سلاما . و الحدث الثاني تراجع حزب المؤتمر الشعبي عن عدم دعمه للمسيرة و إصدار بيان مشاركة فيها ، معللا ذلك باعتقال احد قادته و هو ابراهيم السنوسي ، و منع نشاط طلاب حزب المؤتمر الشعبي في احدي الجامعات ، و هي أسباب فطيرة ، إذ لم يخرج المؤتمر الشعبي في مسيرة ضد اعتقال أمينه العام علي الحاج نفسه فكيف يخرج في مسيرة من أجل اعتقال ابراهيم السنوسي !!

تراجع المؤتمر الشعبي عن عدم المشاركة في المسيرة غالب الظن انها لم تنتج عن هذه الأسباب الساذجة، و إنما نتجت عن معلومات بأن الحشد سيكون كبيرا ، و من أين ستأتي هذه المعلومات ان لم تكن من كوادر حزب المؤتمر الوطني ؟ فكادر المؤتمر الشعبي الناجي عبدالله ظهر يدعو لهذه المسيرة في فيديو مع أنس عمر عضو حزب المؤتمر الوطني و والي احدي ولايات دارفور إبان حكم الرئيس المخلوع . و هذا الفيديو الذي جمع الشعبي و الوطني في جلسة انسجام و ود أعاد لذاكرة الشعب السوداني صحة الحديث الذي دار عن ان المفاصلة التي حدثت بين الشعبى و الوطني إنما هي محرد مسرحية هزلية للضحك على الشعب السوداني تشبه مسرحية اذهب للقصر رئيسا و ساذهب للسجن حبيسا التي طبقها البشير و الترابي لحظة الانقلاب .

ظهور فيديو الناجي عبدالله و أنس عمر ، سرب حقيقة أن التنسيق يجري على قدم و ساق بين طرفي الحركة الإسلامية لهذا الحشد ، و حيث ان المؤتمر الوطني قد سقط حديثا من السلطة و مازال يمتلك الأموال المنهوبة من الدولة التي لم تصادرها حكومة الثورة حتى هذه اللحظة ، و حيث ان هذه الأموال بعد سقوط النظام لم تترك في المؤسسات و لا في البنوك و لا تركت في شكل سيارات و لا عقارات ، و إنما خزنت بعيدا في شكل سيولة لدى كوادر المؤتمر الوطني ، فقد استفيد منها هذه الايام في دعم هذه المسيرة بالمال من أجل حشد الناس عبر تجهيز البصات و الحافلات و نقلهم من مختلف أنحاء السودان بجانب توفير نثريات للحضور و أماكن إقامة و وجبات ، و هي بكل تاكيد مبالغ طائلة فاقت عشرات المليارات من الجنيهات( بالقديم ) ، و هذه المعلومات هي التي ربما وردت للمؤتمر الشعبي من صنوه المؤتمر الوطني ، و لما اطمئن لها المؤتمر الشعبي تراجع و دعم المسيرة تحت أسباب ساذجة لم تستطع أن تغطي عورة التخطيط المشترك لأطراف مسرحية المفاصلة .

بعد مليونية ٣٠ يونيو التي أقصتهم تماما من الصورة كنتيجة منطقية لتقاربهم مع المجلس العسكري بعد فض الاعتصام و وقوفهم ضد الثوار و ضد قوى اعلان الحرية و التغيير، قصد الاسلاميون بهذه المسيرة ان يعودوا مجددا لواجهة الفعل السياسي في البلاد ، و لكن حشدهم الذي أنفقوا عليه المليارات لم يكن كافيا بكل تأكيد لرفعهم لدرجة العودة للساحة من الباب الكبير ، فبالمقارنة البسيطة بين حشود مليونية ٣٠ يونيو و حشود مسيرة الزحف الاخضر يتضح بالفعل حجم الفشل الذي منيت به مسيرة الزحف الاخضر ، هذا غير ان الواقع السياسي في البلاد اصبح محصنا بوثيقة دستورية و حكومة انتقالية مكونة بالكامل في مستواها الاتحادي.

في الوقت الحاضر لا يمكن للإسلاميين ان يعودوا مجددا للواجهة بذات خطابهم القديم الذي رددوه في مسيرة الزحف الاخضر اليوم و المنادي بحماية الدين ، فالشعب السوداني يعلم يقينا أن أكثر السودانيين بعدا عن الدين هم الإسلاميين الذين حكموا هذه البلاد ثلاثين عاما و لم يمنعهم دينهم من قتل الابرياء و سرقة المال العام و المحسوبية و الكذب و الزنا في نهار رمضان ، و لهذا فالإسلاميين مطالبين بتجديد خطابهم المتهالك هذا ، و الاعتذار للشعب السوداني بوضوح و صراحة و طلب الصفح و الغفران، أما الاستمرار بهذه الطريقة الصادمة لحقائق الواقع فهي لن تقودهم الا إلى مصارعة الشعب و السلطة ، و هذا لن يجر عليهم سوى السجون و الإعدامات و لن يبكي عليهم يومها احدا و لن يتذكرهم احد .

