أقالوه ولم يستقل يا دكتور مصطفى

بابكر فيصل بابكر
شهدت ساحة حزب المؤتمر الوطني حدثاً هاماً مُوحياً بالحالة التي آلت إليها أوضاع حزب السُّلطة من حيث توفر الحُريَّات الداخلية, و كيفية التعاطي مع الرأي المُختلف داخل المؤسسة الحزبيَّة, وهى حادثة إقالة الدكتورغازي صلاح الدين من موقعه كرئيس للهيئة البرلمانيَّة لكتلة نوَّاب الحزب.
وعلى الرغم من أنَّ وقائع الإقالة وأسبابها معروفة ولا تحتاج إلى إثبات إلا أنَّ القيادي الآخر بالمؤتمر الوطني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل, خرج علينا بتصريحِ مُدهش للغاية, وهو التصريح الذي أوردتهُ صحيفة “الصحافة”, وجاء فيه أنَّ الأخير أكد أنَّ الدكتورغازي صلاح الدين لم يُعف من رئاسة الهيئة البرلمانية لكتلة المؤتمر الوطني, بل أنه ( تقدم بإستقالتهِ وكان يُصرُّ علي أن تقبل، فالصحيح أنَّ المكتب القيادي وافق علي طلب غازي بإعفائهِ من منصبهِ وغازي نفسه لا ينكر ذلك وهذا ماحدث ). إنتهى
نود بداية أن ندحض التصريح الغريب للدكتور مصطفى بأحاديث لصاحب الشأن نفسهُ ولقياديين آخرين بالمؤتمر الوطني, ومن ثم ننظرُ في دلالات حديثهِ عن “إستقالة” وليس “إقالة” الدكتور غازي صلاح الدين.
أوردت وكالة السودان للأنباء تصريحاً للدكتور غازي عقب صدور قرار إقالته من المكتب القيادي قال فيه إن أمر إقالته نشر بالإعلام ولم يصله أمر رسمي, ونوَّه إلى أنه ( لا يزال في موقعه رئيساً للهيئة البرلمانية لحزبه). وبعد صدور قرار الكتلة بإقالتهِ قال أنه كان رافضاً لقرار المكتب القيادي ولكنه سعيد بقرار الكتلة، داعياً الى التفريق بين رضاه بقرار الهيئة ودونها, في إشارة لتمسكه بالمؤسسية في إتخاذ القرار.
غير أنَّ الأمر الأهم في هذا الصدد هو رأي الدكتور غازي في الإقالة, حيث قال في ردَّه على سؤال عن أسبابها : ( لا توجد مسببات ), مضيفاً : (ربما تلك مشكلة الذين أصدروا القرار ). ونحن من جانبنا نسأل الدكتور مصطفى هل هذا حديث يصدر عن شخص تقدَّم بإستقالتهِ من منصبه ؟ الدكتور غازي يقول بوضوح أنه لا توجد مُسببات لإقالته, فمن أين إذاً جاء الدكتور مصطفى بحديثه الغريب عن إستقالة الرَّجل ؟
أمَّا القيادي البارز بالمؤتمر الوطني, وعضو المُجلس الوطني عباس الخضر الحسين فقد إعتبر أنَّ ( إبعاد د.غازي صلاح الدين من الهيئة البرلمانية للحزب أمراً غير موفّق من المكتب القيادي ). إنتهى
يبدو أنَّ الدكتور مصطفى عثمان حاول أن يخفف من أثر إقالة زميله في الحزب بطريقة “الغتغتة”, وهى طريقة أصبحت غير مُجدية في الخروج من “الأزمة” العميقة التي يُعاني منها حزب الحكومة, و قد رأينا كيف أنَّ “يأس” بعض المنتمين إليه عضوياً وفكرياً جعهلم يشرعون في الإنقلاب عليه بالقوة العسكريَّة.
يقول الدكتور مصطفى ( أنا من اقرب الناس الي دكتور غازي واحترمه جداً وهو إصلاحي ويريد الإصلاح من الداخل، وطرح رأيه بقوة في مؤتمر الحركة الإسلامية ،لكن هذا لم يخرجه من مؤتمر الحركة الاسلامية أو المؤتمر الوطني والآن يعبر عن رأيه ونحن محتاجون لمثل هذه الأصوات ). إنتهى
فات على الدكتور مصطفى أنَّ “مراكز القوى” داخل حزبه ما عادت تحتملُ الرأي المُخالف وهنا تكمُن المأساة, فالدكتور غازي لم يفعل شيئاً سوى التعبير عن رأيهِ في قضيَّة ترشح الرئيس لدورة أخرى, وهي قضية لم يبتدرها هو, بل قدَّم فيها إجتهاده الخاص في قراءة نصوص الدستور, وكان يُمكن لمخالفيه أن يقدِّموا وجهة نظرهم, وينتهي الأمر إلى هذا الحد, ولكن من الواضح أنَّ ردَّة الفعل عكست حالة متراكمة من الصراعات الداخلية لم يعد بإستطاعة أطرافها التعايش سوياً, وبالتالي لا بد من ذهاب أحد الأطراف.
