انهيار الجنيه السوداني

السلام عليكم ورحمة الله
انهيار الجنيه السوداني
فضل الله مصطفي احمد
[email][email protected][/email]
ان الناظر لحال الاقتصاد السوداني وبكل اسف يجده بعيد كل البعد عن الواقع الحقيقي الذي تعرف به اقتصاديات الدول في العالم من حولنا – الاقتصاد السوداني بما حباه الله من موارد متنوعه ومتجدده الا انه اقتصاد مريض ويعاني من ازمات لم تترواح مكانها منذ الاستقلال والسبب في راي الشخصي يرجع لسوء ادارة هذا الملف الحساس والمرتبط بمعيشة الناس – مثلا نلاحظ هذه الايام ان الجنيه السوداني قد انخفضت قيمته بصورة تنذر بخطر قادم لا محالة وعلي حسب النظرة الافقية فان السبب يرجع الي قلة الانتاج في المقام الاول والذي بدوره يوثر علي عجلة التنمية ومن ثم ضعف الصادرات وبالتالي زيادة الواردات فهي حلفة متواصلة ولا تنفك عن بعضها البعض فاذا اردنا ان ننهض بوطننا الحبيب يجب ان نهتم بالانتاج والانتاجية وهما مفتاح الخروج من ازمة السودان الحالية -اما ان تكون الحلول الوقتية بالاستدانة من النظام المصرفي الداخلي او من بيوت التمويل العالمية فهذه حلول لا تجدي فتيلا ولا تفك وعكة الجنيه السوداني الذي هو في الاصل تتحدد قيمته بناءا علي الانتاج وهي اخر نظرية اقتصادية وصل لها العالم بعد ان انفك الارتباط بالرصيد من الذهب في السابق .ما اريد ان اقوله هو ان حجر الزواية في الخروج بالجنيه السوداني من مصيدة السيولة الحالية هو دعم الانتاج والمنتجين وتاهيل كل المشاريع الزراعية القديمة مثل مشروع الجزيرة ومشروع الرهد الخ حتي نحقق تنمية حقيقية تعود علي المواطن السوداني بالرخاء والرفاه وهذا شان ظل يعاني منه المواطن السوداني بصورة دائمة .ونسال الله ان يفك اسر الجنيه السوداني حتي يعود سيرته الاولي خاصة بعد خروج مورد البترول من الموازنة بعد انفصال الجنوب فالحل يا اخوتي كما ذكرت سابقا الرجوع الي الانتاج والنتاجية هما نقطة الانطلاق نحو التقدم والازدهار ومن امثلة الدولة التي استطاعت ان تحرز طفرة ووفرة في الإنتاج دول شرق اسيا رغم ضعف الموارد مقارنة بالسودان.
الرفاهية الاقتصادية تعتمد كما يقول الاقتصاديون علي عناصر الانتاج لزيادة الانتاج والانتاجية (الارض وراس المال والايادي العاملة والعنصر المنظم ) والعنصر المنظم كما فهمت هو المخطط اي العقل المدبر الذي يدير عملية الانتاج وهذا مانفتقده في السودان
قيمة عملة اي بلد بالعالم تحددها قيمة انتاجه وحوجة العالم له ؟؟؟ قيمة المارك الألماني تحددها منتجات المانيا التي لا يمكن للعالم الأستغناء عنها ؟؟؟ هل يمكن للعالم ان يستغني عن الأدوية اوالماكينات او السيارات الألمانية الخ ؟ المانيا تبيع في اليوم الواحد مئآت الأطنان من الأسبرين فقط لجميع انحاء العالم ؟؟؟ والي الآن لا يوجد أسبرين في العالم يجد رواجاً مثل أسبرين شركة باير الألمانية ذو العلامة المعروفة والصندوق الأخضر؟؟؟ والدولار له قيمة مش عشان خاطرعيون الأمريكان ولكن لأن العالم لا يستطيع الأستغناء عن صناعة الطائرات والعربات والأسلحة الأمريكية وغيرها والتي تدر عليهم يومياً مليارات الدولارات ؟؟؟ و لنتأمل الوجه الآخر للعملة ؟؟ لماذا عملة الصومال او السودان او تشاد ليس لها قيمة محلية او عالمية ؟؟؟ لأنه ليس لهم اي انتاج يحتاجه العالم ؟؟؟ وعليه لا بد لهم من ان يعيشوا عالة علي المجتمع الدولي المنتج وعلي المعونات والقرصنة والتسول علي موائد دول الخليج مططاي الرأس وفاقدي الأحترام ؟؟ اي خبير اقتصادي يتكلم عن الأقتصاد ويجد مبررات لضعف الجنيه السوداني ويعزو ذلك لنتيجة سياسات بنك السودان وفزلكة وزير المالية وأقتصادي الكيزان وينسي ان السبب الرئيسي هو عدم الأنتاج فهو مخطيء ؟؟؟ وعليه ان يراجع نفسه ويخرج من صندوق الأكاديميات وان لا ينظر فقط لرأس الهرم ويتجاهل قاعدته ؟؟؟ فلا يمكن ان تكون للجنيه السوداني اي قيمة محلية او عالمية الا بالأنتاج ثم الأنتاج ثم الأنتاج ولا شيء غير الأنتاج ؟؟ عندما كان السودان من أكبر مصدري القطن في العالم وكانت مصانع لانكشير بأنجلترا تعتمد عليه اعتماداً كلياً كان الجنيه السوداني يعادل حوالي 3 دولار وثلث ؟؟ وفي مصر كان الجنيه السوداني له قيمة كبيرة ويتهافتون عليه لأن تجارة الجمال والجلود والسمسم وغيرها كانت لها قيمة تجارية عالية وتعتمد مصر عليها في الغذاء والصناعات . فأذا اردنا ان يكون لجنيهنا قيمة فعلية محلية وعالمية فلا بديل غير الأنتاج ثم الأنتاج ؟؟؟ وللأسف الشديد هذا الموضوع ليس في اجندة الكيزان وأقتصادييهم المنتفعين ولا يرقي خيالهم المريض لأستيعابه ؟؟