 

يوسف السندي

[email protected]

 

‫3 تعليقات

  1. من امن العقوبة اساء الادب
    إن كان تمسكهم ببطالهم من اجل المال
    فعلى الحكومة المسارعة بنزع هذه الاموال فورا منهم
    وإلا لن ينعم احد بالامن والسلام طالما كان المال في ايديهم
    خاصة بعد ان ثبت زيف مشروع دولتهم الاسلامية الكاذبة
    ما توقعنا ان يستطيع القوم حشد الف شخص ناهيك عن الاف
    هنالك خلل امني كبير في التعامل مع هؤلاء القوم
    فكيف يعقل ان يكون هنالك مناصرين لبني كوز رغم ثبوت فسادهم
    القضية اكبر من ذلك بكثير وهنالك خبايا واسرار غائبة عن الشعب
    لن يصمت الشعب وهو يرى بام عينه ثورته تائهة تتقاذفها الامواج
    يجب حسم ما تبقى من كوادر بني كوز فورا
    اليوم قبل الغد
    الان وفورا

  2. فيصل محمد صالح, عمر البدوي, أسماء محمدعبدالله, مدني عباس مدني, هؤلاء هم من يعطون الكيزان الأمل,مع انو التاريخ و الشعب السوداني قال كلمته فيهم و وداعا دولة الظلم و الفشل, و الآن كرعية نتمني الا تخرج علي الحاكم !
    أربعة وزارات خطيرة جدا, من اختار هؤلاء؟ من عبث بلجان ترشيحهم و التي اما انها تفتقر للكفاءة أو أحصنة طروادة لاجهاض الثورة, دي ما صدفة! يا اخي هنالك مواهب و كفاءات وزن ثقيل جدا داخل و خارج السودان ليه ما استفدتو منهم؟ و الآن يشمت الأعداء علي حالكم المايل!
    الترشيح للجان الترشيح – اللجان دي يجب أن يكون الترشيح لها بصرامة و يكونوا فيها ناس فطاحلة و ليس تكوينها بسبهللية كما يحدث الآن, يجب غربلة و مواجهة لجان الترشيح بشراسة لاخفاقها في أغلب ترشيحاتها, الرجل المناسب في المكان المناسب, و كفاية محاصصة و صاحبي و صاحبك. و الا الضعف البائن الشايفنو ده! العوجة في الضعف المهني و الأخلاقي للجان الترشيح- لا تعتمدوا الا الأصلح أو قدموا استقالاتكم زي محمد عصمت حتي يعلم الشارع بانو في مشكلة.انشروا أسماءهم علي الملأ.
    كمثال مدني عباس مدني أفيد و أنسب لمفوض العون الانساني , لا تحرقوهو- و زارتو عايزة تاهيل و خبرات كبيرة و هي عالم تلاتة ورقة اللصوص و مصاصي دماء الشعب, العاوز يضبطها لازم يفهم انو مكنة الكيزان كانت شغالة بفئتين خطيرتين و هما الجوكية و الجاكات, و ديل “عش الدبابير” أدرسوا هاتين الفئتين علميا و أمنيا,تتضح لكم الرؤية تماما,
    الوزير يطلب لستة من الأمن الاقتصادي بكل “الجوكية” “في كل السودان “و شبكاتهم في المدن و تخصصاتهم في كل السلع و القطاعات, اجتثوا هؤلاء تسيطروا علي الاسعار, انهم خطيرون خطيرون خطيرون..
    نعم الجوكية هم من كانوا عمليا يديرون السودان, و يتطور الجوكي الي ان يصبح من “القطط السمان” أعرفوهم و حددوهم و منهم حتتعلموا الكثير – علي فكرة ما كلهم كيزان! وهم غير منتجين علي الاطلاق. و بعضهم وجهاء مجتمع ,
    أما الجاكات فهم للاشاعات و تغبيش الوعي و التضليل”و أحيانا الارهاب و لوبيات الضغط. و افساد المسئولين ترهيبا و ترغيبا و”يا زول أعمل حسابك!” و “ما تضيع العيال!” و “تتعشي” و “نتعشي”…و غيرها من الشفرات
    محمد وداعة قال ” عايزين وزراء شفاتة” بعض الناس سخرت منه, و لم تستوعب كلامو, و هو من شفوت قحت الفاهمين, دايرين وزراء علميا مؤهلين و أخلاقيا أقوياء و عندهم شفتنة حياة و ناقشين تلاتة ورقة البلد و يجيدون العرضة و البطان مع الثعالب و الضباع. و هنالك الكثير منهم من تجاوزتهم قحت جهلا بهم أو منها.
    يا حرية و تغيير أعدلوا المايلة و نضفوا صفوفكم, الشعب السوداني يكره القلوب الواجفة و الركب “بضم الراء” الراجفة والأيدي المرتعشة.
    الواقع الحال مرده لضعفنا الأخلاقي و سبهلليتنا. و عدم الحزم في الشأن العام و بعض الخاص.we ‘re not delibrate

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..