وقد عبَّر الدكتور غازي عن عُمق الأزمة داخل حزبه بالقول : ( عندما تنعدم ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺗﻘﺒﻞ ﺁﺭﺍﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﻟﺤﺘﻤﻲ. ﻟﻜﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻤفاﺭﻗﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺩﻗﻴﻘﺔ يعتمد ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺍﺡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ). إنتهى
دلالاتُ حديث الدكتور غازي أعلاهُ لا تقفُ عند حدود الخلافات الداخلية للمؤتمر الوطني, بل تنعكس على مُجمل العملية السياسية الوطنية, إذ كيف يُمكن لحزبٍ يضيقُ بتباين الآراء داخل هياكلهِ أن يحتمل الرأي المخالف الذي تعبِّرعنه قوى سياسية أخرى تختلف معهُ بصورة كبيرة ؟ إجابة هذا السؤال يكمن فيها سبب تعثر جميع دعوات الحوار الوطني وإستمرار حالة الإحتقان السياسي و تكاثر النزاعات المسلحة.
في ردَّه على سؤال بصفحته على “الفيس بوك” حول إحتمال إنشقاقه عن المؤتمر الوطني أو تأسيسه حزب جديد, قال الدكتور غازي (عندما تنعدم ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺗﻘﺒﻞ ﺁﺭﺍﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﻟﺤﺘﻤﻲ. ﻟﻜﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻤفاﺭﻗﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺩﻗﻴﻘﺔ يعتمد ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺍﺡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ).
الحديث اعلاهُ ? يا دكتور مصطفى ? ليس حديث شخص تقدَّم بإستقالتهِ كما تقول, بل هو حديث رجل أصابهُ اليأس من إمكانيَّة الإصلاح, ولم تعُد القضايا “الأخلاقيَّة” التي شكلت على الدوام مصدر شرعيَّة جميع حركات الإسلام السياسي هى ما تمنعهُ من “مفارقة” حزبه فقد رأى وعايش كيف يتم وأدها وتجاوزها في خضم الصراع على السلطة, بل هناك أسباب “عملية” تؤجل خطوته التالية, وهذه الاخيرة لا تتعدى ان تكون ترتيبات وحسابات سياسية مؤقتة, ومن ثمَّ يقع الطلاق.
الرَّجل يزنُ خطوته التالية بميزانٍ دقيق لأنهُ يعي المزالق التي يُمكن أن تؤدي إليها المُفارقة, وهو ما عبَّر عنه في إجابتهِ عن سؤال يُعيب عليه “التردد” في إتخاذ مواقف قويَّة, حيث قال : ( لست مُتردداً ولكنك رأيت ما تفعله المُنازعات السياسية في العالم النامي من موت ودمار، المشكلة أنه لا توجد في أنظمتنا حُريَّات حقيقية وأي تحرك سياسي مناويء يمكن أن يؤدي إلي أن تسيل الدماء). إنتهى
يبدو أنَّ الرَّجل أدرك بعد سنوات طويلة في دهاليز السياسة أنَّ “الحُريَّة” هى الحاضنة الأمثل لإدارة الخلاف, و هو لا يتعجل التحرُّك ضد النظام خوفاً من وقوع الصدام . ربما كان هذا هو الدرس المهم الذي خرج به من تجربته السياسية, فهو ذات الشخص الذي ترك مقاعد الدرس بالجامعة وحمل السلاح لتغيير نظام مايو, و كان مما نسب إليه مؤخراً القول أنه إذا إستقبل من أمره ما استدبر لما شارك في ذلك العمل العسكري.
بات من الجلي أنَّ الدكتور غازي لم يعد يُطيق الإستمرار في منظومة لا تحتمل الرأي الآخر, منظومة أضحى يُحرِّكها من وصفهم في مقاله “من يحكم السودان ؟” ب ( من يجرون حسابات خاصة دون نظر إلى مصلحة عامة ), ولذا فإنهُ الآن بصدد التفكير في الخطوة التالية, والتي ستكون في ظن كاتب هذه السُّطور أكثر جرأة من كل المواقف السابقة التي إتخذها في معاركه الداخلية, كيف لا والرَّجل قال في إجابة له اخيرة عن سؤال حول مستقبله السياسي : ” لدينا حديث طويل بنقولو بعدين”.
قريباً من السيِّاق : لاحظتُ أنَّ عدداً كبيراً من المسئولين الذين يتمُّ إبعادهم من مواقعهم يتوجهون للعمل بالزراعة, هذا ما فعله على سبيل المثال والي جنوب دارفور الأسبق, و شرق دارفور الحالي عبد الحميد كاشا الذي غادر فور إقالته من منصبه السابق للقضارف لمتابعة مشروعه الزراعي الذي تفرغ له, وعندما سئل اللواء عادل الطيب أحد المفرج عنهم في إطار العفو الرئاسي مؤخراً عن خطوته التالية أكد اتجاهه للعمل الزراعي, وكذا فعل الدكتورغازي صلاح الدين الذي قال للصحفيين وهو يجمعُ متعلقاته من البرلمان أنهُ ذاهب للزراعة.
متى يا ترى سيذهب الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل للزراعة مُصطحباً معه الخبير الوطني ربيع عبد العاطي ؟!
[email][email protected][/email]
اقالوهم استقالوا ماتوا انتحروا هم اصلا غير ممين في حياتنا العادية والسياسية لا ادري لماذا الصحافة مهتمة بهم لهذه الدرجة وجودهم مثل عدمهم
عليك الله تفرق شنو لو أقاله ولا إستقال ولا حتى قتلوه …….! تباً لهم جميعاً فإنهم لايشبهوننا ولا يتمون لأخلاق الشعب السوداني بصلة ….
يا زول مصطفى ده شغال زراعة على أصولها .
الخبير الوطني ما بفهم الا في الخبير الوطني
الأستاذ بابكر .. السطر الأخير من مقالكم الرصين هو مقال كامل في حد ذاته .. نضم سؤالنا إلى سؤالكم .. متى يا ترى ؟!!
طبعا هذه سياسة التلفيق والكذب المتواصل الذي تربوا عليه من رئيسهم والي غفيرهم ,,
الكذب والنفاق والتملق والدهنسه هي سياستهم وطريقتهم ,, وأكل أموال الشعب بكل هذه الوسائل ,,
ربنا ينتقم منهم لهذا الشعب ,,, في الدنيا والاخرة ,,,
والله كلهم مانافعين لقد دمروا دولة كاملة اسمها السودان بخداع الناس يالاسلام والاسلام منهم براء ونرجو من الله سبحانه وتعالي ان ينتقم للشعب السوداني من هؤلاء دنيا واخره.
“متى يا ترى سيذهب الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل للزراعة”
قصدك لزراعة السن والضرس
وجع ضرس اليهد حيلو ويجيب ليهو سل العضام من جديد زى واكعب من الاصابو وهو مبعوث فى انجلترا
مرضى هشاشة وفجوة السن والضرس
واحد قال لي البتدخلوا فيكم الانقاذ دي عمروا مايمرق من الشعب السوداني قلت ليهوا والله انت وهم هو فضل فينا فرقه عشان يدخلوا ابره ماخلاص اتهرينا وقلنا الروب الله ينتقم من الحرامية مصاصي دماء الاطفال تفي علي وجوهكم النجسا يا اولاد الح …
والله الزراعة اتبهدلت في السودان ..ديه مهنة جليلة عايزة رجال صناديد .كاشا ده اقترح عليه يرجع عملو الاول او يرعي بقر الرئيس بعد ان ضاقت سعاية البقر الي القوز في جنوب دارفور وغازي يشوف ليه صيدلية في ناصية في الخرطزم عموم واذا استحالت يفتح بقالة في المسالمة او في حلة حمد دا اذا كان ما منعوا ابوهاشم..انتو عارفين ابوهاشم ما ينسي الغبينة ..
ماشي يزرع وين
في الجزيرة ولا ماليزيا
نفسي أعرف المؤتمر الزفت د1 فيه كم قيادي
راي بصراحه في د.غازي هو رجل فاهم جدا ومؤسسي جدا ويجيد لغه الحوار واكثر واقعيه من غيره في طرح قضايا وازمات السودان للراي العام الخارجي المشكله في السودان لا يؤمنوا بمشاركه القرار وانما قرار احادي الجانب طيب ما يخلوها ذي نظام سياس افورقي ويفكونا من الشكليات الزائفه دي
استقال ام اقيل واضح انه غازى ده دقس وعمل فيها الواد منظراتى وعنده حزب وراى وراى اخر.. ياخ انت جوه الجك وعارف البلد دى ماشه كيف ماتسكت وتخمش خمشك ساى .. ولا يكون شبع وبعد ده قال يمشى الزراعه اصلو الزراعه فى الزمن ده بقت شغلانية الشبعانين ..غايتو جنس شلاقه
ده حلبى يمشى يصنع اباريق الصلاة زى مان بيعملو اهلو وبس
هذا ما سطره المحبوب عبدالسلام في كتابة ( دائرة الضوء )
” لقد بدأ اُلمؤتمر الوطني عهده الجديد بغير تقوى وأسس بنيانه على شفا جرف هار من التزوير، وبتواطؤ تاٍم من قيادة في المؤتمر مع لجان الانتخاب، َفوز مرشح القيادة وهزم تحاُلف الهامش، الذي أراد إثبات إرادته في وجه المركز بالتجديد ُلمرشح لم يكن له َ كسب كبير في إدارة عمل اُلمؤتمر في مدى السنوات التي تولَّى فيها المنصب حتى لأقاليم الهامش، وقد فاز مرشحهم بالفعل، لولا التزوير الكبير الذي اعترى العملية”
والفائز بالتزوير هنا غازي صلاح الدين العتباني ؟؟؟؟
ياخونا يا اغبياء , ماشي زراعة اعضاااء في الزيتونة!!!